الباحث القرآني
طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١) وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ [النساء ١، ٢].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾، هذه السورة هي سورة النساء، وهي مدنية، والمدني عند الجمهور ما نزل بعد الهجرة، والمكي ما نزل قبل الهجرة؛ فالمدني ما نزل بعد الهجرة ولو في غير المدينة، والمكي ما نزل قبل الهجرة ولو في غير مكة؛ وعلى هذا فالمدار في تعيين المكي والمدني إلى الزمن لا إلى المكان، وقد ذكر العلماء رحمهم الله ضوابط للمكي والمدني، وذكروا مميزات للمكي والمدني معروفة في علم أصول التفسير؛ من ذلك:
أن الغالب في الآيات المكية الغالب فيها القِصَر والقوة؛ قوة الأسلوب، وموضوعها في الغالب التوحيد وما يتعلق به، وأما الآيات المدنية فالغالب عليها السهولة وطول الآيات، وموضوعها في الأمور الفرعية؛ كالبيوع، وآداب المجالس، وآداب الاستئذان، وغير ذلك.
المكية الغالب أن النداء يكون فيها لعموم الناس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾؛ لأن أكثر المخاطبين بها ليسوا بمؤمنين، والمدنية بـ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، هذا هو الغالب؛ لأن المخاطبين فيها مؤمنون كلهم أو أكثرهم.
هذه السورة سورة النساء، وسُمِّيت بهذا الاسم لذكر النساء فيها، وهي كما تعلمون مبتدئة بأصل خلقة بني آدم؛ من أين خلقوا، ثم ذكر الأرحام وما يتصل بها من المواريث وغير هذا، ثم ذكر ما يتعلق بالنكاح؛ لأن النكاح صلة بين الناس كما أن القرابة صلة بين الناس؛ كما قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا﴾ [الفرقان ٥٤]، ثم ما يتعلق بمخاطبة اليهود والمنافقين، وما يتعلق كذلك بأحوال النزاع بين الزوجين كما سيمر بنا إن شاء الله تعالى.
وهذه السورة هي السورة الثالثة بعد الفاتحة، البقرة وآل عمران والنساء، وقد ورد في صحيح مسلم من حديث حذيفة «أن النبي ﷺ قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران »[[أخرجه مسلم (٧٧٢ / ٢٠٣) من حديث حذيفة.]]، وهذا في أول الأمر، ثم بعد ذلك في الترتيب الأخير صارت البقرة ثم آل عمران ثم النساء، واستقر على ذلك المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان.
يقول الله عز وجل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، والبسملة آية مستقلة يؤتى بها في أوائل السور إلا سورة واحدة وهي (براءة) فإنه لم تنزل لها بسملة، ولو نزل لها بسملة لكانت محفوظة موضوعة في مكانها؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر ٩]، ولكن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم هل هي مستقلة أو من سورة الأنفال، فوضعوا فاصلًا بينهما من أجل الإشكال فقط، أما أن هناك شكًّا في نزول البسملة أو لا فلا شك في هذا؛ لأن البسملة لو نزلت لَحُفظت كما تُحفظ آيات القرآن الأخرى، والصحيح أن البسملة ليست من السورة التي قبلها ولا من السورة التي بعدها، ولا تحسب من آياتها لا في الفاتحة ولا في غيرها خلافًا لبعض أهل العلم الذين قالوا: إنها آية من الفاتحة لا من غيرها، وعلى هذا جرت طباعة المصاحف، فإن طباعة المصاحف جعلوا البسملة آية من الفاتحة دون غيرها، والصحيح أنه لا فرق وأن البسملة ليست من الفاتحة، ودليل ذلك ما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَإِذَا قَالَ:» ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ «قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي»[[أخرجه مسلم (٣٩٥ / ٣٨) من حديث أبي هريرة.]]. ولم يذكر البسملة. ويدل لذلك أيضًا أنه إذا كانت الفاتحة بين الله وبين العبد نصفين فإنه لا يستقيم أن تكون البسملة منها؛ لأننا إذا عددنا الآيات وجدناها كما يلي: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ آية، ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ آية، ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ آية، هذه ثلاث، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ آية، هذه هي الرابعة، وهي الوسط، وهي التي بين الله وبين العبد نصفين، ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ آية، ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ آية، ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ آية؛ فتكون الآيات متناسقة، ويكون حق الخالق عز وجل ثلاث آيات مستقلة وهي الأولى، وحق العبد ثلاث آيات مستقلة وهي الآيات الأخيرة، والسابعة بينهما؛ شقها الأول تبع لأيش؟ لحق الله، وشقها الثاني تبع لحق العبد، وبهذا يُعرف أن البسملة ليست من الفاتحة. وقد مر علينا إعرابها، ففي أي شيء تعلق الجار والمجرور؟
* طالب: (...).
* الشيخ: فيه ما هو أحسن.
* طالب: فعل مؤخر محذوف مقدر حسب السياق.
* الشيخ: حسب السياق، أيش السياق؟
* الطالب: إن كان فيه قرائن أو مسماها.
* الشيخ: يعني حسب ما ابتدأ به أو ما سَمَّى عليه، إذن هي البسملة جار ومجرور متعلق بمحذوف، وهذا المحذوف فعل مؤخر يقدر بحسب المسمَّى عليه؛ فإذا كنت أريد أن أقرأ فالتقدير: باسم الله أقرأ، أريد أن أذبح: باسم الله أذبح، أريد أن أتوضأ: باسم الله أتوضأ، وهلم جرًّا، وإنما اختير أن يكون الفعل متأخرًا تيمُّنًا بالبداءة باسم الله من وجه، ولإفادة الحصر، أيش؟ من وجه آخر؛ لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، فكأنك تقول: لا أقرأ إلا باسم الله. وإنما اختير أن يكون فعلًا لا اسمًا -أي لا نقدِّر: باسم الله قراءتي، أو: باسم الله ابتدائي- لأن الأصل في العمل الأفعال دون الأسماء، ولذلك لا تجد اسمًا عاملًا إلا بشروط، بخلاف الأفعال، وإنما قدر مناسبًا لما يسمَّى عليه لأنه أنسب، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٩٨٥)، ومسلم (١٩٦٠ / ١) من حديث جندب بن عبد الله بن سفيان.]]. قال: «فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ»، فقدر فعلًا خاصًّا وهو الذبح، أما لفظ الجلالة فهو عَلَم خاص بالله عز وجل وحده لا يُسمَّى به غيره بالإجماع، وأما ﴿الرَّحْمَنِ﴾ فهو عَلَم خاص بالله أيضًا لا يُسمَّى به غيره، وأما ﴿الرَّحِيمِ﴾ فهو عَلَم على الله عز وجل، اسم من أسماء الله عَلَم عليه، لكن يوصف به غيره كما قال تعالى في النبي ﷺ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة ١٢٨].
بماذا يفسر أهل السنة ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟ يفسرون (الرحمن) بأنه ذو الرحمة، وهي صفة لازمة تتعلق بذات الله عز وجل، ومن آثارها الإنعام والإحسان، ويفسرها أهل التعطيل بالإحسان فيقول: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ المحسن أو المنعم، أو بإرادة الإحسان أو الإنعام؛ أي: المريد للإحسان، المريد للإنعام؛ لأنهم لا يصفون الله بصفة الرحمة، وكذلك يقال في ﴿الرَّحِيمِ﴾.
فإن قال قائل: هل (الرحمن) و(الرحيم) مترادفان؟
فالجواب: إنْ ذُكِر أحدهما منفردًا عن الآخر فهو متضمن له، وإن ذُكِرا جميعًا فـ(الرحمن) باعتبار الوصف، و(الرحيم) باعتبار الفعل؛ لأن (الرحمن) فَعْلان، تدل على الوصف؛ كغضبان، وسكران، ونشوان، وما أشبهها، و(الرحيم) تدل على الفعل، فيكون (رحمن) هذا باعتبار وصف الله عز وجل بالرحمة، و(الرحيم) باعتبار فعله؛ أي: باعتبار رحمته لمن رحم؛ قال الله تعالى: ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾ [العنكبوت ٢١].
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ الجملة هذه جملة ندائية مصدرة بـ(يا)، والمنادى: (أيُّ)، وهو مبني على الضم في محل نصب، و(ها) للتنبيه، و﴿النَّاسُ﴾ نعت لـ(أيُّ) أو عطف بيان، فهي مبنية على الضم في محل نصب.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ وجَّه الله الخطاب للناس مع أن السورة مدنية لبيان أن رسالة النبي ﷺ عامة لجميع الناس.
و﴿النَّاسُ﴾ قيل: إن أصلها: أُنَاس، وإن الهمزة حذفت لكثرة الاستعمال تخفيفًا، كما حذفت الهمزة من (شر) و (خير)، وأصلها: (أَشَرّ) و(أَخْيَر)؛ تقول: هذا خيرٌ من هذا؛ أي: أخْيَر منه، هذا شرٌّ من هذا؛ يعنى أَشَرُّ منه، لكن حذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال. وهو مشتق من الأنس؛ لأن البشر -كما يقال عنهم- مدنيون بالطبع يحتاجون إلى أن يأنس بعضهم ببعض، ولهذا لا تجد أحدًا يُحبَّب إليه الخلوة إلا لسبب، سبب خارج عن ما جبل الله عليه الناس.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ التقوى هي من الوقاية، وهي أن يتخذ الإنسان وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه. والرب في قوله: ﴿رَبَّكُمُ﴾ هو الخالق المالك المدبر، فهو متضمن لهذه المعاني الثلاثة : خالق؛ أي: موجد بعد العدم؛ أي: موجد من العدم، والثاني: مالك لا يشركه أحد في ملكه، والثالث: مدبر للأمور على ما تقتضيه حكمته.
﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ ﴿الَّذِي﴾ صفة لـ(رب)، ولكنها صفة كاشفة، ومعنى قولنا: كاشفة؛ أي: موضحة، موضحة لهذه الربوبية أو لبعض معانيها؛ واحترزنا بكلمة (كاشفة) عن كونها (مقيِّدة)؛ لأننا لو جعلناها مقيِّدة لكان هناك ربان: رب خلقنا من نفس واحدة، ورب لم يخلقنا من نفس واحدة، وليس الأمر كذلك، بل الذي خلقنا من نفس واحدة رب واحد، فتكون الصفة هنا صفةً، أيش؟
* طلبة: كاشفة.
* الشيخ: كاشفة؛ أي: موضحة لمعنى الربوبية أو لبعض معناها.
﴿خَلَقَكُمْ﴾ أوجدكم. ﴿مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ هذه النفس هل يراد بها نفسٌ بعينها أو المراد بالنفس الجنس؟
الظاهر الأول؛ أن المراد بالنفس نفس بعينها وهو آدم عليه الصلاة والسلام الذي هو أبو البشر، خلقه الله تعالى من طين بيده الكريمة، وعلمه أسماء كل شيء يحتاج إليه؛ لأنه خُلِق من غير أن يكون هناك أحد يتعلم منه اللغة فعلمه الله تعالى اللغات التي يحتاج إليها، فيكون معنى قوله: ﴿عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [البقرة ٣١] يعني مما أيش؟ مما يحتاج إليه، نعم.
وقوله: ﴿خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ أي: خلق من هذه النفس زوجها، وقد جاء في الآثار أنها خُلقت من ضلعه الأيمن -والله أعلم- لكن ثبت في السنة «أن المرأة خلقت من ضلع»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٣٣١)، ومسلم (١٤٦٨ / ٥٩) من حديث أبي هريرة.]].
﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ ولم يقل: زوجتها؛ لأن اللغة الفصحى أن الزوج يطلق على الرجل والمرأة، وأصله ضد الوتر؛ لأن الزوجة إذا انضمَّت إلى زوجها صارت شافعة له بعد أن كان منفردًا، ولهذا يقال: الزوجة شريكة زوجها في الحياة؛ لأن بعضهما انضم إلى بعض. ﴿خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ يعنى بها أو يراد بها حواء.
﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ ﴿بَثَّ﴾ بمعنى نشر وأخرج ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: من النفس وزوجها ﴿رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ وهذان القسمان لا يخرج عنهما بنو آدم، وما جاء في الخنثى فإن الخنثى إما ذكر وإما أنثى أو مركب منهما، لكنه لا يخرج عن الذكورة والأنوثة.
وقوله: ﴿رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ ولم يقل: نساء كثيرات؛ لأن الكثرة في الرجال عزٌّ بخلاف الكثرة في الإناث، وإن كان الواقع أن النساء من بني آدم أكثر من الرجال، كما استنبط ذلك شيخ الإسلام رحمه الله من قول النبي ﷺ: «إِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ»[[أخرجه الترمذي (٢٦١٣) من حديث أبي هريرة.]]، «وأن أهل النار من بني آدم تسعمئة وتسعة وتسعون »[[أخرجه الترمذي (٣١٦٨) من حديث عمران بن حصين.]]، فإذا كنَّ أكثر أهل النار وأهل النار من بني آدم تسعمئة وتسعة وتسعون لزم من هذا أن يكنَّ أكثر من الرجال، وهذا هو الواقع، لكن الكثرة في الرجال عِزٌّ وفخر ويفتخر الناس به، بخلاف النساء، فإن الكثرة منهن عالة وتعب وعناء. ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ﴾ كرر الأمر بتقواه عز وجل لما لها من الأهمية؛ لأن الإنسان إذا وُفِّق لتقوى الله صلحت أموره الدينية والدنيوية، وقوله: ﴿الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ في ﴿تَسَاءَلُونَ﴾ قراءتان؛ الأولى: ﴿تَسَاءَلُونَ﴾ كما هي بالمصحف، والثانية: ﴿تَسَّاءَلُونَ﴾ ، وأصل ﴿تَسَّاءَلُونَ﴾ : تتساءلون.
﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ أي: يسأل بعضكم بعضا به للحماية فيقول: أسألك بالله أن تنقذني، أسألك بالله أن لا تؤذيني، أسألك بالله كذا وكذا مما يسأل؛ فالله تعالى هو الذي يتساءل به الناس.
وقوله: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ فيها قراءتان: بالجر وبالفتح، فإذا كانت بالفتح فهي معطوفة على قوله: ﴿اللَّهَ﴾ يعني: واتقوا الأرحام لا تضيعوها، لا تفرطوا في حقها. و(الأرحام) جمع رحم، وهم القرابة، فيكون في الآية أمرٌ بصلة الأرحام والقيام بحقها.
وأما على قراءة الجر: ﴿وَالْأَرْحَامِ﴾ فهي معطوفة على الضمير في (به) أي: تساءلون به وبالأرحام. كيف التساؤل بالأرحام؟
التساؤل بالأرحام أنه مما جرت به العادة عند العرب أنه يقول: أسألك بالله وبالرحم، أو يقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك، وهم لعصبيتهم يقدرون الرحم تقديرًا بالغًا ويحترمونها ويرون حمايتها، ولهذا ذكَّرهم الله تعالى بها فقال: واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام.
فإذا قال قائل: هل بين القراءتين منافاة: ﴿وَالْأَرْحَامِ﴾ ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾؟
فالجواب: لا، والقراءتان في الحقيقة تصير الكلمة كلمتين؛ فإما أن تكون القراءة تبيانًا لإحدى القراءتين، يعني كل قراءة تبيانًا للأخرى، وإما أن تكون القراءة الثانية جاءت بمعنى جديد. وهنا القراءتان إحداهما مبيِّنة للأخرى ولَّا كل واحدة جاءت بمعنى جديد؟
* الطلبة: كل واحدة جاءت بمعنى جديد.
* الشيخ: كل واحدة جاءت بمعنى جديد؛ فقراءة النصب فيها الأمر باتقاء الأرحام؛ أي: اتقاء التفريط في حقهم، والآية الثانية فيها التذكير بأن الناس يتساءلون بالأرحام، ولم يتساءلوا بها إلا لعظم حقها بينهم، نعم.
﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ لما أمر بتقواه عز وجل مرتين في الآية قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ أي: يراقبكم في جميع أحوالكم؛ هل أنتم اتقيتم الله أم لم تتقوه؟ هل أنتم اتقيتم الأرحام وقمتم بواجبها أم لم تتقوها؟ هذا هو معنى قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، وختم الآية بهذه الجملة يراد به التهديد من المخالفة، كما لو قلت لأحد من أبنائك: افعل كذا فأنا رقيب عليك، فهذا يعني أنك أيش؟
* الطلبة: تهدده.
* الشيخ: تهدده بألا يخالف، وأنه إن خالف فسيجد عقوبته.
* يستفاد من هذه الآية الكريمة فوائد:
* أولا: وجوب تقوى الله على جميع الناس، من أين تؤخذ؟
* طالب: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ﴾..
* الشيخ:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ حيث وجَّه الخطاب لجميع الناس.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان أن الناس أُوجدوا من العدم؛ ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾، وفيها الرد على الفكرة الملحدة: أن الناس تطوروا من القرود إلى البشرية، من أين تؤخذ؟
* طالب: ﴿مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾.
* الشيخ: ونحن لا نعرف النفس إلا آدم الذي نحن من نسله، ولكن من ادعى أن أصل بني آدم قرد قلنا له: إقرارك على نفسك مقبول وعلى غيرك غير مقبول.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التذكير بنعمة الله عز وجل بما خلق لنا من الأزواج؛ لقوله: ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، و(من) هنا للتبعيض، ويجوز أن تكون بيانية؛ أي: من جنسها. وهذا من النعمة الكبيرة؛ لو كانت أزواجنا من غير جنسنا هل يمكن أن نركن إليها؟ أبدا، لا يركن الإنسان إلا إلى من كان من جنسه، لو كانت من جنس البقر أو من جنس الغنم هل يركن إليها الإنسان؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا يمكن؛ بل ينفر منها نفورًا شديدًا.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن أصل هذه البشرية التي لا يحصيها إلا الله، أصلها كم؟
* الطلبة: أصلها واحد.
* الشيخ: أصلها واحد، وإن شئت فقل: أصلها اثنان: زوج وزوج، خلق منهما هؤلاء الرجال الكثير والنساء، بشر لا يحصيهم إلا الله عز وجل؛ لقوله: ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾.
* ومن فوائدها: أن كثرة الرجال أهم من كثرة النساء؛ لقوله: ﴿رِجَالًا كَثِيرًا﴾ فإن التنصيص على كثرة الرجال يدل على أهمية هذه الكثرة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أهمية التقوى، ولهذا كرر الله الأمر بها مرتين.
* ومنها: الإشارة إلى أن التقوى واجبة بمقتضى الربوبية وبمقتضى الألوهية.
* طالب: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ هذه مقتضى الربوبية.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ هذه مقتضى الألوهية.
* الشيخ: نعم تمام.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن التساؤل بالله أمر واقع معروف عند العرب؛ لقوله: ﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ﴾.
ولكن هل يجوز للإنسان أن يسأل غيره بالله؟
نقول: إن كان المقصود بذلك التذكير فلا حرج، وإن كان المقصود بذلك الإلزام ففيه نظر؛ إذا قال: أسألك بالله، يعني أذكِّرك به حتى تراعي عظمة الله وحقه، هذا لا بأس به. إذا كان القصد الإلزام أنك ستُلزمه فهذا إحراج؛ ومن ذلك ما يقع أحيانًا من بعض الذين يقدمون أسئلتهم في المحاضرات يقول: أسألك بالله إلا ما رددت علي. أو يقول لمقدم السؤال: أسألك بالله إلا ما قدَّمته. هذا إحراج؛ قد يرى المجيب أو المقدِّم من المصلحة أن لا يقدم هذا السؤال أو ألا يجاب عليه، فإذا سأل بالله هل تجب إجابته؟ نقول: إن سأل بالله شيئًا محرمًا فلا كرامة له ولا تجوز إجابته، كما لو قال: أسألك بالله أن تدخل بستان فلان وتأتي لنا منه ببرتقال وتفاح، يجوز هذا ولّا لا؟
* الطلبة: لا يجوز.
* الشيخ: لا، لا يجوز، ولا كرامة.
إذا سأل بالله شيئًا يضرني، قال: أسألك بالله أن تعطيني نصف مالك -طماع هذا- هل يجب عليَّ أن أجيبه؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا؛ لأن فيها ضرر عليّ.
إذا قال: أسألك بالله أن تعطيني حقي الواجب عليك.
بعض الطلبة: يجب أن أعطيه.
* الشيخ: هنا يجب، يجب من وجهين: أولًا: أنه حق واجب، والثاني: أنه سأل بالله. وقال بعض أهل العلم: إن معنى قول النبي ﷺ: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ»[[أخرجه أبو داود (٥١٠٨) من حديث ابن عباس، وأحمد (٥٧٠٣) من حديث ابن عمر واللفظ له.]] أي: من سألكم حقًّا أوجبه الله عليه؛ أوجبه الله على المسؤول، فكأن معنى قوله: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ» أي: من سألكم بشرع الله؛ أي: من سألكم سؤالًا يقتضي الشرع إجابته فأجيبوه، وليس المعنى: من قال: أسألك بالله؛ لأن من قال: أسألك بالله، قد يراد بها معنى لا يصح إطلاقًا؛ يعني إذا قال: أسألك بالله، وأراد أن يجعل الله شفيعًا إلى هذا المسؤول كان هذا حرامًا؛ لأنه لا يجوز أن يستشفع بالله على خلقه؛ فإن مقام الله أعظم من أن يكون واسطة بينك وبين الخلق.
* ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب احترام الأرحام؛ لقوله: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ على قراءة النصب، وكذلك الإشارة إلى احترام الأرحام على قراءة الجر؛ يعني كما أنكم تحترمونها وتسألون بها فعظِّموها وآتوها حقها.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من مخالفة الله عز وجل؛ من أين تؤخذ؟
* طالب: من مخالفة الله سبحانه وتعالى.
* الشيخ: التحذير من مخالفة الله.
* الطالب: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.
* الشيخ: من قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾، ومَن آمن بهذا؛ بأن الله رقيب عليه، فسوف يحذر من مخالفة الله عز وجل.
هل نأخذ من هذه الآية إثبات اسم الرقيب لله؟
نعم العلماء يأخذون منها إثبات اسم لله.
طيب هل نقول إن (كان) هنا يراد بها معناها الزمني أو لا؟
لا؛ لأنه لو أريد بها المعنى الزمني لكانت الرقابة قد مضت؛ ولكنها يراد بها تحقيق اتصاف الموصوف بالصفة التي كانت خبرًا في هذه الجملة، إذن تحقيق أن الله رقيب علينا، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ ليس المراد أنه كان فزال، بل المراد تحقيق اتصافه بالمغفرة والرحمة. ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.
طالب : الجملة الاسمية أقوى من الجملة الفعلية؟
* الشيخ: أقوى من حيث الثبوت والاستمرار، لكن هذه في مقام التهديد أقوى لأنها تفيد التجدد والحدوث والاستمرار، يعني وأنه مهما عملتم في أيِّ وقت فالرقابة ثابتة.
* طالب: شيخ قول الإنسان لصاحبه: أسألك بالله، وهو يريد يعني أن يعطيه شيء حتى وإن (...) مثل قوله: أستشفع بالله عليك؟
* الشيخ: لا لا، "أستشفع بالله عليك" حرام ما يجوز؛ لكن إذا قال: أسألك بالله، فبعض الناس يريد بها هذا المعنى؛ أي: يريد بها أن يستشفع بالله عليه، فإذا كان هذا مراده حرم؛ وأحيانًا يقول: أسألك بالله، يعني: بحق الله، يعني: أُلزمك بما لله عليك من حق أن تعطيني كذا.
* طالب: بس يا شيخ هذا قليل جدا؟
* الشيخ: أين القليل؟
* الطالب: الثاني هذا.
* الشيخ: إذا كان يريد الأول يجب النهي عنه.
* الطالب: إذن –يعني- لا يجوز (...).
* الشيخ: إذا كان قصده الاستشفاع، لكن في ظني أن الذين يقولون: أسألك بالله، يريدون إلزامك بحق الله، يعني: إن كان الله معظَّمًا عندك فإني أسألك به، أما إذا قصد أنه يجعله شافعًا؛ أي: يجعله واسطة بينك وبينه، فهذا حرام.
* طالب: (...) يا شيخ جواز السؤال بالله، فهل يؤخذ جواز السؤال بالأرحام في القراءة الثانية؟
* الشيخ: إي نعم، بس لا تقرن بالله.
* طالب: كيف؟
* الشيخ: يقول: أسألك بالرحم اللي بيني وبينك، يعني كأنه يذكِّره الصلة التي بينه وبينه حتى لا يعتدي عليه.
* طالب: شيخ أحسن الله إليك، في قراءة البسملة بعض العلماء يثبت الحديث «عن النبي ﷺ أنه قرأ البسملة جهرًا»[[انظر الترمذي (٢٤٥) من حديث ابن عباس.]]، وبعض العلماء يضعف هذا الحديث، ولكن قد يستدل بهذا الحديث أن البسملة من الفاتحة، فكيف تجاوب بهذا الحديث؟
* الشيخ: مادام حديثًا ضعيفًا فقد كُفِينا إياه.
* الطالب: لكن صححه بعض أهل العلم.
* الشيخ: من كان عنده صحيحًا فليجعلها من الفاتحة، لكن كون الرسول يُسر بها أحيانًا ويجهر بها أحيانًا يدل على أنها ليست من الفاتحة؛ لأنها لو كانت من الفاتحة لجهر بها دائمًا.
* الطالب: (...) الذين يقولون بصحة الحديث عندهم أن الحديث صحيح طرقه كثيرة.
* الشيخ: أنا أقول: صحيح، لكن هل هو جهر ولم يسر؟
* طالب: جهر النبي بالبسملة.
* الشيخ: ولم يسر؟
* طالب: أسر بعض الأحيان.
* الشيخ: طيب، إسراره بها بعض الأحيان يدل على أنها ليست من الفاتحة؛ لأنه لو كانت منها لجهر بها دائمًا كما يجهر بالفاتحة، هذه واحدة.
شيء ثانٍ: كون الجهر بها يدل على أنها منها احتمال، وحديث أبي هريرة:« «قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ»[[أخرجه مسلم (٣٩٥ / ٣٨) من حديث أبي هريرة.]] ما فيه احتمال.
* طالب: شيخ (...) نعت أو عطف بيان (...)؟
* الشيخ: أو، خلاف، لتنويع الخلاف؛ والأرجح في هذا أنه إن كان ما بعدها مشتقًّا فهو نعت مثل ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾، وإن كان جامدًا مثل ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ فهو عطف بيان، سليم؟
* الطالب: نعم.
* طالب: (...) الرسول ﷺ بالجهر بالبسملة (...) والسكوت عنها بعض الأحيان هذه يؤخذ منها عدم الإحراج للأمة، ﷺ، يراعي (...)، يؤخذ منها المعنى ذا؟
* الشيخ: ربما يؤخذ هذا المعنى، ربما يؤخذ، لكن كثيرًا من العلماء يضعفون حديث الجهر بالبسملة، لاحظ هذه.
* طالب: شيخ، قول بعض الناس: بالله عليك تعطيني كذا، هل يكون من باب الاستشفاع؟
* الشيخ: إي، هذا من السؤال بالله، ويحتمل أنه من الاستشفاع بالله، ولهذا يجب أنه يقال للقائل: ماذا تريد بالله عليك؟ قد يقول: "بالله عليك" يعني أقسم بالله عليك، فيكون قسمًا، نعم، هي أقرب ما له أن يكون المعنى: أقسم بالله عليك، أو: أستشفع بالله عليك، نعم.
* * *
* طالب: ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (٢) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (٣) وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ [النساء ٢ - ٤].
* الشيخ: بس، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ الآية، أولًا: هذه السورة مكية أو مدنية؟
* طالب: مكية.
* الشيخ: مكية.
* الطالب: لأنها صدرت بـ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾.
* الشيخ: بـ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾، نعم.
* الطالب: مدنية.
* الشيخ: مدنية ما الفرق بين المدني والمكي؟
* طالب: قيل: إن المدني ما نزل بعد الهجرة ولو كان في غير المدينة، والمكي ما نزل قبل الهجرة ولو كان بغير مكة.
* الشيخ: هذا هو الصحيح، هذا القول هو الصحيح، قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾، هذه الصفة تسمى صفة؟
* طالب: كاشفة.
* الشيخ: كاشفة، وما معنى الصفة الكاشفة؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، كيف؟
* طالب: الصفة الكاشفة.
* الشيخ: إي، في هذه الآية.
* الطالب: في هذه الآية يعني ليست مقيدة بأن الله ربنا هو الذي خلقنا، وإن كان ربنا هو الذي خلقنا، لكن ظاهر الآية يقول إنها مقيِّدة؛ قد يكون للناس ربان: رب خلقهم، ورب لم يخلقهم.
الشيخ: إذن، ويش معنى كاشفة؟
* طالب: يعني توضح (...).
* الشيخ: توضح شيئًا من جانب الربوبية؛ أنه خلقنا. طيب ما المراد بالنفس الواحدة؟
* الطالب: النفس الواحدة شيئان: إما أن يكون مقصود بها نفس الجنس، أو المقصود بها عين (...).
* الشيخ: نعم، إما أن يكون المراد بها الجنس أو العين. إن قلنا: الجنس؛ فالمعنى من جنس واحد، وإن قلنا: العين؛ فالمراد بها آدم، وهذا هو الصحيح.
قوله: ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا﴾ ما معنى ﴿بَثَّ مِنْهُمَا﴾؟
* طالب: (...).
* الشيخ: ﴿رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ لم يقل: كثيرات، فهل هذا من باب الاكتفاء مثل قوله: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾ [النحل ٨١] يعني والبرد، أو أن هذا تنبيه على شيء؟
* طالب: (...) على أن كثرة الرجال عز، وليس الأمر كذلك بالنسبة للنساء لذلك (...).
* الشيخ: أحسنت، طيب قوله: ﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ فيها قراءتان؟
* طالب: نعم، ﴿تَسَاءَلُونَ﴾ و ﴿تَسَّاءَلُونَ﴾ .
* الشيخ: ﴿تَسَاءَلُونَ﴾ و ﴿تَسَّاءَلُونَ﴾ ، ما أصل ﴿تَسَّاءَلُونَ﴾ ؟
* الطالب: تتساءلون.
* الشيخ: تتساءلون. طيب، ما معنى التساؤل بالله؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني الشفاعة بالله، تجعل الله شافعا لك إلى هذا الشخص؟ لا.
* طالب: الأمر فيه تفصيل: إذا كان يستشفع بالله..
* الشيخ: إحنا ما نبغي الحكم، ما معنى ﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ﴾؟
* طالب: أسألك بالله.
* طالب آخر: يسأل بعضكم بعضا بالله.
* الشيخ: يسأل بعضكم بعضا بالله؛ مثل؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: أسألك بالله كذا وكذا، أو: أنشدك بالله، أو ما أشبه ذلك، طيب.
ما العلاقة بين قوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ﴾ بين الأمر بالتقوى وبين كونهم يتساءلون به؟
* طالب: كونهم يتساءلون به يدل على أنهم يعبدوه (...).
* الشيخ: تمام، لأن كونهم يتساءلون به يدل على أنه عظيم عندهم، والعظيم يجب أن يُتَّقى. طيب، قوله: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ العامل، فيها قراءتان.
* الطالب: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ ﴿وَالْأَرْحَامِ﴾ (...).
* الشيخ: لا، اصبر (...) أعطنا القراءة ونشوف بعدُ توجيهها.
* الطالب: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ بالنصب، ﴿وَالْأَرْحَامِ﴾ بالكسر.
* الشيخ: بالكسر، على قراءة النصب؟
* الطالب: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ أي: اتقوا الأرحام (...).
* الشيخ: أحسنت، اتقوا الأرحام كيف نتقيها يعني؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: إي، لكن ويش معنى اتقائها؟ ما معنى اتقائها؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني ألا تقطعوها. طيب وعلى قراءة الجر ﴿وَالْأَرْحَامِ﴾ ؟
* طالب: (...) يسألون بحق الرحم وكان ذلك في الجاهلية معروف عندهم أن الرحم كان له منزلة عالية عندهم (...) المعنى يا شيخ
* الشيخ: المعنى، المعنى ويش يكون؟ ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ﴾ .
* الطالب: المعنى أن يسألوا بالأرحام يا شيخ..
* الشيخ: يتساءلون بالأرحام، فتكون عطفا على إيه؟
* الطالب: على الضمير يا شيخ؛ (بِهِ).
* الشيخ: على الضمير في (بِهِ) كذا؟
طيب، قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (كان) تفيد المضيّ، وهل الله عز وجل كان رقيبًا ثم زالت رقابته؟
طالب: لا؛ (...) كان ولا زال مستمرا في (...)
* الشيخ: يعني إذن هي مسلوبة الزمان، مسلوبة الدلالة على الزمن، والمقصود بها تحقيق اتصافه بهذه الصفة ولها نظائر: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ هي ليس المعنى كان فيما مضى، بل: ثبت أنه غفور رحيم، عرفت؟
طيب، الآن فيه إشكال على قراءة الجر من حيث القواعد النحوية؛ لأن النحويين يقولون: إذا عطفت على ضمير متصل فأتِ بالضمير المنفصل، أو أعِدْ حرف الجر فقل: تساءلون به وبالأرحام. فهل نقول إن في القرآن ما خرج عن القواعد؟ لا؛ نقول: إن القرآن حاكم وليس محكومًا عليه، وكون النحويين يقولون: هذا شاذ، نقول: الشاذ أنتم، ليس في القرآن ما هو شاذ أبدًا، القرآن بلسان عربي مبين، وإذا كان يقِلّ استعمال هذا عند العرب فإنه بنزول القرآن به يكون كثيرًا أو قليلا؟
* الطلبة: كثيرًا.
* الشيخ: يكون كثيرًا يقرؤه الناس في كل وقت وفي كل حين، ولهذا أنكر الرازي وأنكر محمد رشيد رضا وغيرهم من العلماء أنكروا على النحويين إنكارًا بالغًا في هذا وقالوا: كيف يقولون: إن في القرآن شيئًا شاذا؟! والقرآن يَحكم ولا يُحكم عليه، بل إذا جاء في القرآن تركيب لم يُعهد في اللغة العربية فإن الفضل للقرآن بإحياء هذا التركيب، وابن مالك رحمه الله قال: إنه ليس بلازم أن يُعاد حرف الجر فقال:
؎وَلَيْسَ عِنْدِي لَازِمًا إِذْ قَدْ أَتَى ∗∗∗ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ الصَّحِيحِمُثْبَتَا
وهذا هو الصحيح؛ وعلى هذا فنقول في كل آية زعم النحاة أنها شاذة نقول: الشاذ أنتم، ليس في القرآن شيء شاذ، كل ما في القرآن فهو على اللغة الفصحى بلسان عربي مبين، ويجب أن تؤخذ القواعد من القرآن ليَحكم بها وعليها، لا أن تؤخذ القواعد مؤصلة باصطلاحات حادثة ثم يقال: القرآن أيش؟ شاذ.
طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (١) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة ١، ٢].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى -بسم الله الرحمن الرحيم-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ أولًا: هذه السورة مدنية، وهي من آخر ما نزل من القرآن، ولذلك قال العلماء: ما كان فيها من حلال فأحلّوه، وما كان فيها من حرام فحرموه، ولم يأتِ فيها حكم يكون منسوخًا، بل كل الأحكام التي فيها محكمة، وهي مدنية؛ لأنها نزلت بعد الهجرة، وكل ما نزل بعد الهجرة فإنه مدنيّ، وإن نزل بمكة وإلا ففيها قول الله تبارك وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة ٣]، هذا نزل في عرفة والنبي ﷺ واقف بها.
البسملة لا حاجة لتكرار الكلام عليها؛ لأنه سبق الكلام عليها، وأنها آية من كتاب الله مستقلّة ليست من السورة التي قبلها ولا بعدها، يُؤتى بها عند بدء كل سورة سوى سورة (براءة)، وأنها متعلّقة بمحذوف، ويُقدّر هذا المحذوف فعلًا متأخرًا مناسبًا للموضوع الذي تقدمته هذه البسملة، هذا أحسن ما قيل في متعلَّق البسملة، وعليه فإذا كنت تريد أن تقرأ تقول: إن الجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره؟
* طلبة: أقرأ.
* الشيخ: باسم الله أقرأ؛ يعني التقدير: باسم الله أقرأ، وإذا كنت تريد تتوضأ تقول: تقديره باسم الله أتوضأ، إذا كنت تريد أن تذبح مذكّاة تقول: باسم الله أذبح. هذا التقدير.
يقول عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ واعلم أنه إذا صُدّر الكلام بهذه الجملة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فإنه كما قال عبدُ اللهِ بنُ مسعود رضي الله عنه: «أَرْعِهَا سَمْعَكَ » -يعني انتبه لها- «فَإِمَّا خَيْرٌ تُؤْمَرُ بِهِ، وَإِمَّا شَرٌّ تُنْهَى عَنْهُ»[[أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (٥٠) من حديث عبد الله بن مسعود بلفظ: فأصغ لها سمعك؛ فإنه خير تؤمر به، أو شرّ تصرف عنه.]]، وإما خبر يكون فيه مصلحة لك، مثل قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ [التوبة ٢٨] وما أشبه ذلك، المهم أنه لا بد أن تكون لخير أو لشرّ، أو لخبر يتضمن خيرًا أو شرًّا. واعلم أيضًا أنه إذا صُدر الكلام بها فإنه يدل على أن ما بعدها من مقتضيات الإيمان تصديقًا به إن كان خبرًا، وعملًا به إن كان طلبًا، وأن مخالفة ذلك نقص في الإيمان. واعلم أيضًا أن الله تعالى يُصدّر الخطاب بها إغراء للمخاطب؛ لأنه إذا قيل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ كأنه يقول: إن إيمانكم يحملكم على أن تفعلوا كذا وكذا، أو أن تتركوا كذا وكذا حسب السياق.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾: أوفوا بها؛ أي: ائتوا بها وافية كاملة من غير نقص، وقد بيّن الله تعالى الوعيد على من يستوفي العقود تامة ولا يوفيها تامة في قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين ١ - ٣] إذن أوفوا بمعنى أيش؟
* طالب: ائتوا بها.
* الشيخ: ائتوا بها كاملة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ﴾ [الإسراء ٣٤] ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ﴾ [الإسراء ٣٥] وما أشبه ذلك، والعقود جمع (عقد)، وهو ما أبرمه الإنسان مع غيره، وضد العقد الحل، تقول: عقدت الحبل وحللت الحبل، فالعقود إذن ما أبرمه الإنسان مع غيره، وهي أنواع كثيرة منها: البيع، والإجارة، والرهن، والوقف، والنكاح، وغير ذلك.
وقوله: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ هذا عام أيّ عقد فإنه يجب الوفاء به، ولكن لا بد أن يُقيَّد بما جاءت به الشريعة وهو ألا يكون العقد مُحرّمًا، فإن كان العقد محرمًا فإن النصوص تدل على عدم الوفاء به، بل على تحريم الوفاء به؛ لقول النبي ﷺ: «مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِئَةَ شَرْطٍ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٧٢٩) ومسلم (١٥٠٤ / ٨) من حديث عائشة.]].
ثم قال: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ﴾ ﴿أُحِلَّتْ﴾ هذا فعل مبني لأيش؟
* طلبة: لما لم يُسمَّ فاعله.
* الشيخ: لما لم يُسمَّ فاعله، وفاعله معلوم ليس مجهولًا؛ لأن الفاعل هنا هو الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ [النحل ١١٦] فالمُحل هنا هو الله.
وقوله: ﴿بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ﴾، البهيمة ما لا ينطق، كل حيوان لا ينطق فهو بهيمة، وذلك لأن ما يتكلم به أو ما ينطق به يكون مبهمًا لا يعرب فهو بهيمة.
وقوله: ﴿الْأَنْعَامِ﴾ المراد بها ثلاثة أنواع: الإبل، والبقر، والغنم. فإضافة البهيمة إلى الأنعام من باب إضافة الشيء إلى جنسه كما تقول: خاتم حديد، وباب خشب، وما أشبه ذلك كأنه قال: البهيمة من الأنعام، بهيمة الأنعام وهي الإبل عندما نقول: وهي الإبل، والبقر، والغنم، هل نحن نفسر البهيمة ولّا الأنعام؟
* طلبة: الأنعام.
* الشيخ: الأنعام، هي الإبل، والبقر، والغنم.
﴿إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ هذا استثناء من قوله: ﴿بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ﴾ لأن بهيمة الأنعام مفرد مضاف، فهو عام لكل شيء. من بهيمة الأنعام قال: ﴿إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾، والمراد بذلك ما سيأتي في الآية التي بعدها في قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ﴾ إلى آخره [المائدة: ٣] هذا الذي يُتلى علينا.
و﴿غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ﴾ هذه استثناء..
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰحِدَةࣲ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالࣰا كَثِیرࣰا وَنِسَاۤءࣰۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِی تَسَاۤءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَیۡكُمۡ رَقِیبࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق