* الوقفات التدبرية
١- ﴿وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا۟ بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِٱلْءَايَٰتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾
وخص بالذكر ثمود وآيتها لشهرة أمرهم بين العرب، ولأن آثار هلاكهم في بلاد العرب قريبَة من أهل مكة؛ يبصرها صادرهم وواردهم في رحلاتهم بين مكة والشام. [ابن عاشور:١٥/١٤٤]
السؤال: لماذا خصت ثمود بالذكر في الآية الكريمة؟
٢- ﴿وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيْنَٰكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِى ٱلْقُرْءَانِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَٰنًا كَبِيرًا﴾
لما أخبرهم بالإسراء وشجرة الزقوم أنكر ذلك طائفة منهم، وزعموا أن العقل ينفي ذلك، وأنزل الله تعالى: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن﴾...أي: محنة وابتلاء للناس؛ ليتميّز المؤمن عن الكافر، وكان فيما أخبرهم به أنّه رأى الجنَّة والنَّار، وهذا ممّا يُخوّفهم به؛ قال تعالى: ﴿وَنُخَوِّفُهُم فَمَا يَزِيدُهُم إِلاَّ طُغيَانَاً كَبِيرَاً﴾. [ابن تيمية:٤/٢٣٥]
السؤال: كيف كان ما رآه النبي ﷺ وأخبر به فتنة للناس؟ وضح ذلك من خلال الوقفة.
٣- ﴿وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَٰنًا كَبِيرًا﴾
وقد اختير الفعل المضارع في: ﴿نخوفهم﴾ و ﴿يزيدهم﴾ لاقتضائه تكرر التخويف وتجدده، وأنه كلما تجدد التخويف تجدد طغيانهم وعظم. [ابن عاشور:١٥/١٤٩]
السؤال: لماذا اختير الفعل المضارع ﴿نخوفهم﴾ و ﴿يزيدهم﴾في الآية الكريمة؟
٤- ﴿قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلًا﴾
﴿لأحتنكن ذريته﴾ معناه: لأستولين عليهم، ولأقودنهم؛ وهو مأخوذ من تحنيك الدابة؛ وهو أن يشدّ على حنكها بحبل فتنقاد. [ابن جزي:١/٤٩١]
السؤال: ما المقصود باحتناك الشيطان للإنسان؟ وما علامته؟
٥- ﴿وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ﴾
وصوته: كل داع يدعو إلى معصية الله تعالى؛ فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- ومجاهد: الغناء والمزامير واللهو. [القرطبي:١٣/١١٨]
السؤال: كيف يكون استفزاز الشيطان بصوته؟
٦- ﴿وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾
كل متكلم بغير طاعة الله، ومصوت بيراعٍ أو مزمار أو دُفٍّ حرام أو طبل؛ فذلك صوت الشيطان. وكل ساعٍ في معصية الله على قدميه فهو من رَجلِه. وكل راكب في معصية الله فهو من خيَّالته. [ابن القيم:٢/١٤٢-١٤٣]
السؤال: وضح المقصود بصوت الشيطان وخيله ورجله.
٧- ﴿وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا﴾
مشاركته في الأموال بكسبها من الربا، وإنفاقها في المعاصي، وغير ذلك، ومشاركته في الأولاد هي بالاستيلاد بالزنا، وتسمية الولد عبد شمس وعبد الحارث، وشبه ذلك. [ابن جزي:١/٤٩٢]
السؤال: عدِّد مظاهر من مشاركة الشيطان لبني آدم في المال والولد.
* التوجيهات
١- ما أحلم الله على عباده؛ يعصونه وهو محيط بهم، ﴿وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ﴾
٢- من لم يحرص على مراعاة أحكام الشرع في أمواله، وأولاده، وطعامه، فقد شاركه الشيطان فيها، ﴿وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ﴾
٣- ابحث عن صفات الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، واحرص أن تكون منهم، ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾
* العمل بالآيات
١- أرسل رسالة عن خطر الغناء والموسيقى، وأنها من خطوات الشيطان, ﴿وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾
٢- احرص اليوم على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الطعام، والدخول والخروج من المنزل، ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾
٣- ادع الله تعالى أن يجعلك من عباده الذين ليس للشيطان عليهم سبيلٌ، ﴿إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾
* معاني الكلمات
﴿مُبْصِرَةً﴾ مُعْجِزَةً وَاضِحَةً.
﴿الرُّؤْيَا﴾ مَا رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ والمِعْرَاج بِعَيْنِكَ مِنَ العَجَائِبِ.
﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ﴾ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ.
﴿أَرَأَيْتَكَ﴾ أَخْبِرْنِي.
﴿لأَحْتَنِكَنَّ﴾ لَأَسْتَوْلِيَنَّ عَلَيْهِمْ.
﴿مَوْفُورًا﴾ وَافِرًا.
﴿وَاسْتَفْزِزْ﴾ اسْتَخِفَّ، وَاسْتَعْجِلْ.
﴿بِصَوْتِكَ﴾ بِدُعَائِكَ إِيَّاهُمْ لِلْمَعَاصِي، وَبِالغِنَاءِ وَالمَزَامِيرِ.
﴿وَأَجْلِبْ﴾ اجْمَعْ ، وَصِحْ عَلَيْهِمْ.
﴿بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾ بِجُنُودِكَ الرَّاكِبِينَ، وَالرَّاجِلِينَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.
﴿غُرُورًا﴾ بَاطِلاً وخِدَاعًا.
﴿يُزْجِي﴾ يُسَيِّرُ، وَيُجْرِي.
﴿الْفُلْكَ﴾ السُّفُنَ.
{"ayahs_start":59,"ayahs":["وَمَا مَنَعَنَاۤ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡـَٔایَـٰتِ إِلَّاۤ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَیۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةࣰ فَظَلَمُوا۟ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡـَٔایَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِیفࣰا","وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا","وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِینࣰا","قَالَ أَرَءَیۡتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِی كَرَّمۡتَ عَلَیَّ لَىِٕنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣰا","قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاۤؤُكُمۡ جَزَاۤءࣰ مَّوۡفُورࣰا","وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَیۡهِم بِخَیۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰلِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا","إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنࣱۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِیلࣰا","رَّبُّكُمُ ٱلَّذِی یُزۡجِی لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ فِی ٱلۡبَحۡرِ لِتَبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِكُمۡ رَحِیمࣰا"],"ayah":"وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا"}