الباحث القرآني
﴿لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡقَـٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ غَیۡرُ أُو۟لِی ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ دَرَجَةࣰۚ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ أَجۡرًا عَظِیمࣰا ٩٥﴾ - نزول الآية
١٩٧٥٢- عن زيد بن ثابت، قال: كنت إلى جنب رسول الله ﷺ، فغَشِيَتْه السكينة، فوقعت فخِذ رسول الله ﷺ على فخِذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله ﷺ، ثم سُرِّي عنه، فقال: «اكتب». فكتبت في كتِفٍ: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) إلى آخر الآية. فقال ابن أم مكتوم -وكان رجلًا أعمى- لَمّا سمع فضل المجاهدين: يا رسول الله، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامَه غَشِيَتْ رسول الله ﷺ السكينةَ، فوقعت فخذه على فخذي، فوجدت ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى، ثم سُرِّي عن رسول الله ﷺ، فقال: «اقرأ، يا زيد». فقرأت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾. فقال رسول الله ﷺ: «اكتب: ﴿غير أولي الضرر﴾» الآية. قال زيد: أنزلها الله وحدها، فألْحَقْتُها، والذي نفسي بيده، لكأني أنظر إلى مُلْحَقِها عند صَدْع في كتِف[[أخرجه أحمد ٣٥/٥١٨-٥١٩ (٢١٦٦٤)، وأبو داود ٤/١٦١-١٦٢ (٢٥٠٧)، والحاكم ٢/٩١ (٢٤٢٨)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/١٣٥٤-١٣٥٦ (٦٨١). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٧/٢٦٦-٢٦٧ (٢٢٦٤): «إسناد حسن صحيح».]]. (٤/٦٢٦)
١٩٧٥٣- من طريق عبد الله بن رافع، قال: قدم هارون الرشيد المدينة، فوجه البَرْمَكِيُّ إلى مالك، وقال له: احمل إلَيَّ الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك. فقال للبرمكي: أقرئه السلام، وقل له: إنّ العلم يُزار ولا يزور، وإنّ العلم يُؤْتى ولا يأتي. فرجع البرمكي إلى هارون، فقال له: يا أمير المؤمنين، يبلغ أهلَ العراق أنّك وجهت إلى مالك فخالفك، اعزم عليه حتى يأتيك. فإذا بمالك قد دخل، وليس معه كتاب، وأتاه مُسَلِّمًا، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الله جعلك في هذا الموضع لعلمك، فلا تكن أنت أول من يضع العلم فيضعك الله، ولقد رأيت مَن ليس في حسبك ولا بيتك يُعِزُّ هذا العلمَ ويُجِلَّه، فأنت أحرى أن تُعِزَّ وتُجِلَّ علمَ ابنِ عمك. ولم يزل يُعَدِّد عليه من ذلك حتى بكى هارون، ثم قال: أخبرني الزهري، عن خارجة بن زيد، قال: قال زيد بن ثابت: كنت أكتب بين يدي النبي ﷺ في كتف: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ). وابن أم مكتوم عند النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، قد أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل، وأنا رجل ضرير، فهل لي من رخصة؟ فقال رسول الله ﷺ: «لا أدري». قال زيد بن ثابت: وقلمي رَطْبٌ ما جَفَّ، حتى غشِي النبي ﷺ الوحيُ، ووقع فخِذه على فخِذي حتى كادت تُدَقُّ من ثقل الوحي، ثم جُلِيَ عنه فقال لي: «اكتب، يا زيد: ﴿غير أولي الضرر﴾». فيا أمير المؤمنين، حرف واحد بعث به جبريل والملائكة ﵈ من مسيرة خمسين ألف عام حتى أنزل على نبيه ﷺ، فلا ينبغي لي أن أُعِزَّه وأُجِلَّه؟![[أخرجه الدينوري في المجالسة ٨/٣٢١، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ٣٦/٣١١-٣١٢ (٤١١٩) من طريق عتيق بن يعقوب الزبيري به. وعزاه السيوطي إلى ابن فهد في كتاب فضائل مالك. إسناده ضعيف؛ فيه أحمد بن مروان الدينوري صاحب المجالسة، قال ابن حجر في لسان الميزان ١/٦٧٢: «اتّهمه الدارقطني، ومشّاه غيره. انتهى. وصرّح الدارقطني في غرائب مالك بأنه يضع الحديث، وروى مرة فيها عن الحسن القراب عنه، عن إسماعيل بن إسحاق، عن إسماعيل بن أويس، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة حديث: «سبقت رحمتي غضبي». وقال: لا يصح بهذا الإسناد، والمتَّهم به أحمد بن مروان، وهو عندي ممّن كان يضع الحديث».]]. (٤/٦٢٧)
١٩٧٥٤- عن سهل بن سعد الساعدي، أن مروان بن الحكم أخبره، أن زيد بن ثابت أخبره، أن رسول الله ﷺ أملى عليه: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها عَلَيَّ، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت. وكان أعمى؛ فأنزل الله على رسوله ﷺ وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن تُرَضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل الله: ﴿غير أولي الضرر﴾[[أخرجه البخاري ٤/٢٥ (٢٨٣٢)، ٦/٤٧ (٤٥٩٢)، والترمذي ٥/٢٧٥-٢٧٦ (٣٢٨٢) واللفظ له، وابن جرير ٧/٣٦٩. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». قال: «وفي هذا الحديث رواية رجل من الصحابة وهو سهل بن سعد، عن رجل من التابعين وهو مروان بن الحكم، لم يسمع من النبي ﷺ».]]. (٤/٦٢٥)
١٩٧٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)، فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، فأتى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت، وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد، فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت؟ فقال له رسول الله ﷺ: «ما أُمِرْتُ في شأنك بشيء، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة؟». فقال ابن أم مكتوم: اللَّهُمَّ، إني أنشدك بصري. فأنزل الله: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧١ من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/٦٢٩)
١٩٧٥٦- عن البراء بن عازب، قال: لَمّا نزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾ قال النبي ﷺ: «ادْعُ فلانًا». وفي لفظ: «ادْعُ زيدًا». فجاء ومعه الدَّواةُ واللوح والكَتِف، فقال: «اكتب: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)». وخلفَ النبي ﷺ ابنُ أم مكتوم، فقال: يا رسول الله، إنِّي ضرير. فنزلت مكانها: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله﴾[[أخرجه البخاري ٤/٢٤ (٢٨٣١)، ٦/٤٨ (٤٥٩٣، ٤٥٩٤)، ٦/١٨٤ (٤٩٩٠)، ومسلم ٣/١٥٠٨ (١٨٩٨)، ٣/١٥٠٩ (١٨٩٨)، وابن جرير ٧/٣٦٦-٣٦٨، ٣٧٣، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٣ (٥٨٤٥)، ويحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٩٨-٣٩٩-.]]. (٤/٦٢٥)
١٩٧٥٧- عن زيد بن أرقم، قال: لما نزلت: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) جاء ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله، أما لي من رخصة؟ قال: «لا». قال: اللَّهُمَّ، إنِّي ضرير، فرخِّص لي. فأنزل الله: ﴿غير أولي الضرر﴾. فأمر رسول الله ﷺ بكتابتها[[أخرجه الطبراني في الكبير ٥/١٩٠ (٥٠٥٣)، وابن جرير ٧/٣٦٨-٣٦٩. قال الهيثمي في المجمع ٧/٩ (١٠٩٤٦): «رواه الطبراني، ورجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ٨/٢٦١: «ووقع في رواية الطبراني من طريق أبي سنان الشيباني، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، وأبو سنان اسمه ضرار بن مرة، وهو ثقة إلا أن المحفوظ عن أبي إسحاق، عن البراء، كذا اتفق الشيخان عليه من طريق شعبة، ومن طريق إسرائيل». وقال العيني في عمدة القاري ١٨/١٨٦: «ووقع في رواية الطبراني من طريق أبي سنان الشيباني، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، والمحفوظ عن أبي إسحاق، عن البراء في رواية الشيخين، وأبو سنان اسمه: ضرار بن مرة، وهو أيضًا ثقة». وقال السيوطي: «بسند رجاله ثقات».]]. (٤/٦٢٨)
١٩٧٥٨- عن الفَلَتان بن عاصم، قال: كنا عند النبي ﷺ، فأُنزِل عليه، وكان إذا أُنزِل عليه دام بصره مفتوحة عيناه، وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله. قال: فكنا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب: «اكتب: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)». فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله، ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبي ﷺ. فخاف أن يكون ينزل عليه شيء في أمره، فبقي قائمًا يقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله. فقال النبي صلي الله عليه وسلم للكاتب: «اكتب: ﴿غير أولي الضرر﴾»[[أخرجه ابن حبان ١١/١٠ (٤٧١٢)، وأبو يعلى في المسند ٣/١٥٦-١٥٧ (١٥٨٣) واللفظ له. قال البزار ٩/١٤٣-١٤٤ (٣٦٩٩): «وهذا الحديث قد روي بنحو كلامه من وجوه، وذكرنا هذا عن الفلتان لعزة حديث الفلتان، وإن كان قد يروى بغير هذا الإسناد مما هو أحسن من هذا الإسناد بلفظ آخر». وقال الطحاوي في مشكل الآثار ٤/١٤٩-١٥١ (١٥٠٣): «هذه الآثار التي رويناها آثار صحاح ثابتة». وقال الهيثمي في المجمع ٥/٢٨٠ (٩٤٤٤): «رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني إلا أنه قال: فبقي قائمًا يقول: أتوب إلى الله». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٥/١٠٤ (٤٣١١): «هذا إسناد رجاله ثقات».]]. (٤/٦٢٩)
١٩٧٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقسم- أنّه قال: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر﴾ عن بدر، والخارجين إلى بدر. لَمّا نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش[[عند ابن جرير ٧/٣٧٠ أبو أحمد بن جحش بن قيس الأسدي، وهو غير عبد الله بن جحش أمير سرية بطن نخلة، والذي استشهد في غزوة أحد، أما هذا فأخوه، وقد اختلف في اسمه، وقال الحافظ في الفتح ٨/٢٦٢ بعد ذكره رواية ابن جرير: «وهو الصواب في ابن جحش، فإن عبد الله أخوه، وأما هو فاسمه عبدٌ، بغير إضافة، وهو مشهور بكنيته».]]، وابن أم مكتوم: إنا أعميان، يا رسول الله؛ فهل لنا رخصة؟ فنزلت: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر﴾. ﴿وفضل الله المجاهدين على القاعدين﴾ درجة، فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر، فضل الله المجاهدين على القاعدين ﴿أجرا عظيمًا، درجات منه﴾، على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر[[أخرجه البخاري ٥/٧٣ (٣٩٥٤)، ٦/٤٨ (٤٥٩٥) مختصرًا، والترمذي ٥/٢٧٤-٢٧٥ (٣٢٨١) واللفظ له، وابن جرير ٧/٣٧٠-٣٧١. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».]]. (٤/٦٢٧)
١٩٧٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي نضرة- في الآية، قال: نزلت في قوم كانت تشغلهم أمراض وأوجاع، فأنزل الله عذرهم من السماء[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٢/١٦٥ (١٢٧٧٥)، والبيهقي في الكبرى ٩/٤١ (١٧٨١٨)، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص١١٣ (٣٧٣). قال الطبراني في الأوسط ٣/٨٥ (٢٥٦٩)، ٦/١٠٥ (٥٩٣٧): «لم يرو هذا الحديث عن أبي نضرة إلا أبو عقيل الدورقي بشير بن عقبة». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٩ (١٠٩٤٥): «رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما ثقات».]]. (٤/٦٣٠)
١٩٧٦١- عن أنس بن مالك -من طريق علي بن زيد- قال: نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم: ﴿غير أولي الضرر﴾، لقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء[[أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٤/١٥٢-١٥٦ (١٥٠٥)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/١٣٦٠ (٦٨٣)، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص١١٣ (٣٧٢). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٥/١٠٤ (٤٣١٠): «إسناد رجاله ثقات».]]. (٤/٦٣٠)
١٩٧٦٢- عن عبد الله بن شداد -من طريق حصين- قال: لما نزلت هذه الآية في الجهاد: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾ قام ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله، إني ضرير كما ترى. فأنزل الله: ﴿غير أولي الضرر﴾[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٨٢ - تفسير)، وابن جرير ٧/٣٧٢. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. قال محقق سنن سعيد بن منصور: «سنده صحيح إلى عبد الله بن شداد، وهو ضعيف لإرساله، فإنّ عبد الله لم يسمع من النبي ﷺ».]]. (٤/٦٣٠)
١٩٧٦٣- عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى -من طريق ثابت- قال: لَمّا نزلت: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) قال ابن أم مكتوم: أي ربِّ، أين عذري؟ أي ربِّ، أين عذري؟ فنزلت: ﴿غير أولي الضرر﴾. فوضعت بينها وبين الأخرى، فكان بعد ذلك يغزو ويقول: ادفعوا إلَيَّ اللواء، وأقيموني بين الصفين، فإنِّي لن أفِرَّ[[أخرجه ابن سعد ٤/٢١٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٣١)
١٩٧٦٤- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء- قال: نزلت: (لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). فقال رجل أعمى: يا نبي الله، فإني أحب الجهاد ولا أستطيع أن أجاهد. فنزلت: ﴿غير أولي الضرر﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧١-٣٧٢.]]. (٤/٦٣١)
١٩٧٦٥- عن قتادة بن دِعامة، قال: ذُكِر لنا: أنّه لما نزلت هذه الآية قال عبد الله بن أم مكتوم: يا نبي الله، عذري؟ فأنزل الله: ﴿غير أولي الضرر﴾[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٦٣٠)
١٩٧٦٦- عن قتادة بن دعامة، قال: نزلت في ابن أم مكتوم أربع آيات: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر﴾. ونزل فيه: ﴿ليس على الأعمى حرج﴾ [النور:٦١]. ونزل فيه: ﴿فإنها لا تعمى الأبصار﴾ الآية [الحج:١٦]. ونزل فيه: ﴿عبس وتولى﴾ [عبس:١]. فدعا به النبي ﷺ، فأدناه، وقرَّبه، وقال: «أنت الذي عاتبني فيك ربي»[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٣١)
١٩٧٦٧- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: لما نزلت هذه الآية قال ابن أم مكتوم: يا رسول الله، إنِّي أعمى، ولا أطيق الجهاد. فأنزل الله فيه: ﴿غير أولي الضرر﴾[[أخرجه ابن جرير ٣/٣٧٢.]]. (٤/٦٣١)
١٩٧٦٨- عن أبي عبد الرحمن -من طريق زياد بن فياض- قال: لَمّا نزلت: ﴿لا يستوي القاعدون﴾. قال عمرو بن أم مكتوم[[كان أهل المدينة يسمونه: عبد الله، أما أهل العراق وهشام بن محمد السائب فيقولون: اسمه عمرو. انظر: طبقات ابن سعد ٤/٢٠٥.]]: يا رب ابتليتني؛ فكيف أصنع؟ فنزلت: ﴿غير أولي الضرر﴾[[أخرجه ابن سعد ٤/٢١٠، وابن جرير ٧/٣٧٣. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٦٣١)
﴿لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡقَـٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ غَیۡرُ أُو۟لِی ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ﴾ - تفسير
١٩٧٦٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقسم- أنّه قال: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين﴾ عن بدر، والخارجين إليها[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٠، والبخاري (٣٩٥٤، ٤٥٤٩)، وابن جرير ٧/٣٧٠، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٢. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٢٨)
١٩٧٧٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿غير أولي الضرر﴾، قال: أهل العذر[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧٤، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٧١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي نضرة- في قول الله ﷿: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر﴾، قال: هم قوم كانوا على عهد رسول الله ﷺ لا يغزون معه لأسقام وأمراض وأوجاع، وآخرون أصحاء لا يغزون معه، وكان المرضى في عذر من الأصحاء[[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٢/١٦٥ (١٢٧٧٥)، وفي الأوسط ٣/٨٥ (٢٥٦٩)، ٦/١٠٥ (٥٩٣٧).]]. (ز)
١٩٧٧٢- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في الآية، قال: لا يستوي في الفضل القاعدُ عن العدو، والمجاهد[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤٢.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٧٣- قال مقاتل بن سليمان: وقوله سبحانه: ﴿لا يستوي القاعدون﴾ عن الغزو ﴿من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم﴾، يعني: عبد الله بن جحش الأسدي، وابن أم مكتوم من أهل العذر ...[[أدرج في تفسير مقاتل بن سليمان: قال أبو محمد [وهو عبد الله بن ثابت راوي تفسير مقاتل]: هم ثلاثة، منهم: عبد الله بن جحش، عقد له النبي ﷺ، وعبيد الله مات نصرانيًّا، وعبد الله بن جحش هو الضرير الذي نزل فيه قوله ﷿: ﴿غير أولي الضرر﴾.]]. يقول ﷿: لا يستوي في الفضل القاعد الذي لا عذر له، والمجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، وهي غزوة تبوك[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
﴿فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ دَرَجَةࣰۚ﴾ - تفسير
١٩٧٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقسم- أنّه قال: ... وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة، فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر[[أخرجه البخاري (ت: مصطفى البغا) ٤/١٤٥٦ (٣٧٣٨)، ٤/١٦٧٧ (٤٣١٦)، والترمذي ٥/٢٧٥ (٣٢٨١)، والنسائي في الكبرى (١١١١٧)، وابن جرير ٧/٣٧٠-٣٧١، والبيهقي في سننه ٩/٤٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٢٧)
١٩٧٧٥- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في الآية، قال: ﴿درجة﴾، يعني: فضيلة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤٢.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٧٦- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق ابن المبارك- في قوله: ﴿فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة﴾، قال: على أهل الضرر[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧٥، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]١٨٠٨. (٤/٦٣٢)
١٩٧٧٧- قال مقاتل بن سليمان: قال ﷿: ﴿فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين﴾ من أهل العذر ﴿درجة﴾ يعني: فضيلة على القاعدين[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠١.]]. (ز)
﴿وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾ - تفسير
١٩٧٧٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في الآية، قال: ﴿وكلا﴾، يعني: المجاهد، والقاعد المعذور[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤٤.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٧٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿وكلا وعد الله الحسنى﴾، أي: الجنة، والله يؤتي كل ذي فضل فضله[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧٦. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٨٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ-من طريق أسباط- قال: ﴿الحسنى﴾: الجنة[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧٦.]]. (ز)
١٩٧٨١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكلا﴾ يعني: المجاهد، والقاعد المعذور ﴿وعد الله الحسنى﴾ يعني: الجنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠١.]]. (ز)
﴿وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ أَجۡرًا عَظِیمࣰا ٩٥﴾ - تفسير
١٩٧٨٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقسم- أنّه قال: ... وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة، فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر[[أخرجه البخاري (ت: مصطفى البغا) ٤/١٤٥٦ (٣٧٣٨)، ٤/١٦٧٧ (٤٣١٦)، والترمذي ٥/٢٧٥ (٣٢٨١)، والنسائي في الكبرى (١١١١٧)، وابن جرير ٧/٣٧٠-٣٧١، والبيهقي في سننه ٩/٤٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٢٧)
١٩٧٨٣- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في الآية، قال: ﴿وفضل الله المجاهدين على القاعدين﴾ الذين لا عذر لهم ﴿أجرا عظيما﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤٤.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٨٤- عن عبد الملك ابن جُرَيْج: ﴿وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة﴾، قال: على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٧٦.]]. (٤/٦٣٢)
١٩٧٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿وفضل الله المجاهدين على القاعدين﴾ الذين لا عذر لهم ﴿أجرا عظيما﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠١.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.