الباحث القرآني

أخْبَرَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ أبِي بَكْرٍ المُطَّوِّعِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ الحِيرِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو خَيْثَمَةَ، قالَ: حَدَّثَنا الحَسَنُ أبُو مُوسى، قالَ: حَدَّثَنا زُهَيْرٌ، قالَ: حَدَّثَنا سِماكُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، عَنْ أبِيهِ قالَ: أتَيْتُ عَلى نَفَرٍ مِنَ الأنْصارِ والمُهاجِرِينَ، فَقالُوا: تَعالَ نُطْعِمُكَ ونَسْقِيكَ خَمْرًا. وذَلِكَ قَبْلَ أنْ تُحَرَّمَ الخَمْرُ، فَأتَيْتُهم في حُشٍّ - والحُشُّ: البُسْتانُ - فَإذا رَأْسُ جَزُورٍ مَشْوِيٌّ عِنْدَهم، ودَنٌّ مِن خَمْرٍ، فَأكَلْتُ وشَرِبْتُ مَعَهم، وذَكَرْتُ الأنْصارَ والمُهاجِرِينَ، فَقُلْتُ: المُهاجِرُونَ خَيْرٌ مِنَ الأنْصارِ. فَأخَذَ رَجُلٌ لَحْيَيِ الرَّأْسِ فَضَرَبَنِي بِهِ فَجَدَعَ أنْفِي، فَأتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَأخْبَرْتُهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فِيَّ - يَعْنِي نَفْسَهُ - شَأْنَ الخَمْرِ: ﴿إنَّما الخَمْرُ والمَيْسِرُ﴾ . رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي خَيْثَمَةَ. أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدانَ العَدْلُ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قالَ: حَدَّثَنِي أبِي، قالَ: حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ الوَلِيدِ، قالَ: حَدَّثَنا إسْرائِيلُ، عَنْ أبِي إسْحاقَ، عَنْ أبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنا في الخَمْرِ بَيانًا شافِيًا. فَنَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي في البَقَرَةِ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الخَمْرِ﴾ [البقرة: ٢١٩] . فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنا في الخَمْرِ بَيانًا شافِيًا. فَنَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي في النِّساءِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنتُمْ سُكارى﴾ [النساء: ٤٣] . فَكانَ مُنادِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذا أقامَ الصَّلاةَ يُنادِي: لا يَقْرَبَنَّ الصَّلاةَ سَكْرانُ. فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنا في الخَمْرِ بَيانًا شافِيًا. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿إنَّما الخَمْرُ والمَيْسِرُ﴾ . فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فَلَمّا بَلَغَ إلى قَوْلِهِ: ﴿فَهَلْ أنتُم مُّنتَهُونَ﴾ . قالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنا انْتَهَيْنا. وكانَتْ تَحْدُثُ أشْياءُ يَكْرَهُها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِسَبَبِ شُرْبِ الخَمْرِ قَبْلَ تَحْرِيمِها، مِنها قِصَّةُ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ مَعَ عَمِّهِ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما. وهِيَ ما أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إبْراهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي خالِدٍ، قالَ: حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسى المَرْوَزِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، قالَ: أخْبَرَنا عَنْبَسَةُ، قالَ: أخْبَرَنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ قالَ: أخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، أنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أخْبَرَهُ، أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ قالَ: كانَتْ لِي شارِفٌ مِن نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أعْطانِي شارِفًا مِنَ الخُمُسِ، ولَمّا أرَدْتُ أنْ أبْتَنِيَ بِفاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ واعَدْتُ رَجُلًا صَوّاغًا مِن بَنِي قَيْنُقاعٍ أنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِيَ بِإذْخِرٍ أرَدْتُ أنْ أبِيعَهُ مِنَ الصَّوّاغِينَ فَأسْتَعِينَ بِهِ في ولِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنا أنا أجْمَعُ لِشارِفَيَّ مَتاعًا مِنَ الأقْتابِ والغَرائِرِ والحِبالِ، وشارِفايَ مُناخَتانِ إلى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، أقْبَلْتُ فَإذا أنا بِشارِفَيَّ قَدْ أُجِبَّتْ أسْنِمَتُها وبُقِرَتْ خَواصِرُها، وأُخِذَتْ مِن أكْبادِها، فَلَمْ أمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأيْتُ ذَلِكَ المَنظَرَ، وقُلْتُ: مَن فَعَلَ هَذا ؟ فَقالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ وهو في البَيْتِ في شَرْبٍ مِنَ الأنْصارِ، غَنَّتْ قَيْنَةٌ فَقالَتْ في غِنائِها: ألا يا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّواءِ وهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بِالفِناءِ ضَعِ السِّكِّينَ في اللَّبّاتِ مِنها فَضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بِالدِّماءِ وأطْعِمْ مِن شَرائِحِها كَبابًا مُلَهْوَجَةً عَلى وهَجِ الصِّلاءِ فَأنْتَ أبا عُمارَةٍ المُرَجّى لِكَشْفِ الضُّرِّ عَنّا والبَلاءِ فَوَثَبَ إلى السَّيْفِ فاجْتَبَّ أسْنِمَتَهُما، وبَقَرَ خَواصِرَهُما، وأخَذَ مِن أكْبادِهِما. قالَ عَلِيٌّ: فانْطَلَقْتُ حَتّى أدْخُلَ عَلى النَّبِيِّ ﷺ وعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حارِثَةَ. قالَ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الَّذِي أتَيْتُ لَهُ، فَقالَ: ”ما لَكَ ؟“ . فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما رَأيْتُ كاليَوْمِ، عَدا حَمْزَةُ عَلى ناقَتَيَّ فاجْتَبَّ أسْنِمَتَها، وبَقَرَ خَواصِرَها، وها هو ذا في بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. قالَ: فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِرِدائِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، فاتَّبَعْتُ أثَرَهُ أنا وزَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، حَتّى جاءَ البَيْتَ الَّذِي هو فِيهِ، فاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، فَإذا هم شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ يَلُومُ حَمْزَةَ في ما فَعَلَ، فَإذا حَمْزَةُ ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عَيْناهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إلى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إلى وجْهِهِ، ثُمَّ قالَ: وهَلْ أنْتُمْ إلّا عَبِيدُ أبِي ؟ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنَّهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ القَهْقَرى، فَخَرَجَ وخَرَجْنا. رَواهُ البُخارِيُّ عَنْ أحْمَدَ بْنِ صالِحٍ. وكانَتْ هَذِهِ القِصَّةُ مِنَ الأسْبابِ المُوجِبَةِ لِنُزُولِ تَحْرِيمِ الخَمْرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب