الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ﴾ أبلغ في التعظيم من قول: إني آمركم؛ لأنها تدل على العظمة يعني كأنه قال: إن الله الذي له الألوهية عليكم وله الحكم عليكم يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها.
والأمر: طلب الكفّ على وجه الاستعلاء بصيغة (افعل)، أو ما ينوب منابه، هذا هو الأمر.
فقولنا: طلب الكفّ، كلمة طلب خرج به الخبر، وكلمة كفّ خرج به النهي، طلب الفعل، الفعل خرج به النهي؛ لأن النهي طلب الكف، وعلى وجه الاستعلاء خرج به الالتماس والدعاء.
وقولنا: على وجه الاستعلاء يشمل ما إذا كان الآمر عاليًا حقيقة أو مستعلٍ ادعاءً، انتبهوا!
فالآن عندنا قيود: طلب خرج به أيش؟ الخبر؛ لأنه ليس بطلب، الفعل خرج به النهي؛ لأنه طلب الترك، على وجه الاستعلاء خرج به الالتماس والدعاء.
رابعًا: كلمة الاستعلاء، ولم نقل: على وجه العلوّ ليشمل من ادعى العلو، وإن لم يكن عاليًا في الواقع، مثال ذلك: عبد مملوك أسر حُرًّا كريمًا فجعل يأمره: افعل كذا، افعل كذا، قرّب لي كذا، ابعد عني كذا، أيهما أعلى؟ الحُرّ لا شك، لكن هذا ادعى العلو لنفسه فاستعلى عليه واضح؟
هذا هو الأمر، وكل أمر موجّه من الله للعباد فالأصل فيه أنه لطلب الفعل، وأنه للوجوب، لكن قد تخرج الأوامر عن غير ذلك للقرائن.
﴿أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ ﴿الْأَمَانَاتِ﴾ جمع (أمانة)، وهي كل ما ائتمن الإنسان عليه من أمتعة ونقود وأقوال وأفعال وغير ذلك، تؤدّيها إلى أهلها، ومَنْ أهلها؟
أهلها الضابط في ذلك هم الذين أُمرت بأدائها إليهم، فمثلًا: إذا قال لك شخص: خذ هذه الدراهم أدّها إلى فلان، من المؤتمِن؟ صاحب الدراهم، وأهلها الذي أمرت أن أؤدها إليه؛ يعني فلا أؤدها إلى أحد غيره، تكون الأمانة بالقول فأقول لك مثلًا: بلِّغ سلامي فلانًا، فإذا قلت: نعم، فقد تحمّلت فلا بد أن تؤديه، تؤدي إليه السلام، أما إن قلت: إن ذكرت، أو لا أتحمل، فأنت بالخيار، لكن إذا قال: بلّغ سلامي فلانًا، فقلت: نعم، أبلّغه، فلا بد أن تبلغه؛ لأن هذه أمانة، وقد أمرك الله أن تؤديها إلى أهلها.
﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ ﴿إِذَا حَكَمْتُمْ﴾ والحكم هنا الفصل؛ يعني إذا أردتم أن تفصلوا بين الناس في مشاجراتهم فاحكموا بالعدل.
و﴿بَيْنَ النَّاسِ﴾ لم يقيد أناسًا دون أناس فيكون عامًّا حتى لو أراد الإنسان أن يحكم بين أبيه وبين رجل أجنبي فهو داخل في الآية، بين مسلم وكافر هو داخل في الآية؛ لأن الآية عامة ﴿بَيْنَ النَّاسِ﴾.
﴿أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ فما هو العدل؟ العدل في الأصل الاستقامة، ومنه العصا المستقيمة التي ليس فيها ميل، ولا حكم أعدل من حكم الله، وعلى هذا فالحكم بالعدل أن تحكم بينهم بشريعة الله، هذا هو الحكم العدل؛ لأننا نعلم أنه لا أحد أحسن من الله حكمًا، ولا أحد أعدل من الله فصلًا، فإذن ﴿أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ أي: في أيش؟ أي: بشريعة الله.
فإن قال قائل: ما وجه الارتباط بين قوله: ﴿أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ وقوله: ﴿إِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ﴾؟
نقول: لأن الأمانات كالمقدمة بين يدي الأحكام، فمنها مثلًا الشهادة، الشهادة وهي تحمّل الإنسان أن يخبِر بحق غيره على غيره، هذه تكون مؤدّاة عند من؟
عند الحكام، فكان تأدية الأمانات كالمقدّمة بين يدي الحكم بين الناس، ثم أثنى الله على هذا الأمر فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾. وفي ﴿نِعِمَّا﴾ قراءتان: ﴿نَعِمَّا﴾ و﴿نِعِمَّا﴾ وأصلها: (نِعْمَ ما)، لكن حصل فيها إدغام: إن الله نعم مَا يعظكم به.
والموعظة قال العلماء: هي ذكر الأحكام مقرونة بترغيب أو ترهيب، ذكر الأحكام؛ يعني تذكر حكم الله عز وجل مقرونًا بترغيب أو ترهيب، إن كان طلبًا فهو مقرون بالترغيب، وإن كان نهيًا فهو مقرون بالترهيب.
﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ الجملة هذه استئنافية كالتحذير والتهديد لما سبق؛ يعني إن لم تفعلوا فتؤدوا الأمانات إلى أهلها وتحكموا بين الناس بالعدل فإن الله تعالى سميع بأقوالكم بصير بأفعالكم وسيعاقبكم على مخالفاتكم.
* طالب: قول الله عز وجل: ﴿ظِلًّا ظَلِيلًا﴾ الظل لا يكون إلا من شيء يكون فوقه حرارة، فهل في الجنة شمس والله عز وجل يقول..؟
* الشيخ: ﴿لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾ [الإنسان ١٣]، تكلمنا على هذا في التفسير. ما بيناها؟
* طالب: لا.
* الشيخ: لا، ذكرنا ذلك، قلنا: إن هذا الظل عبارة عن شيء يحصل من نور يأتي من قِبل العرش، نور.
* طالب: ما ذكرتم يا شيخ.
* طالب آخر: ما ذكرت، آخر شيء: ﴿وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾، بل هو ما (...) سواء كان فيئًا هذا، هذا آخر شيء.
* الشيخ: الظل أنه ما فيها شمس، ولا فيها قمر، ولا فيء، لكن يقول العلماء: إن ذلك يكون من نور يخرج من عند العرش فيكون هناك ظل، الآن تجد أنه لو كان بينك وبين نور الفجر جسم، أليس تجد لهذا الجسم ظلًّا؟
* طالب: بلى.
* الشيخ: هو هذا.
* طالب: في البخاري -أحسن الله إليكم يسير الراكب في ظلها مئة عام؛ الشجرة.
* الشيخ: نعم، هو من هذا النوع؛ إما أنه على سبيل التقدير يعني، لو كان لها ظل لصار به كذلك، أو من هذا النور الذي يكون كنور الفجر.
* * *
ﷺ: .. تمر جيء به فهل يشرع الإعطاء من بيت المال للعاجز عن القيام بالكفّارة؟
لا، لا يعطى؛ لأنه إذا كان عاجزًا عن الكفارة سقطت عنه، لكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعطاه لحاجته؛ لأنه قال: «وَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنِّي»[[متفق عليه؛ البخاري (١٩٣٦)، ومسلم (١١١١ / ٨١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]] .
* طالب: قبل ذلك قال: «تصدّق»؛ يعني قبلها؟
* الشيخ: قبل أن يعلم بحاله.
* طالب: تصدق.
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: يعني لماذا كرر له النبي ﷺ في أول الأمر: «تَصَدَّقْ به»؟
* الشيخ: إي، ظن أن حاله ماشية، ظن أنه ما عليه حاجة، لكنه لا يجد ما يتصدق به، لكن أموره ماشية.
* الطالب: غير واضحة؟
* الشيخ: قال له الرسول: «خُذْهُ تَصَدَّقْ بِهِ» لأنه قال: لا أستطيع أن أتصدق. يعني ما عنده إلا مقدر كفايته فقط، فقال: «خُذْ هَذَا تَصَدَّقْ به»، فلما قال: ما فيه أهل بيت أفقر مني، قال: «تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى أَهْلِكَ».
* الطالب: على هذا لو جاءنا رجل مثل حال هذا الشخص نعطيه؟
* الشيخ: نعطيه منين؟
* الطالب: نعطيه من بيت المال.
* الشيخ: لأيش؟
* الطالب: ليكفّر؛ ليتصدق به.
* الشيخ: نعطيه ليكفّر؟
* الطالب: ليتصدق به كما أعطى النبي ﷺ هذا الرجل.
* الشيخ: إي نعم، هذا الرجل أعطاه الرسول لحاجته، في الأول قال: «خُذْ هَذَا تَصَدَّقْ بِهِ» لأن التمر الذي جاءه قد يكون من الزكاة، ما ندري من الزكاة أو من غيرها، فإذا تبرع له أحد من بيت المال أو من عنده مال يعني يُكفّر به، ولا بأس.
* الطالب: على سبيل التبرع يعني ما يحتاج..
* الشيخ: إي نعم..
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعطاه لحاجته؛ لأنه قال: «وَاللهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنِّي»[[متفق عليه؛ البخاري (١٩٣٦)، ومسلم (١١١١ / ٨١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]].
* طالب: قبل ذلك قال: «تَصَدَّقْ بِهِ» يعني قبل أن؟
* الشيخ: قبل أن يعلم بحاله.
* طالب: تصدق.
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: لماذا قال له النبي ﷺ في أول الأمر: «تَصَدَّقْ بِهِ»؟
* الشيخ: إي، ظن أنه حاله ماشية، ظن أنه ما عليه حاجة، لكنه لا يجد ما يتصدق به، لكن أموره ماشية.
* الطالب: غير واضح.
* الشيخ: قال له الرسول: «خُذْهُ تَصَدَّق بِهِ» لأنه قال: لا أستطيع أن أتصدق، يعني ما عنده إلا مقدار كفايته فقط، فقال: «خُذْ هَذَا تَصَدَّقْ بِهِ»، فلما قال: ما فيه أهل بيت أفقر منه قال: «تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى أَهْلِكَ».
* الطالب: يعني هذا يا شيخ إذا كان رجل مثل حال هذا الشخص نعطيه؟
* الشيخ: نعطيه منين؟
* الطالب: نعطيه من بيت المال.
* الشيخ: ليش؟
* الطالب: ليكفّر، ليتصدق به.
* الشيخ: نعطيه ليكفّر؟
* الطالب: ليتصدق به، كما أعطى النبي ﷺ هذا الرجل.
* الشيخ: إي نعم، هذا الرجل أعطاه الرسول لحاجته، في الأول قال: «خُذْ هَذَا تَصَدَّق بِهِ»؛ لأن التمر الذي جاءه قد يكون من الزكاة، ما ندري عاد من الزكاة أو من غيرها، فإذا تبرع له أحد من بيت المال أو من عند ماله يكفر به ولا بأس.
* الطالب: على سبيل التبرع، يعني ما يحتاج..
* الشيخ: إي نعم. يعني هذا قوله بالأول: «خُذْ هَذَا تَصَدَّق بِهِ»[[سبق تخريجه.]]، مع أنه لا يجد، هذا ما هو على سبيل الوجوب.
هذا يقول: إن الحكم المرتب على وصف يقوى بقوة ذلك الوصف ويضعف بضعفه.
معناه واضح، يعني مثلًا إذا قلت: أعط الفقير من مالك، كل من كان أفقر فهو أيش؟ أحق، إذا أقول مثلًا: عزر الفاسق، كل من كان أفسق فهو أحق بالتعزير.
* الشيخ: السؤال: إذا اغتسل إنسان وقد توضأ قبل البدء بالغسل ثم مر يده أثناء الغسل على فرجه بدون قصد هل يبطل وضوؤه أم عبارة عن لمس خفيف؟
الصحيح: أن مس الذكر لا ينقض الوضوء، إلا إذا كان لشهوة؛ وعلى هذا فلو أصابت يده ذكره في أثناء الغسل فليستمر، ولا شيء عليه.
* الشيخ: نعم، ﴿وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً﴾ [النساء ٤٠] فيها قراءتان؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: ما هما؟
* الطالب:﴿حَسَنَةٌ﴾ .
* الشيخ: والثانية؟
* الطالب:﴿حَسَنَةً﴾.
* الشيخ: و﴿يُضَاعِفْهَا﴾.
* الطالب:﴿يُضَعِّفهَا﴾ .
* الشيخ: قراءتان أيضًا ﴿يُضَاعِفْهَا﴾ و﴿يُضَعِّفهَا﴾ ، كيف يكون التضعيف؟ الحسنة بحسنتين أو كيف؟
* الطالب: الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: إلى سبع مئة ضعف.
* الشيخ: أحسنت، ماذا يريدون بقولهم: ﴿رَاعِنَا﴾؟
* طالب: يريدون أن (...) من الرعونة.
* الشيخ: من الرعونة، يعني أصابك الله بالرعونة، تمام.
* طالب: الله سبحانه وتعالى يطمس على وجوههم؛ فهل يطمس على وجوههم إما بالكناية عن تغيير قلوبهم أو المصدر الحقيقي.
* الشيخ: يعني تحتمل معنيين: الأول الطمس الحقيقي، كيف يطمسها؟
* طالب: يعني يمسخهم كما مسخ أصحاب السبت يجعلهم قردة وخنازير.
* الشيخ: يعني يزيل مثلًا الأنف، الشفتين؟
* طالب: أو يخلف وجوههم بدل أن تكون أمام يرجعها خلف.
* الشيخ: هذا معنى ﴿فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾ [النساء ٤٧]؟
* طالب: (...) هلا أنا لست متأكدًا.
* طالب آخر: قال العلماء: الطمس قد يكون على معناه الحقيقي أو على معناه المعنوي، يكون طمسًا معنويًّا أو حسيًّا.
* الشيخ: أحسنت.
* طالب: فإن كان معنويًّا فهو أن يردهم الله عز وجل عن أن يستمعوا إلى الحق، أو ينتفعوا به، أو يكون حسيًّا على حقيقته بأن..
* الشيخ: فإذن طمس الوجوه يعني الوجهات، مثل قوله: «لَيُخَالِف اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (٧١٧)، ومسلم (٤٣٦ / ١٢٧) من حديث النعمان بن بشير بلفظ: «لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم».]].
* طالب: الطمس الحقيقي بأن يطمس..؟
* الشيخ: يطمس الوجه حتى يكون كخف البعير، ثم يدار إلى الخلف.
من أصحاب السبت؟
* طالب: قوم من بني إسرائيل.
* الشيخ: ويش شأنهم؟
* الطالب: نعم، نهاهم الله سبحانه وتعالى عن الصيد يوم السبت فاحتالوا، وكانوا ينصبون الشباك يوم الجمعة.
* الشيخ: احتالوا على طول؟
* طالب: احتالوا، يعنى على..
* الشيخ: على طول، حرم عليهم اليوم واحتالوا باكر؟
* طالب: لا، يعني كانوا يوم أن يسبتوا يأتيهم حيتانهم شرعًا على الماء، فلما طال عليهم الأمد وقست قلوبهم احتالوا، كانوا ينصبون الشباك يوم الجمعة ويتركونها يوم السبت، ويوم الأحد يأخذونها فيقولون: نحن ما صِدنا يوم السبت.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: فالله سبحانه وتعالى مكر بهم ومسخهم قردة وخنازير.
* الشيخ: قردة، بأي دليل أنه مسخهم قردة؟
* طالب: كما قال في سورة البقرة، لا أذكر الآية.
* الشيخ: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ﴾.
* طالب: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة ٦٥، ٦٦].
* الشيخ: وأين الدليل على أنه جعلهم خنازير؟
* طالب: هذه الآية، لكن ما ذكرت.
* طالب آخر: (...).
* الشيخ: لكن يقول: وخنازير، يلا قل.
* طالب: لا أذكر الآن الآية، لكن ذكروا في هذا أنهم صغارهم قردة وكبارهم جعلهم خنازير.
* الشيخ: أين الدليل؟
* طالب: (...) ما أدري، ما أذكر الآن أنها آية ذكرت فيها..
* طالب آخر: قول الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾ [المائدة ٦٠].
* الشيخ: إي بس هل أن الخنازير هم أصحاب السبت أو قوم آخرون مسخوا خنازير؟
* طالب: (...).
* الشيخ: يحتاج إلى تثبت.
* الطالب: (...).
* الشيخ: وأيهما أرجح؟ ما سوى ذلك؟ إذن الكفر داخل تحت المشيئة وسوى الشرك.
* الطالب: (...).
* الشيخ: الأرجح ما دون ذلك، يعني ما هو أقل من الشرك، وأما الشرك والكفر فكلاهما لا يكفر.
هل في هذه الآية متمسك للمرجئة في أنه لا يضر مع الإيمان معصية؟
* طالب: ما أحدثه (...) فقد يفعل الإنسان (...) ولا يشاء الله يغفر له.
* الشيخ: وهم يقولون: إنها تقع مكفَّرة. إذن ليس فيها دليل على قول المرجئة، بل هي دليل على ضد قولهم. من الذين يزكون أنفسهم؟
* طالب: الآية عامة.
* الشيخ: عامة، وهل تذكر أحدًا من الطوائف قبلنا زكوا أنفسهم؟
* طالب: اليهود.
* الشيخ: ماذا قالوا؟
* الطالب: قالوا: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾.
* الشيخ: والنصارى؟
* الطالب: والنصارى.
* الشيخ: قالوا ذلك؟
* الطالب: اليهود.
* الشيخ: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة ١٨] إذن الجميع زكوا أنفسهم.
ما فائدة الإضراب في قوله: ﴿بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء ٤٩]؟
* طالب: إبطال ما قالوه.
* الشيخ: إبطال ما قالوه، يعني وهو أن التزكية ليست إليهم، بل هي إلى الله عز وجل -اللهم زكنا وأعط نفوسنا تقواها وزكها- أولئك القوم الذين يقولون الغرب أهدى منا سبيلًا في صدق الميعاد والدفاع عن حقوق الإنسان، وما أشبه ذلك هل يُشبهون هؤلاء أو لا؟
* طالب: يشبهونهم نعم.
* الشيخ: وجه المشابهة؟
* طالب: يقولون: أفضل من المؤمنين.
* الشيخ: وهؤلاء يقولون ﴿لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء ٥١].
ما هو الحسد؟
* طالب: عرفه بعض العلماء بأنه: تمني زوال النعمة من الغير.
* الشيخ: تمني زوال نعمة الله على الغير.
* الطالب: قال شيخ الإسلام: إنه كراهية نعمة الله على الغير.
* الشيخ: أحسنت، وقال شيخ الإسلام: الحسد كراهة ما أنعم الله به على الغير، سواءٌ تمنى الزوال أم لا. يقع في بعض الأحيان حسد في القلب بغير اختيار الإنسان فهل يأثم على ذلك؟
* الطالب: لا يأثم على ذلك، إنما الإنسان يحاول ألا يلتفت لمثل هذا الشيء.
* الشيخ: لا يأثم بما يكون في قلبه من الحسد، ولكن يجب عليه أن يحاول التخلص منه وألا يبغي على المحسود؛ لقوله في الحديث: «إِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ»[[أورده السيوطي في الجامع الصغير (١٤٧٨) بلفظ: إذا حسدتم فلا تبغوا. من رواية ابن ماجه، وليس في ابن ماجه إلا آخر الحديث، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (٤٢٦) من حديث أبي هريرة. ]].
ما مناسبة ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ﴾ [النساء ٥٤] لما قبلها؟ ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا﴾.
* طالب: (...) آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتاهم ملكًا عظيمًا.
* الشيخ: مناسبتها لما سبق؟
* الطالب: أنه (...).
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: أنهم لا يستطيعون منع ما أنعم الله به على هؤلاء، قال الله تعالى: ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.
* الشيخ: يعني أن الناس هم آل ابراهيم؟
* الطالب: لا.
* الشيخ: طيب، أجل، كيف يكون الجواب؟
* طالب: مناسبتها أن الله سبحانه وتعالى فضله واسع يؤتيه من يشاء، كما أن الله عز وجل أنعم على محمد عليه الصلاة والسلام بهذه الرسالة فقد أنعم فيما سبق على ابراهيم عليه الصلاة والسلام وعلى ذريته النبوة والكتاب والحكمة.
* الشيخ: إي، يعني كأنه قال: كيف تحسدون الناس وأنتم قد آتاكم الله من فضله؛ لأنكم من بني إسرائيل.
هل في الآية ما يرد على الجهمية والأشاعرة الذين ينكرون حكمة الله في أفعاله؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: كيف؟
* طالب: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.
* الشيخ: ولا في شيء آخر بعد؟
* طالب: الحكمة من (...) أن يتضاعف (...).
* الشيخ: لكن هل في الآية ما يدل على ذلك؟ صحيح حكيم يؤخذ منها الحكمة، لكن نريد أيضًا في الآية دليلًا آخر؟
* الطالب: نعم، التبديل.
* طالب آخر: لام التعليل.
* الشيخ: لام التعليل؛ أين هي؟
* الطالب: ﴿لِيَذُوقُوا﴾.
* طالب آخر: ﴿لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾.
* الشيخ: ﴿لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾، لام التعليل تفيد إثبات العلة في أفعال الله عز وجل، وهذا هو المتعين، وهو الصحيح لا شك فيه.
فإن قال قائل: إذا أثبتم تعليل أفعال الله فقد أثبتم أنه يفعل لغرض، والله منزه عن الأعراض والأبعاض والأغراض، عِبارة منسقة تمام، الله منزه عن الأبعاض والأعراض والأغراض؟
* طالب: نرد عليهم بقول الله سبحانه وتعالى: هو الذي حبب إليهم الخشية والاستكانة.
* الشيخ: ما يكفي.
* طالب: أن هذا الأمر لم يفعله الله عز وجل غصبًا عنهم.
* الشيخ: أحسنت، أن ربط الأحكام بالعلل ليس لحاجة الله بذلك، لكن لحاجة من جعلت لهم. واضح؟
ما فائدة يذوقوا العذاب؟ نقول: لأن هؤلاء مجرمون، فمن الحكمة أن يعاقبوا بقدر جرمهم.
الضابط الذي ذكرت الآن منزه عن الأغراض، يعني الحكمة، فعله لمجرد المشيئة، لا لحكمة، والأعراض، ماذا يريدون بالأعراض؟
* طالب: الصفات الفعلية.
* الشيخ: الصفات الفعلية، يقول: إن الله ما يمكن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يستوي على العرش، ولا يأتي يوم القيامة؛ لأن هذه أعراض؛ وعن الأبعاض؟ نعم.
* طالب: أحسن الله إليك، إثبات اليد لله سبحانه وتعالى.
* الشيخ: مثل اليد والوجه والعين؛ صحيح، بعده؟ (...).
يقول: هل الاتصال بالتليفون على الأقارب البعيدين للسلام عليهم هل يدخل ضمن صلة الرحم؟
الجواب: نعم لا شك أنه يدخل في صلة الرحم.
رجل اكتسب مالًا من بيع المحرمات، ثم توفي وله مال، والورثة بِحَيرة من أمرهم، هل يتصرفون بالمال ويقسمونه أم يتصدقون به على أنه لا يجوز لهم حيازته؟
إن كان هذا المال له مُلاك معلومون فإنه يُرد إليهم، مثل الأموال الغصب والسرقة وما أشبهه؛ وأما إذا لم يكن له ملاك معلومون فإنه للورثة.
قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾ الآية [البقرة: ٢٥٨] هل نقول: إن إبراهيم عجز عن إجابة حُجة النمروذ الأولى عندما قال: ﴿أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ﴾ [البقرة ٢٥٨] انتقل إلى جهة أخرى؟
ما تقولون؟
* طلبة: ما عجز.
* الشيخ: لا ما عجز، لكنه أراد ألا يطيل الجدل بذكر شيء لا يمكنه أن يجيب عنه.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء ٥٨، ٥٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، الآية الأولى تكلمنا عليها؟ بقي الفوائد:
* الآية الأولى من فوائدها: بيان عظمة الله عز وجل؛ وذلك حيث عبر عن نفسه تبارك وتعالى بصيغة الغائب: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ﴾، ومثل هذا التعبير قال علماء البلاغة: إنه يدل على التعظيم.
* ومن فوائدها: وجوب حفظ الأمانات في ما تُحفَظ به عادة؛ فإذا أعطاك إنسان دراهم وجب عليك أن تحفظها فيما تحفظ به عادة؛ ووجه ذلك أنه من لازم أدائها حفظها؛ لأن من لم يحفظها لا يمكن أن يؤديها، فإذا أعطاك دراهم ووضعتها في فرجة أو في رفٍّ وسُرقت فأنت ضامن، لماذا؟ لأن هذا تفريط في الواجب.
فالواجب أن تحفظها في الصناديق؛ إذا أودع عندك بهيمة وتركتها للبرد أو للحر أو للجوع أو للعطش فأنت ضامن، لماذا؟
لأنك فرطت، فإن الله أمرك أن تؤدي الأمانات إلى أهلها، ومن لازم أدائها حفظها حتى تؤدَّى كما أُخذت.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: سمو الدين الإسلامي، حيث أمر برد الأمانات، وهذا لا شك أنه من حسن المعاملة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: ردّ، أنه يجب على المؤتمن أن يؤديَها إلى أهلها، وأهلها إما صاحبها أو من يقوم مقامه؛ فإذا أودعك شخص ما وديعة ومات، فمن أهلها من بعده؟ ورثته، كذلك لو وكل من يقبضها منك وجب عليك أن تؤديها إليه، أي إلى الوكيل، ولا تقل: إني لا أعطيك؛ لأن الذي أودعني سواك.
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب حفظ السر فيما يكون بينك وبين صاحبك من قول؛ لقوله: ﴿الْأَمَانَاتِ﴾، وهو عام في أمانات الأموال وأمانات الأقوال وأمانات الأحوال أيضًا؛ ولهذا ورد الوعيد الشديد فيمن تفضي إليه زوجته ويفضي إليها ثم يصبح يتحدث بما جرى بينهما، وأن هذا شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة[[أخرجه مسلم (١٤٣٧ / ١٢٣) من حديث أبي سعيد الخدري.]].
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب أداء الشهادة كما تحمل، وجوب أداء الشهادة على الشاهد كما تحملها، لماذا؟ لأن الشاهد مؤتمن، فيجب عليه أن يؤدي الشهادة كما تحملها من غير زيادة ولا نقص.
وهل يجوز أن يؤديها بالمعنى؟
الجواب: نعم إذا كان عالمًا بالمعنى، ولم يحذف ما يتغير به المعنى، فإنه لا بأس أن يؤديها بالمعنى.
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب الحكم بين الناس بالعدل؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾.
والعدل أنواع كثيرة، ولنضرب لهذا مثلًا بالقاضي، القاضي يجب عليه أن يعدل بين الخصمين في كل شيء:
أولًا: في الدخول عليه، لا يُقدم أحدًا على أحدٍ، حتى لو كان الخصم كافرًا مع مسلم، فإنه لا يقدمه عليه؛ لأن المقام مقام حُكم، والحكم تجب فيه العدالة، فضل المسلم على الكافر لا شك فيه، لكن الآن هما سواء في الحكم، وإن كان بعض العلماء رحمهم الله قال: إنه يقدم المسلم في الدخول؛ لكن في هذا القول نظر، والصواب أنه يعدل بينهما في الدخول.
ثانيًا: في المجلس، لا يجلس أحدهما في مكان رفيع، كعلى كنب مثلًا والثاني على الأرض، أو أحدهما على فراش والثاني على الأرض، لا بد أن يعدل بينهما في المجلس، يكون مجلسهما سواء.
الثالث: لا بد أن يعدل بينهما في اللحظ؛ وأيش معنى اللحظ؟ النظر، لا ينظر إلى أحدهما نظرًا باردًا وإلى الثاني نظرًا حارًّا يكاد يخرق رأسه، بل الواجب أن ينظر إليهما نظرًا سويًّا.
الرابع: في اللفظ، لا يكلم أحدهما بشدة والآخر بلين.
والخامس: بالالتفات، لا ينظر إلى أحدهما عند مخاطبته بوجه، والثاني ينظر إليه بخده مصعرًا خده له.
والسادس: في استخلاص الحجة، لا يقاطع أحدهما في حجته والآخر يمهله، فإذن يجب عليه العدل في كل شيء يعاملهما فيه.
ومن العدل أيضًا العدل بين الزوجات في كل ما يستطيع.
ومن العدل أيضًا العدل بين الأولاد في كل شيء، كل شيء يستطيع في العطايا، إذا أعطى الأنثى أعطى الذكر، وإذا أعطى الذكر أعطى الأنثى. والصحيح أنه يعطي الذكر مثلَ حظ الأنثيين؛ حتى كان بعض السلف يعدِل بين أولاده في القُبل. أيش معنى: في القُبل؟ يعني إذا قبل واحدًا قبل الثاني، وهذا صحيح، الصبيان الصغار ما عدا الكبار شيء آخر، لكن الصبيان الصغار ترى الصبي إذا رآك قد قبلت الثاني يأتي ويزاحم يدخّل خده عليك، يعني لا بد أن تقبله، نعم، حتى في الجلوس مثلاً؛ إذا أجلسته على رجلك جاء الثاني يركض وجلس على الرجل الثانية، هذه مطالبة واحتجاج، لكن نحن لا نعرف، هو الآن يحتج ويقول: لماذا تفعل؟ ويأخذ حقه بالقوة.
فعلى كل حال الواجب على الإنسان أن يعدل بين أولاده. كذلك من العدل أن يعدل مع نفسه في معاملة غيره، لا يريد من الناس أن يعطوه حقه كاملًا وهو يبخس الناس، وقد قال الله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ﴾ [المطففين ١، ٢] يعني يأخذون حقهم وافيًا ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين ٣]، يعطون الحق الذي عليهم ناقصًا، هذا ليس من العدل، العدل أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. ولهذا شدد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذه المسألة وقال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٣)، ومسلم (٤٥ / ٧١) من حديث أنس بن مالك.]] وهذه هي آداب الإسلام العظيمة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التعبير بالعدل دون المساواة، والغريب أن كثيرًا من الناس العصريين تجدهم شغوفين في التعبير بالمساواة دون العدل، لا تكاد تجد أحدًا منهم يقول: الدين الإسلامي دين العدل؛ بل يقول: الدين الإسلامي دين المساواة، ولا أدري والله أعلم لماذا استخدمت هذه الكلمة (المساواة) هل هي واردة علينا من الخارج أم ما أدري؟! لأنك إذا قلت: (المساواة) دون (العدل) قالت الأنثى: أنا لا بد أن أعامل كما يعامل الرجل، وقال الرجل الساقط الذي لا خير فيه: لا بد أن أعامل كما يعامل الشريف، وهلم جرًّا، لكن إذا استعملنا العدل فمعناه أن ننزل كل إنسان منزلته.
* الشيخ: يقول: أم تفرض على بنتها الموظفة مبلغًا من المال شهريًّا مع العلم بأنها ليست محتاجة، ولكن من باب الترضية عن النفس، والبنت لا تريد أن تعطي الأم، ولكن تخاف من غضب الأم عليها؟
إذا كان لا يضرها فهو من البر.
* طالب: (...).
* الشيخ: ما يلزمها شيء.
* الطالب: ما عليها إثم؟
* الشيخ: لا، ما عليها، ما دام لم يضرها ما عليها.
هذا يقول: ما حكم الصلاة في مسجد فيه قبر، سواء كان صحابيًّا أو تابعيًّا أو غيره كالذي في بلادنا؟
أين بلادك؟
* الطالب: الأردن.
* الشيخ: فهناك مسجد فيه قبر أبي عبيدة وآخر فيه ضرار بن أزور وغيره، بس هل نتحقق أن فيه هؤلاء؟
* الطالب: ثابت عند كل الناس معروف.
* الشيخ: الظاهر أنه ما يتحقق هذا الشيء، لكن على كل حال القاعدة في هذا الشيء: إن بني المسجد على القبر وجب هدم المسجد، ولا تجوز الصلاة فيه، وإن قُبر بعد بناء المسجد وجب نبش القبر ودفنه مع الناس، وأما الصلاة فإن كان القبر في القبلة فإنه لا تجوز الصلاة إليه؛ لحديث أبي مرثد الغنوي أن النبي ﷺ قال: «لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا»[[أخرجه مسلم (٩٧٢ / ٩٧) من حديث أبي مرثد الغنوي.]]، وإن كان في جانب آخر فالصلاة في المسجد صحيحة؛ لأن الإثم من الذي قَبر الميت في هذا المسجد.
* طالب: لا يتحقق مثلًا أن ها المقبور هذا إنما قبر بعد بناء المسجد (...) الجامع الأموي في دمشق فيه قبر في وسط المسجد يقولون: هذا مقام يحيى بن زكريا عليه السلام، فقبر يحيى بن زكريا (...) قبل المسجد بقرون، ففي مثل هذه الحال..
* الشيخ: هذا لا عبرة به، العبرة بالواقع.
* الطالب: لا عبرة به (...).
* الشيخ: لأن ما فيه أحد قبره معلوم إلا الرسول عليه الصلاة و السلام من الأنبياء، وقبر موسى كان الرسول يعلمه قال: «إِنَّهُ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَلَوْ كُنْتُ هُنَاكَ لَأَرَيْتُكُمْ إِيَّاهُ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٣٣٩)، ومسلم (٢٣٧٢ / ١٥٧) من حديث أبي هريرة.]]، ولكن، أما هذا لا عبرة به.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء ٥٩].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ وأخذنا من هذه الآية فوائد أظن خمسًا؟ ثمانية، آخرها؟
* طالب: التعبير بالعدل دون المساواة.
* الشيخ: أيش، نعم التعبير عن العدل دون المساواة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: ثناء الله سبحانه وتعالى على ما يوجهه من الأحكام إلى العباد؛ لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ [النساء ٥٨] وشيء أثنى الله عليه لا بد أن يكون في قمة الخير.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الأحكام الشرعية تسمى موعظة؛ لأن الله تعالى قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾، مع أنه ليس فيها وعيد وليس فيها تهديد، وإنما فيها بيان أحكام.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: كمال حكم الله عز وجل؛ وذلك بثناء الله عليه وكونه موعظة للقلوب، ولهذا كلما ازداد الإنسان تمسكًا بطاعة الله ازداد إيمانًا ويقينًا ورغبة في الخير.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات هذين الاسمين من أسماء الله، وهما: السميع والبصير، وتكلمنا كثيرًا على معنى السميع، وأظن لا حاجة إلى إعادة الكلام فيه لوضوحه، والبصير كذلك اسم من أسماء الله متضمن للبصر، وتكلمنا عليه أيضًا فيما سبق بما لا يحتاج معه إلى إعادة.
هل فيه إثبات السمع والبصر لله؟
نعم؛ لأن القاعدة أن كل اسم لله فهو متضمن لصفة ولا عكس، الصفة لا يشتق منها اسم لله إلا إذا تسمى به جل وعلا، والاسم يثبت منه صفة؛ لأن جميع أسماء الله مشتقة من المعاني التي تدل عليها.
وعلى فهل نسمي الله بالواعظ؟ مع أنه قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ لكن لا نسميه بالواعظ، أفعاله وصفاته لا يشتق منها أسماء له، أما أسماؤه فإنها تتضمن الصفات.
{"ayah":"۞ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلۡأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰۤ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُوا۟ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق