﴿وَإِذَا وَقَعَ﴾ - تفسير
٥٧٨١٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وإذا وقع القول عليهم﴾، قال: حق عليهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/١١٩. وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١١/٤٠٠)
٥٧٨١٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وإذا وقع القول عليهم﴾، قال: إذا وجَبَ القولُ عليهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/١١٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٣٩٩)
٥٧٨١٦- قال قتادة بن دعامة، في قوله ﷿: ﴿وإذا وقع القول عليهم﴾: أي: حق القول عليهم[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥.]]. (ز)
﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَیۡهِمۡ﴾ - تفسير
٥٧٨١٧- عن أبي سعيد الخدري، قال: سُئِل رسولُ الله ﷺ عن قول الله: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾. قال: «إذا تَركوا الأمرَ بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ وجب السُّخْط عليهم»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٣٩٩)
٥٧٨١٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الله بن عتبة- قال: أكثِروا الطوافَ بالبيت قبل أن يُرفَع وينسى الناسُ مكانه، وأكثِروا تلاوة القرآن قبل أن يُرْفَع. قيل: وكيف يُرفَع ما في صدور الرجال؟ قال: يسري عليهم ليلًا، فيُصْبِحون منه قفرًا، وينسون قول: لا إله إلا الله. ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم، فذلك حين يقع القول عليهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٢.]]. (١١/٤٠٠)
٥٧٨١٩- عن حذيفة -من طريق أبي ظبيان- قال: واللهِ، ما تلا عن قوم لوط[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٢. ولفظ الأثر كذا وقع في مطبوعة المصدر.]]. (ز)
٥٧٨٢٠- عن حفصة بنت سيرين، قالت: سألتُ أبا العالية الرِّياحي عن قوله: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، ما وقوع القول عليهم؟ فقال: أوْحى اللهُ إلى نوح أنّه لن يُؤمِن مِن قومك إلا مَن قد آمن. قالت: فكأنّما كشف عن وجهي شيئًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٨٢ مختصرًا، وابن جرير ١٨/١٢٠ وآخره:... قالت: فكأنما كان على وجهي غطاء فكُشف، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٢ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٣٩٩)
٥٧٨٢١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- ﴿وقع القول عليهم﴾، قال: حق العذاب[[أخرجه ابن جرير ١٨/١١٩.]]. (ز)
٥٧٨٢٢- عن موسى أبي العلا، أنّ الحسن البصري سُئِل عن هذه الآية: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾. قال: فجاء، فقال: إنّ الله يومئذ على أهل الأرض ساخِط[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٢.]]. (ز)
٥٧٨٢٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وإذا وقع القول عليهم﴾: والقول: الغضب[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٠. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥.]]. (ز)
٥٧٨٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذا وقع القول عليهم﴾، يقول: إذا نزل العذاب بهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣١٧.]]. (ز)
٥٧٨٢٥- عن مقاتل بن حيّان -من طريق شبيب- في قوله: ﴿وإذا وقع القول عليهم﴾، قال: السخط[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٢.]]. (ز)
٥٧٨٢٦- قال عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج-: القول: العذاب[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٠.]]. (ز)
﴿أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ﴾ - تفسير
٥٧٨٢٧- عن عبد الله بن عمر، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، قال: «ذاك حين لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٣٩٩)
٥٧٨٢٨- عن عبد الله بن عمر -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، قال: إذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٨٥، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٩/١٩٨ (٣٥٧٩٦)، ونعيم بن حماد في الفتن (١٨٥٤، ١٨٦٧)، وابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٢/٢٠١ (٣٠)-، وابن جرير ١٨/١٢٠-١٢١، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢١، والحاكم ٤/٤٨٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المبارك في الزهد، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (١١/٣٩٩)
٥٧٨٢٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، مثله[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢١.]]. (ز)
٥٧٨٣٠- عن عطية [العوفي] -من طريق شعبة- في قوله: ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، قال: إذا لم يعرِفوا معروفًا، ولم يُنكِروا منكرًا[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢١.]]. (ز)
٥٧٨٣١- عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، قال: إذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهَوا عن المنكر[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢٨.]]. (ز)
﴿دَاۤبَّةࣰ﴾ - تفسير
٥٧٨٣٢- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان الوعدُ الذي قال الله: ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾؛ قال: ليس ذلك حديثًا ولا كلامًا، ولكنه سِمَةٌ تَسِم مَن أمرها الله به، فيكون خروجُها مِن الصفا ليلةَ منى، فيصبحون بين رأسها وذنبها، لا يدحض داحض، ولا يخرج خارج، حتى إذا فرغت مِمّا أمرها الله، فهلك مَن هلك، ونجا مَن نجا، كان أول خطوة تضعها بأنطاكية»[[أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن ٢/٦٦٧، والفاكهي في أخبار مكة ٤/١٨ (٢٣٥٩) بلفظ: لا يدخل داخل، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن الرحمن بن البيلماني، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٠٦٧): «ضعيف، وقد اتهمه ابن عدي وابن حبان». وفيه أيضًا أبوه عبد الرحمن بن البيلماني، قال عنه ابن حجر في التقريب (٣٨١٩): «ضعيف».]]. (١١/٤٠١)
٥٧٨٣٣- عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن شوذب- قال: لا تخرج الدابة حتى لا يبقى في الأرض مؤمن، واقرؤوا إن شئتم: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾ الآية[[أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن ٢/٦٦٤.]]. (ز)
٥٧٨٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: الدابة التي يخرج الله تعالى ﴿من الأرض تكلمهم﴾ هو الثعبان الذي كان في جوف الكعبة، فاختطفه العقاب، فألقاه بأصل حراء لِمَخْسَفِ العماليق بقية قوم عاد[[أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٤/٣٧-٣٨.]]. (ز)
٥٧٨٣٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض﴾ تخرج مِن الصفا الذي بمكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣١٧.]]. (ز)
﴿دَاۤبَّةࣰ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٧٨٣٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن بين يدي الساعة: الدجال، والدابة، ويأجوج ومأجوج، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها»[[أخرجه ابن بشران في الأمالي ١/٢٣٣ (٥٣٧)، والطبراني في كتاب الدعاء ص ٦١٦ (٢٢٤٨)، من طرق عن عبد الله بن رجاء، عن عباد بن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به.
إسناده حسن.]]. (١١/٤٠٥)
٥٧٨٣٧- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: أول الآيات الروم، ثم الدجال، والثالثة يأجوج ومأجوج، والرابعة عيسى، والخامسة الدخان، والسادسة الدابة[[أخرجه نعيم بن حماد (١٤٥٣، ١٤٥٨، ١٨٥٣).]]. (١١/٤١٢)
﴿دَاۤبَّةࣰ﴾ - فصل
٥٧٨٣٨- عن النزال بن سبرة، قال: قيل لعلي بن أبي طالب: إنّ ناسًا يزعمون: أنّك دابة الأرض. فقال: واللهِ، إنّ لِدابة الأرض ريشًا وزغبًا، وما لي ريش ولا زغب، وإن لها لَحافرًا، وما لي مِن حافر، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثًا، وما خرج ثلثاها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٥.]]. (١١/٤٠٩)
٥٧٨٣٩- عن محمد بن كعب القرظي، عن علي بن أبي طالب، أنّه كان إذا سُئِل عن الدابة قال: أما –واللهِ- ما لها ذَنَب، وإن لها لِحْيَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٤.]]. (ز)
٥٧٨٤٠- عن أبي هريرة -من طريق أبي مريم- قال: إنّ الدابة فيها مِن كل لون، ما بين قرنيها فرسخ للراكب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٥.]]. (١١/٤٠٩)
٥٧٨٤١- عن عمر بن الحكم، أنّه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: تخرج الدابة مِن شِعب، فيمسُّ رأسُها السحابَ، ورجلاها في الأرض ما خرجتا، فتمرُّ بالإنسان يصلي، فتقول: ما الصلاة من حاجتك. فَتَخْطِمُهُ[[فَتَخْطِمُه: تُصيب خَطْمه، أي: أنفه، فتترك أثرًا كأثر خِطام البعير، وهو الكَيّ الذي يكون من أنفه إلى خَدِّه. النهاية (خطم).]][[أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (١٨٥٢)، وابن جرير ١٨/١٢٦.]]. (ز)
٥٧٨٤٢- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق حماد بن سلمة، عن طلحة بن عبد الله بن كريز- قال: تخرج الدابةُ، فيفزع الناسُ إلى الصلاة، فتأتي الرجلَ وهو يصلي، فتقول: طوِّل ما شئت أن تطول، فواللهِ، لأخْطِمَنَّك[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وزاد يحيى بن سلام: قال عبد الله بن عمرو: ولو أشاء أن أضع قدمي على مكانها الذي تخرج منه لفعلت. وذكر قبله: قال حماد: يومئذ يُعرف المنافق من المؤمن.]]. (١١/٤٠٣)
٥٧٨٤٣- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: الدابة: زغباء، ذات وبَرٍ ورِيش[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤٠٢)
٥٧٨٤٤- عن قابوس بن أبي ظبيان، أنّ أباه حدَّثه، قال: سألنا عبد الله بن عباس عن الدابة. فقال: هي مثل الحربة الضخمة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٤.]]. (ز)
٥٧٨٤٥- عن عبد الله بن عباس: الدابة مؤلفة، ذات زَغَب وريش، فيها مِن ألوان الدواب كلها، وفيها مِن كل أمة سيما، وسيماها مِن هذه الأمة أنّها تتكلم بلسان عربي مبين، تكلمهم بكلامهم[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٤١١)
٥٧٨٤٦- عن عبد الله بن عباس، قال: الدابة ذات وبَر وريش، مؤلفة فيها مِن كل لون، لها أربع قوائم، تخرج بعقب من الحاج[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤٠٢)
٥٧٨٤٧- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن يزيد الأودي- قال: إنّ دابة الأرض ذات وبر، تناغي السماء[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤٠٢)
٥٧٨٤٨- عن الحسن البصري -من طريق هشام-: أنّ موسى ﵇ سأل ربَّه أن يُرِيَه الدابة، فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء، لا يرى [واحدًا] مِن طرفيها. قال: فرأى منظرًا فظيعًا، فقال: ربِّ، رُدَّها. فرَدَّها[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥، وابن أبي شيبة ١٥/٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٤٠٢)
٥٧٨٤٩- قال وهب بن مُنَبِّه: وجهها وجه رجل، وسائر خَلْقها كخَلْق الطير ...[[تفسير البغوي ٦/١٨٠.]]. (ز)
ابنُ عطية (٦/٥٦٠) أنه رُوي: أنها دابة مبثوث نوعها في الأرض، فهي تخرج في كل بلد وفي كل قوم، ثم بقوله: «فقوله -على هذا التأويل-: ﴿دابَّة﴾ إنما هو اسم جنس».
٥٧٨٥٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- قال: هي دابة ذات زغب وريش، ولها أربع قوائم، تخرج مِن بعض أودية تهامة[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٦.]]. (ز)
٥٧٨٥١- عن أبي الزبير -من طريق ابن جريج- أنّه وصف الدابة، فقال: رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هرة، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعًا، تخرج معها عصا موسى، وخاتم سليمان، ولا يبقى مؤمن إلا نكتت في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء، فتفشو تلك النكتة حتى يَبْيَضَّ لها وجهه، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان، فتفشو تلك النكتة حتى يَسْوَدَّ لها وجهه، حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق: بكم ذا، يا مؤمن؟ وبكم ذا، يا كافر؟[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٤١١)
٥٧٨٥٢- قال مقاتل بن سليمان: لها أربع قوائم، وزغب وريش، ولها جناحان، واسمها: أفضى، فإذا خرجت بلغ رأسُها السحابَ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣١٧.]]. (ز)
٥٧٨٥٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلو وجْهَ المؤمن بالخاتم، وتخطم أنفَ الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناسُ على الخوان، يُعرَف المؤمن من الكافر»[[أخرجه أحمد ١٣/٣٢١ (٧٩٣٧)، ١٦/٢٣٦ (١٠٣٦١)، والترمذي ٥/٤٠٧-٤٠٨ (٣٤٦٤)، وابن ماجه ٥/١٨٥ (٤٠٦٦)، والحاكم ٤/٥٣٢ (٨٤٩٤)، وابن جرير ١٨/١٢٥، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٣ (١٦٥٩٢)، والثعلبي ٧/٢٢٤.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٢٣٣ (١١٠٨): «منكر».]]. (١١/٤٠٦)
٥٧٨٥٤- عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «تخرج الدابة يوم تخرج وهي ذات عَصَب وريش، تُكَلِّم الناس، فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء، فيَبْيَضُّ وجهه، وتنقط في وجه الكافر نقطة سوداء، فيَسْوَدُّ وجهه، فيتبايعون في الأسواق بعد ذلك: بِمَ تبيع هذا، يا مؤمن؟ وبم تبيع هذا، يا كافر؟ ثم يخرج الدجال وهو أعور، على عينه ظَفَرة[[ظَفَرة -بفتح الظاء والفاء-: لَحمة تنبُت عند المَآقِي، وقد تَمْتدُّ إلى السَّواد فتُغَشِّيه. النهاية (ظفر).]] غليظة، مكتوب بين عينيه: «ك ف ر»، يقرأه كلُّ مؤمن وكافر»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٤٠٣)
٥٧٨٥٥- عن أبي أُمامة، عن النبي ﷺ، قال: «تخرج الدابة، فتَسِمُ الناسَ على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم، حتى يشتري الرجلُ الدابةَ، فيُقال: مِمَّن اشتريت؟ فيقال: مِن الرجل المخطم»[[أخرجه أحمد ٣٦/٦٤٦-٦٤٧ (٢٢٣٠٨). وعزاه السيوطي إليه وإلى سمويه وابن مردويه بلفظ: ثم يعمِّرون فيكم -بالعين المهملة-.
قال الهيثمي في المجمع ٨/٦ (١٢٥٧٣-١٢٥٧٤): «رجاله رجال الصحيح، غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية، وهو ثقة». وقال المناوي في التيسير ١/٤٤٦: «بإسناد رجاله ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ١/٦٣٩ (٣٢٢): «وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات معروفون، غير عمر هذا».]]. (١١/٤٠٤)
٥٧٨٥٦- عن حذيفة بن اليمان، قال: تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة، حتى يضرب فيها رجال، ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم، فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل، فتقول: ما يجمعكم عند عدوِّ الله؟ فيبتدرون، فتَسِم المؤمنَ والكافرَ، حتى إنّ الرجلين لَيتبايعان، فيقول هذا: خُذ، يا مؤمن. ويقول هذا: خذ، يا كافر[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/٦٦-٦٧.]]. (١١/٤١٢)
٥٧٨٥٧- عن محمد بن إسحاق: أنّه بلغه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: تخرج دابة الأرض ومعها خاتم سليمان وعصا موسى، فأمّا الكافر فتختم بين عينيه بخاتم سليمان، وأما المؤمن فتمسح وجهه بعصا موسى، فيَبْيَضُّ[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٦.]]. (ز)
٥٧٨٥٨- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق عبد الرحمن بن البيلماني- قال: يبيت الناسُ يسيرون إلى جمع، وتبيت دابة الأرض تسري إليهم، فيصبحون قد جعلتهم بين رأسها وأذنيها، فما مِن مؤمن إلا تمسحه، ولا كافر ولا منافق إلا تخطمه، وإنّ التوبة لَمفتوحة[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٧.]]. (ز)
٥٧٨٥٩- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق العلاء بن زياد- قال: لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهلُ بيت على الإناء الواحد، فيعرفون مؤمنيهم مِن كُفّارهم. قالوا: كيف ذاك؟ قال: إن الدابة تخرج وهي ذامَّةٌ للناس، تمسح كلَّ إنسان على مسجده، فأما المؤمن فتكون نكتة بيضاء، فتفشو في وجهه حتى يبيضَّ لها وجهه، وأما الكافر فتكون نكتة سوداء، فتفشو في وجهه حتى يسوَدّ لها وجهه، حتى إنهم لَيتبايعون في أسواقهم، فيقولون: كيف تبيع هذا، يا مؤمن؟ وكيف تبيع هذا، يا كافر؟ فما يرد بعضهم على بعض[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، واللفظ له.]]. (١١/٤٠٢)
٥٧٨٦٠- عن عبد الله بن عمر -من طريق ابن البيلماني- قال: تخرج الدابة ليلةَ جَمْع، والناس يسيرون إلى منى، فتحملهم بين نحرها وذنبها، فلا يبقى منافق إلا خطمته، وتمسح المؤمن، فيصبحون وهم بِشَرٍّ مِن الدجال[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/١٨٠-١٨١، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٣-٢٩٢٤.]]. (١١/٤٠٩)
٥٧٨٦١- عن صدقة بن يزيد -من طريق ضمرة- قال: تجيء الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلي في المسجد، فتكتب بين عينيه: كذاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦.]]. (١١/٤١١)
﴿مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ﴾ - تفسير
٥٧٨٦٢- عن حذيفة بن اليمان، قال: ذكر رسول الله ﷺ الدابة، فقال حذيفة: يا رسول الله، مِن أين تخرج؟ قال: «مِن أعظم المساجد حرمةً على الله، بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض مِن تحتهم، تُحَرِّك القنديل، وتَشُقُّ الصفا مما يلي المسعى، وتخرج الدابة مِن الصفا، أول ما يبدو رأسها، ملمعة ذات وبَر وريش، لن يدركها طالب، ولن يفوتها هارِب، تسم الناس؛ مؤمن وكافر، أمّا المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب دري، وتكتب بين عينيه: مؤمن، وأَمّا الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء: كافر»[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٤-١٢٥، والثعلبي ٧/٢٢٥.
قال ابن كثير في البداية والنهاية ١٩/٢٥٠: «في إسناده نظر».]]. (١١/٤٠٥)
٥٧٨٦٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «بئس الشعب جياد». مرتين أو ثلاثًا، قالوا: وبِم ذاك، يا رسول الله؟ قال: «تخرج منه الدابة، فتصرخ ثلاث صرخات، فيسمعها مَن بين الخافقين»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٤/٣١٩ (٤٣١٧)، والعقيلي في الضعفاء ٢/٦١.
قال العقيلي: «لا يحفظ إلا عن رباح». وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٤/١٠٩: «ورباح بن عبيد الله ذكر هذا الحديث، وأُنكِر عليه». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/١٠٩٢ (٢٣١٨): «أُنكِر على رباح رفعه». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٧ (١٢٥٧٧): «فيه رباح بن عبيد الله بن عمر، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٧/٣٨٨ (٣٣٧٦): «ضعيف».]]. (١١/٤٠٨)
٥٧٨٦٤- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «تخرج دابة الأرض من جياد، فيبلغ صدرها الركن، ولم يخرج ذنبها بعد». قال: «وهي دابة ذات وبر وقوائم»[[أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال ٣/٨٤-٨٥، في ترجمة عقبة بن أبي الحسناء (٥٦٨٥)، والثعلبي ٧/٢٢٤.
قال الألباني في الضعيفة ٣/٢٣٤ (١١٠٩): «ضعيف».]]. (١١/٤٠٨)
٥٧٨٦٥- عن بريدة، قال: ذهب بي رسول الله ﷺ إلى موضع بالبادية، قريب من مكة، فإذا أرض يابسة حولها رمل، فقال رسول الله ﷺ: «تخرج الدابة مِن هذا الموضع». فإذا شبر في شبر[[أخرجه أحمد ٣٨/١٢٩ (٢٣٠٢٣)، وابن ماجه ٥/١٨٦ (٤٠٦٧)، بلفظ: فتر في شبر، والبخاري في تاريخه ٣/١٦١-١٦٢ (٥٥٤) واللفظ له.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة ٤/١٩٩ (٨٣٤١): «هذا إسناد ضعيف، خالد بن عبيد قال البخاري: في حديثه نظر. وقال ابن حبان والحاكم: حدّث عن أنس بأحاديث موضوعة». وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/٤٣١ (١٥٢٥).]]. (١١/٤٠٩)
٥٧٨٦٦- عن حذيفة بن أسيد، أُراه رفعه، قال: «تخرج الدابة مِن أعظم المساجد حرمة، فبينما هم قعود بربو الأرض، فبينما هم كذلك، إذ تصدَّعَتْ».= (ز)
٥٧٨٦٧- قال ابن عيينة: تخرج حين يسري الإمام مِن جَمْع، وإنما جعل سابق الحاج ليخبر الناس أنّ الدابة لم تخرج[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٢/١٧٦-١٧٧ (١٦٣٥). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا سفيان، تفرد به حمزة بن سعيد».]]. (١١/٤٠٤)
٥٧٨٦٨- عن عبد الله بن عمر، أنه قال: ألا أريكم المكانَ الذي قال لي رسول الله ﷺ أنّ دابة الأرض تخرج منه! فضرب بعصاه قبل الشق الذي في الصفا[[أخرجه أبو يعلى (٥٧٠٣). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال محقق أبي يعلى: «إسناده ضعيف».]]. (١١/٤٠٥)
٥٧٨٦٩- عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: ذكر رسول الله ﷺ الدابة، فقال: «لها ثلاث خرجات مِن الدهر، فتخرج خرجة في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية -يعني: مكة-، ثم تكمن زمانًا طويلًا، ثم تخرج خرجة أخرى دون تِلك، فيعلو ذكرُها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية». يعني: مكة. قال رسول الله ﷺ: «ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها -المسجد الحرام- لم يرعهم إلا وهي تَرْغو[[الرُّغاء: صوْتِ الإبِلِ. النهاية (رغا).]] بين الركن والمقام، وتنفض عن رأسها التراب، فارفَضَّ[[أي: تفرقوا. اللسان (رفض).]] الناس عنها شتى، وتثبت عصابةٌ مِن المؤمنين، ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فبدأت بهم، فجلَّت وجوهَهم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى إنّ الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه، فتقول: يا فلان، الآن تصلي؟! فيُقْبِل عليها، فتَسِمُه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار، يعرف المؤمن مِن الكافر، حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر، اقضِني حقِّي. وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن، اقضني حقِّي»[[أخرجه الحاكم ٤/٥٣٠ (٨٤٩٠)، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٣ (١٦٥٩٣)، وفيه طلحة بن عمرو الحضرمي.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أبين حديث في ذكر دابة الأرض، ولم يخرجاه». وقال الذهبي: «طلحة بن عمرو الحضرمي ضعّفوه، وتركه أحمد». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١٩/٢٤٩-٢٥٠: «فيه غرابة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٧ (١٢٥٧٦): «رواه الطبراني، وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك».]]. (١١/٤٠٧)
٥٧٨٧٠- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «تخرج دابة الأرض، ولها ثلاث خرجات، فأول خرجة منها بأرض البادية، والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها، ولها عنق مُشْرِف، يراها مَن بالمشرق كما يراها مَن بالمغرب، ولها وجه كوجه إنسان، ومنقار كمنقار الطير، ذات وبر وزغب، معها عصا موسى، وخاتم سليمان بن داود، تنادي بأعلى صوتها: ﴿إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾». ثم بكى رسول الله ﷺ، قيل: يا رسول الله، وما بعدُ؟ قال: «هنات وهنات، ثم خصب وريف حتى الساعة»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٣/٢٠-٢١ للزيلعي-، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس به.
إسناده ليّن؛ فيه محمد بن مسلم الطائفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٢٩٣): «صدوق، يخطئ من حفظه».]]. (١١/٤٠٤)
٥٧٨٧١- عن حذيفة بن اليمان -من طريق أبي الطفيل- قال: إنّ للدابة ثلاث خرجات، خرجة تخرج في بعض البوادي، ثم تَنكَمِي[[تنكَمِي: تستتر. النهاية (كما).]]، وخرجة تخرج في بعض القرى حتى تذكر وحتى تهريق الأمراء فيها الدماء، ثم تنكمي، فبينما الناس عند أشرف المساجد وأفضلها وأعظمها -حتى ظننا أنه يسمي المسجد الحرام، وما سماه- إذ ارتفعت بهم الأرض، فانطلق الناس هِرابًا، فلا يفوتها هارب، وتبقى عصابة من المسلمين، فيقولون: إنّه لا ينجينا مِن أمر الله شيء. فتخرج عليهم الدابة، فتجلو وجوههم مثل الكوكب الدري، ثم تنطلق، فلا يدركها طالِب، ولا يفوتها هارِب، ثم تأتي الرجلَ وهو يصلي، فتقول: أتتعوَّذُ بالصلاة؟! واللهِ، ما كنت مِن أهل الصلاة. فيلتفت إليها، فتخطمه، وتجلو وجه المؤمن، وتخطم الكافر، قال: قلنا: وما الناسُ يومئذ، يا حذيفة؟ قال: جيران في الرباع، وشركاء في الأموال، أصحاب في الأسفار[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٨٤.]]. (ز)
٥٧٨٧٢- عن عائشة -من طريق أبي إسحاق- قالت: الدابة تخرج مِن أجياد[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/١٨١.]]. (١١/٤٠٥)
٥٧٨٧٣- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق صالح مولى التوأمة- قال: تخرج الدابة بأجياد مما يلي الصفا[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤٠٣)
٥٧٨٧٤- عن عطاء، قال: رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص -وكان منزله قريبًا مِن الصفا- رفع قدمه وهو قائم، وقال: لو شئتُ لم أضعها حتى أضعها على المكان الذي تخرج منه الدابة[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٤.]]. (ز)
٥٧٨٧٥- عن حسان بن حِمَّصَةَ، قال: سمعتُ عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: لو شئتُ لانتعلت بنعلي هاتين، فلم أمسَّ الأرض قاعدًا حتى أقف على الأحجار التي تخرج الدابة من بينها، ولكأني بها قد خرجت في عَقِب ركب مِن الحاج. قال: فما حججتُ قطُّ إلا خفتُ تخرج بعقبنا[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٤، كما أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/٦٧، ١٨١ من طريق عبد الملك بن عمير بنحوه.]]. (ز)
٥٧٨٧٦- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان- قال: تخرج الدابة مِن شِعب بالأجياد، رأسها يمس السحاب، وما خرجت رِجلاها من الأرض، تأتي الرجل وهو يصلي، فتقول: ما الصلاة من حاجتك، ما هذا إلا تعوذًا ورياءً! فتخطمه[[أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (١٨٥٢). وعزاه السيوطي إليه من قول عمرو بن العاصي! ولعل في النسخة سقط.]]. (١١/٤١٢)
٥٧٨٧٧- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال وهو يومئذ بمكة: لو شئت لأخذت سبتيتي هاتين، ثم مشيت حتى أدخل الوادي التي تخرج منه دابة الأرض، فإنها تخرج، وهي آية للناس، فتلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكتةً[[كذا في مطبوعة الدر: واكتة بالألف، على صورة اسم الفاعل من الوكت، وهو الأثر اليسير في الشيء، والوكتة كالنقطة في الشيء من غير لونه. اللسان (وكت).]]، فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر واكتةً، فيسود لها وجهه، وهي دابة ذات زغب وريش، فتقول: ﴿أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في البعث. وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٤/٣٩ (٢٣٤٧) عن عبد الله بن عمر، من طريق الحسن البصري، وفيه: «وكتفه» بدل «واكتة»، والظاهر أن «وكتفه» تصحيف.]]. (١١/٤٠٦)
٥٧٨٧٨- عن عبد الله بن عمرو، قال: تخرج الدابة من تحت صخرة بجياد، وتستقبل المشرق، فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل الشام، فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل المغرب، فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل اليمن، فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تروح مِن مكة فتصبح بعسفان. قيل: ثم ماذا؟ قال: لا أعلم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤١٠)
٥٧٨٧٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة-: أنّ دابة الأرض تخرج مِن بعض أودية تهامة، ذات زغب وريش، لها أربع قوائم، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض منها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة سوداء يسود منها وجهه[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٥ مختصرًا، ونعيم بن حماد (١٨٦٢)، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٥. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في البعث.]]. (١١/٤٠٦)
٥٧٨٨٠- عن عبد الله بن عباس: أنّه قرع الصفا بعصاه وهو محرم، وقال: إنّ الدابة لَتسمع قرع عصاي هذه[[تفسير البغوي ٦/١٨٠.]]. (ز)
٥٧٨٨١- عن عبد الله بن عمر -من طريق عطية- قال: تخرج الدابة مِن صِدْع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام، لم يخرج ثلثها[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/٦٧، ونعيم بن حماد (١٨٥٩)، وابن جرير ١٨/١٢١-١٢٢، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٤١٠)
٥٧٨٨٢- عن عبد الله بن عمر، قال: تخرج الدابة من جبل جياد في أيام التشريق، والناس بمنى. قال: فلذلك جاء سابق الحاجِّ بخبر سلامة الناس[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/٦٧، ١٨١، والخطيب في تالي التلخيص (٢٣٢). وعند ابن أبي شيبة في الموضع الأول: عبد الله بن عمرو.]]. (١١/٤١٠)
٥٧٨٨٣- عن إبراهيم [النخعي] -من طريق سماك- قال: تخرج الدابة مِن مكة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٨٥، وابن أبي شيبة ١٥/١٨١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٤٠٣)
٥٧٨٨٤- عن عبد الصمد بن معقل، أنّه سمع عمه وهب بن منبه يقول: قال عزير: أتاني الملَك، قلت: أخبِرني: ما بقي مِن الدنيا؟ قال: لا عِلْم لي، ولِمَ تسألني عما لا أعلم؟! قال: أنا أعلم أنّه عند انقضاء الدنيا واقتراب الآخرة، وآية ذلك أن يكثر الكذب، ويقل الصدق، ويظهر الفجور، وينعدم البر، وتعود الأرض عقيمًا مِن الأنهار، وترى الشمس في أثر ذلك من مغربها، وتقطر الشجر دمًا، وتجول الأنواء، وتنطق الحجارة، ويملك من لم يكن برجّالة[[الرَّجّالَة: هم أصحاب رِكاب المَلِك ومَن يتصَرَّف في أُموره. شرح النووي على مسلم ١٢/١٣٢.]] الملك، وتخبر الطير، وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها ...[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٥.]]. (ز)
﴿تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا لَا یُوقِنُونَ ٨٢﴾ - قراءات
٥٧٨٨٥- عن الأعمش: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (تُكَلِّمُهُم بِأَنَّ النّاسَ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/٣٢٧، وإسحاق البستي في تفسيره ص٢٩ من طريق هارون الأعور.
وهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص١١٢، والمحتسب ٢/١٤٥.]]. (ز)
٥٧٨٨٦- قرأ أبو زرعة بن عمرو: (تَكْلِمُهُم) بفتح التاء، وتخفيف اللام، بمعنى: تَسِمُهم[[علقه ابن جرير ١٨/١٢٧.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس، ومجاهد، وعاصم الجحدري، وغيرهم. انظر: مختصر ابن خالويه ص١١٢، والمحتسب ٢/١٤٤.]]. (ز)
٥٧٨٨٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿أخْرَجْنا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾، قال: وهي في بعض القراءة: (تُحَدِّثُهُمْ أنَّ النّاسَ كانُواْ بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ)[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٦٨، وابن جرير ١٨/١٢٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن جرير بلفظ: (تُحَدِّثُهُمْ تَقُولُ لَهُمْ إنَّ الناسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ). وجاء عند يحيى بن سلام ٢/٥٦٨: وقال بعضهم: (تَقُولُ: إنَّ النّاسَ كانُوا بِي لا يُوقِنُونَ).
وهي بكل هذه الألفاظ قراءة شاذة. انظر: البحر المحيط ٧/٩١.]]. (١١/٣٩٩)
٥٧٨٨٨- عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ: ﴿دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ مشددة مِن الكلام، ﴿أنَّ النّاسَ﴾ بنصب الألف[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
يعني: بفتح همزة ﴿أن﴾، وهي قراءة متواترة، قرأ بها عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب، وقرأ بقية العشرة: ‹إنَّ النّاسَ› بكسر الهمزة. انظر: الإتحاف ص٤٣٢.]]. (١١/٤٠١)
٥٧٨٨٩- عن عاصم الجحدري -من طريق هارون- (تَكْلِمُهُمْ): تخدشهم[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٢٩.]]. (ز)
٥٧٨٩٠- قال يحيى بن سلّام: وبعضهم يقرأها: (تَكْلِمُهُمْ)، أي: تَسِمُهم[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٦٥.]]. (ز)
اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: ﴿تكلمهم﴾ على وجهين: الأول: بضم التاء وتشديد اللام، هكذا: (تُكَلِّمُهُمْ)، بمعنى: تخبرهم وتحدثهم. وهي قراءة عامة قُرّاء الأمصار. والثاني: بفتح التاء وتخفيف اللام، هكذا: (تَكْلِمُهُمْ)، بمعنى: تَسِمُهُم. وهي قراءة أبي زرعة بن عمرو.
و ابنُ جرير (١٨/١٢٧) القراءة الأولى، فقال: «القراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار».
واختلفوا كذلك في قراءة قوله: ﴿إن الناس﴾ فقرأ قوم:﴿أن الناس﴾ بالفتح، وقرأ آخرون بالكسر، و ابنُ عطية (٦/٥٦١) أن قراءة عبد الله (تُكَلِّمُهُم بِأَنَّ) تصديق للفتح، أنه قوله: ﴿إن الناس﴾ -على قراءة الفتح- يكون من تمام كلام الدابة. ثم قال: «ويحتمل أن يكون ذلك من كلام الله ﷿».
﴿تُكَلِّمُهُمۡ﴾ - تفسير
٥٧٨٩١- عن أبي الزعراء: أنّ رجلًا سأل عبد الله عن الدابة، فقال له: سلْ عليًّا، فإنه بذلك. فسأل عليًّا، فقال: تأكل الطعام، وتمشي في الأسواق، وتكلم الناس ﴿أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦.]]. (ز)
ابن كثير (١٠/ ٤٣٠) على قول عليّ هذا بقوله: «واختاره ابن جرير، وفي هذا نظر لا يخفى».
٥٧٨٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿دابة من الأرض تكلمهم﴾، قال: تُحَدِّثهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٧، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦.]]. (١١/٤٠٠)
٥٧٨٩٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- في قوله: ﴿تكلمهم﴾، قال: كلامُها تنبئهم ﴿أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٢٧-١٢٨، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦.]]. (١١/٤٠٠)
٥٧٨٩٤- عن أبي داود نفيع الأعمى، قال: سألت عبد الله بن عباس عن قوله: ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾ أو: (تَكْلِمُهُمْ)؟ قال: كل ذلك –واللهِ- تفعل، تُكَلِّمُ المؤمن، وتَكْلِمُ الكافر؛ تَجْرَحُه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٤٠١)
ابنُ كثير (١٠/ ٤٣٠) على قول ابن عباس هذا، بقوله: «وهو قول حسن، ولا منافاة».
٥٧٨٩٥- عن المغيرة، عن إبراهيم النخعي، قال: قلنا له: ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، أو (تَكْلِمُهُمْ)؟ قال: لا بل تكلِّمهم. يعني: الكلام[[أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٤/٤٣ (٢٣٥٦).]]. (ز)
٥٧٨٩٦- قال وهب بن مُنَبِّه: ... فتخبر مَن رآها: أنّ أهل مكة كانوا بمحمد والقرآن لا يوقنون[[تفسير البغوي ٦/١٨٠.]]. (ز)
٥٧٨٩٧- عن الحسن البصري -من طريق يونس بن عبيد- قال: تخرج دابة إذا فسُد الناس، ولهم دابة تكلمهم كلامًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦.]]. (ز)
٥٧٨٩٨- تفسير الحسن البصري، في قوله ﴿كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾: تكلمهم بهذا الكلام[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥٦٨.]]. (ز)
٥٧٨٩٩- عن عطية العوفي -من طريق شعبة- ﴿أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم﴾، قال: معها عصا، تمسح وجه المؤمن، وتخطم وجه الكافر[[أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١٦/٦٠٨.]]. (ز)
٥٧٩٠٠- قال إسماعيل السُّدِّيّ: تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام[[تفسير الثعلبي ٧/٢٢٢، وتفسير البغوي ٦/١٧٧.]]. (ز)
٥٧٩٠١- عن صدقة بن يزيد -من طريق ضمرة- قال: تجيء الدابةُ إلى الرجل وهو قائم يصلي في المسجد، فتكتب بين عينيه: كذّاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٦.]]. (ز)
٥٧٩٠٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿تكلمهم﴾ بالعربية، تقول: ﴿أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣١٧. وفي تفسير البغوي ٦/١٧٧ بنحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
﴿أَنَّ ٱلنَّاسَ﴾ - تفسير
٥٧٩٠٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله ﷿: ﴿تكلمهم أن الناس﴾، قال: يعني: أهل مكة خاصة[[علقه يحيى بن سلام ٢/٥٦٧.]]. (ز)
٥٧٩٠٤- قال مقاتل بن سليمان: تقول: ﴿أن الناس﴾ يعني: كفار مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣١٧. وفي تفسير البغوي ٦/١٧٧: قال مقاتل: تخبر الناس أن أهل مكة لم يؤمنوا بالقرآن والبعث.]]. (ز)
٥٧٩٠٥- قال يحيى بن سلّام: وهم مشركو أهل مكة[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٦٨.]]. (ز)
﴿كَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا لَا یُوقِنُونَ ٨٢﴾ - تفسير
٥٧٩٠٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كانوا بآياتنا﴾ يعني: بخروج الدابة ﴿لا يوقنون﴾ هذا قول الدابة للناس: إنّ الناس بخروجي لا يوقنون. لأن خروجها آية من آيات الله ﷿، فإذا رآها الناس كلهم عادت إلى مكانها مِن حيث خرجت[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣١٧.]]. (ز)
٥٧٩٠٧- قال يحيى بن سلّام: وقال بعضهم: تقول: إنّ الناس كانوا بي لا يوقنون ... ﴿أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾ لا يؤمنون[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٦٨.]]. (ز)
{"ayah":"۞ وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَیۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَاۤبَّةࣰ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا لَا یُوقِنُونَ"}