شرح الكلمات:
من سلالة: السلالة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم.
نطفة في قرار مكين: النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل، والقرار المكين الرحم المصون.
العلقة: الدم المتجمد الذي يعلق بالإصبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض.
والمضغة: قطعة لحم قدر ما يمضغ الآكل.
خلقاً آخر: أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنساناً.
أحسن الخالقين: أي الصانعين فالله يصنع والناس يصنعون والله أحسن الصانعين.
معنى الآيات:
يخبر تعالى عن خلقه الإنسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال: ﴿ولَقَدْ خَلَقْنا ٱلإنْسانَ﴾ يعني آدم عليه السلام ﴿مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ﴾ أي من خلاصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلاصته ومنها خلق آدم ونفخ فيه من روحه فكان بشراً سوياً ولله الحمد والمنة قوله: ﴿ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَّكِينٍ﴾ أي ثم جعلنا الإنسان الذي هو ولد آدم نطفة من صُلْبِ آدم ﴿فِي قَرارٍ مَّكِينٍ﴾ هو رحم حواء ﴿ثُمَّ خَلَقْنا ٱلنُّطْفَةَ﴾ المنحدرة من صلب آدم ﴿عَلَقَةً﴾ أي قطعة دم جامدة تعلق بالإصبع لو حاول الإنسان أن يرفعها بإصبعه، ﴿فَخَلَقْنا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً﴾ وهي قطعة لحم قدر ما يمضغ الآكل، ﴿فَخَلَقْنا ٱلْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنا ٱلْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أنشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ﴾ أي إنساناً آخر غير آدم الأب، وهكذا خلق الله عز وجل آدم وذريته، ﴿فَتَبارَكَ ٱللَّهُ أحْسَنُ ٱلْخالِقِينَ﴾. وقد يصدق هذا على كون الإنسان هو خلاصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها الروح فصارت إنساناً آخر بعد أن كانت جماداً لا روح فيها وقوله تعالى: ﴿فَتَبارَكَ ٱللَّهُ أحْسَنُ ٱلْخالِقِينَ﴾ فأثنى الله تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين، إذ لا خالق إلا هو ويطلق لفظ الخلق على الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾ أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون، ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية لا يعقبها موت ولا فناء ولا بلاء.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- بيان مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته.
٢- بيان خلق الإنسان والأطوار التي يمر بها.
٣- بيان مآل الإنسان بعد خلقه.
٤- تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرها الملاحدة والمشركون.
{"ayahs_start":12,"ayahs":["وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن طِینࣲ","ثُمَّ جَعَلۡنَـٰهُ نُطۡفَةࣰ فِی قَرَارࣲ مَّكِینࣲ","ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ","ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ لَمَیِّتُونَ","ثُمَّ إِنَّكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ تُبۡعَثُونَ"],"ayah":"وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن طِینࣲ"}