الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَإذْ قُلْنا لَكَ إنَّ رَبَّكَ أحاطَ بِالنّاسِ﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ: ”أحاطَ بِهِمْ“: أيْ: كُلُّهم في قَبْضَتِهِ، وعَنِ الحَسَنِ: ”أحاطَ بِالنّاسِ“: أيْ: حالَ بَيْنَهم وبَيْنَ أنْ يَقْتُلُوكَ، أوْ يَغْلِبُوكَ، كَما قالَ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ﴾ [المائدة: ٦٧] (p-٢٤٨)وَقَوْلُهُ: ﴿وَما جَعَلْنا الرُّؤْيا الَّتِي أرَيْناكَ إلا فِتْنَةً لِلنّاسِ﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّها رُؤْيا بَيْتِ المَقْدِسِ، حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، وذَلِكَ أنَّهُ ارْتَدَّ بَعْضُهم حِينَ أعْلَمَهم قِصَّةَ الإسْراءِ بِهِ، وازْدادَ المُؤْمِنُونَ المُخْلِصُونَ إيمانًا، وجاءَ في التَّفْسِيرِ «أنَّهُ ﷺ رَأى في مَنامِهِ قَوْمًا يَرْقَوْنَ المَنابِرَ، فَساءَهُ ذَلِكَ، فَأُعْلِمَ ﷺ أنَّهُ عَطاءٌ في الدُّنْيا» . ﴿والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرْآنِ﴾، قِيلَ في التَّفْسِيرِ: ”اَلْمَلْعُونَ أكْلُها“، وهي شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الَّتِي ذَكَرَها اللَّهُ في القُرْآنِ، فَقالَ: ﴿إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ﴾ [الدخان: ٤٣] ﴿طَعامُ الأثِيمِ﴾ [الدخان: ٤٤]، وقالَ: ﴿فَإنَّهم لآكِلُونَ مِنها فَمالِئُونَ مِنها البُطُونَ﴾ [الصافات: ٦٦]، وقالَ: ﴿إنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أصْلِ الجَحِيمِ﴾ [الصافات: ٦٤]، فافْتُتِنَ بِها المُشْرِكُونَ، فَقالَ أبُو جَهْلٍ: ما نَعْرِفُ الزَّقُّومَ إلّا أكْلَ التَّمْرِ بِالزُّبْدِ، فَتَزَقَّمُوا. وَقالَ بَعْضُ المُشْرِكِينَ: اَلنّارُ تَأْكُلُ الشَّجَرَ، فَكَيْفَ يَنْبُتُ فِيها الشَّجَرُ؟! فَلِذَلِكَ قالَ - جَلَّ ثَناؤُهُ - ﴿وَما جَعَلْنا الرُّؤْيا الَّتِي أرَيْناكَ إلا فِتْنَةً لِلنّاسِ والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرْآنِ﴾ . فَإنْ قالَ قائِلٌ: لَيْسَ في القُرْآنِ ذِكْرُ لَعْنِها، فالجَوابُ في ذَلِكَ: لُعِنَ الكُفّارُ وهم آكِلُوها، وجَوابٌ آخَرُ أيْضًا، أنَّ العَرَبَ تَقُولُ لِكُلِّ طَعامٍ مَكْرُوهٍ وضارٍّ: ”مَلْعُونٌ“.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب