الباحث القرآني

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ﴾ شُرُوعٌ في بَيانِ مَبْدَأِ خَلْقِ الإنْسانِ وتَقَلُّبِهِ في أطْوارِ الخِلْقَةِ وأدْوارِ الفِطْرَةِ بَيانًا إجْمالِيًّا (p-126)إثْرَ بَيانِ حالِ بَعْضِ أفْرادِهِ السُّعَداءِ، واللّامُ جَوابُ قَسَمٍ، والواوُ ابْتِدائِيَّةٌ، وقِيلَ: عاطِفَةٌ عَلى ما قَبْلَها، والمُرادُ بِالإنْسانِ: الجِنْسُ، أيْ: وبِاللَّهِ لَقَدْ خَلَقْنا جِنْسَ الإنْسانِ في ضِمْنِ خَلْقِ آَدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلْقًا إجْمالِيًّا حَسَبَما تَحَقَّقَتْهُ في (سُورَةِ الحَجِّ ) وغَيْرِها. وأمّا كَوْنُهُ مَخْلُوقًا مِن سُلالاتٍ جُعِلَتْ نُطَفًا بَعْدَ أدْوارٍ وأطْوارٍ فَبَعِيدٌ. ﴿مِن سُلالَةٍ﴾ السُّلالَةُ ما سُلَّ مِنَ الشَّيْءِ واسْتُخْرِجَ مِنهُ، فَإنَّ فُعالَةَ اسْمٌ لِما يَحْصُلُ مِنَ الفِعْلِ فَتارَةً تَكُونُ مَقْصُودًا مِنهُ كالخُلاصَةِ، وأُخْرى غَيْرَ مَقْصُودٍ مِنهُ كالقُلامَةِ والكُناسَةِ والسُّلالَةُ مِن قَبِيلِ الأوَّلِ فَإنَّها مَقْصُودَةٌ بِالسَّلِّ، و"مِن" ابْتِدائِيَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِالخَلْقِ. و"مِن" في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿مِن طِينٍ﴾ بَيانِيَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ وقَعَ صِفَةً لِسُلالَةٍ، أيْ: خَلَقْناهُ مِن سُلالَةٍ كائِنَةٍ مِن طِينٍ، ويَجُوزُ أنْ تَتَعَلَّقَ بِسُلالَةٍ عَلى أنَّها بِمَعْنى مَسْلُولَةٍ فَهي ابْتِدائِيَّةٌ كالأُولى، وقِيلَ: المُرادُ بِالإنْسانِ: آَدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإنَّهُ الَّذِي خُلِقَ مِن صَفْوَةٍ سُلَّتْ مِنَ الطِّينِ وقَدْ وقَفَتْ عَلى التَّحْقِيقِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب