الباحث القرآني

* قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإذا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَن شِئْتَ مِنهُمْ﴾ . هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلى أنَّهُ ﷺ لَهُ الإذْنُ لِمَن شاءَ، وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿عَفا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُمْ﴾ الآيَةَ [التوبة: ٤٣] يُوهِمُ خِلافَ ذَلِكَ. والجَوابُ ظاهِرٌ، وهو أنَّهُ ﷺ لَهُ الإذْنُ لِمَن شاءَ مِن أصْحابِهِ الَّذِينَ كانُوا مَعَهُ عَلى أمْرٍ جامِعٍ، كَصَلاةِ جُمُعَةٍ أوْ عِيدٍ أوْ جَماعَةٍ أوِ اجْتِماعٍ في مَشُورَةٍ ونَحْوِ ذَلِكَ، كَما بَيَّنَهُ تَعالى بِقَوْلِهِ: ﴿وَإذا كانُوا مَعَهُ عَلى أمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّى يَسْتَأْذِنُوهُ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ فَإذا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَن شِئْتَ مِنهُمْ﴾ [النور: ٦٢] . وَأمّا الإذْنُ في خُصُوصِ التَّخَلُّفِ عَنِ الجِهادِ، فَهو الَّذِي بَيَّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ أنَّ الأوْلى فِيهِ ألّا يُبادِرَ بِالإذْنِ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الصّادِقُ في عُذْرِهِ مِنَ الكاذِبِ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿عَفا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وتَعْلَمَ الكاذِبِينَ﴾ [التوبة: ٤٣] . فَظَهَرَ أنْ لا مُنافاةَ بَيْنَ الآياتِ، والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب