﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ﴾ - تفسير
٤٣٣٧٩- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿وإذ﴾ يعني: وقد ﴿قلنا لك﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨.]]. (ز)
٤٣٣٨٠- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وإذ قلنا لك﴾ وأوحينا إليك[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٥.]]. (ز)
﴿إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ﴾ - تفسير
٤٣٣٨١- قال عبد الله بن عباس: يعني: أحاط علمه بهم، فلا يخفى عليه منهم شيء[[تفسير الثعلبي ٦/١٠٨.]]. (ز)
٤٣٣٨٢- عن عروة بن الزبير -من طريق معمر، عن الزهري- قوله: ﴿أحاط بالناس﴾، قال: مَنَعَك مِن الناس[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٠.]]. (ز)
٤٣٣٨٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٠.]]. (ز)
٤٣٣٨٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿إنّ ربَّكَ أحاطَ بالنّاس﴾، قال: فهم في قبضتِه[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٠. وعلقه يحيى بن سلام ١/١٤٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/٣٨٩)
٤٣٣٨٥- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- في قوله: ﴿وإذْ قُلنا لَكَ إنّ ربَّكَ أحاطَ بالنّاسِ﴾، قال: عَصَمك مِن الناس[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٣٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وعلَّقه يحيى بن سلام ١/١٤٥ وزاد: فلا يصلون إليك حتى تُبلِّغ عن الله الرسالة.]]. (٩/٣٨٨)
٤٣٣٨٦- عن الحسن البصري -من طريق أبي بكر الهذلي- ﴿وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس﴾، قال: يقول: أحطت لك بالعرب أن لا يقتلوك. فعَرَف أنّه لا يُقتَل[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٠.]]. (ز)
٤٣٣٨٧- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿إنّ ربَّك أحًاطً بالنّاس﴾، قال: أحاط بهم، فهو مانعُك منهم وعاصمُك حتى تبلِّغ رسالتَه[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٨٠، وابن جرير ١٤/٦٤٠. وعلَّق يحيى بن سلام ١/١٤٥ نحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٣٨٩)
لم يذكر ابنُ جرير (١٤/٦٤٠) غير قول قتادة، ومجاهد، والحسن، وعروة.
و ابنُ عطية (٥/٥٠٣) على هذا القول الذي أفادته هذه الآثار، فقال: «وهذا تأويل بيِّنٌ جارٍ مع اللفظ، وقد روي نحوه عن الحسن بن أبي الحسن، والسدي، إلا أنه لا يناسب ما بعده مناسبة شديدة، ويحتمل أن يجعل الكلام مناسبًا لما بعده، توطئة له».
٤٣٣٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن ربك أحاط بالناس﴾، يعني: حين أحاط علمَه بأهل مكة أن يفتحها على النبي ﷺ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨. وفي تفسير الثعلبي ٦/١٠٩ نحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
٤٣٣٨٩- قال يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿إن ربك أحاط بالناس﴾: كقوله: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ [المائدة:٦٧] أن يصلوا إليك حتى تُبَلِّغ عن الله الرسالة.= (ز)
٤٣٣٩٠- قال قتادة: يمنعك من الناس حتى تبلغ رسالة ربك ...= (ز)
٤٣٣٩١- أبو أمية، عن الحسن: أنّ رسول الله شكا إلى ربه مِن قومه، فقال: يا ربِّ، إنّ قومي قد خوَّفوني، فأعطِني مِن قِبَلِك آيةً أعلم ألّا مخافة عَلَيَّ. فأوحى الله إليه: أن يأتي وادي كذا وكذا فيه شجرة، فليَدْعُ غصنًا منها يأته. فانطلق إلى الوادي، فدعا غصنًا منها، فجاء يخط في الأرض خَطًّا حتى انتصب بين يديه، فحبسه ما شاء الله أن يحبسه، ثم قال: ارجع كما جئت. فرجع، فقال رسول الله: «علِمتُ -يا ربِّ- ألّا مخافة عَلَيَّ»[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٥.]]. (ز)
﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ﴾ - نزول الآية
٤٣٣٩٢- عن أمِّ هانِئٍ: أنّ رسول الله ﷺ لَمّا أُسري به أصبح يُحَدِّث نفرًا من قريشٍ، وهم يستهزئون به، فطلبوا منه آيةً، فوصف لهم بيتَ المقدسِ، وذكَر لهم قصةَ العيرِ، فقال الوليدُ بن المغيرة: هذا ساحرٌ. فأنزل الله تعالى: ﴿وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للناسِ﴾[[أخرجه أبو يعلى في معجمه ص٤٢-٤٥ (١٠)، والضياء المقدسي في فضائل بيت المقدس ص٨٠-٨٣ (٥٢) كلاهما مطولًا، من طريق ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ به.
إسناده ضعيف؛ فيه أبو صالح مولى أم هانئ، وهو باذام، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٣٤): «ضعيف مدلس، يرسل».
وتقدم بتمامه في الآثار المتعلقة بقوله تعالى: ﴿سُبْحانَ الَّذِي أسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرامِ إلى المَسْجِدِ الأَقْصى﴾ [الإسراء:١].]]. (٩/٣٩٠)
٤٣٣٩٣- عن سهل بن سعد، قال: رأى رسولُ الله ﷺ بني فلانٍ يَنزُون[[نزوت على الشيء أنزو نزوًا: إذا وثبت عليه. وقد يكون في الأجسام والمعاني. النهاية (نزا).]] على منبره نزوَ القِرَدة، فساءه ذلك، فما استَجْمع ضاحكًا حتى مات، وأنزل اللهُ: ﴿وما جَعَلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٦. وأورده الثعلبي ٦/١١١.
قال ابن كثير في تفسيره ٥/٩٢: «وهذا السند ضعيف جدًّا؛ فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك، وشيخه أيضًا ضعيف بالكلية». وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص١٧: «إسناده ضعيف، ولكن له شواهد من حديث عبد الله بن عمر، ويعلى بن مرة، والحسين بن علي، وغيرهم». وقال الألباني في الضعيفة ٣/١٩٥-١٩٦: «وهذا السند ضعيف جدًّا، كما قال الحافظ ابن كثير».]]. (٩/٣٩١)
٤٣٣٩٤- عن عبد الله بن عمرو، أن النَّبي ﷺ قال: «رأيتُ ولدَ الحكمِ بن أبي العاصي على المنابر كأَنهم القِرَدةُ». فأنزل اللهُ في ذلك: ﴿وما جَعَلْنا الرؤيا التي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس والشَّجَرَةَ الملعُونة﴾. يعني: الحكَمَ، وولدَه[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٣٩٩-.
قال ابن حجر: «إسناده ضعيف».]]. (٩/٣٩١)
٤٣٣٩٥- عن يَعْلى بن مُرَّة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أُريتُ بني أُمَيَّة على منابر الأرض، وسيملكونكم، فتجدونهم أربابَ سوءٍ». واهتمَّ رسولُ الله ﷺ لذلك؛ فأنزل اللهُ: ﴿وما جعلنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٣٩٨-.
قال ابن حجر: «وأسانيد الكل ضعيفة».]]. (٩/٣٩١)
٤٣٣٩٦- عن الحسين بن عليٍّ: أن رسولَ اللهِ ﷺ أصبح وهو مهمومٌ، فقيل: ما لَك، يا رسولَ اللهِ؟ فقال: «إني رأيت في المنامِ كأنّ بني أميةَ يتعاوَرُون[[يتعاورون: يختلفون ويتناوبون، كُلَّما مضى واحد خلفه آخر. النهاية ٣/٣٢٠.]] مِنبري هذا». فقيل: يا رسولَ اللهِ، لا تَهْتمَّ؛ فإنها دنيا تنالهم. فأنزل الله: ﴿وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أرَيْناك إلّا فتنَةً للناسِ﴾[[أخرجه ابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/٣٩٨-.
قال ابن حجر: «وأسانيد الكل ضعيفة». وقال الشوكاني في فتح القدير ٣/٢٨٥: «وهو مرسل».]]. (٩/٣٩١)
٤٣٣٩٧- عن الحسنِ [البصري]: أنّ رسولَ اللهِ ﷺ لَمّا أُسْرِي به أصبح يُحَدِّث بذلك، فكذَّب به أناسٌ؛ فأنزل الله في مَن ارتدَّ: ﴿وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس﴾[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٣٩٩-، وابن جرير ١٤/٦٤٢ بنحوه من طريق عوف وأبي رجاء دون ذكر النزول. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٩/٣٩٠)
﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ﴾ - تفسير
٤٣٣٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وما جعلنا الرُّؤيا﴾ الآية، قال: إنّ رسول الله ﷺ أُرِي أنه دخل مكة هو وأصحابُه، وهو يومئذٍ بالمدينة، فسار إلى مكة قبل الأجل، فردَّه المشركون، فقال أُناسٌ: قد رُدَّ، وكان حدَّثنا أنه سيدْخُلُها. فكانت رجعتُه فتنتَهم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٥-٦٤٦. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٩/٣٩٢)
٤٣٣٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في الآية، قال: هو ما رأى في بيت المقدس ليلةَ أُسْرِي به[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن مردُويه.]]. (٩/٣٩٠)
٤٣٤٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿وما جَعَلنا الرؤيا التي أريناكَ إلا فتنة للناسِ﴾، قال: هي رؤيا عينٍ، أُرِيها رسول الله ﷺ ليلة أُسرِي به إلى بيت المقدس، وليست برؤْيا منام[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٨٠، وأحمد ٣/٣٩٦ (١٩١٦)، ٥/٤٥٠ (٣٥٠٠)، والبخاري (٣٨٨٨، ٤٧١٦، ٦٦١٣)، والترمذي (٣١٣٤)، والنسائي في الكبرى (١١٢٩٢)، وابن جرير ١٤/٦٤١، والطبراني (١١٦٤١)، والحاكم ٢/٣٦٢، والبيهقي في الدلائل ٢/٣٦٥. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردُويه.]]. (٩/٣٨٩)
٤٣٤٠١- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضحى- في قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: حين أُسْرِي به[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٢.]]. (ز)
٤٣٤٠٢- عن سعيدِ بن المسيّب، قال: رأى النبيُّ ﷺ بني أمية على المنابر، فساءه ذلك، فأوحى اللهُ إليه: إنما هي دنيا أُعطُوها. فقرَّت عينُه، وهي قولُه: ﴿وما جَعَلنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للناسِ﴾، يعني: بلاءً للناس[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٦/٥٠٩، وابن عساكر ٥٧/٣٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مَرْدُويه.]]. (٩/٣٩٢)
٤٣٤٠٣- عن سعيد بن جبير -من طريق فرات القزّاز- ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: كان ذلك ليلة أُسْرِي به إلى بيت المقدس، فرأى ما رأى، فكذَّبه المشركون حين أخبرهم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤١.]]. (ز)
٤٣٤٠٤- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: ليلة أسري به[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٣.]]. (ز)
٤٣٤٠٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿الرؤيا التي أريناك﴾، قال: حين أُسرِي بمحمد ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٥.]]. (ز)
٤٣٤٠٦- عن الضحاك [بن مزاحم] -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: يعني: ليلة أُسري به إلى بيت المقدس، ثم رجع من ليلته، فكانت فتنة لهم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٥.]]. (ز)
٤٣٤٠٧- عن عكرمة مولى ابن عباس: أنها رؤيا عين أُريها النبي ﷺ[[تفسير البغوي ٥/١٠٣.]]. (ز)
٤٣٤٠٨- عن أبي مالكٍ غزوان الغفاري، في قوله: ﴿وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ﴾، قال: ما أُري في طريقه إلى بيتِ المقدسِ[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور. وأخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٢ من طريق حصين بلفظ: مسيره إلى بيت المقدس.]]. (٩/٣٩٠)
٤٣٤٠٩- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: أُسْرِي به عشاء إلى بيت المقدس، فصلّى فيه، وأراه الله ما أراه من الآيات، ثم أصبح بمكة، فأخبرهم أنه أُسرِي به إلى بيت المقدس، فقالوا له: يا محمد، ما شأنك؟! أمسيت فيه، ثم أصبحت فينا تخبرنا أنّك أتيت بيت المقدس! فعجبوا من ذلك حتى ارتد بعضهم عن الإسلام[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٢.]]. (ز)
٤٣٤١٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس﴾، يقولُ: أراه الله مِن الآياتِ والعِبَرِ في مسيره إلى بيت المقدس[[أخرجه يحيى بن سلام ١/١٤٦، وابن جرير ١٤/٦٤٣.]]. (٩/٣٩٠)
٤٣٤١١- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك﴾، قال: أراه الله من الآيات في طريق بيت المقدس حين أسري به؛ نزلت فريضة الصلاة ليلة أسري به قبل أن يهاجر بسنة ولتسع سنين من العشر التي مكثها بمكة، ثم رجع من ليلته. فقالت قريش: أتَعشّى فينا وأصبح فينا، ثم زعم أنه جاء الشام في ليلة ثم رجع؟! وايمُ الله، إنّ الحَدَأَة لتجيئُها شهرين؛ شهرًا مقبلة، وشهرًا مدبرة[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٣.]]. (ز)
٤٣٤١٢- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿وما جعلنا الرُّؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس﴾، يعني: الإسراء ليلة أسري به إلى بيت المقدس[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨.]]. (ز)
٤٣٤١٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: هذا حين أُسرِي به إلى بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٤.]]. (ز)
٤٣٤١٤- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك﴾، يعني: ما أراه الله ليلة أسري به، وليس برؤيا المنام، ولكن المعاينة[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٥-١٤٦.]]. (ز)
اختلف السلف في تفسير قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك..﴾ على أقوال: الأول: أنها رؤيا عين، وهي ما رأى النبي ﷺ لما أسري به من مكة إلى بيت المقدس. الثاني: أنها رؤيا منام، وهي رؤياه التي رأى أنه يدخل مكة. الثالث: أنها رؤيا منام؛ إنما كان رسول الله ﷺ رأى في منامه قومًا يعلون منبره.
وقد ابنُ جرير (١٤/٦٤٦-٦٤٧) مستندًا لإجماع الحجة من أهل التأويل القول الأول، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: عنى به: رؤيا رسول الله ﷺ ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلة أسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أول هذه السورة. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب لإجماع الحجة من أهل التأويل على أنّ هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله ﷿ بها».
و ابنُ كثير (٩/٣٦-٣٧).
و ابنُ عطية (٥/٥٠٣) قوله: ﴿وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس﴾ على القول الأول، فقال: «فعلى هذا يحسن أن يكون معنى قوله: ﴿وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس﴾ أي: في إضلالهم وهدايتهم، وأن كل واحد ميسر لما خلق له، أي: فلا تهتم أنت بكفر من كفر، ولا تحزن عليهم، فقد قيل لك: إن الله محيط بهم، مالك لأمرهم، وهو جعل رؤياك هذه فتنة ليكفر من سبق عليه الكفر. وسميت الرؤية في هذا التأويل: رؤيا، إذ هما مصدران من رأى». و القول الثالث، فقال: «ويجيء قوله: ﴿أحاط بالناس﴾ أي: بأقداره، وأن كل ما قدره نافذ، فلا تهتم بما يكون بعدك من ذلك، وقد قال الحسن بن علي، في خطبته في شأن بيعته لمعاوية: ﴿وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين﴾ [الأنبياء:١١١]». ثم بقوله: «وفي هذا التأويل نظر، ولا يدخل في هذه الرؤيا عثمان بن عفان، ولا عمر بن عبد العزيز، ولا معاوية».
﴿إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ﴾ - تفسير
٤٣٤١٥- عن سعيدِ بن المسيَّب: ﴿إلّا فتنةً للناسِ﴾، يعني: بلاءً للناس[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٦/٥٠٩، وابن عساكر ٥٧/٣٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مَرْدُويه.]]. (٩/٣٩٢)
٤٣٤١٦- عن مجاهد بن جبر= (ز)
٤٣٤١٧- وعكرمة مولى ابن عباس -من طريق خُصَيْف- ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: المشركين[[أخرجه الحربي في غريب الحديث ٣/٩٦٣.]]. (ز)
٤٣٤١٨- قال الحسن البصري: أنّ نفرًا كانوا أسلموا، ثم ارتدوا عند ذلك[[علَّقه يحيى بن سلام ١/١٤٦.]]. (ز)
٤٣٤١٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: الرؤيا التي أريناك في بيت المقدس -حين أُسري به-، فكانت تلك فتنة للكافر[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٣.]]. (ز)
٤٣٤٢٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وما جعلْنا الرُّؤيا الَّتي أريناكَ إلّا فتنةً للنّاس﴾، ذُكر لنا: أنّ ناسًا ارتدُّوا بعدَ إسلامهم، حينَ حدَّثهم رسولُ الله ﷺ بمسيره، أنكروا ذلك، وكذَّبوا به، وعجبوا منه، وقالوا: تحدِّثنا أنك سرت مسيرةَ شهرين في ليلةٍ واحدةٍ![[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٣.]]. (٩/٣٩٠)
٤٣٤٢١- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿وما جعلنا الرُّؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس﴾، يعني: الإسراء ليلة أسرى به إلى بيت المقدس، فكانت لأهل مكة فتنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨.]]. (ز)
٤٣٤٢٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾، قال: هذا حين أُسْرِي به إلى بيت المقدس، افتُتِن فيها ناس، فقالوا: يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة! وقال: «لَمّا أتاني جبرائيل ﵇ بالبُراق ليحْمِلَني عليها صَرَّت بأذنيها، وانقبض بعضها إلى بعض، فنظر إليها جبرائيل، فقال: والذي بعثني بالحق مِن عنده، ما ركبَك أحدٌ مِن ولد آدم خير منه»، قال: «فصَرَّت بأذنيها، وارْفَضَّت عرقًا[[ارفض عرقًا: جرى عرقه وسال. النهاية (رفض).]] حتى سال ما تحتها، وكان منتهى خَطْوِها عند منتهى طرفها». فلما أتاهم بذلك قالوا: ما كان محمد لينتهي حتى يأتي بكذبة تخرج مِن أقطارها. فأتوا أبا بكر ﵁، فقالوا: هذا صاحبك يقول كذا وكذا. فقال: أوقد قال ذلك؟ قالوا: نعم. فقال: إن كان قد قال ذلك فقد صدق. فقالوا: تُصَدِّقه إن قال: ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة؟! فقال أبو بكر: إي، نزع الله عقولكم، أصدقه بخبر السماء -والسماء أبعدُ مِن بيت المقدس- ولا أصدقه بخبر بيت المقدس؟! قالوا للنبي ﷺ: إنّا قد جئنا بيت المقدس؛ فصِفه لنا. فلما قالوا ذلك رفعه الله -تبارك وتعالى-، ومثله بين عينيه، فجعل يقول: «هو كذا، وفيه كذا». فقال بعضهم: وأبيكم، إن أخطأ منه حرفًا. فقالوا: هذا رجل ساحر[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٤.]]. (ز)
٤٣٤٢٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿إلا فتنة للناس﴾ للمشركين، إنّ النبي لما أخبرهم بمسيره إلى بيت المقدس ورجوعه من ليلته كذَّب بذلك المشركون، فافتتنوا بذلك. المعلى، عن همام بن عبد الواحد، قال: لما أسري بالنبي أخبرهم بما كان منه تلك الليلة، فأنكر المشركون، فجاء أبو بكر، فذكروا له ذلك، فقال: إن كان حدثكم فهو كما قال. ثم أتى النبيَّ ﷺ، فذكر له ذلك، فقال: نعم. فسماه النبي ﷺ يومئذ: صديقًا. وقالت المشركون: إن كنت صادقًا فانعته لنا. فتحيَّر النبي ﷺ، قال: فرفعه الله له، فجعل ينظر إليه، ويخبرهم بما يسألون عنه. المعلى، عن أبي يحيى، عن مجاهد، قال: مُثِّلَ له بيت المقدس حين سألته قريش عنه، فجعل يراه، فينظر إليه ويخبرهم عنه. قوله: ﴿إلا فتنة للناس﴾، أي: إلا بلاء للناس. يعني: المشركين خاصة[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٥-١٤٦.]]. (ز)
﴿وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ﴾ - نزول الآية
٤٣٤٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قال أبو جهل لَمّا ذكر رسول الله ﷺ شجرةَ الزقوم تخويفًا لهم: يا معشرَ قريش، هل تدْرون ما شجرةُ الزقوم التي يخوِّفكم بها محمدٌ؟ قالوا: لا. قال: عجوةُ يثربَ بالزُّبْدِ، واللهِ، لئن استمْكنّا منها لنَتَزَقَّمنَّها تزقُّمًا. فأنزل الله: ﴿إنّ شَجَرَةَ الزَّقومِ* طعامُ الأثيمِ﴾ [لدخان:٤٣-٤٤]، وأنزل الله: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾ الآية[[أخرجه ابن إسحاق -كما في التخويف من النار والتعريف بدار البوار ص١٤٣-، والبيهقي في البعث والنشور ص٣٠٢-٣٠٣ (٥٤٥)، من طريق حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن عكرمة، عن ابن عباس.
إسناده حسن.]]. (٩/٣٩٣)
٤٣٤٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿والشَّجَرَةَ الملعُونَةَ في القُرآنِ﴾، قال: هي شجرةُ الزقوم، خُوِّفوا بها، فقال أبو جهل: أيُخَوِّفُني ابنُ أبي كبشةَ بشجرةِ الزقومِ؟! ثم دعا بتمرٍ وزُبدٍ، فجعل يقولُ: زَقِّموني. فأنزل الله تعالى: ﴿طلعُها كأنّه رُءُوسُ الشياطينِ﴾ [الصافات:٦٥]، وأنزل: ﴿ونُخوفُهُم فَما يزيدُهُمْ إلّا طغيانًا كبيرًا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٨، من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٩/٣٩٣)
٤٣٤٢٦- قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ الله ﷿ ذكر شجرة الزقوم في القرآن، فقال أبو جهل: يا معشر قريش، إنّ محمدًا يخوفكم بشجرة الزقوم، ألستم تعلمون أنّ النار تحرق الشجر، ومحمد يزعم أن النار تنبت الشجرة! فهل تدرون ما الزَّقوم؟ فقال عبد الله بن الزبعرى السهمي: إنّ الزقوم بلسان بربر: التمر والزبد. قال أبو جهل: يا جارية، ابغنا تمرًا. فجاءته، فقال لقريش وهم حوله: تزقَّمُوا مِن هذا الزَّقُّوم الذي يُخَوِّفكم به محمد. فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ونُخوفهم فما يزيدهم إلا طغينًا كبِيرًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨-٥٣٩.]]. (ز)
﴿وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ﴾ - تفسير الآية
٤٣٤٢٧- عن عائشةَ، أنّها قالت لمروانَ بن الحكمِ: سمعتُ رسول الله ﷺ يقولُ لأبيك وجدِّك: «إنّكم الشجرةُ الملعونةُ في القرآن»[[أخرجه ابن مردويه -كما في عمدة القارئ ١٩/٣٠-.
قال الشوكاني في فتح القدير ٣/٢٨٥: «في هذا نكارة؛ لقولها: يقول لأبيك وجدك. ولعل جد مروان لم يدرك زمن النبوة».]]. (٩/٣٩٢)
٤٣٤٢٨- حدَّث هشام بن محمد الكلبي: أنّه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون -حين قدم المأمون بغداد- فذكر قومًا بسوء السِّيَر، فقلت له: أيها الأمير، إنّ الله تعالى أمهلهم فطغوا، وحلم عنهم فبغوا. فقال: حدثني أبي الرشيد، عن جدي المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن عبدالله بن عباس، عن أبيه: أنّ النبي ﷺ نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم، فعُرِف الغضب في وجهه، ثم قرأ: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾. فقيل له: أي الشجر هي -يا رسول الله- حتى نجتنبها؟ فقال: «ليست بشجرة نباتٍ، إنما هم بنو فلان؛ إذا ملكوا جاروا، وإذا ائتمنوا خانوا». ثم ضرب بيده على ظهر العباس، قال: «فيخرج الله من ظهرك -يا عمِّ- رجلًا يكون هلاكهم على يديه»[[أخرجه الخطيب في تاريخه ٤/٥٤٩ (١١٤١)، وابن عساكر في تاريخه ٧٣/٢٣٤-٢٣٥.
قال ابن عساكر (١٤٢٨٧): «هذا حديث منكر». وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص٢٤٧: «الحديث موضوع، وآفته العلائي». وقال الألباني في الضعيفة ٣/١٩٤(١٠٨٠): «موضوع».]]. (ز)
٤٣٤٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿والشَجَرَةَ الملعونَةَ فِي القرآنِ﴾، قال: هي شجرةُ الزقومِ[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٨٠، وأحمد ٣/٣٩٦ (١٩١٦)، ٥/٤٥٠ (٣٥٠٠)، من طريق عكرمة، والبخاري (٣٨٨٨، ٤٧١٦، ٦٦١٣)، والترمذي (٣١٣٤)، والنسائي في الكبرى (١١٢٩٢)، وابن جرير ١٤/٦٤٨، والطبراني (١١٦٤١)، والحاكم ٢/٣٦٢، والبيهقي في الدلائل ٢/٣٦٥. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردُويه.]]. (٩/٣٨٩)
٤٣٤٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنّه تلا: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، قال: يقول: المذمومة[[أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص١٩٢.]]. (ز)
٤٣٤٣١- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿والشَّجَرَةَ الملعُونَةَ﴾، قال: ملعونةٌ لأنه قال: ﴿طلعُها كأنّه رُءُوسُ الشَّياطينِ﴾، والشياطينُ ملعونون[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٩/٣٩٣)
٤٣٤٣٢- عن ابن أبي ذئب، عن مولى بني هاشم، حدَّثه أن عبد الله بن الحارث بن نوفل أرسله إلى عبد الله بن عباس يسأله عن الشجرة الملعونة في القرآن، قال: هي هذه الشجرة التي تلوى على الشجرة، وتجعل في الماء. يعني: الكَشُوثا[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٥١.
والكشوثا: نبت يتعلق بالأغصان، ولا عِرق له في الأرض. تاج العروس (كشث).]]. (ز)
٤٣٤٣٣- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضحى- ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، قال: شجرة الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٨.]]. (ز)
٤٣٤٣٤- عن فرات القزاز، قال: سُئِل سعيد بن جبير عن الشجرة الملعونة. قال: شجرة الزقوم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨١، وابن جرير ١٤/٦٤٩.]]. (ز)
٤٣٤٣٥- عن إبراهيم النخعي -من طريق أبي معشر- أنّه كان يحلف ما يستثني: أن الشجرة الملعونة شجرة الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٥٠، وبنحوه ١٤/٦٤٩ من طريق منصور دون ذكر الحلف.]]. (ز)
٤٣٤٣٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، قال: الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٩، وأخرجه يحيى بن سلام ١/١٤٦ من طريق أبي يحيى.]]. (ز)
٤٣٤٣٧- وهو تفسير الحسن [البصري][[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٦.]]. (ز)
٤٣٤٣٨- عن عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، قال: شجرة الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٥١.]]. (ز)
٤٣٤٣٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عبد الله بن المبارك، عن رجل يقال له: بدر- قال: شجرة الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٩.]]. (ز)
٤٣٤٤٠- عن أبي مالك غزوان الغفاري -من طريق حصين- في هذه الآية: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، قال: شجرة الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٩.]]. (ز)
٤٣٤٤١- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- في قوله: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾: فإنّ قريشًا كانوا يأكلون التمر والزبد، ويقولون: تزَقَّمُوا، هذا الزقوم. قال أبو رجاء: فحدثني عبد القدوس، عن الحسن، قال: فوصفها الله لهم في الصافات[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٨.]]. (ز)
٤٣٤٤٢- عن الحسن البصري -من طريق عوف- قال: قال أبو جهل وكفار أهل مكة: أليس مِن كذِبِ ابن أبي كبشة أنّه يوعدكم بنار تحترق فيها الحجارة، ويزعم أنه ينبت فيها شجرة. ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، قال: هي شجرة الزقوم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٤٨.]]. (ز)
٤٣٤٤٣- قال يحيى بن سلّام: قال الحسن البصري: يعني بقوله: ﴿الملعونة في القرءان﴾: إنّ أكَلَتها ملعونون في القرآن، كقوله: ﴿واسأل القرية التي كنا فيها﴾ [يوسف:٨٢]، وإنما يعني: أهل القرية[[علَّقه يحيى بن سلام ١/١٤٦.]]. (ز)
٤٣٤٤٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا﴾: وهي شجرة الزقوم، خوَّف الله بها عباده، فافتتنوا بذلك، حتى قال قائلهم أبو جهل بن هشام: زعم صاحبكم هذا أنّ في النار شجرة، والنار تأكل الشجر، وإنا -واللهِ- ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد، فتزقَّمُوا. فأنزل الله -تبارك وتعالى- حين عجبوا أن يكون في النار شجرة: ﴿إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين﴾ [الصافات:٦٤-٦٥] إني خلقتها من النار، وعذَّبت بها مَن شِئْتُ مِن عبادي[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٨١ من طريق معمر مختصرًا، وابن جرير ١٤/٦٥٠.]]. (ز)
٤٣٤٤٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾، يعني: شجرة الزقوم، وقال أيضًا في الصافات لقولهم: الزقوم التمر والزبد: ﴿إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين﴾ [الصافات:٦٤-٦٥]، ولا يشبه طلع النخل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨-٥٣٩.]]. (ز)
٤٣٤٤٦- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿والشجرة الملعونة﴾، قال: طلعها كأنه رءوس الشياطين، والشياطين ملعونون. قال: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٥٣.]]. (ز)
٤٣٤٤٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾: الزقوم التي سألوا الله أن يملأ بيوتهم منها. وقال: هي الصَّرَفانُ بالزُّبد تتزقَّمُه. والصَّرَفانُ: صنف من التمر. قال: وقال أبو جهل: هي الصَّرَفانُ بالزبد. وافتُتنوا بها[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٥١.]]. (ز)
٤٣٤٤٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿والشجرة الملعونة في القرءان﴾، يقول: وما جعلنا أيضًا الشجرة الملعونة في القرآن ... ﴿إلا فتنة للناس﴾: المشركين. لما نزلت دعا أبو جهل بتمر وزبد، فقال: تعالوا تزقموا، فما نعلم الزقوم إلا هذا. فأنزل الله: ﴿إنا جعلناها فتنة للظالمين﴾ للمشركين، ﴿إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم﴾ إلى آخر الآية [الصافات:٦٣-٦٤]، وصَفَها، ووَصَف كيف يأكلونها في النار[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٦.]]. (ز)
في قوله تعالى: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾ قولان: الأول: أنها شجرة الزقوم. الثاني: أنها الكشوثا.
وقد ابنُ جرير (١٤/٦٥٢) مستندًا إلى إجماع الحجة من أهل التأويل القول الأول، فقال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب عندنا قول مَن قال: عنى بها شجرة الزقوم؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك». وبيّن أن فتنتهم فيها إنما كان قولهم: «يخبرنا محمد أن في النار شجرة نابتة، والنار تأكل الشجر فكيف تنبت فيها؟!».
و ابنُ عطية (٥/٥٠٥) عدة أقوال، منها: أن قوله ﴿والشَّجَرَةَ﴾ إشارة إلى القوم المذكورين قبل في الرُّؤْيا. ثم بقوله: «وهذا قول ضعيف محدث، وليس هذا عن سهل بن سعد، ولا مثله». ومنها: «أن المَلْعُونَةَ: المبعدة المكروهة». ثم علق عليه قائلًا: «وهذا أراد لأنها لعنها بلفظ اللعنة المتعارف، وأيضًا فما ينبت في أصل الجحيم فهو في نهاية البعد من رحمة الله».
و ابنُ كثير (٩/٣٨) قولًا لم ينسبه، و، فقال: «قيل: المراد بالشجرة الملعونة: بنو أمية. وهو غريب ضعيف».
﴿وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا ٦٠﴾ - تفسير
٤٣٤٤٩- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿ونُخوفُهُم﴾ قال: أبو جهلٍ، بشجرة الزقومِ، ﴿فَما يزيدُهُم﴾ قال: فما يزيدُ أبا جهلٍ ﴿إلا طُغيانًا كبيرًا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/٣٩٤)
٤٣٤٥٠- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿والشجرة الملعونة﴾، قال: طلعها كأنه رؤوس الشياطين، والشياطين ملعونون. قال: ﴿والشجرة الملعونة في القرآن﴾ لما ذكرها زادهم افتتانًا وطغيانًا، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٦٥٣.]]. (ز)
٤٣٤٥١- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿ونخوفهم﴾ بها، يعني: بالنار والزقوم، ﴿فما يزيدهم﴾ التخويف ﴿إلا طغيانا﴾ يعني: إلا ضلالًا ﴿كبيرا﴾ يعني: شديدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٣٨-٥٣٩.]]. (ز)
٤٣٤٥٢- قال يحيى بن سلّام: ﴿ونخوفهم﴾ بالشجرة الزقوم، ﴿فما يزيدهم﴾ تخويفنا إيّاهم بها ﴿إلا طغيانا كبيرا﴾[[تفسير يحيى بن سلام ١/١٤٧.]]. (ز)
ابنُ عطية (٥/٥٠٥) في المخاطب بقوله: ﴿ونخوفهم﴾ قولين، فقال: «وقوله: ﴿ونُخَوِّفُهُمْ﴾ يريد: إما كفار مكة، وإما الملوك من بني أمية بعد الخلافة التي قال فيها النبي ﷺ: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكًا عضوضًا»».
ثم الأول بقوله: «والأول منهما أصوب». ولم يذكر مستندًا.
{"ayah":"وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا"}