الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ (١) ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَٰشِعُونَ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ (١٠) ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ أخبر سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة، وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم، وقد دل هذا على وجوب هذه الخصال؛ إذ لو كان فيها ما هو مستحب لكانت جنة الفردوس تورث بدونها؛ لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبات، ولهذا لم يذكر في هذه الخصال إلا ما هو واجب، وإذا كان الخشوع في الصلاة واجبا؛ فالخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعا. [ابن تيمية:٤/٤٥٤] السؤال: دلت الآية الكريمة على وجوب الخشوع، كيف ذلك؟ ٢- ﴿ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَٰشِعُونَ﴾ والخشوع في الصلاة ... روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد؛ فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب، وإن كانت مجزئة مثاباً عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها. [السعدي:٥٤٧-٥٤٨] السؤال: لماذا خص الخشوع بالذكر دون سائر أركان الصلاة وواجباتها؟ ٣- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ في هذه الآية الكريمة: أن من صفات المؤمنين المفلحين إعراضهم عن اللغو، وأصل اللغو: ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، فيدخل فيه اللعب واللهو والهزل، وما توجب المروءة تركه. [الشنقيطي:٥/٣٠٦] السؤال: من الفلاح تقليل الاشتغال ببرامج الهاتف الجوال والحاسب الآلي إذا كانت من اللغو، وضح ذلك من الآية. ٤- ﴿قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ (١) ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَٰشِعُونَ (٢) وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ (٤) وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَٰفِظُونَ﴾ هذا تنويه من الله بذكر عباده المؤمنين، وذكر فلاحهم وسعادتهم، وبأي شيء وصلوا إلى ذلك، في ضمن ذلك: الحث على الاتصاف بصفاتهم، والترغيب فيها. فلْيَزِنِ العبدُ نفسه وغيره على هذه الآيات، ويعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الإيمان زيادةً ونقصاً، كثرة وقلة. [السعدي:٥٤٧] السؤال: كيف يعرف الإنسان النقص الذي فيه؛ حتى يكمله؟ ٥- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ لِأَمَٰنَٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ﴾ والأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه، قولا وفعلا، وهذا يعم معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك، وغاية ذلك حفظه والقيام به. [القرطبي:١٥/١٥] السؤال: بين مفهوم الأمانات الواجب على العبد رعايتها. ٦- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ المحافظة عليها هي فعلها في أوقاتها؛ مع توفية شروطها، فإن قيل: كيف كرر ذكر الصلوات أولاً وآخراً؟ فالجواب: أنه ليس بتكرار؛ لأنه قد ذكر أولاً الخشوع فيها، وذكر هنا المحافظة عليها، فهما مختلفان. [ابن جزي:٢/٦٨] السؤال: لم كرّر الله ذكر الصلاة في أول السورة، وفي هذا الموضع؟ ٧- ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَٰفِلِينَ﴾ وقال أكثر المفسرين: أي: عن الخلق كلهم من أن تسقط عليهم، فتهلكهم. [القرطبي:١٥/٢٢] السؤال: بين صورة من صور حفظ الله تعالى للعبد. * التوجيهات ١- وعد الله من اتصف بهذه الصفات بفلاح, يشمل فلاح الدنيا والآخرة, ﴿قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ﴾ ٢- الأمانة خلقٌ عظيم؛ فَرَاعِهَا, ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ لِأَمَٰنَٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ﴾ ٣- لتنال الفلاح حافظ على أداء الصلاة في أوقاتها، ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- حدد ثلاثة من أسباب الخشوع في الصلاة وطبقها اليوم في صلاتك، ﴿ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَٰشِعُونَ﴾ ٢- اجتهد اليوم في مجلسك في تغيير كلام اللغو إلى كلام مفيد، ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ لِأَمَٰنَٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ﴾ ٣- اجتهد في غض بصرك؛ فإنه سبب لحفظ الفرج، ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَٰفِظُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿أَفْلَحَ﴾ فَازَ. ﴿اللَّغْوِ﴾ مَا لاَ خَيْرَ فِيهِ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ. ﴿مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ﴾ الإِمَاءِ. ﴿الْعَادُونَ﴾ المُجَاوِزُونَ الحَلاَلَ إِلَى الحَرَامِ. ﴿رَاعُونَ﴾ حَافِظُونَ. ﴿الْفِرْدَوْسَ﴾ أَعْلَى مَنَازِلِ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَعْلَى مَنَازِلِ الجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا. ﴿سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ مَأْخُوذٍ ومُسْتَلٍّ مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ. ﴿نُطْفَةً﴾ مَنِيَّ الرِّجَالِ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ. ﴿قَرَارٍ مَكِينٍ﴾ هُوَ الرَّحِمُ تَسْتَقِرُّ فِيهِ النُّطْفَةُ. ﴿عَلَقَةً﴾ دَمًا أَحْمَرَ مُلْتَصِقًا بِالرَّحِمِ. ﴿مُضْغَةً﴾ قِطْعَةَ لَحْمٍ قَدْرَ مَا يُمْضَغُ. ﴿سَبْعَ طَرَائِقَ﴾ سَمَاوَاتٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب