الباحث القرآني
﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِیَ نَفَقࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمࣰا فِی ٱلسَّمَاۤءِ فَتَأۡتِیَهُم بِـَٔایَةࣲۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ٣٥﴾ - نزول الآية
٢٤٧٧٩- قال محمد بن السائب الكلبي: قال الحارث بن عامر: يا محمد، ائتنا بآية كما كانت الأنبياء تأتي بها، فإن أتيت بها آمنّا بك وصدَّقناك. فأبى الله أن يأتيهم بها، فأعرضوا عنه، وكبُر عليه ﷺ؛ فأنزل الله ﷿: ﴿وإن كان كبر عليك إعراضهم ...﴾[[تفسير الثعلبي ٤/١٤٥-١٤٦.]]. (ز)
﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِیَ نَفَقࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمࣰا فِی ٱلسَّمَاۤءِ فَتَأۡتِیَهُم بِـَٔایَةࣲۚ﴾ - تفسير
٢٤٧٨٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض﴾، والنَّفَقُ: السَّرَبُ[[السَّرَب، بِالتحريك: المسلك فِي خُفْية. النهاية (سرب).]]، فتذهبَ فيه، فتأتيَهم بآية، أو تجعلَ لهم سُلَّمًا في السماء، فتصعدَ عليه، فتأتيَهم بآيةٍ أفضلَ مما أتيناهم به؛ فافعل[[أخرجه ابن جرير ٩/٢٢٦، وابن أبي حاتم ٤/١٢٨٤ وفيه تفسير ﴿نفقا﴾ من طريق عطاء، والبيهقي في الأسماء والصفات (٣٧٧). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٤٣)
٢٤٧٨١- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله تعالى: ﴿تبتغي نفقا في الأرض﴾. قال: سَرَبًا في الأرض، فتذهَبَ هَربًا. قال: وهل تعرِفُ العربُ ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ عديَّ بنَ زيد وهو يقول: فَدَسَّ لها على الأنفاقِ عَمرًا بشِكَّتِه[[الشكة: السلاح. اللسان (ش ك ك).]] وما خَشِيَتْ كَمِينا[[أخرجه الطستي -كما في مسائل نافع (٢٨٢)-.]]. (٦/٤٣)
٢٤٧٨٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿نفقا في الأرض﴾ قال: سَرَبًا، ﴿أو سلما في السماء﴾ قال: يعني: الدَّرَجَ[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٠٧، وابن جرير ٩/٢٢٦، وابن أبي حاتم ٤/١٢٨٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٤٣)
٢٤٧٨٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء﴾، قال: أمّا النفق فالسَّرَبُ، وأما السلم فالمصعد[[أخرجه ابن جرير ٩/٢٢٦، وعلقه ابن أبي حاتم ٤/١٢٨٤.]]. (ز)
٢٤٧٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن كان كبر عليك﴾ يعني: ثَقُل عليك إعراضهم عن الهدى، ولم تصبر على تكذيبهم إياك؛ ﴿فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض﴾ يعني: سرَبًا، ﴿أو سلما في السماء﴾ أي: فإن لم تستطع فأتِ بسُلَّمٍ ترقى فيه إلى السماء، ﴿فتأتيهم بآية﴾؛ فافعل إن استطعت[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٥٩.]]. (ز)
﴿وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ٣٥﴾ - تفسير
٢٤٧٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولو شاء الله لجمعهم على الهدى﴾، يقولُ الله سبحانه: لو شئتُ لجمعتُهم على الهُدى أجمعين[[أخرجه ابن جرير ٩/ ٢٢٨، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (٣٧٧). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٢٢٥٨. (٦/٤٣)
٢٤٧٨٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قوله: ﴿ولو شاء الله لجمعهم على الهدى﴾ الآية، قال: إنّ رسول الله ﷺ كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبر الله تعالى أنّه لا يؤمن إلا مَن قد سبق له من الله السعادة في الذِّكْر الأول[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٨٤-١٢٨٥، وابن جرير ١/٢٥٩ في تفسير قوله تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأَنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة:٦]، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٤/٦٣٨ (١٠٢٤).]]. (ز)
٢٤٧٨٧- قال مقاتل بن سليمان: ثم عزّى نبيه ﷺ ليصبر على تكذيبهم، فقال: ﴿ولَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلى الهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الجاهِلِينَ﴾ فإنّ الله لو شاء لجعلهم مهتدين، ثم ذكر إيمان المؤمنين، فقال: ﴿إنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٥٩.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.