الباحث القرآني
﴿إنَّما المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وإذا كانُوا مَعَهُ عَلى أمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّى يَسْتَأْذِنُوهُ إنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ فَإذا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَن شِئْتَ مِنهم واسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
(p-٣٠٦)لَمّا جَرى الكَلامُ السّابِقُ في شَأْنِ الِاسْتِئْذانِ لِلدُّخُولِ عُقِّبَ ذَلِكَ بِحُكْمِ الِاسْتِئْذانِ لِلْخُرُوجِ ومُفارَقَةِ المَجامِعِ فاعْتُنِيَ مِن ذَلِكَ بِالواجِبِ مِنهُ وهو اسْتِئْذانُ الرَّسُولِ ﷺ في مُفارَقَةِ مَجْلِسِهِ أوْ مُفارَقَةِ جَمْعٍ جُمِعَ عَنْ إذْنِهِ لِأمْرٍ مُهِمٍّ كالشُّورى والقِتالِ والِاجْتِماعِ لِلْوَعْظِ ونَحْوِ ذَلِكَ.
وكانَ مِن أعْمالِ المُنافِقِينَ أنْ يَحْضُرُوا هَذِهِ المَجامِعَ ثُمَّ يَتَسَلَّلُوا مِنها تَفادِيًا مِن عَمَلٍ يَشُقُّ أوْ سَآمَةٍ مِن سَماعِ كَلامٍ لا يَهْتَبِلُونَ بِهِ، فَنَعى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِعْلَهم هَذا، وأعْلَمَ بِمُنافاتِهِ لِلْإيمانِ، وأنَّهُ شِعارُ النِّفاقِ، بِأنْ أعْرَضَ عَنْ وصْفِ نِفاقِ المُنافِقِينَ، واعْتَنى بِاتِّصافِ المُؤْمِنِينَ الأحِقّاءِ بِضِدِّ صِفَةِ المُنافِقِينَ قالَ تَعالى: ﴿وإذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهم إلى بَعْضٍ هَلْ يَراكم مِن أحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهم بِأنَّهم قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾ [التوبة: ١٢٧] ولِذَلِكَ جاءَ في أواخِرِ هَذِهِ الآياتِ قَوْلُهُ ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكم لِواذًا﴾ [النور: ٦٣] .
فالقَصْرُ المُسْتَفادُ مِن (إنَّما) قَصْرٌ مَوْصُوفٌ عَلى صِفَةٍ. والتَّعْرِيفُ في (المُؤْمِنُونَ) تَعْرِيفُ الجِنْسِ أوِ العَهْدِ، أيْ إنَّ جِنْسَ المُؤْمِنِينَ أوْ إنَّ الَّذِينَ عُرِفُوا بِوَصْفِ الإيمانِ هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ ولَمْ يَنْصَرِفُوا حَتّى يَسْتَأْذِنُوهُ. فالخَبَرُ هو مَجْمُوعُ الأُمُورِ الثَّلاثَةِ وهو قَصْرٌ إضافِيٌّ قَصْرُ إفْرادٍ؛ أيْ: لا غَيْرَ أصْحابِ هَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الَّذِينَ أظْهَرُوا الإيمانَ ولا يَسْتَأْذِنُونَ الرَّسُولَ عِنْدَ إرادَةِ الِانْصِرافِ، فَجُعِلَ هَذا الوَصْفُ عَلامَةً مُمَيَّزَةَ المُؤْمِنِينَ الأحِقّاءِ عَنِ المُنافِقِينَ يَوْمَئِذٍ؛ إذْ لَمْ يَكُنْ في المُؤْمِنِينَ الأحِقّاءِ يَوْمَئِذٍ مَن يَنْصَرِفُ عَنْ مَجْلِسِ النَّبِيءِ بِدُونِ إذْنِهِ، فالمَقْصُودُ: إظْهارُ عَلامَةِ المُؤْمِنِينَ وتَمْيِيزُهم عَنْ عَلامَةِ المُنافِقِينَ. فَلَيْسَ سِياقُ الآيَةِ لِبَيانِ حَقِيقَةِ الإيمانِ؛ لِأنَّ لِلْإيمانِ حَقِيقَةً مَعْلُومَةً لَيْسَ اسْتِئْذانُ النَّبِيءِ ﷺ عِنْدَ إرادَةِ الذَّهابِ مِن أرْكانِها، فَعَلِمْتُ أنْ لَيْسَ المَقْصُودُ مِن هَذا الحَصْرِ سَلْبَ الإيمانِ عَنِ الَّذِي يَنْصَرِفُ دُونَ إذْنٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ الأحِقّاءِ لَوْ وقَعَ مِنهُ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِ قَصْدِ الخَذْلِ لِلنَّبِيءِ ﷺ أوْ أذاهُ، إذْ لا يَعْدُو ذَلِكَ لَوْ فَعَلَهُ أحَدُ المُؤْمِنِينَ عَنْ أنْ يَكُونَ تَقْصِيرًا في الأدَبِ يَسْتَحِقُّ التَّأْدِيبَ والتَّنْبِيهَ عَلى تَجَنُّبِ ذَلِكَ؛ لِأنَّهُ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ كَما ورَدَ التَّحْذِيرُ مِن خِصالِ النِّفاقِ في أحادِيثَ كَثِيرَةٍ.
(p-٣٠٧)وعَلِمْتَ أيْضًا أنْ لَيْسَ المَقْصُودُ مِنَ التَّعْرِيفِ في (المُؤْمِنُونَ) مَعْنى الكَمالِ؛ لِأنَّهُ لَوْ كانَ كَذَلِكَ لَمْ يَحْصُلْ قَصْدُ التَّشْهِيرِ بِنِفاقِ المُنافِقِينَ.
والأمْرُ: الشَّأْنُ والحالُ المُهِمُّ. وتَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿وأُولِي الأمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء: ٥٩] في سُورَةِ النِّساءِ.
والجامِعُ: الَّذِي مِن شَأْنِهِ أنْ يَجْتَمِعَ النّاسُ لِأجْلِهِ لِلتَّشاوُرِ أوِ التَّعَلُّمِ. والمُرادُ: ما يَجْتَمِعُ المُسْلِمُونَ لِأجْلِهِ حَوْلَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في مَجْلِسِهِ أوْ في صَلاةِ الجَماعَةِ. وهَذا ما يَقْتَضِيهِ (مَعَ) و(عَلى) مِن قَوْلِهِ: ﴿مَعَهُ عَلى أمْرٍ جامِعٍ﴾ لِإفادَةِ (مَعَ) مَعْنى المُشارَكَةِ وإفادَةِ (عَلى) مَعْنى التَّمَكُّنِ مِنهُ.
ووَصْفُ الأمْرِ بِـ (جامِعٍ) عَلى سَبِيلِ المَجازِ العَقْلِيِّ؛ لِأنَّهُ سَبَبُ الجَمْعِ. وتَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَأجْمِعُوا أمْرَكُمْ﴾ [يونس: ٧١] في سُورَةِ يُونُسَ.
وعَنْ مالِكٍ: أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في المُنافِقِينَ يَوْمَ الخَنْدَقِ (وذَلِكَ سَنَةُ خَمْسٍ) كانَ المُنافِقُونَ يَتَسَلَّلُونَ مِن جَيْشِ الخَنْدَقِ ويَعْتَذِرُونَ بِأعْذارٍ كاذِبَةٍ.
وجُمْلَةُ (﴿إنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ﴾) إلى آخِرِها تَأْكِيدٌ لِجُمْلَةِ (﴿إنَّما المُؤْمِنُونَ﴾)؛ لِأنَّ مَضْمُونَ مَعْنى هَذِهِ الجُمْلَةِ هو مَضْمُونُ مَعْنى جُمْلَةِ ﴿إنَّما المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ الآيَةَ. وقَدْ تَفَنَّنَ في نَظْمِ الجُمْلَةِ الثّانِيَةِ بِتَغْيِيرِ أُسْلُوبِ الجُمْلَةِ الأُولى فَجَعَلَ مَضْمُونَ المُسْنَدِ في الأُولى مُسْنَدًا إلَيْهِ في الثّانِيَةِ والمَسْنَدَ إلَيْهِ في الأُولى مُسْنَدًا في الثّانِيَةِ ومَآلُ الأُسْلُوبَيْنِ واحِدٌ؛ لِأنَّ المَآلَ الإخْبارُ بِأنَّ هَذا هو ذاكَ عَلى حَدِّ: وشِعْرِي شِعْرِي، تَنْوِيهًا بِشَأْنِ الِاسْتِئْذانِ، ولِيُبْنى عَلَيْها تَفْرِيعٌ ﴿فَإذا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ﴾ لِيُعَلِّمَ المُؤْمِنِينَ الأعْذارَ المُوجِبَةَ لِلِاسْتِئْذانِ، أيْ لَيْسَ لَهم أنْ يَسْتَأْذِنُوا في الذَّهابِ إلّا لِشَأْنٍ مُهِمٍّ مِن شُئُونِهِمْ.
ووَقَعَ الِالتِفاتُ مِنَ الغَيْبَةِ إلى الخِطابِ في قَوْلِهِ: (يَسْتَأْذِنُونَكَ) تَشْرِيفًا لِلرَّسُولِ ﷺ بِهَذا الخِطابِ.
وقَدْ خَيَّرَ اللَّهُ رَسُولَهُ في الإذْنِ لِمَنِ اسْتَأْذَنَهُ مِنَ المُؤْمِنِينَ؛ لِأنَّهُ أعْلَمُ بِالشَّأْنِ الَّذِي قَضاؤُهُ أرْجَحُ مِن حُضُورِ الأمْرِ الجامِعِ؛ لِأنَّ مَشِيئَةَ النَّبِيءِ لا تَكُونُ عَنْ هَوًى ولَكِنْ لِعُذْرٍ ومَصْلَحَةٍ.
(p-٣٠٨)وقَوْلُهُ: ﴿واسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ﴾ مُؤْذِنٌ بِأنَّ ذَلِكَ الِانْصِرافَ خِلافُ ما يَنْبَغِي؛ لِأنَّهُ لِتَرْجِيحِ حاجَتِهِ عَلى الإعانَةِ عَلى حاجَةِ الأُمَّةِ.
وهَذِهِ الآيَةُ أصْلٌ مِن نِظامِ الجَماعاتِ في مَصالِحِ الأُمَّةِ؛ لِأنَّ مِنَ السُّنَّةِ أنْ يَكُونَ لِكُلِّ اجْتِماعٍ إمامٌ ورَئِيسٌ يُدِيرُ أمْرَ ذَلِكَ الِاجْتِماعِ. وقَدْ أشارَتْ مَشْرُوعِيَّةُ الإمامَةِ إلى ذَلِكَ النِّظامِ. ومِنَ السُّنَّةِ أنْ لا يَجْتَمِعَ جَماعَةٌ إلّا أمَّرُوا عَلَيْهِمْ أمِيرًا فالَّذِي يَتَرَأَّسُ الجَمْعَ هو قائِمٌ مَقامَ ولِيِّ أمْرِ المُسْلِمِينَ فَهو في مَقامِ النَّبِيءِ ﷺ فَلا يَنْصَرِفُ أحَدٌ عَنِ اجْتِماعِهِ إلّا بَعْدَ أنْ يَسْتَأْذِنَهُ؛ لِأنَّهُ لَوْ جَعَلَ أمْرَ الِانْسِلالِ لِشَهْوَةِ الحاضِرِ لَكانَ ذَرِيعَةً لِانْفِضاضِ الِاجْتِماعاتِ دُونَ حُصُولِ الفائِدَةِ الَّتِي جُمِعَتْ لِأجْلِها، وكَذَلِكَ الأدَبُ أيْضًا في التَّخَلُّفِ عَنِ الِاجْتِماعِ عِنْدَ الدَّعْوَةِ إلَيْهِ كاجْتِماعِ المَجالِسِ النِّيابِيَّةِ والقَضائِيَّةِ والدِّينِيَّةِ أوِ التَّخَلُّفِ عَنْ مِيقاتِ الِاجْتِماعِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ إلّا لِعُذْرٍ واسْتِئْذانٍ.
{"ayah":"إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُوا۟ مَعَهُۥ عَلَىٰۤ أَمۡرࣲ جَامِعࣲ لَّمۡ یَذۡهَبُوا۟ حَتَّىٰ یَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق