كانَ يَكْبُرُ عَلى النَبِيِّ ﷺ كُفْرُ قَوْمِهِ، وإعْراضُهُمْ، ويُحِبُّ مَجِيءَ الآياتِ لِيُسْلِمُوا، فَنَزَلَ ﴿وَإنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ﴾ عَظُمَ، وشَقَّ ﴿إعْراضُهُمْ﴾ عَنِ الإسْلامِ ﴿فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا﴾ مَنفَذًا تَنْفُذُ فِيهِ إلى ما تَحْتَ الأرْضِ، حَتّى تُطْلِعَ لَهم آيَةً يُؤْمِنُونَ بِها ﴿فِي الأرْضِ﴾ صِفَةٌ لِنَفَقًا ﴿أوْ سُلَّمًا في السَماءِ فَتَأْتِيَهُمْ﴾ مِنها ﴿بِآيَةٍ﴾ فافْعَلْ، وهو جَوابُ ﴿فَإنِ اسْتَطَعْتَ﴾ وإنِ اسْتَطَعْتَ وجَوابُها جَوابُ ﴿وَإنْ كانَ كَبُرَ﴾ والمَعْنى: إنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. والمُرادُ: بَيانُ حِرْصِهِ عَلى إسْلامِ قَوْمِهِ، وأنَّهُ لَوِ اسْتَطاعَ أنْ يَأْتِيَهم بِآيَةٍ مِن تَحْتِ الأرْضِ، أوْ مِن فَوْقِ السَماءِ لَأتى بِها رَجاءَ إيمانِهِمْ ﴿وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهم عَلى الهُدى﴾ لَجَعَلَهم بِحَيْثُ يَخْتارُونَ الهُدى، ولَكِنْ لَمّا عَلِمَ أنَّهم يَخْتارُونَ الكُفْرَ لَمْ يَشَأْ أنْ يَجْمَعَهم عَلى ذَلِكَ، كَذا قالَهُ الشَيْخُ أبُو مَنصُورٍ رَحِمَهُ اللهُ ﴿فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الجاهِلِينَ﴾ مِنَ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ ذَلِكَ.
{"ayah":"وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِیَ نَفَقࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمࣰا فِی ٱلسَّمَاۤءِ فَتَأۡتِیَهُم بِـَٔایَةࣲۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ"}