الباحث القرآني
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ﴾، يُقالُ: ”دايَنْتُ الرَّجُلَ“، إذا عامَلْتُهُ بِدَيْنٍ، أخَذْتُ مِنهُ، وأعْطَيْتُهُ، و”تَدايَنّا“، عَلى ”دايَنْتُهُ“، قالَ الشّاعِرُ:
؎دايَنْتُ لَيْلى والدُّيُونُ تُقَضّى ∗∗∗ فَمَطَّلَتْ بَعْضًا وأدَّتْ بَعْضًا
وَيُقالُ: ”دِنْتُ“، و”أدَّنْتُ“، أيْ: اِقْتَرَضْتُ، و”أدَنْتُ“، إذا أقْرَضْتُ، قالَ الشّاعِرُ:
؎أدانَ وأنْبَأهُ الأوَّلُو ∗∗∗ نَ أنَّ المُدانَ مَلِيءٌ وفِيُّ
(p-٣٦١)فالمَعْنى: إذا كانَ لِبَعْضِكم عَلى بَعْضٍ دَيْنٌ إلى أجَلٍ مُسَمًّى فاكْتُبُوهُ، فَأمَرَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - بِكَتْبِ الدَّيْنِ، حِفْظًا مِنهُ لِلْأمْوالِ، وكَذَلِكَ الإشْهادُ فِيها، ولِلنّاسِ مِنَ الظُّلْمِ، لِأنَّ صاحِبَ الدَّيْنِ إذا كانَتْ عَلَيْهِ الشُّهُودُ والبَيِّنَةُ قَلَّ تَحْدِيثُهُ نَفْسَهُ بِالطَّمَعِ في إذْهابِهِا، فَأمَرَ اللَّهُ - جَلَّ وعَزَّ - بِالإشْهادِ، والكِتابِ، قالَ بَعْضُ أهْلِ اللُّغَةِ: هَذا أدَبٌ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -، ولَيْسَ بِأمْرٍ حَتْمٍ، كَما قالَ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإذا حَلَلْتُمْ فاصْطادُوا﴾ [المائدة: ٢]، فَلَيْسَ يَجِبُ كُلَّما يَحِلُّ مِنَ الإحْرامِ أنْ يَصْطادَ، وكَما قالَ: ﴿فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فانْتَشِرُوا في الأرْضِ﴾ [الجمعة: ١٠]، وهَذا خِلافُ ما أمَرَ اللَّهُ بِهِ في كِتابِ الدَّيْنِ والإشْهادِ، لِأنَّ هَذَيْنِ جَمِيعًا إباحَةٌ بَعْدَ تَحْرِيمٍ، قالَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكم صَيْدُ البَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ [المائدة: ٩٦]، وقالَ: ﴿لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وأنْتُمْ حُرُمٌ﴾ [المائدة: ٩٥]، ثُمَّ أباحَ لَهم إذا زالَ الإحْرامُ الصَّيْدَ، وكَذَلِكَ قالَ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ﴾ [الجمعة: ٩]، فَأباحَ لَهم بَعْدَ انْقِضاءِ الصَّلاةِ الِابْتِغاءَ مِن فَضْلِهِ، والِانْتِشارَ في الأرْضِ، لِما أرادُوا مِن بَيْعٍ وغَيْرِهِ، ولَيْسَتْ آيَةُ الدَّيْنِ كَذَلِكَ، ولَكِنَّ الَّذِي رَخَّصَ في تَرْكِ الإشْهادِ في قَوْلِ قَوْمٍ قَوْلُهُ: ﴿فَإنْ أمِنَ بَعْضُكم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أمانَتَهُ﴾ [البقرة: ٢٨٣]، أيْ: يَكْتُبُ بِالحَقِّ، لا يَكْتُبُ لِصاحِبِ الدَّيْنِ فَضْلًا عَلى الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ، ولا يَنْقُصُهُ مِن حَقِّهِ، فَهَذا العَدْلُ.
(p-٣٦٢)وَمَعْنى: ﴿وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ﴾، أيْ: لا يَأْبَ أنْ يَكْتُبَ كَما أمَرَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الحَقِّ، وقِيلَ: كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ، أيْ: كَما فَضَّلَهُ اللَّهُ بِالكِتابِ، فَلا يَمْنَعَنَّ المَعْرُوفَ بِكِتابِهِ، و”أبى، يَأْبى“، في اللُّغَةِ مُنْفَرِدٌ، لَمْ يَأْتِ مِثْلُهُ إلّا ”قَلى، يَقْلى“، والَّذِي أتى ”أبى، يَأْبى“، لا غَيْرُ، ”فَعَلَ، يَفْعَلُ“، وهَذا غَيْرُ مَعْرُوفٍ، إلّا أنْ يَكُونَ في مَوْضِعِ العَيْنِ مِنَ الفِعْلِ، أوِ اللّامِ، حَرْفٌ مِن حُرُوفِ الحَلْقِ، وقَدْ بَيَّناها، ولَكِنَّ القَوْلَ فِيهِ أنَّ الألِفَ في ”أبى“، أشْبَهَتِ الهَمْزَةَ، فَجاءَ ”يَفْعَلُ“، مَفْتُوحًا لِهَذِهِ العِلَّةِ، وهَذا القَوْلُ لِإسْماعِيلَ بْنِ إسْحاقَ، ومِثْلُهُ ”قَلى، يَقْلى“ .
وَمَعْنى قَوْلِهِ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَلا يَبْخَسْ مِنهُ شَيْئًا﴾، أيْ: لا يَنْقُصْ مِنهُ شَيْئًا.
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فَإنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقُّ سَفِيهًا أوْ ضَعِيفًا أوْ لا يَسْتَطِيعُ أنْ يُمِلَّ هُوَ﴾، ”اَلسَّفِيهُ“: اَلْخَفِيفُ العَقْلِ، ومِن هَذا قِيلَ: ”تَسَفَّهَتِ الرِّيحُ الشَّيْءَ“، إذا حَرَّكَتْهُ، و”اِسْتَخَفَّتْهُ“، قالَ الشّاعِرُ:
؎مَشَيْنَ كَما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ ∗∗∗ أعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ
(p-٣٦٣)فالصِّبْيانُ، والنِّساءُ اللّاتِي لا يُمَيِّزْنَ تَمْيِيزًا صَحِيحًا، سُفَهاءُ، والضَّعِيفُ في عَقْلِهِ سَفِيهٌ، والَّذِي لا يَقْدِرُ عَلى الإمْلاءِ العَيِيُّ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ الجَهُولُ سَفِيهًا كَهَؤُلاءِ، ومَعْنى: ﴿فَلْيُمْلِلْ ولِيُّهُ بِالعَدْلِ﴾ أيْ: اَلَّذِي يَقُومُ بِأمْرِهِ، لِأنَّ اللَّهَ أمَرَ ألّا نُؤْتِيَ السُّفَهاءَ الأمْوالَ، وأمَرَ أنْ يُقامَ لَهم بِها، فَقالَ: ﴿وارْزُقُوهم فِيها واكْسُوهُمْ﴾ [النساء: ٥]، فَوَلِيُّهُ الَّذِي يَقُومُ مَقامَهُ في مالِهِ لَوْ كانَ مُمَيِّزًا، وقالَ قَوْمٌ: ولِيُّ الدَّيْنِ، وهَذا بَعِيدٌ، كَيْفَ يُقْبَلُ قَوْلُ المُدَّعِي؟ وما حاجَتُنا إلى الكِتابِ والإشْهادِ والقَوْلُ قَوْلُهُ.
﴿واسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِجالِكُمْ﴾، مَعْنى ”رِجالِكم“، مِن أهْلِ مِلَّتِكُمْ.
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فَرَجُلٌ وامْرَأتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ﴾، أيْ: فالَّذِي يَشْهَدُ - إنْ لَمْ يَكُنْ رَجُلانِ - رَجُلٌ وامْرَأتانِ، ومَعْنى ”مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ“: أيْ: مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مَذْهَبَهُ، ودَلَّ بِهَذا القَوْلِ أنَّ في الشُّهُودِ مَن يَنْبَغِي ألّا يُرْضى.
﴿أنْ تَضِلَّ إحْداهُما فَتُذَكِّرَ إحْداهُما الأُخْرى﴾، مَن كَسَرَ ”أنْ“، فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ.
اَلْمَعْنى في ”إنْ تَضِلَّ“: ”إنْ تَنْسَ إحْداهُما تُذَكِّرْها الذّاكِرَةُ، فَتَذْكُرَ“، و”فَتُذَكِّرُ“، رُفِعَ مَعَ كَسْرِ ”إنْ“، (p-٣٦٤)لا غَيْرُ، ومَن قَرَأ: ”أنْ تَضِلَّ فَتُذَكِّرَ“، وهي قِراءَةُ أكْثَرِ النّاسِ، فَزَعَمَ بَعْضُ أهْلِ اللُّغَةِ فِيها أنَّ الجَزاءَ فِيها مُقَدَّمٌ، أصْلُهُ التَّأْخِيرُ، وقالَ: اَلْمَعْنى: اِسْتَشْهِدُوا امْرَأتَيْنِ مَكانَ الرَّجُلِ، كَيْ تُذَكِّرَ الذّاكِرَةُ النّاسِيَةَ، إنْ نَسِيَتْ، فَلَمّا تَقَدَّمَ الجَزاءُ اتَّصَلَ بِأوَّلِ الكَلامِ، وفُتِحَتْ ”أنْ“، وصارَ جَوابُهُ مَرْدُودًا عَلَيْهِ، ومِثْلُهُ: ”إنِّي لَيُعْجِبُنِي أنْ يَسْألَ السّائِلُ فَيُعْطى“، قالَ: والمَعْنى: إنَّما يُعْجِبُهُ الإعْطاءُ إنْ سَألَ السّائِلُ، وزَعَمَ أنَّ هَذا قَوْلٌ بَيِّنٌ، ولَسْتُ أعْرِفُ لِمَ صارَ الجَزاءُ إذا تَقَدَّمَ - وهو في مَكانِهِ أوْ في غَيْرِ مَكانِهِ - وجَبَ أنْ يُفْتَحَ ”أنْ“، مَعَهُ، وذَكَرَ سِيبَوَيْهِ، والخَلِيلُ، وجَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ المَوْثُوقِ بِعِلْمِهِمْ، أنَّ المَعْنى: اِسْتَشْهِدُوا امْرَأتَيْنِ لِأنْ تُذَكِّرَ إحْداهُما الأُخْرى، ومِن أجْلِ أنْ تُذَكِّرَ إحْداهُما الأُخْرى، قالَ سِيبَوَيْهِ: فَإنْ قالَ إنْسانٌ: فَلِمَ جازَ ”أنْ تَضِلَّ“، وإنَّما أُعِدَّ هَذا لِلْإذْكارِ؟ فالجَوابُ أنَّ الإذْكارَ لَمّا كانَ سَبَبُهُ الإضْلالُ، جازَ أنْ يُذْكَرَ ”أنْ تَضِلَّ“، لِأنَّ الإضْلالَ هو السَّبَبُ الَّذِي أوْجَبَ الإذْكارَ، قالَ: ومِثْلُهُ: ”أعْدَدْتُ هَذا الجِذْعَ أنْ يَمِيلَ الحائِطُ، فَأُدَعِّمَهَ“، وإنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدَّعْمِ، لا لِلْمَيْلِ، ولَكِنَّ المَيْلَ ذُكِرَ لِأنَّهُ سَبَبُ الدَّعْمِ، كَما ذُكِرَ الإضْلالُ لِأنَّهُ سَبَبُ الإذْكارِ، فَهَذا هو البَيِّنُ إنْ شاءَ اللَّهُ.
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إذا ما دُعُوا﴾، (p-٣٦٥)يُرْوى عَنِ الحَسَنِ أنَّهُ قالَ: ”﴿وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إذا ما دُعُوا﴾“، لِابْتِداءِ الشَّهادَةِ، أيْ: ولا يَأْبَوْا إذا دُعُوا لِإقامَتِها، وهَذا الَّذِي قالَ الحَسَنُ هو الحَقُّ - واللَّهُ أعْلَمُ -، لِأنَّ الشُّهَداءَ إذا أبَوْا - وكانَ ذَلِكَ لَهم - أنْ يَشْهَدُوا، تَوِيَتْ حُقُوقُهُمْ، وبَطَلَتْ مُعامَلاتُهم فِيما يَحْتاجُونَ إلى التَّوَثُّقِ فِيهِ، وقالَ غَيْرُ الحَسَنِ: ”﴿وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إذا ما دُعُوا﴾“، وكانَتْ في أعْناقِهِمْ شَهادَةٌ، أنْ يُقِيمُوها، فَأمّا إذا لَمْ يَكُونُوا شُهَداءَ، فَهم مُخَيَّرُونَ في ابْتِداءِ الشَّهادَةِ، إنْ شاؤُوا شَهِدُوا، وإنْ شاؤُوا أبَوْا، ويَدُلُّ عَلى تَوْكِيدِ أنَّ الشّاهِدَ يَنْبَغِي لَهُ إذا ما دُعِيَ ابْتِداءً أنْ يُجِيبَ، قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلا تَسْأمُوا أنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أوْ كَبِيرًا إلى أجَلِهِ﴾، أيْ: لا تَمَلُّوا أنْ تَكْتُبُوا ما أُشْهِدْتُمْ عَلَيْهِ، فَقَدْ أُمِرُوا بِهَذا، فَهَذا يُؤَكِّدُ أنَّ أمْرَ الشَّهادَةِ في الِابْتِداءِ واجِبٌ، وأنَّهُ لا يَنْبَغِي أنْ يُمَلَّ، ويُقالَ: ”سَئِمْتُ، أسْأمُ، سَآمَةً، وسَأمًا“، قالَ الرّاجِزُ:
؎لَمّا رَأيْتُ أنَّهُ لا قامَةْ ∗∗∗ وأنَّنِي ساقٍ عَلى السَّآمَةْ
؎نَزَعْتُ نَزْعًا زَعْزَعَ الدِّعامَةْ
وَمَعْنى: ﴿إلا أنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً﴾، أكْثَرُ القُرّاءِ عَلى الرَّفْعِ: ”تِجارَةٌ حاضِرَةٌ“، عَلى مَعْنى: ”إلّا أنْ تَقَعَ تِجارَةٌ (p-٣٦٦)حاضِرَةٌ“، ومَن نَصَبَ ”تِجارَةً“، وهي قِراءَةُ عاصِمٍ، فالمَعْنى: إلّا أنْ تَكُونَ المُدايَنَةُ تِجارَةً حاضِرَةً، والرَّفْعُ أكْثَرُ، وهي قِراءَةُ النّاسِ، فَرَخَّصَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - في تَرْكِ كِتابَةِ ما يُدِيرُونَهُ بَيْنَهُمْ، لِكَثْرَةِ ما تَقَعُ المُعامَلَةُ فِيهِ، وأنَّهُ أكْثَرُ ما تَقَعُ المُتاجَرَةُ بِالشَّيْءِ القَلِيلِ، وإنْ وقَعَ فِيهِ الدَّيْنُ، ووَكَّدَ في الإشْهادِ في البَيْعِ، فَقالَ: ﴿وَأشْهِدُوا إذا تَبايَعْتُمْ﴾، وقَدْ بَيَّنّا ما الَّذِي رُخِّصَ في تَرْكِ الإشْهادِ، ومَعْنى: ﴿وَلا يُضارَّ كاتِبٌ ولا شَهِيدٌ﴾ قالُوا فِيهِ قَوْلَيْنِ: قالَ بَعْضُهُمْ: ”لا يُضارَّ“: ”لا يُضارِرْ“، فَأُدْغِمَتِ الرّاءُ في الرّاءِ، وفُتِحَتْ لِالتِقاءِ السّاكِنَيْنِ، ومَعْنى ”لا يُضارَّ“: لا يَكْتُبِ الكاتِبُ إلّا بِالحَقِّ، ولا يَشْهَدِ الشّاهِدُ إلّا بِالحَقِّ، وقالَ قَوْمٌ: ”وَلا يُضارَّ كاتِبٌ ولا شَهِيدٌ“: لا يُدْعى الكاتِبُ وهو مَشْغُولٌ، لا يُمْكِنُهُ تَرْكُ شُغْلِهِ، إلّا بِضَرَرٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِ، وكَذَلِكَ لا يُدْعى الشّاهِدُ ومَجِيئُهُ لِلشَّهادَةِ يَضُرُّ بِهِ، والأوَّلُ أبْيَنُ، لِقَوْلِهِ: ﴿وَإنْ تَفْعَلُوا فَإنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ﴾، فالفاسِقُ أشْبَهُ بِغَيْرِ العَدْلِ، وبِمَن حَرَّفَ الكِتابَ مِنهُ، بِالَّذِي دَعا شاهِدًا لِيَشْهَدَ، ودَعا كاتِبًا لِيَكْتُبَ وهو مَشْغُولٌ، فَلَيْسَ يُسَمّى هَذا فاسِقًا، ولَكِنْ يُسَمّى مَن كَذَبَ في الشَّهادَةِ، ومَن حَرَّفَ الكِتابَ ”فاسِقًا“ .
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا تَدَایَنتُم بِدَیۡنٍ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡیَكۡتُب بَّیۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا یَأۡبَ كَاتِبٌ أَن یَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡیَكۡتُبۡ وَلۡیُمۡلِلِ ٱلَّذِی عَلَیۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡیَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا یَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَیۡـࣰٔاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِی عَلَیۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِیهًا أَوۡ ضَعِیفًا أَوۡ لَا یَسۡتَطِیعُ أَن یُمِلَّ هُوَ فَلۡیُمۡلِلۡ وَلِیُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَٱسۡتَشۡهِدُوا۟ شَهِیدَیۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ یَكُونَا رَجُلَیۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَاۤءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ وَلَا یَأۡبَ ٱلشُّهَدَاۤءُ إِذَا مَا دُعُوا۟ۚ وَلَا تَسۡـَٔمُوۤا۟ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِیرًا أَوۡ كَبِیرًا إِلَىٰۤ أَجَلِهِۦۚ ذَ ٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَـٰدَةِ وَأَدۡنَىٰۤ أَلَّا تَرۡتَابُوۤا۟ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً حَاضِرَةࣰ تُدِیرُونَهَا بَیۡنَكُمۡ فَلَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوۤا۟ إِذَا تَبَایَعۡتُمۡۚ وَلَا یُضَاۤرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِیدࣱۚ وَإِن تَفۡعَلُوا۟ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق