الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ﴾ قال مجاهد [[رواه عنه عبد الرزاق في "مصنفه" 3/ 242 - 243، وابن أبي حاتم 7/ 73 أ، ب. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 229 - 230 ونسبه أيضًا للفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.]]، وسعيد بن جبير [[رواه عنه ابن أبي حاتم 7/ 73 أ. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 230 ونسبه أيضًا لعبد بن حميد.]]، والمفسرون [[انظر: "الطبري" 18/ 175 - 176، والثعلبى 3/ 91 أ.]]: يعني الجمعة والغزو. وقال مقاتل بن حيان: يقول على أمر طاعة يجتمعون عليها نحو الجمعة والنحر والفطر والجهاد وأشباه ذلك [[روى عنه ابن أبي حاتم 7/ 73 ب.]]. وقوله: ﴿لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ﴾ قال مقاتل: نزلت في عمر بن الخطاب استأذن النبي -ﷺ- في غزوة تبوك في الرجعة إلى أهله، فأذن له وقال: "انطلق فوالله ما أنت بمنافق". يريد بذلك أن يسمع المنافقين [["تفسير مقاتل" 2/ 42 أ. وهذه الرواية لا تصح في سبب نزول هذه الآية.]]. وقال ابن عباس: الذي استأذنه عمر بن الخطاب، وذلك [[في (ع): (في ذلك).]] أنه استأذن رسول الله -ﷺ- في العمرة فأذِن له، ثم قال: "يا أبا حفص لا تنسنا في صالح [[(صالح): ساقطة من (ع).]] دعائك" [[لم أجده عن ابن عباس. وقد روى أبو داود في "سننه" الصلاة - باب: الدعاء == 4/ 365، والترمذي كتاب: الدعوات 10/ 7، وابن ماجه المناسك- باب: فضل دعاء الحاج 2/ 155 عن ابن عمر أنه استأذن النبي -ﷺ- في العمرة فأذن له، وقال: "يا أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا". قال المنذري في "مختصر أبي داود" 2/ 146: وفي إسناده عاصم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 211 عن عمر وفيه: "في صالح دعائك" وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عاصم بن عبد الله وفيه كلام كثير وقد وثق.]]. وقال الثُّمالي [[هو: أبو حمزة الثمالي.]] -في هذه الآية-: إن رسول الله -ﷺ- إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يخرج من المسجد لحاجة أو عذر لم يخرج حتى يقوم بحيال [[بحيال: أي بجانب.]] رسول الله -ﷺ- حيث يراه، فيعرف أنَّه [[(أنه): ساقطة من (أ).]] إنّما قام ليستأذن، فيأذن لمن شاء [[في (ع): (يشاء).]] منهم [[رواه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 291 ب بسنده عن أبي حمزة الثمالي به. وهو ضعيف؛ لضعف الثُمالي، ولإرساله. وقد ذكر البغوي 6/ 67، وابن الجوزي 6/ 68 - 69 هذا الخبر ونسباه للمفسرين.]]. قال مجاهد: وإذن الإمام يوم الجمعة أن يشير بيده [[رواه عبد الرزاق في "مصنفه" 3/ 242 - 243، وابن أبي حاتم 7/ 73 أ، ب. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 229 ونسبه أيضًا للفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.]]. قال الكلبي: كان ذلك مع رسول الله -ﷺ- فأما اليوم فإذنه أن يأخذ بأنفه وينصرف [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 66، وفي "مصنفه" 3/ 244.]]. وذكر في سبب نزول هذه الآية: أن رسول الله -ﷺ- كان إذا خطب يوم الجمعة عرّض بالمنافقين في خطبته وعابهم، فربما كانوا يخرجون من المسجد ولا [[في (ع): (لا).]] يصلّون معه الجمعة فأنزل الله هذه الآية [[روى أبو داود في "المراسيل" ص 47 عن مقاتل بن حيان نحوه. وذكره نحو هذه الرواية الفراء في "معاني القرآن" 2/ 262. وانظر ابن كثير 3/ 307، "الدر المنثور" 6/ 231.]]. وقال أبو إسحاق في هذه الآية: أعلم الله -عز وجل- أن المؤمنين إذا كانوا مع نبيّه فيما يحتاج فيه إلى الجماعة لم يذهبوا حتى يستأذنوه، وكذلك ينبغي أن يكونوا مع أئمتهم لا يخالفونهم، ولا يرجعون عنهم في جمع من جموعهم إلا بإذنهم، وللإمام أن يأذن وله أن لا يأذن على قدر ما يرى من الحظ لقوله -عز وجل- ﴿فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ﴾ فجعل المشيئة إليه في الإذن [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 55.]]. ﴿وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ﴾ أي استغفر لهم لخروجهم عن الجماعة إن رأيت لهم عذرًا. قوله تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ قال ابن عباس -في رواية عطاء-: يريد من بعيد: يا أبا القاسم. ولكن افعلوا كما قال -في الحجرات-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ﴾ [الحجرات: 3] [[رواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" 1/ 46. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 230 ونسبه أيضًا لعبد الغني بن سعيد في تفسيره. وقد تقدم الكلام على هذه الرواية عن ابن عباس. وروى ابن أبي حاتم 7/ 74 أ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" 1/ 45 - 46 من == طريق بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحَّاك، عن ابن عباس، نحو هذا القول. وهذه الرواية فيها ضعف وانقطاع. فبشر بن عمارة ضعيف، والضحاك لم يلق ابن عباس. انظر: "تهذيب التهذيب" لابن حجر 1/ 455، 4/ 453.]]. وعلى هذا معنى الآية: أنهم أمروا بخفض الصوت إذا دعوا رسول الله -ﷺ- ونُهوا أن يصيحوا به من بعيد. وقال مجاهد: أمرهم أن يدعوا [[في (أ): (يدعونا).]] رسول الله -ﷺ- في لين وتواضع، ولا يقولوا: يا محمد في تجّهم [[في (أ): (تهجم). والتَّجهم: الاستقبال بوجه كريه. انظر: "لسان العرب" 12/ 111 (جهم).]] [[رواه الطبري 18/ 177، وابن أبي حاتم 7/ 74 ب. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 231 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.]]. وقال سعيد بن جبير: لا تقولوا يا محمد. قولوا: يا رسول الله [[رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (ج7 ل 74 ب). وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 231 ونسبه لعبد بن حميد.]]. وقال قتادة: أمرهم أن يُفخِّموه ويشرِّفوه [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 66، والطبري 14/ 177 ورواه ابن أبي حاتم 7/ 74 ب بنحوه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 231 ونسبه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر.]]. وقال المقاتلان: يقول لا تدعوا النبي باسمه: يا محمد، يا بن عبد الله [[في (ع): (ولا يابن عبد الله).]]. إذا دعوتموه كما يدعو بعضكم بعضًا باسمه: يا فلان ويا ابن فلان، ولكن عظّموه وفخّموه وشرّفوه، وقولوا: يا رسول الله ويا نبي الله [[قول مقاتل بن حيان رواه عنه ابن أبي حاتم 7/ 74 ب. وقول مقاتل بن سليمان في "تفسيره" 2/ 42 أ.]]. وهذا قول أكثر المفسرين [[انظر ابن أبي حاتم 7/ 74 ب، " الدر المنثور" للسيوطي 6/ 231. قال ابن كثير 3/ 307 - عن هذا القول-: وهو الظاهر من السياق كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا﴾ إلى آخر الآية [البقرة: 104]، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿خَيْرًا لَهُمْ﴾ [الحجرات: 2 - 5] فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي -ﷺ- والكلام معه وعنده كما أمروا بتقديم الصدقة قبل مناجاته. اهـ.]]، واختيار الفراء [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 262.]] والزَّجَّاج، قال: أعلمهم الله فضل النبي -ﷺ- على سائر البرية [[في (أ): (النبوية).]] في المخاطبة [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 55.]]. وروي عن ابن عباس قول آخر قال [[في (ع): (قالت).]]: نهى الله المؤمنين [[(المؤمنين): ساقطة من (ع).]] أن يتعرضوا لدعاء الرسول عليهم يقول: دعوة الرسول عليكم موجبة فاحذروها [[رواه الطبري 18/ 177، وابن أبي حاتم 7/ 74 ب من قوله: دعوة .. من رواية العوفي، عنه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 231 ونسبه أيضًا لابن مردويه. قال ابن عطية 10/ 556 ولفظ الآية يدفع هذا المعنى.]]. وهذا قول الحسن، قال -في هذه الآية-: لا تجعلوا دعاء الرسول عليكم كدعاء بعضهم على بعض [[في (ع): (كدعاء بعضكم بعضًا) أي على بعض.]] [[رواه عنه ابن أبي حاتم 7/ 74 ب. وذكره عنه ابن كثير 3/ 307.]]. وذكر المبرد وجهًا آخر فقال: يجوز أن يكون المعنى: لا تجعلوا أمره إياكم ودعاءه لكم كما يكون من بعضكم لبعض، إذ [[في (ع): (إذا).]] كان أمره فرضًا لازمًا [[ذكره عنه الرازي 24/ 39 - 40 وذكره عنه بمعناه أبو حيان 6/ 476، والسمين الحلبي 8/ 446. وذكر الماوردي 4/ 128 هذا المعنى وقال: حكاه ابن عيسى.]]. قال: ومثله قوله ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ﴾ [الأنفال: 24]. وعلى هذا المصدر يكون مضافًا إلى الفاعل والدعاء يكون من الرسول، وهو أليق بما بعده من التهديد لمن تأخر عن الرسول وخالف أمره، وهو قوله ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا﴾ [[اختار الرازي 24/ 40، وأبو حيان 6/ 46 هذا القول، وذكرا مثل هذا التعليل.]]. قال الليث: التَّسلل: إنسلال [[في (أ): (استلال).]] جماعة، إذا ذهبوا [[قول الليث في "العين" 7/ 193 (سلّ).]]. والسَّل: الإخراج، والتَّسلل والانسلال: الخروج. يقال: تسلل فلان من بين أصحابه، إذا خرج من جملتهم [[انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 12/ 292 - 294 (سل)، "الصحاح" للجوهري 5/ 1731 "سلل"، "لسان العرب" 11/ 338 - 339 (سلل).]]. وذكرنا هذا عند تفسير [[في (ع): (عند قوله تفسير).]] السلالة [[انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ [المؤمنون: 12].]]. وقوله ﴿لِوَاذًا﴾ هو من الملاوذة، وهو [[في (أ): (هو).]] أن يستتر بشيء مخافة من يراه [[انظر: "لوذ" في: "الصحاح" 2/ 570، "لسان العرب" 3/ 508]]. قال الطِّرمَّاح: تلاوذ [[في (أ): (تلاود).]] من حرِّ كأن أواره [[في (ظ): (أواره).]] ... يُذيب دماغ الضَّب فهو خدوع [[في (أ): (جدوع)، والمثبت من باقي النسخ والديوان.]] أي: تستتر [[في (ظ): (يستر).]] بكنسها [[الكُنُس: جمع مكنس، وهو مولج الوحش من الظباء والبقر تستكن فيه من الحر. "لسان العرب" 6/ 198 (كنس).]] يعني بقر الوحش. قال الفراء: إنَّما قيل لواذًا لواذًا؛ لأنها مصدر "لاوذت"، ولو كانت مصدرًا لـ"لذتُ" لكان لياذًا، كما تقول: قمت إليك قيامًا، وقاومتك قواما [["معاني القرآن" للفراء 2/ 262.]]. ونحو هذا قال الزجاج [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 56.]]. وذكر المبرد العلّة فقال: صحت الواو في لواذا؛ لأن فعلها صحيح، لاوذته لواذًا وعاودته عوادا، ولو اعتل الفعل لاعتل مصدره في "فعَال" نحو: قمت قيامًا، ونمت نيامًا، ولو قلت: قاومته، لقلتا قواما [[في "الكامل" للمبرد 2/ 278: .. وكذلك "فعال" إذا كان مصدرًا صحيحًا صحَّ إذا صحَّ فعله، واعتل إذا اعتل فعله، فما كان مصدرًا لـ"فاعلت" فهو "فعال" صحيح، تقول: قاولته قوالا، ولاوذته لواذا كقوله تعالى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا﴾ أي ملاوذة، وإذا كان مصدر "فعلتُ" اعتل لاعتلال الفعل، فقلت: قمت قيامًا، ونمت نيامًا، ولذت لياذًا، وعذت عياذًا. اهـ.]]. قال ابن عباس -في هذه الآية-: يلوذ بغيره ويهرب. وقال المقاتلان: إنَّ المنافقين كان يثقل عليهم يوم الجمعة قولُ النبي -ﷺ- وخطبته، فيلوذون ببعض أصحاب محمد -ﷺ- حتى يخرجوا من المسجد، [فيقوم المنافق فينسل] [[زيادة من "تفسير مقاتل" يستقيم بها المعنى.]] مستخفيًا مستترًا [[في (ظ): (متسترًا).]] بغيره من غير استئذان [[قول مقاتل بن حيان رواه عنه ابن أبي حاتم 7/ 75 أ. وقول مقاتل بن سليمان في "تفسيره" 2/ 42 أ.]]. وعلى هذا التهديد في الخروج عن المسجد يوم الجمعة. وقال ابن قتيبة: ويقال: بل نزلت هذه في حفر الخندق، فكان [[في (ظ): (وكان).]] قوم يتسللون بلا إذن [["غريب القرآن" لابن قتيبة ص 309.]]. ومعنى ﴿قَدْ يَعْلَمُ﴾ التهديد بالمجازاة. وهو اختيار الفراء، قال: إن المنافقين كانوا يشهدون الجمعة فيعيبهم النبي -ﷺ- بالآيات التي تنزل فيهم، فيضجرون، فإن خفي لأحدهم القيام قام [["معاني القرآن" للفراء 2/ 262.]]. ثم حذَّرهم الفتنة والعذاب فقال: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ أي يعرضون عن أمره، ودخلت (عن) لتضمن [[في (أ): (وليحذر)، وهو خطأ في الآية.]] المخالفة معنى الإعراض [[في (ظ): (التضمن).]]. ﴿أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ﴾ قال ابن عباس: ضلالة [[هذا معنى ما قاله الطبرى 18/ 178. == وذكر الماوردي 4/ 129، وابن الجوزي 6/ 69 قولًا ثانيًا، ونسباه للأخفش، وهو أن "عن" زائدة، والتقدير: فليحذر الذين يخالفون أمره. وهذا قول أبي عبيدة في "المجاز" 2/ 69. والصحيح الأول.]]. يعني الكفر. قاله المقاتلان [[ذكره عنه ابن الجوزي 6/ 69. وذكر عنه الثعلبي 3/ 91 ب، والزمخشري 3/ 79 أنه قال: قتل.]]. وقال الحسن، والكلبي: بليَّة تُظهر ما في قلوبهم من النفاق [[قول مقاتل بن حيان رواه ابن أبي حاتم 7/ 75 ب. وقول مقاتل بن سليمان في "تفسيره" 2/ 42 أ. وذكره الثعلبي 3/ 91 ب عن الحسن، وذكره الماوردي 4/ 129، وقال: حكاه ابن عيسى. وذكره ابن العربي في "أحكام القرآن" 3/ 1412 من غير نسبة، ثم قال -بعد ذكره لهذا القول وغيره-: وهذه الأقوال صحيحة كلها؛ ولكن متعلقاتها مختلفة؛ فهنالك مخالفة توجب الكفر .. ، وهنالك مخالفة هي معصية.]]. ﴿أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ يعني القتل في الدنيا [[روى ابن أبي حاتم 7/ 75 ب هذا القول عن مقاتل بن حيَّان. وذكر الماوردي 4/ 129 هذا القول ونسبه ليحيى بن سلام. ثم حكى قولًا ثانيًا وهو أنَّ العذاب هنا عذاب جهنم في الآخرة.]]. وهذا دليل على أنَّ من خالف الرسول فهو معرض [[في (ظ): (تعرض)، وفي (أ)، (ع): (يعرض بإهمال أوله). ولعل الصواب: فهو متعرض للفتنة.]] الفتنة والقتل. ثم عظم نفسه فقال: ﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ يعني عبيدًا [[في (ظ): (عبدا).]] وملكًا وخلقًا [[الثعلبي 3/ 91 ب.]]. وفيه بيان أنه لا يجوز للعبد أن يخالف أمر مالكه الذي له ما في السموات والأرض [[الطبري 18/ 179 مع اختلاف يسير.]]. وقوله ﴿قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾ قال مقاتل: من الإيمان والنفاق [["تفسير مقاتل" 2/ 42 أ.]]. وقال الكلبي: من الاستقامة وغير ذلك [["تنوير المقياس" ص 224.]]. قوله: ﴿وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ﴾ وهي النفخة الأخيرة يخرجون من قبورهم [[روى ابن أبي حاتم 7/ 75 ب عن أبي العالية نحو ذلك.]]. ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا﴾ من الخير والشر ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من أعمالهم ﴿عَلِيمٌ﴾ [[من قوله "من الخير .. " إلى هنا. هذا قول مقاتل في "تفسيره" 2/ 42 أ.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب