الباحث القرآني
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ إِلَّاۤ إِنَّهُمۡ لَیَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَیَمۡشُونَ فِی ٱلۡأَسۡوَاقِۗ﴾ - نزول الآية
٥٤٥٣٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: لَمّا عيَّر المشركون رسولَ الله ﷺ، وقالوا: ﴿ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق﴾؛ أنزل الله ﷿ هذه الآية[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص٣٣٢-٣٣٣ مطولًا، والثعلبي ٧/١٢٤، من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس به. وتقدم بتمامه في تفسير قوله تعالى: ﴿تَبارَكَ الَّذِي إنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِن ذَلِكَ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ ويَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا﴾ إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (ز)
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ إِلَّاۤ إِنَّهُمۡ لَیَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَیَمۡشُونَ فِی ٱلۡأَسۡوَاقِۗ﴾ - تفسير الآية
٥٤٥٣٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق﴾، يقول: إنّ الرسل قبل محمد ﷺ كانوا بهذه المنزلة؛ يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٧٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٤٧١٨. (١١/١٥٠)
٥٤٥٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما أرسلنا قبلك من المرسلين﴾ لقول كُفّار مكة للنبي ﷺ: إنه يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، ﴿إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٣٠.]]. (ز)
٥٤٥٤٠- قال يحيى بن سلَّام: قوله: ﴿وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام﴾ إلا أنهم كانوا يأكلون الطعام. كقوله: ﴿وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام﴾ [الأنبياء:٨]، ولكن جعلناهم جسدًا يأكلون الطعام. قال: ﴿ويمشون في الأسواق﴾ وهذا جواب للمشركين حيث قالوا: ﴿مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق﴾[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٧٤.]]. (ز)
﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضࣲ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ﴾ - نزول الآية
٥٤٥٤١- قال محمد بن السائب الكلبي: نزلت في ابتلاء الشريف بالوضيع؛ وذلك أنّ الشريف إذا أراد أن يُسلِم فرأى الوضيع قد أسلم قبله أنِف، وقال: أُسلِم بعده؛ فيكون له عليَّ السابقة والفضل؟! فيقيم على كُفره، ويمتنع من الإسلام، فذلك افْتِتان بعضِهم ببعض[[تفسير البغوي ٦/٧٧.]]. (ز)
٥٤٥٤٢- قال مقاتل: نزلت هذه الآية في أبي جهل، والوليد، وعقبة، والعاص بن وائل، والنضر بن الحارث؛ وذلك أنهم لَمّا رأوا أبا ذرٍّ، وعبد الله بن مسعود، وعمّارًا، وبلالًا، وصهيبًا، وعامر بن فهيرة، وذويهم، قالوا: نُسلم فنكون مثل هؤلاء؟! وقال: نزلت في ابتلاء فقراء المؤمنين بالمستهزئين من قريش، كانوا يقولون: انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا محمدًا مِن موالينا وأراذلنا![[تفسير الثعلبي ٧/١٢٨، وتفسير البغوي ٦/٧٧. وبنحوه عن مقاتل بن سليمان كما سيأتي في تفسير الآية.]]. (ز)
﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضࣲ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ﴾ - تفسير الآية
٥٤٥٤٣- عن رِفاعَة بن رافع الزُّرَقي، قال: قال رجل: يا رسول الله، كيف ترى في رقيقنا، أقوام مسلمين، يُصَلُّون صلاتنا، ويصومون صومنا، نضربهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «يوزن ذنبهم وعقوبتكم إيّاهم، فإن كانت عقوبتُكم أكثرَ مِن ذنوبهم أخذوا منكم». قال: أفرأيت سبَّنا إياهم؟ قال: «يوزن ذنبهم وأذاكم إيّاهم، فإن كان أذاكم أكثر أعطوا منكم». قال الرجل: ما أسْمَعَ عدوًا أقرب إلَيَّ منهم! فتلا رسول الله ﷺ: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرًا﴾. فقال الرجل: أرأيت -يا رسول الله- ولدي، أضربهم؟ قال: «إنّك لا تُتَّهم في ولدك، فلا تطيب نفسًا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعروا»[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٧٥ (١٥٠٤٦)، من طريق يونس بن عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني مخرمة، عن أبيه، عن عبيد الله بن رفاعة، عن أبي رافع الزرقي به. كذا جاء في المطبوع من ابن أبي حاتم، ولعله خطأ! صوابه: عبيد الله بن رفاعة عن أبيه رفاعة الزرقي كما في نوادر الأصول للحكيم الترمذي ١/١١٣. إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، مخرمة بن بكير بن عبد الله الأشج قال عنه العلائي في جامع التحصيل ص٢٧٥: «قال أحمد بن حنبل: هو ثقة، إلا أنه لم يسمع من أبيه شيئًا، إنما روى من كتاب أبيه. وكذلك قال ابن معين نحوًا منه، وقال أبو داود: لم يسمع من أبيه إلا حديث الوتر. وقال موسى بن سلمة: أتيت مخرمة، فقال: لم أدرك أبي، ولكن هذه كتبه. قلت: أخرج له مسلم عن أبيه عدة أحاديث، وكأنه رأى الوجادة سببًا للاتصال، وقد انتُقِد ذلك عليه».]]. (١١/١٥١)
٥٤٥٤٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق محمد بن إسحاق بسنده- قال: وأُنزِل عليه في ذلك من قولهم: ﴿ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق﴾ الآية، ﴿وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون﴾، أي: جعلتُ بعضَكم لبعض بلاءً لتصبروا على ما تسمعون منهم، وترون مِن خلافهم، وتتبعوا الهدى بغير أن أعطيهم عليه الدنيا، ولو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلي فلا يخالفون لفعلتُ، ولكنِّي قد أردتُ أن أبتلي العباد بكم، وأبتليكم بهم[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٢٥.]]. (ز)
٥٤٥٤٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٧٦.]]. (ز)
٥٤٥٤٦- عن علي بن زيد، قال: تلا عمرُ بن عبد العزيز هذه الآية: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾، فقال عمر: جعل بعضكم لبعض فتنة؛ فاصبِروا[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر -كما في موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٤/٣٨ (٩١)-.]]. (ز)
٥٤٥٤٧- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحسن بن ثوبان- في قوله: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾، قال: هو التفاضل في الدنيا، والقدرة، وقهر بعضكم لبعض، فهي الفتنة التي قال الله: ﴿وكان ربك بصيرا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٧٥.]]. (١١/١٥٠)
٥٤٥٤٨- عن الحسن البصري -من طريق عبد القدوس- ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾، قال: يقول الفقير: لو شاء الله لجعلني غنيًّا مثل فلان. ويقول السقيم: لو شاء الله لجعلني صحيحًا مثل فلان. ويقول الأعمى: لو شاء الله لجعلني بصيرًا مثل فلان[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٢٤، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٧٥، والبيهقي في الشعب (١٠٠٧٢). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/١٥٠)
٥٤٥٤٩- عن الحسن البصري -من طريق المبارك- قال: ويلٌ لِهذا المالك إذ رزقه الله هذا المملوك؛ كيف لم يحسن إليه ويصبر؟! ويلٌ لهذا المملوك الذي ابتلاه الله، فجعله لهذا المالك؛ كيف لم يصبر ويحسن؟! ويل لهذا الغني إذ رزقه الله ما لم يرزق هذا الفقير؛ كيف لم يحسن ويصبر؟! ويل لهذا الفقير الذي ابتلاه بالفقر ولم يعطه ما أعطى هذا الغنيَّ؛ كيف لم يصبر؟![[أخرجه يحيى بن سلام ١/٤٧٤، وفي آخره: وبقية الحديث على هذا النحو.]]. (ز)
٥٤٥٥٠- عن قتادة بن دعامة، ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾، قال: بلاء[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/١٥٠)
٥٤٥٥١- عن عمرو بن قيس -من طريق الحكم بن بشير- في قوله: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾: أن يحسن المليك إلى مملوكه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٥٢٧٥.]]. (ز)
٥٤٥٥٢- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾، قال: يُمْسِك على هذا، ويُوَسِّع على هذا؛ فيقول: لم يعطني ربي ما أعطى فلانًا. ويبتلي بالوجع، فيقول: لم يجعلني ربي صحيحًا مثل فلان. في أشباه ذلك من البلاء؛ ليعلم مَن يصبر مِمَّن يجزع[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٢٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/١٥٠)
٥٤٥٥٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾ ابتلينا بعضًا ببعض، وذلك حين أسلم أبو ذرٍّ الغِفاري، وعبد الله بن مسعود، وعمّار بن ياسر، وصهيب، وبلال، وخبّاب بن الأرتِّ، وجبر مولى عامر بن الحضرمي، وسالم مولى أبي حذيفة، والنمر بن قاسط، وعامر بن فُهيرة، ومِهْجَع بن عبد الله، ونحوهم من الفقراء، فقال أبو جهل، وأمية، والوليد، وعقبة، وسهيل، والمستهزءون من قريش: انظروا إلى هؤلاء الذين اتَّبعوا محمدًا ﷺ من موالينا وأعواننا رذالة كل قبيلة! فازْدَرَوْهم، فقال الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء الفقراء من العرب والموالي: ﴿أتصبرون﴾ على الأذى والاستهزاء؟ ﴿وكان ربك بصيرا﴾ أن تصبروا. فصبروا، ولم يجزعوا؛ فأنزل الله ﷿ فيهم: ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ على الأذى والاستهزاء مِن كفار قريش ﴿أنهم هم الفائزون﴾ [المؤمنون:١١١] يعني: الناجين مِن العذاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٣٠.]]. (ز)
٥٤٥٥٤- قال يحيى بن سلَّام: وبعضهم يقول: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة﴾ الأنبياء وقومهم، ﴿أتصبرون﴾ يعني: الرسل على ما يقول لهم قومهم[[تفسير يحيى بن سلام ١/٤٧٤.]]. (ز)
﴿وَكَانَ رَبُّكَ بَصِیرࣰا ٢٠﴾ - تفسير
٥٤٥٥٥- عن عبد الله بن عبيد بن عمير -من طريق إبراهيم الصائغ- في قوله: ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرًا﴾، قال: يعني: الناس عامة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٥٢٧٦.]]. (ز)
٥٤٥٥٦- عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج- في قوله: ﴿وكان ربك بصيرا﴾ بِمَن يصبر، ومَن يجزع[[أخرجه ابن جرير ١٧/٤٢٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/١٥١)
٥٤٥٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكان ربك بصيرا﴾ أن تصبروا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٣٠.]]. (ز)
﴿وَكَانَ رَبُّكَ بَصِیرࣰا ٢٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٤٥٥٨- عن الحسن البصري، عن النبي ﷺ، قال: «لو شاء الله لجعلكم أغنياء كلكم، لا فقير فيكم، ولو شاء الله لجعلكم فقراء كلكم، لا غني فيكم، ولكن ابتلى بعضَكم ببعض»[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٣/٢٢٦ (٣٥٤٧١) مرسلًا.]]. (١١/١٥١)
٥٤٥٥٩- عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله: «ويل للمالك مِن المملوك، ويل للمملوك من المالك، ويل للعالم من الجاهل، ويل للجاهل من العالم، ويل للغني من الفقير، ويل للفقير من الغني، ويل للشديد من الضعيف، ويل للضعيف من الشديد»[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٤٧٤ مرسلًا.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.