الباحث القرآني
﴿والسَّماءِ ذاتِ البُرُوجِ﴾: النجوم العظام، أو هي البروج الاثنى عشر، أو البروج التي فيها الحرس، ﴿واليَوْمِ المَوْعُودِ﴾: القيامة، ﴿وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ﴾، اختلفوا فيه، والحديث المرسل والضعيف على أنها يوم جمعة، وعرفة، وعليه كثير من السلف، أو الشاهد محمد، والمشهود: القيامة، أو الجمعة، أو الله، أو هما ابن آدم، والقيامة، أو ابن آدم، والجمعة، أو عرفة، والقيامة، أو يوم الذبح وعرفة، أو الله والخلف، أو عكسه، أو أعضاء بني آدم وبنو آدم، والجمعة والنحر، أو آدم والقيامة، أو الملك والقيامة، أو الملك وبنو آدم، أو هذه الأمة وسائر الأمم، أو الله والقيامة، ﴿قُتِلَ﴾: لُعِنَ، ﴿أصْحابُ الأُخْدُودِ﴾، الأظهر أن جواب القسم محذوف، وهذا دليله كأنه قال: إنهم، أي كفار مكة ملعونون كما لعن أصحاب الأخدود، وقيل: تقديره لقد قتل أصحاب الأخدود، وهو جواب القسم، والأخدود: الشق في الأرض، واختلف فيهم، لكن اتفقت كلمتهم على أن بعض الكفرة عمدوا إلى بعض المؤمنين عشرين ألفًا أو أقل أو أكثر، من أهل فارس، أو اليمن، أو الحبشة أو نجران أو الشام، وقهروهم أن يرجعوا إلى الكفر فأبوا، فحفروا لهم في الأرض أخاديد، وأججوا فيها نيرانًا، وأوعدوهم عليها فلم يقبلوا الكفر فقذفوهم فيها لعنهم الله، ورحمهم الله، ﴿النّارِ﴾، بدل اشتمال من الأخدود، ﴿ذاتِ الوَقُودِ﴾، صفة تبين عظمتها، أي: لها كثرة ما يرتفع به لهبها، ﴿إذْ هُم﴾: الكفار، ﴿عَلَيها﴾: على حافة النار، ﴿قُعُودٌ﴾، يعذبون المؤمنين، ﴿وهُم عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ﴾: مشاهدون لهذا التعذيب الأليم، أو يشهد بعضهم لبعض عند أميرهم وملكهم بأنه لم يقصر فيما أمر به، ﴿وما نقَمُوا﴾: ما عابوا، وما كرهوا، ﴿مِنهم إلّا أنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ﴾، ما هو حقيق بأن يكون سببًا للثناء، والألفة جعلوه سببًا للعيب والكراهة، ﴿العَزِيزِ الحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأرْضِ واللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾، وصفه بصفات توجب الإيمان به وحده.
﴿إنَّ الذِينَ فَتَنُوا المؤْمِنِينَ والمُؤمِناتِ﴾، بالإحراق، ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا﴾، لم يندموا عما أسلفوا، ﴿فَلَهم عَذابُ جَهَنَّمَ﴾، لكفرهم، ﴿ولَهم عَذابُ الحَرِيقِ﴾، العذاب الزائد في الإحراق بما أحرقوا المؤمنين، وعن بعض: لهم عذاب الحريق في الدنيا، وذلك لأن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم، أو المراد الذين بلوهم بالأذى على العموم لا أن المراد أصحاب الأخدود خاصة للفاتنين عذابان لكفرهم، ولفتنتهم، ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهم جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ ذَلِكَ الفَوْزُ الكَبِيرُ﴾، المراد منهم المطروحون في الأخاديد، أو أعم.
﴿إنْ بَطْشَ ربِّكَ﴾، أخذه بالعنف لأعدائه، ﴿لَشَدِيدٌ﴾، مضاعف، ﴿إنَّهُ هو يُبْدِئُ﴾، الخلق، ﴿ويُعِيدُ﴾، بعد الموت، ﴿وهُوَ الغَفُورُ﴾، للمؤمنين، ﴿الوَدُودُ﴾، المحب لهم، ﴿ذُو العَرْشِ﴾، مالكه، ﴿المَجِيدُ﴾، العظيم في الذات، والصفات، وقراءة الكسر على صفة العرش فمعناه علوه وسعته، ﴿فعّالٌ لما يُرِيدُ﴾، لا يزاحمه أحد، ولا شيء.
﴿هَلْ أتاكَ﴾، يا محمد، ﴿حَدِيثُ الجُنُودِ فِرْعَوْنَ وثَمُودَ﴾، هما بدل من الجنود، والمراد من فرعون هو وقومه، وهذا تقرير لقوله: ”إن بطش ربك لشديد“، ﴿بَل الذِينَ كَفَرُوا﴾: من قومك يا محمد، ﴿فِي تَكْذِيبٍ﴾، للقرآن ولك، أيّ تكذيب، فلا يعتبرون بسماع قصة من قبلهم، ومعنى (بل) الإضراب عن الأمر بالإسماع، والتذكير، كأنه قال: ذكّر قومك بشدة بطش ربك، وأسمعهم حكاية فرعون وثمود لعلهم يتعظوا به، بل هم في تكذيب عظيم لا يمكن لهم الارتداع، والاتعاظ، ﴿واللهُ مِن ورائِهِمْ مُحِيطٌ﴾: لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط المحيط، ﴿بَلْ هُوَ﴾: بل هذا الذي كذبوا به، ﴿قُرْآنٌ مجِيدٌ﴾: عظيم في اللفظ والمعنى، ﴿فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾، بالرفع صفة القرآن، أي: محفوظ من الزيادة، والنقصان، وبالجر صفة اللوح، وعن أنس بن مالك وغيره: إن هذا اللوح المحفوظ في جبهة إسرافيل، وعن مقاتل: هو عن يمين العرش، وفي الطبراني، قال عليه السلام: ”إن الله قد خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء وصفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور، وكتابه نور لله فيه في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق، ويميت، ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء“.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["وَٱلسَّمَاۤءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ","وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ","وَشَاهِدࣲ وَمَشۡهُودࣲ","قُتِلَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ","ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ","إِذۡ هُمۡ عَلَیۡهَا قُعُودࣱ","وَهُمۡ عَلَىٰ مَا یَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ شُهُودࣱ","وَمَا نَقَمُوا۟ مِنۡهُمۡ إِلَّاۤ أَن یُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ","ٱلَّذِی لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ","إِنَّ ٱلَّذِینَ فَتَنُوا۟ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ ثُمَّ لَمۡ یَتُوبُوا۟ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِیقِ","إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِیرُ","إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِیدٌ","إِنَّهُۥ هُوَ یُبۡدِئُ وَیُعِیدُ","وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ","ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِیدُ","فَعَّالࣱ لِّمَا یُرِیدُ","هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِیثُ ٱلۡجُنُودِ","فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ","بَلِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فِی تَكۡذِیبࣲ","وَٱللَّهُ مِن وَرَاۤىِٕهِم مُّحِیطُۢ","بَلۡ هُوَ قُرۡءَانࣱ مَّجِیدࣱ","فِی لَوۡحࣲ مَّحۡفُوظِۭ"],"ayah":"قُتِلَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق