الباحث القرآني

/ قوله تعالى: طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى ... 55 ب الآية، معنى نَتْلُوا: نَقُصُّ وخَصَّ تعالى بقوله لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ من حيث إنهم هم المنْتَفِعُونَ بذلك دون غيرهم، وعَلا فِي الْأَرْضِ أي: علوّ طغيان وتغلّب، وفِي الْأَرْضِ يريد أرض مصر، والشيعُ: الفرقُ، والطائفةُ المستضعفةُ: هم بنو إسرائيل، يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ خوفَ خرابِ مُلْكِه على ما أخبرته كَهَنَتُه، أو لأجل رؤيا رآها قاله السدي [[أخرجه الطبريّ (10/ 27) رقم (27160) بنحوه، وذكره ابن عطية (4/ 276) .]] . وطمع بجهله أن يَرُدَّ القدرَ، وأين هذا المنزعُ من قول النبي ﷺ لعمر: «إن يكنه فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ، فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ» [[أخرجه البخاري (10/ 576- 577) كتاب الأدب: باب قول الرجل للرجل: اخسأ، حديث (6173- 6174- 6175) ، ومسلم (4/ 2244- 2245) كتاب الفتن: باب ذكر ابن صياد، حديث (95/ 2930) من حديث عمر.]] يعني: ابنَ صَيَّادٍ إذ خافَ عمرُ أَن يكونَ هو الدَّجَّالَ، وباقي الآيةِ بيِّن وتقدَّم قصصُه. والأئمة: ولاة الأمور قاله قتادة [[أخرجه الطبريّ (10/ 28) رقم (27166) ، وذكره ابن عطية (4/ 276) ، والسيوطي (5/ 227) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة.]] . وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ يريدُ: أرضَ مصرَ والشامِ، وقرأ حمزة [[ينظر: «السبعة» (492) ، و «الحجة» (5/ 441) ، و «إعراب القراءات» (2/ 168) ، و «معاني القراءات» (2/ 249) ، و «شرح الطيبة» (5/ 120) ، و «العنوان» (147) ، و «حجة القراءات» (541) ، و «شرح شعلة» (532) ، و «إتحاف» (2/ 340) .]] : «وَيَرَى فِرْعَوْنُ» - باليَاء وفتح الراء- والمعنى: ويقعُ فرعونُ وقومُه فيما خافُوه وحذِرُوه من جهة بني إسرائيل، وظهورهم، وهامان: هو وزيرُ فرعونَ وأكبَرُ رجالِه، وهذا الوَحْي إلى أم موسى، قيل: وَحْيُ إلهامٍ، وقيلَ: بمَلَكٍ. وقيل: في مَنَامٍ وجملة الأمرِ أنها عَلِمَتْ أنَّ هذا الذي وقع في نفسِها هو من عند الله، قال السدي وغيره: أُمِرَتْ أن تُرْضِعَهُ عَقِبَ الوِلاَدَةِ، وَتَصْنَعَ بهِ مَا فِي الآية [[أخرجه الطبريّ (10/ 29- 30) رقم (27173) ، (27176) بنحوه، وذكره ابن عطية (4/ 276- 277) .]] لأَن الخوفَ كانَ عَقِبَ كلِّ وِلاَدَة، واليمُّ: معظم الماء، والمرادُ: نِيلُ مِصر، واسم أم موسى يوحانذ [[في أ: يوحاتة.]] ، ورُوِيَ في قَصَصِ هذهِ الآيةِ: أن أمَّ مُوسَى لَفَّتْهُ في ثِيابهِ وَجَعَلَتْ له تابوتاً صَغِيراً، وسَدَّتْه عليه بقُفْلٍ، وعَلَّقَتْ مِفْتَاحَه عَلَيْه، وأسلمَتْهُ ثقةً بالله وانتظاراً لوعدِه سبحانه، فلما غابَ عنها عاودَها بثُّها وأَسِفَتْ عليه، وأَقْنَطَهَا الشيطانُ فاهْتَمَّتْ به وكَادَتْ تَفْتَضِحُ، وجعلتِ الأُخْتُ تَقُصُّهُ، أي: تَطْلُبُ أثَرَه، وتَقَدَّم باقي القصةِ في «طه» وغيرِها، والالتقاط: اللقاء عن [[في أ: من.]] غير قصد، وآل فِرْعَوْنَ: أهله وجملتُه، واللامُ في لِيَكُونَ: لام العَاقِبَة. وقال ص: لِيَكُونَ: اللامُ للتعليلِ المجازيِّ، ولمَّا كانَ مآله إلى ذلك، عبَّر عنه بلام العاقبة، وبلام الصيرورة، انتهى. وقرأ حمزة، والكسائي [[ينظر: «السبعة» (492) ، و «الحجة» (5/ 412) ، و «إعراب القراءات» (2/ 168) ، و «معاني القراءات» (2/ 249) ، و «شرح الطيبة» (5/ 121) ، و «العنوان» (147) ، و «حجة القراءات» (542) ، و «شرح شعلة» (532) ، و «إتحاف» (2/ 341) .]] «وحْزُناً» - بضمِّ الحاءِ وسكونِ الزاي-، والخاطئ: متعمد الخطإ، والمخطئ الذي لا يتعمده. وقوله: وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ أي: بأنه هو الذي يَفْسَدُ ملكُ فرعونَ على يده قاله قتادة [[أخرجه الطبريّ (10/ 34) رقم (27192) بنحوه، وذكره ابن عطية (4/ 278) ، والسيوطي (5/ 228- 229) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة.]] وغيره.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب