الباحث القرآني
﴿ولَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ﴾ الآيَةَ، لَمّا ذَكَرَ تَعالى أنَّ المُتَّصِفِينَ بِتِلْكَ الأوْصافِ الجَلِيلَةِ هم يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ فَتَضَمَّنَ ذَلِكَ المَعادَ الأُخْرَوِيَّ، ذَكَرَ النَّشْأةَ الأُولى لِيُسْتَدَلَّ بِها عَلى صِحَّةِ النَّشْأةِ الآخِرَةِ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: هَذا ابْتِداءُ كَلامٍ، والواوُ في أوَّلِهِ عاطِفَةٌ جُمْلَةَ كَلامٍ عَلى جُمْلَةٍ، وإنْ تَبايَنَتْ في المَعانِي، انْتَهى. وقَدْ بَيَّنّا المُناسَبَةَ بَيْنَهُما ولَمْ تَتَبايَنْ في المَعانِي مِن جَمِيعِ الجِهاتِ. و﴿الإنْسانَ﴾ هُنا. قالَ (p-٣٩٨)قَتادَةُ وغَيْرُهُ ورَواهُ عَنْ سَلْمانَ وابْنِ عَبّاسٍ آدَمُ؛ لِأنَّهُ انْسَلَّ مِنَ الطِّينِ.
﴿ثُمَّ جَعَلْناهُ﴾ عائِدٌ عَلى ابْنِ آدَمَ، وإنْ كانَ لَمْ يُذْكَرْ لِشُهْرَةِ الأمْرِ وأنَّ المَعْنى لا يَصْلُحُ إلّا لَهُ ونَظِيرُهُ.
﴿حَتّى تَوارَتْ بِالحِجابِ﴾ [ص: ٣٢] أوْ عَلى حَذْفِ مُضافٍ أيْ ثُمَّ جَعَلْنا نَسْلَهُ. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أيْضًا أنَّ ﴿الإنْسانَ﴾ ابْنُ آدَمَ، و﴿سُلالَةٍ مِن طِينٍ﴾ صَفْوَةُ الماءِ يَعْنِي المَنِيَّ وهو اسْمُ جِنْسٍ، والطِّينُ يُرادُ بِهِ آدَمُ إذْ كانَتْ نَشْأتُهُ مِنَ الطِّينِ كَما سُمِّيَ عِرْقَ الثَّرى أوْ جُعِلَ مِنَ الطِّينِ لِكَوْنِهِ سُلالَةً مِن أبَوَيْهِ، وهُما مُتَغَذِّيانِ بِما يَكُونُ مِنَ الطِّينِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: خَلَقَ جَوْهَرَ الإنْسانِ أوَّلًا طِينًا ثُمَّ جَعَلَ جَوْهَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ نُطْفَةً، انْتَهى. فَجَعَلَ الإنْسانَ جِنْسًا بِاعْتِبارِ حالَتَيْهِ لا بِاعْتِبارِ كُلِّ مَرْدُودٍ مِنهُ، و(مِن) الأُولى لِابْتِداءِ الغايَةِ، و(مِن) الثّانِيَةُ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لِلْبَيانِ، كَقَوْلِهِ ﴿مِنَ الأوْثانِ﴾ [الحج: ٣٠]، انْتَهى. ولا تَكُونُ لِلْبَيانِ إلّا عَلى تَقْدِيرِ أنْ تَكُونَ السُّلالَةُ هي الطِّينُ، أمّا إذا قُلْنا: إنَّهُ ما انْسَلَّ مِنَ الطِّينِ فَتَكُونُ لِابْتِداءِ الغايَةِ. والقَرارُ مَكانُ الِاسْتِقْرارِ، والمُرادُ هُنا الرَّحِمُ. والمَكِينُ المُتَمَكِّنُ وُصِفَ القَرارُ بِهِ لِتَمَكُّنِهِ في نَفْسِهِ بِحَيْثُ لا يَعْرِضُ لَهُ اخْتِلالٌ، أوْ لِتَمَكُّنِ مَن يَحِلُّ فِيهِ فَوُصِفَ بِذَلِكَ عَلى سَبِيلِ المَجازِ، كَقَوْلِهِ طَرِيقٌ سائِرٌ لِكَوْنِهِ يُسارُ فِيهِ، وتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ النُّطْفَةِ والعَلَقَةِ والمُضْغَةِ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ عِظامًا و﴿العِظامَ﴾ بِالجَمْعِ فِيهِما. وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وأبُو بَكْرٍ، عَنْ عاصِمٍ وأبانَ والفَضْلِ والحَسَنِ، وقَتادَةُ أيْضًا والأعْرَجُ والأعْمَشُ ومُجاهِدٌ وابْنُ مُحَيْصِنٍ بِإفْرادِ الأوَّلِ وجَمْعِ الثّانِي. وقَرَأ أبُو رَجاءٍ وإبْراهِيمُ بْنُ أبِي بَكْرٍ ومُجاهِدٌ أيْضًا بِجَمْعِ الأوَّلِ وإفْرادِ الثّانِي، فالإفْرادُ يُرادُ بِهِ الجِنْسُ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وُضِعَ الواحِدُ مَوْضِعَ الجَمْعِ لِزَوالِ اللَّبْسِ؛ لِأنَّ الإنْسانَ ذُو عِظامٍ كَثِيرَةٍ، انْتَهى. وهَذا لا يَجُوزُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وأصْحابِنا إلّا في الضَّرُورَةِ، وأنْشَدُوا:
؎كُلُوا في بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا
ومَعْلُومٌ أنَّ هَذا لا يُلْبِسُ لِأنَّهم كُلَّهم لَيْسَ لَهم بَطْنٌ واحِدٌ، ومَعَ هَذا خَصُّوا مَجِيئَهُ بِالضَّرُورَةِ.
﴿ثُمَّ أنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ والشَّعْبِيُّ وأبُو العالِيَةِ والضَّحّاكُ وابْنُ زَيْدٍ: هو نَفْخُ الرُّوحِ فِيهِ. وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا: خُرُوجُهُ إلى الدُّنْيا. وقالَتْ فِرْقَةٌ: نَباتُ شَعْرِهِ. وقالَ مُجاهِدٌ: كَمالُ شَبابِهِ. وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا تَصَرُّفُهُ في أُمُورِ الدُّنْيا. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وهَذا التَّخْصِيصُ لا وجْهَ لَهُ وإنَّما هو عامٌّ في هَذا وغَيْرِهِ مِن وُجُودِ النُّطْقِ والإدْراكِ، وأوَّلُ رُتَبِهِ مِن كَوْنِهِ آخِرَ نَفْخِ الرُّوحِ، وآخِرُهُ تَحْصِيلُهُ المَعْقُولاتِ إلى أنْ يَمُوتَ، انْتَهى. مُلَخَّصًا وهو قَرِيبٌ مِمّا رَواهُ العَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ: ﴿ثُمَّ إنَّكم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾ .
وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ ما مُلَخَّصُهُ: ﴿خَلْقًا آخَرَ﴾ مُبايِنًا لِلْخَلْقِ الأوَّلِ مُبايَنَةً ما أبْعَدَها؛ حَيْثُ جَعَلَهُ حَيَوانًا ناطِقًا سَمِيعًا بَصِيرًا، وأوْدَعَ كُلَّ عُضْوٍ وكُلَّ جُزْءٍ مِنهُ عَجائِبَ وغَرائِبَ لا تُدْرَكُ بِوَصْفٍ ولا تُبْلَغُ بِشَرْحٍ، وقَدِ احْتَجَّ أبُو حَنِيفَةَ بِقَوْلِهِ: ﴿خَلْقًا آخَرَ﴾ عَلى أنَّ غاصِبَ بَيْضَةٍ أفْرَخَتْ عِنْدَهُ يَضْمَنُ البَيْضَةَ ولا يَرُدُّ الفَرْخَ. وقالَ ﴿أنْشَأْناهُ﴾ جَعَلَ إنْشاءَ الرُّوحِ فِيهِ وإتْمامَ خَلْقِهِ إنْشاءً لَهُ. قِيلَ: وفي هَذا رَدٌّ عَلى النَّظّامِ في زَعْمِهِ أنَّ الإنْسانَ هو الرُّوحُ فَقَطْ، وقَدْ بَيَّنَ تَعالى أنَّهُ مُرَكَّبٌ مِن هَذِهِ الأشْياءِ ورَدٌّ عَلى الفَلاسِفَةِ في زَعْمِهِمْ أنَّ الإنْسانَ شَيْءٌ لا يَنْقَسِمُ، و”تَبارَكَ“ فِعْلٌ ماضٍ لا يَتَصَرَّفُ، ومَعْناهُ تَعالى وتَقَدَّسَ، و﴿أحْسَنُ الخالِقِينَ﴾ أفْعَلُ التَّفْضِيلِ، والخِلافُ فِيها إذا أُضِيفَتْ إلى مَعْرِفَةٍ: هَلْ إضافَتُها مَحْضَةٌ أمْ غَيْرُ مَحْضَةٍ ؟ فَمَن قالَ مَحْضَةٌ أعْرَبَ ﴿أحْسَنُ﴾ صِفَةً، ومَن قالَ غَيْرُ مَحْضَةٍ أعْرَبَهُ بَدَلًا. وقِيلَ: خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هو أحْسَنُ الخالِقِينَ، ومَعْنى ﴿الخالِقِينَ﴾ المُقَدِّرِينَ، وهو وصْفٌ يُطْلَقُ عَلى غَيْرِ اللَّهِ تَعالى كَما قالَ زُهَيْرٌ:
؎ولَأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وبَعْضُ ∗∗∗ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِي
قالَ الأعْلَمُ: هَذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ يَعْنِي زُهَيْرًا، والخالِقُ الَّذِي لا يُقَدِّرُ الأدِيمَ ويُهَيِّئُهُ لِأنْ يَقْطَعَهُ ويَخْرِزَهُ (p-٣٩٩)والفَرْيُ القَطْعُ. والمَعْنى أنَّكَ إذا تَهَيَّأْتَ لِأمْرٍ مَضَيْتَ لَهُ وأنْفَذْتَهُ ولَمْ تَعْجِزْ عَنْهُ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: مَعْناهُ الصّانِعِينَ يُقالُ لِمَن صَنَعَ شَيْئًا خَلَقَهُ، وأنْشَدَ بَيْتَ زُهَيْرٍ. قالَ: ولا تُنْفى هَذِهِ اللَّفْظَةُ عَنِ البَشَرِ في مَعْنى الصُّنْعِ إنَّما هي مَنفِيَّةٌ بِمَعْنى الِاخْتِراعِ. وقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قالَ ﴿الخالِقِينَ﴾؛ لِأنَّهُ أذِنَ لِعِيسى في أنْ يَخْلُقَ وتَمْيِيزُ أفْعَلِ التَّفْضِيلِ مَحْذُوفٌ لِدَلالَةِ الخالِقِينَ عَلَيْهِ، أيْ ﴿أحْسَنُ الخالِقِينَ﴾ خَلْقًا أيِ المُقَدِّرِينَ تَقْدِيرًا. ورُوِيَ أنَّ عُمَرَ لَمّا سَمِعَ ﴿ولَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ﴾ إلى آخِرِهِ قالَ: ﴿فَتَبارَكَ اللَّهُ أحْسَنُ الخالِقِينَ﴾، فَنَزَلَتْ. ورُوِيَ أنَّ قائِلَ ذَلِكَ مُعاذٌ. وقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي سَرْحٍ، وكانَتْ سَبَبَ ارْتِدادِهِ، ثُمَّ أسْلَمَ وحَسُنَ إسْلامُهُ.
وقَرَأ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وابْنُ أبِي عَبْلَةَ وابْنُ مُحَيْصِنٍ ”لَمائِتُونَ“ بِالألِفِ، يُرِيدُ حُدُوثَ الصِّفَةِ، فَيُقالُ أنْتَ مائِتٌ عَنْ قَلِيلٍ ومَيِّتٌ، ولا يُقالُ مائِتٌ لِلَّذِي قَدْ ماتَ. قالَ الفَرّاءُ: إنَّما يُقالُ في الِاسْتِقْبالِ فَقَطْ، وكَذا قالَ ابْنُ مالِكٍ، وإذا قُصِدَ اسْتِقْبالُ المَصُوغَةِ مِن ثُلاثِيٍّ عَلى غَيْرِ فاعِلٍ رُدَّتْ إلَيْهِ ما لَمْ يُقَدَّرِ الوُقُوعُ، يَعْنِي إنَّهُ لا يُقالُ لِمَن ماتَ مائِتٌ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والفَرْقُ بَيْنَ المَيِّتِ والمائِتِ أنَّ المَيِّتَ كالحَيِّ صِفَةٌ ثابِتَةٌ، وأمّا المائِتُ فَيَدُلُّ عَلى الحُدُوثِ، تَقُولُ: زَيْدٌ مائِتٌ الآنَ ومائِتٌ غَدًا كَقَوْلِكَ: يَمُوتُ، ونَحْوُها ضَيِّقٌ وضائِقٌ في قَوْلِهِ: ﴿وضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ﴾ [هود: ١٢]، انْتَهى. والإشارَةُ بِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ إلى هَذا التَّطْوِيرِ والإنْشاءِ ﴿خَلْقًا آخَرَ﴾ أيْ وانْقِضاءُ مُدَّةِ حَياتِكم.
﴿ثُمَّ إنَّكم يَوْمَ القِيامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ ونَبَّهَ تَعالى عَلى عَظِيمِ قُدْرَتِهِ بِالِاخْتِراعِ أوَّلًا، ثُمَّ بِالإعْدامِ، ثُمَّ بِالإيجادِ، وذِكْرُهُ المَوْتَ والبَعْثَ لا يَدُلُّ عَلى انْتِفاءِ الحَياةِ في القَبْرِ؛ لِأنَّ المَقْصُودَ ذِكْرُ الأجْناسِ الثَّلاثَةِ: الإنْشاءُ، والإماتَةُ، والإعادَةُ في القَبْرِ مِن جِنْسِ الإعادَةِ، ومَعْنى ﴿تُبْعَثُونَ﴾ لِلْجَزاءِ، فَإنْ قُلْتَ: المَوْتُ مَقْطُوعٌ بِهِ عِنْدَ كُلِّ أحَدٍ، والبَعْثُ قَدْ أنْكَرَتْهُ طَوائِفُ واسْتَبْعَدَتْهُ وإنْ كانَ مَقْطُوعًا بِهِ مِن جِهَةِ الدَّلِيلِ لِإمْكانِهِ في نَفْسِهِ ومَجِيءِ السَّمْعِ بِهِ، فَوَجَبَ القَطْعُ بِهِ فَما بالُ جُمْلَةِ المَوْتِ جاءَتْ مُؤَكَّدَةً بِأنَّ وبِاللّامِ ولَمْ تُؤَكَّدْ جُمْلَةُ البَعْثِ إلّا بِإنَّ ؟ (فالجَوابُ): أنَّهُ بُولِغَ في تَأْكِيدِ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِلْإنْسانِ أنْ يَكُونَ المَوْتُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ ولا يَغْفُلَ عَنْ تَرَقُّبِهِ، فَإنَّ مَآلَهُ إلَيْهِ فَكَأنَّهُ أُكِّدَتْ جُمْلَتُهُ ثَلاثَ مِرارٍ لِهَذا المَعْنى، لِأنَّ الإنْسانَ في الحَياةِ الدُّنْيا يَسْعى فِيها غايَةَ السَّعْيِ، ويُؤَكِّدُ ويَجْمَعُ حَتّى كَأنَّهُ مُخَلَّدٌ فِيها، فَنُبِّهَ بِذِكْرِ المَوْتِ مُؤَكَّدًا مُبالَغًا فِيهِ لِيُقْصِرَ، ولِيَعْلَمَ أنَّ آخِرَهُ إلى الفَناءِ فَيَعْمَلَ لِدارِ البَقاءِ، ولَمْ تُؤَكَّدْ جُمْلَةُ البَعْثِ إلّا بِأنَّ لِأنَّهُ أُبْرِزَ في صُورَةِ المَقْطُوعِ بِهِ الَّذِي لا يُمْكِنُ فِيهِ نِزاعٌ ولا يُقْبَلُ إنْكارٌ أوْ أنَّهُ حَتْمٌ لا بُدَّ مِن كِيانِهِ فَلَمْ يَحْتَجْ إلى تَوْكِيدٍ ثانٍ، وكُنْتَ سَألْتَ لِمَ دَخَلَتِ اللّامُ في قَوْلِهِ: ﴿لَمَيِّتُونَ﴾ ولَمْ تَدْخُلْ في ﴿تُبْعَثُونَ﴾ فَأجَبْتُ: بِأنَّ اللّامَ مُخَلِّصَةٌ المُضارِعَ لِلْحالِ غالِبًا فَلا تُجامِعُ يَوْمَ القِيامَةِ؛ لِأنَّ إعْمالَ ﴿تُبْعَثُونَ﴾ في الظَّرْفِ المُسْتَقْبَلِ تُخَلِّصُهُ لِلِاسْتِقْبالِ، فَتَنافى الحالُ، وإنَّما قُلْتُ غالِبًا؛ لِأنَّهُ قَدْ جاءَتْ قَلِيلًا مَعَ الظَّرْفِ المُسْتَقْبَلِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وإنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهم يَوْمَ القِيامَةِ﴾ [النحل: ١٢٤] عَلى أنَّهُ يُحْتَمَلُ تَأْوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ وإقْرارُ اللّامِ مُخَلِّصَةٌ المُضارِعَ لِلْحالِ بِأنْ يُقَدَّرَ عامِلٌ في يَوْمِ القِيامَةِ.
{"ayahs_start":12,"ayahs":["وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن طِینࣲ","ثُمَّ جَعَلۡنَـٰهُ نُطۡفَةࣰ فِی قَرَارࣲ مَّكِینࣲ","ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ","ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ لَمَیِّتُونَ","ثُمَّ إِنَّكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ تُبۡعَثُونَ"],"ayah":"وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن طِینࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق