الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ ءَامِنُوا۟ بِمَا نَزَّلۡنَا مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبۡلِ أَن نَّطۡمِسَ وُجُوهࣰا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهَاۤ أَوۡ نَلۡعَنَهُمۡ كَمَا لَعَنَّاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلسَّبۡتِۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولًا ٤٧﴾ - نزول الآية
١٨٤٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: كلَّم رسول الله ﷺ رؤساءَ من أحبار يهود، منهم عبد الله بن صُورِيا، وكعب بن أسد، فقال لهم: «يا معشر يهود، اتَّقوا الله، وأسلِموا، فواللهِ، إنّكم لتعلمون أنّ الذي جئتكم به لَحَقٌّ». فقالوا: ما نعرف ذلك، يا محمد. فأنزل الله فيهم: ﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا﴾ الآية[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/٥٣٤، وابن جرير ٧/١١٨. وأورده الثعلبي ٣/٣٢٣. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/٤٦٦)
١٨٤٩٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق مولى آل زيد بن ثابت-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٩٦٨.]]. (ز)
١٨٤٩٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق إبراهيم بن سعد-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٩٦٨.]]. (ز)
١٨٤٩٥- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: ﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب﴾ الآية، قال: نزلت في مالك بن الصَّيْف، ورفاعة بن زيد بن التابوت، مِن بني قَينُقاع[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٣-١١٤، وابن أبي حاتم ٣/٩٦٨.]]. (٤/٤٦٦)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ ءَامِنُوا۟ بِمَا نَزَّلۡنَا مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُم﴾ - تفسير
١٨٤٩٦- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ خوَّفهم، فقال: ﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب﴾ يعني: كعب بن الأشرف، يعني: الذين أعطوا التوراة، ﴿آمنوا بما نزلنا﴾ يعني: بما أنزل اللهُ من القرآن على محمد ﴿مصدقا لما معكم﴾ يقول: تصديق محمد معكم في التوراة أنّه نبي رسول[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٧.]]. (ز)
﴿مِّن قَبۡلِ أَن نَّطۡمِسَ وُجُوهࣰا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰۤ أَدۡبَارِهَاۤ﴾ - تفسير
١٨٤٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿من قبل أن نطمس وجوها﴾ قال: طمسُها أن تعمى، ﴿فنردها على أدبارها﴾ يقول: نجعل وجوههم مِن قِبَل أقْفِيَتِهم؛ فيمشون القَهْقَرى، ويجعل لأحدهم عينين في قفاه[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٢، وابن أبي حاتم ٣/٩٦٨-٩٦٩.]]١٧٢١. (٤/٤٦٦)
١٨٤٩٨- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قول الله ﷿: ﴿من قبل أن نطمس وجوها﴾، قال: من قَبْلِ أن نمسخها على غير خلقها. قال: وهل تعرف العربُ ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ قولَ أُمَيَّةَ بن أبي الصلت وهو يقول: مَن يطمِسُ الله عينيه فليس له نورٌ يبين به شمسًا ولا قمرا[[أخرجه الطستي -كما في مسائل نافع (٢٧٨)-.]]. (٤/٤٦٧)
١٨٤٩٩- قال عبد الله بن عباس في قوله: ﴿من قبل أن نطمس وجوها﴾: نجعلها كخُفِّ البعير[[تفسير الثعلبي ٣/٣٢٤، وتفسير البغوي ٢/٢٣١.]]. (ز)
١٨٥٠٠- قال سعيد بن جبير: الطَّمْسُ: أن يرتدوا كفارًا فلا يهتدوا أبدًا[[تفسير الثعلبي ٣/٣٢٤.]]. (ز)
١٨٥٠١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿من قبل أن نطمس وجوها﴾ يقول: عن صراط الحق، ﴿فنردها على أدبارها﴾ قال: في الضلالة[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٣، وابن المنذر (١٨٤٨، ١٨٥١)، وابن أبي حاتم ٣/٩٦٩. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/٤٦٩)
١٨٥٠٢- وعن الحسن البصري، نحوه[[علَّقه ابن أبي حاتم ٣/٩٦٩.]]. (ز)
١٨٥٠٣- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في الآية، قال: الطَّمْسُ: أن يرتَدُّوا كفارًا، فلا يهتدوا أبدًا[[أخرجه ابن المنذر ٢/٧٣٧.]]. (٤/٤٦٩)
١٨٥٠٤- قال الضحاك بن مُزاحِم= (ز)
١٨٥٠٥- وقتادة بن دِعامة في قوله: ﴿من قبل أن نطمس وجوها﴾: نعميها[[تفسير الثعلبي ٣/٣٢٤، وتفسير البغوي ٢/٢٣١.]]. (ز)
١٨٥٠٦- عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- في الآية، قال: نطمسها عن الحق، ﴿فنردها على أدبارها﴾: على ضلالتها[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٣، وابن جرير ٧/١١٣، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٠.]]. (٤/٤٦٨)
١٨٥٠٧- عن عطية بن سعد العوفي -من طريق فُضيل بن مرزوق- في قوله: ﴿من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها﴾، قال: نجعلها في أقْفائِها، فتمشي على أعقابها القَهْقَرى[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٢.]]. (ز)
١٨٥٠٨- قال قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها﴾، يعني: مِن قِبَلِ أقفائِها[[أخرجه ابن المنذر ٢/٧٣٧. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٧٨-.]]. (ز)
١٨٥٠٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿فنردها على أدبارها﴾، قال: نُحَوِّل وجوهها قِبَل ظهورها[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٣، وابن جرير ٧/١١٢.]]١٧٢٢. (ز)
١٨٥١٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿فنردها على أدبارها﴾، يقول: فيعميها عن الحق. قال: يرجعها كفارًا، ويجعلهم قِرَدة[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٤ دون قوله: ويجعلهم قردة، وابن أبي حاتم ٣/٩٦٩.]]. (ز)
١٨٥١١- عن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم- ﴿فنردها على أدبارها﴾، قال: إلى الشام[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٤، وعزاه السيوطي إليه وإلى ابن أبي حاتم بزيادة: رجعت إلى الشام من حيث جاءت ردوا إليه. وهذه الزيادة بنصها عند ابن أبي حاتم ٣/٩٦٩ من قول عبد الرحمن بن زيد كما سيأتي.]]. (٤/٤٦٩)
١٨٥١٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿من قبل أن نطمس وجوها﴾ يقول: نُحَوِّل الملة عن الهدى والبصيرة التي كانوا عليها مِن إيمان بمحمد ﷺ قبل أن يُبْعَث، ﴿فنردها على أدبارها﴾ بعد الهُدى الذي كانوا عليه كُفّارًا ضُلّالًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٧.]]. (ز)
١٨٥١٣- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- ﴿من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها﴾، قال: من حيث جاءت أدبارُها، أي: رجعت إلى الشام، من حيث جاءت ردوا إليه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٩٦٩. وفي تفسير البغوي ٢/٢٣١-٢٣٢: قال ابن زيد: نمحو آثارهم من وجوههم ونواحيهم التي هم بها، فنردها على أدبارهم، حتى يعودوا إلى حيث جاؤوا منه بدءًا، وهو الشام. وقال: قد مضى ذلك. وتأوَّله في إجلاء بني النَّضِير إلى أذرعات وأريحاء من الشام.]]١٧٢٣. (ز)
﴿أَوۡ نَلۡعَنَهُمۡ كَمَا لَعَنَّاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلسَّبۡتِۚ﴾ - تفسير
١٨٥١٤- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت﴾، قال: أن نجعلهم قِرَدَة وخنازير[[أخرجه ابن المنذر ٢/٧٣٨.]]. (٤/٤٦٩)
١٨٥١٥- عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- ﴿أو نلعنهم﴾، يقول: أو نجعلهم قردة[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٤، وابن جرير ٧/١٢٠، وابن أبي حاتم ٣/٩٧٠.]]. (٤/٤٦٨)
١٨٥١٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قوله: ﴿أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت﴾، أي: نجعلهم قردة[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٣، وابن المنذر ٢/٧٣٨، كما أخرجه ابن جرير ٧/١٢٠ طريق سعيد بلفظ: نُحَوِّلهم قِرَدَة. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٠.]]. (ز)
١٨٥١٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت﴾، قال: أو نجعلهم قردة[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٩٧٠.]]. (ز)
١٨٥١٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أو نلعنهم﴾ يعني: نُعَذِّبهم، ﴿كما لعنا﴾ يعني: كما عَذَّبْنا ﴿أصحاب السبت﴾، يقول: فنمسخهم قِرَدَةً كما فعلنا بأوائلهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٧.]]. (ز)
١٨٥١٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت﴾، قال: هم يهود جميعًا، نلعن هؤلاء كما لعَنّا الذين لعنّا منهم مِن أصحاب السبت[[أخرجه ابن جرير ٧/١٢٠.]]. (ز)
﴿وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولًا ٤٧﴾ - تفسير
١٨٥٢٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكان أمر الله مفعولا﴾، يقول: أمره كائِنٌ لا بُدَّ، هذا وعيد[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٧٧.]]. (ز)
﴿وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولًا ٤٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٨٥٢١- عن أبي إدريس الخَوْلانِيِّ، قال: كان أبو مسلم الخليلي مُعَلِّمَ كعب، وكان يلومُه في إبطائه عن رسول الله ﷺ. قال: بعثه لينظر أهو هو؟ قال كعب الأحبار: حتى أتيتُ المدينة، فإذا تالٍ يقرأ القرآن: ﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها﴾، فبادرتُ الماءَ أغتسل، وإنِّي لأَمَسُّ وجهي مخافةَ أن أطمس، ثم أسلمت[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٦٩٦.]]. (٤/٤٦٧)
١٨٥٢٢- عن عيسى بن المغيرة، قال: تذاكرنا عند إبراهيم [النخعي] إسلام كعب [الأحبار]، فقال: أسلم كعبٌ في زمان عمر، أقبل وهو يريد بيت المقدس، فمرَّ على المدينة، فخرج إليه عمر. فقال: يا كعبُ، أسلِمْ. قال: ألستم تقرؤون في كتابكم:﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا﴾ [الجمعة:٥]؟!، وأنا قد حملت التوراة. فتركه، ثم خرج حتى انتهى إلى حمص، فسمع رجلًا مِن أهلها يقرأ هذه الآية: ﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها﴾. قال كعب: يا ربِّ، آمنتُ، يا ربِّ، أسلمتُ. مخافة أن تصيبه هذه الآية، ثم رجع، فأتى أهله باليمن، ثم جاء بهم مسلمين[[أخرجه ابن جرير ٧/١١٨-١١٩.]]. (٤/٤٦٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.