الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا في الأرْضِ﴾ آيَةُ ٤
[١٦٦٦٥ ] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قالَ: كانَ مِن شَأْنِ فِرْعَوْنَ أنَّهُ رَأى رُؤْيا في مَنامِهِ أنَّ نارًا أقْبَلَتْ مِن بَيْتِ المَقْدِسِ حَتّى اشْتَمَلَتْ عَلى بُيُوتِ مِصْرَ فَأحْرَقَتْها وتَرَكَتْ بَنِي إسْرائِيلَ، وأحْرَقَتْ بُيُوتَ مِصْرَ، فَدَعا السَّحَرَةَ والكَهَنَةَ والقافَةَ، والحازَةَ، فَأمّا القافَةُ فَهُمُ العافَةُ. وأمّا العافَةُ فَهُمُ الَّذِينَ يَزْجُرُونَ الطَّيْرَ، فَسَألَهم عَنْ رُؤْياهُ فَقالُوا: يَخْرُجُ مِن هَذا البَلَدِ الَّذِي جاءَ بَنُو إسْرائِيلَ مِنهُ يَعْنُونَ بَيْتَ المَقْدِسِ رَجُلٌ يَكُونُ عَلى وجْهِهِ هَلاكُ مِصْرَ، فَأمَرَ بَنِي إسْرائِيلَ أنْ لا يُولَدَ لَهم (p-٢٩٣٩)غُلامٌ إلّا ذَبَحُوهُ، ولا تُولَدَ لَهم جارِيَةٌ إلّا تُرِكَتْ وقالَ لِلْقِبْطِ: انْظُرُوا مَمْلُوكِيكُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ خارِجًا فَأدْخِلُوهُمْ، واجْعَلُوا بَنِي إسْرائِيلَ يَلُونَ تِلْكَ الأعْمالَ القَذِرَةَ، فَجَعَلَ بَنِي إسْرائِيلَ في أعْمالِ غِلْمانِهِمْ، وأدْخَلُوا غِلْمانَهُمْ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا في الأرْضِ﴾ يَقُولُ: تَجَبَّرَ في الأرْضِ.
ورُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
[ ١٦٦٦٦] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنْبَأ العَبّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا في الأرْضِ﴾ أيْ بَغى في الأرْضِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وجَعَلَ أهْلَها شِيَعًا﴾
[ ١٦٦٦٧ ] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، في قَوْلِهِ: ﴿وجَعَلَ أهْلَها شِيَعًا﴾ يَعْنِي بَنِي إسْرائِيلَ حِينَ جَعَلَهم في الأعْمالِ القَذِرَةِ.
[ ١٦٦٦٨ ] حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجاهِدٍ، في قَوْلِهِ: ﴿وجَعَلَ أهْلَها شِيَعًا﴾ فَرَّقَ بَيْنَهم.
[ ١٦٦٦٩ ] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا صَفْوانُ، ثَنا الوَلِيدُ، ثَنا سَعِيدٌ عَنْ قَتادَةَ، يَعْنِي في قَوْلِهِ: ﴿وجَعَلَ أهْلَها شِيَعًا﴾ قالَ: فَرَّقَ بَيْنَ القِبْطِ وبَنِي إسْرائِيلَ. ورُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنهُمْ﴾
[ ١٦٦٧٠] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنهُمْ﴾ يَقُولُ: جَعَلَهم في الأعْمالِ القَذِرَةِ.
[ ١٦٦٧١ ] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَبّاسِ، مَوْلى بَنِي هاشِمٍ، ثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنا سَلَمَةُ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ، قالَ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الفَراعِنَةِ فِرْعَوْنُ أشَدُّ غِلْظَةً ولا أقْسى قَلْبًا ولا أسْوَأُ مِلْكَةً لِبَنِي إسْرائِيلَ مِنهُ، تَعَبَّدَهم فَجَعَلَهم خَوَلًا وخَدَمًا، وصَنَّفَهم في أعْمالِهِ، فَصِنْفٌ يَبْنُونَ، وصِنْفٌ يَحْرُثُونَ وصِنْفٌ يَرْعُونَ لَهُ، قالَ: فَهم في أعْمالِهِ ومَن لَمْ يَكُنْ مِنهم في ضَيْعَةٍ لَهُ مِن عَمَلِهِ فَعَلَيْهِ الجَزاءُ، فَسامَهم كَما قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ.
(p-٢٩٤٠)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يُذَبِّحُ أبْناءَهُمْ﴾
[ ١٦٦٧٢] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿يُذَبِّحُ أبْناءَهُمْ﴾ وجَعَلَ لا يُولَدُ لِبَنِي إسْرائِيلَ مَوْلُودً إلّا ذُبِحَ فَلا يَكْبُرُ الصَّغِيرُ، وقَذْفَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ في مَشْيَخَةٍ بَنِي إسْرائِيلَ المَوْتَ فَأسْرَعَ فِيهِمْ، فَدَخَلَ رُءُوسُ القِبْطِ عَلى فِرْعَوْنَ، فَكَلَّمُوهُ فَقالُوا: إنَّ هَؤُلاءِ القَوْمَ قَدْ وقَعَ فِيهِمُ المَوْتُ، فَيُوشِكُ أنْ يَقَعَ العَمَلُ عَلى غِلْمانِنا، نَذْبَحُ أبْناءَهُمْ، فَلا يَبْلُغُ الصِّغارُ، فَيُعِينُونَ الكِبارَ فَلَوْ أنَّكَ تُبْقِي مِن أوْلادِهِمْ، فَأمَرَ أنْ يَذْبَحُوا سَنَةً،ويَتْرُكُوا سَنَةً، فَلَمّا كانَ في السَّنَةِ الَّتِي يَذْبَحُونَ فِيها حَمَلَتْ مُوسى فَلَمّا أرادَتْ وضْعَهُ حَزِنَتْ مِن شَأْنِهِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ويَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ﴾
[ ١٦٦٧٣ ] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنْبَأ العَبّاسُ بْنُ الوَلِيدِ، ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنا سَعِيدٌ عَنْ قَتادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿يُذَبِّحُ أبْناءَهم ويَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ﴾ ذُكِرَ لَنا أنَّ حازِيًا حَزى لِفِرْعَوْنَ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: الحازِي: المُنَجِّمُ،فَقالَ لَهُ: إنَّهُ يُولَدُ في هَذا العامِ غُلامٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ يَسْلُبُكَ مُلْكَكَ فَتَتَبَّعَ أبْناءَهم ذَلِكَ العامَ، فَيُقَتِّلُ أبْناءَهُمْ، ويَسْتَحْيِي نِساءَهم حَذَرًا مِمّا قالَ لَهُ الحازِي.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ كانَ مِنَ المُفْسِدِينَ﴾
[ ١٦٦٧٤ ] حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى، ثَنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إسْحاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجاهِدٍ، قالَ: لَقَدْ ذُكِرَ لِي أنَّهُ كانَ لَيَأْمُرُ بِالقَصَبِ فَيَشُقُّ حَتّى يُجْعَلَ أمْثالَ الشِّفارِ، ثُمَّ يُصَفُّ بَعْضُهُ إلى بَعْضٍ، ثُمَّ يُؤْتِي بِحَبالى مِن بَنِي إسْرائِيلَ، فَيُوقَفْنَ عَلَيْهِ فَيَجِزُّ أقْدامَهُنَّ حَتّى إنَّ المَرْأةَ مِنهُنَّ لَتَمْصَعُ بِوَلَدِها فَيَقَعُ بَيْنَ رِجْلَيْها، فَتَظَلُّ تَطَؤُهُ وتَتَّقِي بِهِ حَدَّ القَصَبِ عَنْ رِجْلَيْها لِما بَلَغَ مِن جَهْدِها، حَتّى أسْرَفَ في ذَلِكَ وكادَ يُفْنِيهِمْ، فَقِيلَ لَهُ: أفْنَيْتَ النّاسَ وقَطَعْتَ النَّسْلَ، وإنَّما هو خَوَلُكَ وعُمّالُكَ فَتَأْمُرُ بِأنْ يُقْتَلَ الغِلْمانُ عامًا، ويُسْتَحْيُوا عامًا، فَوُلِدَ هارُونُ عَلَيْهِ السَّلامُ في السَّنَةِ الَّتِي يُسْتَحْيا فِيها الغِلْمانُ، ووُلِدَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ في السَّنَةِ الَّتِي فِيها يُذْبَحُونَ، وكانَ هارُونُ أكْبَرَ مِنهُ بِسَنَةٍ.
{"ayah":"إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِیَعࣰا یَسۡتَضۡعِفُ طَاۤىِٕفَةࣰ مِّنۡهُمۡ یُذَبِّحُ أَبۡنَاۤءَهُمۡ وَیَسۡتَحۡیِۦ نِسَاۤءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق