الباحث القرآني

﴿يا أيُّها الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقًا لِما مَعَكم مِن قَبْلِ أنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّها عَلى أدْبارِها﴾ مِن قَبْلِ أنْ نَمْحُوَ تَخْطِيطَ صُوَرِها ونَجْعَلَها عَلى هَيْئَةِ أدْبارِها، يَعْنِي الأقْفاءَ، أوْ نُنَكِّسُها إلى ورائِها في الدُّنْيا، أوْ في الآخِرَةِ. وأصْلُ الطَّمْسِ إزالَةُ الأعْلامِ المائِلَةِ وقَدْ يُطْلَقُ بِمَعْنى الطَّلْسِ في إزالَةِ الصُّورَةِ ولِمُطْلَقِ القَلْبِ والتَّغْيِيرِ، ولِذَلِكَ قِيلَ مَعْناهُ مِن قَبْلِ أنْ نُغَيِّرَ وُجُوهًا فَنَسْلُبَ وجاهَتَها وإقْبالَها ونَكْسُوَها الصَّغارَ والإدْبارَ، أوْ نَرُدُّها إلى حَيْثُ جاءَتْ مِنهُ، وهي أذْرِعاتُ الشّامِ يَعْنِي إجْلاءَ بَنِي النَّضِيرِ، ويَقْرُبُ مِنهُ قَوْلُ مَن قالَ إنَّ المُرادَ بِالوُجُوهِ الرُّؤَساءُ، أوْ مِن قَبْلِ أنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا بِأنْ نُعْمِيَ الأبْصارَ عَنِ الِاعْتِبارِ ونَصِمَّ الأسْماعَ عَنِ الإصْغاءِ إلى الحَقِّ بِالطَّبْعِ ونَرُدُّها عَنِ الهِدايَةِ إلى الضَّلالَةِ. ﴿أوْ نَلْعَنَهم كَما لَعَنّا أصْحابَ السَّبْتِ﴾ أوْ نُخْزِيَهم بِالمَسْخِ كَما أخْزَيْنا بِهِ أصْحابَ السَّبْتِ، أوْ نَمْسَخَهم مَسْخًا مِثْلَ مَسْخِهِمْ، أوْ نَلْعَنَهم عَلى لِسانِكَ كَما لَعَنّاهم عَلى لِسانِ داوُدَ. والضَّمِيرُ لِأصْحابِ الوُجُوهِ أوْ لِلَّذِينَ عَلى طَرِيقَةِ الِالتِفاتِ، أوْ لِلْوُجُوهِ إنْ أُرِيدَ بِهِ الوُجَهاءُ، وعَطْفُهُ عَلى الطَّمْسِ بِالمَعْنى الأوَّلِ يَدُلُّ عَلى أنَّ المُرادَ بِهِ لَيْسَ مَسْخَ الصُّورَةِ في الدُّنْيا ومَن حَمَلَ الوَعِيدَ عَلى تَغْيِيرِ الصُّورَةِ في الدُّنْيا قالَ إنَّهُ بَعْدُ مُتَرَقِّبٌ أوْ كانَ وُقُوعُهُ مَشْرُوطًا بِعَدَمِ إيمانِهِمْ وقَدْ آمَنَ مِنهم طائِفَةٌ. ﴿وَكانَ أمْرُ اللَّهِ﴾ بِإيقاعِ شَيْءٍ أوْ وعِيدِهِ، أوْ ما حَكَمَ بِهِ وقَضاهُ. ﴿مَفْعُولا﴾ نافِذًا وكائِنًا فَيَقَعُ لا مَحالَةَ ما أُوعِدْتُمْ بِهِ إنْ لَمْ تُؤْمِنُوا.(p-78)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب