قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ كانَ مِنَ المُفْسِدِينَ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: لَقَدْ ذُكِرَ لَنا أنَّهُ كانَ لَيَأْمُرُ بِالقَصَبِ فَيُشَقُّ حَتّى يُجْعَلَ أمْثالَ الشِّفارِ، ثُمَّ يُصَفُّ بَعْضُهُ إلى بَعْضٍ، ثُمَّ يُؤْتى بِحَبالى (p-٤٢٦)مِن بَنِي إسْرائِيلَ فَيُوقَفْنَ عَلَيْهِ، فَيَحُزُّ أقْدامَهُنَّ، حَتّى إنَّ المَرْأةَ مِنهُنَّ لَتَمْصَعُ بِوَلَدِها، فَيَقَعُ بَيْنَ رِجْلَيْها، فَتَظَلُّ تَطَؤُهُ وتَتَّقِي بِهِ حَدَّ القَصَبِ عَنْ رِجْلَيْها لِما بَلَغَ مِن جَهْدِها، حَتّى أسْرَفَ في ذَلِكَ وكادَ يُفْنِيهِمْ، قِيلَ لَهُ: أفْنَيْتَ النّاسَ، وقَطَعْتَ النَّسْلَ، وإنَّما هم خَوَلُكَ وعُمّالُكَ، فَتَأْمُرُ أنْ يَقْتُلُوا الغِلْمانَ عامًا، ويَسْتَحْيُوا عامًا. فَوُلِدَ هارُونُ في السَّنَةِ الَّتِي يُسْتَحْيا فِيها الغِلْمانُ، ووُلِدَ مُوسى في السَّنَةِ الَّتِي فِيها يُقْتَلُونَ، وكانَ هارُونُ أكْبَرَ مِنهُ بِسَنَةٍ، فَلَمّا أرادَ اللَّهُ بِمُوسى ما أرادَ، واسْتِنْقاذَ بَنِي إسْرائِيلَ مِمّا هم فِيهِ مِنَ البَلاءِ، أوْحى اللَّهُ إلى أُمِّ مُوسى حِينَ تَقارَبَ وِلادُها: ﴿أنْ أرْضِعِيهِ﴾ [القصص: ٧] .
{"ayah":"إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِیَعࣰا یَسۡتَضۡعِفُ طَاۤىِٕفَةࣰ مِّنۡهُمۡ یُذَبِّحُ أَبۡنَاۤءَهُمۡ وَیَسۡتَحۡیِۦ نِسَاۤءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ"}