الباحث القرآني
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ وَإِیتَاۤىِٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡیِۚ یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ٩٠﴾ - نزول الآية
٤١٩٠٨- عن عبد الله بن عباس، قال: بينما رسول الله ﷺ بفناء بيته جالسًا إذ مَرَّ به عثمان بن مظعون، فجلس إلى رسول الله ﷺ، فبينما هو يُحَدِّثُه إذ شَخَص رسول الله ﷺ ببصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء، فأخذ يضع بصرَه حتى وضعه على يمينه في الأرض، فتَحَرَّف رسول الله ﷺ عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره، فأخذ يُنغِضُ[[ينغض رأسه: يحركه ويميل إليه. النهاية (نغض) ٥/٨٧.]] رأسه، كأنه يَسْتَفْقِهُ ما يُقال له، فلما قضى حاجته شَخَص بصرُ رسول الله ﷺ إلى السماء كما شَخَص أول مرة، فأتبَعه بصره حتى توارى في السماء، فأقبل إلى عثمان بجِلسته الأولى، فسأله عثمان، فقال: «أتاني جبريل آنفًا». قال: فما قال لك؟ قال: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ إلى قوله: ﴿تذّكرون﴾. قال عثمان: فذلك حين استقرّ الإيمان في قلبي، وأحببتُ محمدًا ﷺ[[أخرجه أحمد ٥/٨٧-٨٩ (٢٩١٩) مطولًا. وأورده الثعلبي ٦/٣٧-٣٨. قال ابن كثير في تفسيره ٤/٥٩٧: «إسناد جيد متصل حسن». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٤٨ (١١١١٩): «رواه أحمد، والطبراني، وشهر وثقه أحمد وجماعة، وفيه ضعف لا يضر، وبقية رجاله ثقات».]]٣٧٢٨. (٩/١٠٠)
٤١٩٠٩- عن عثمان بن أبي العاصي، قال: كنت عند رسول الله ﷺ جالسًا إذ شخَص بصرُه، فقال: «أتاني جبريل، فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ إلى قوله: ﴿لعلكم تذكَّرون﴾»[[أخرجه أحمد ٢٩/٤٤١ (١٧٩١٨). قال ابن كثير في تفسيره ٤/٥٩٧: «وهذا إسناد لا بأس به، ولعله عند شهر بن حوشب من الوجهين». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٤٨-٤٩ (١١١٢٠): «إسناده حسن». وقال السيوطي في الإتقان ١/٢١٢: «إسناد حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٤/٢٣٨ (١٧٥٣): «ضعيف».]]. (٩/١٠٠)
٤١٩١٠- قال مقاتل بن سليمان: لما نزلت هذه الآية بمكة قال أبو طالب بن عبد المطلب: يا آل غالب، اتَّبعوا محمدًا ﷺ تفلحوا وترشدوا؛ واللهِ، إنّ ابن أخي لَيأمر بمكارم الأخلاق، وبالأمر الحسن، ولا يأمر إلا بحسن الأخلاق، واللهِ، لئن كان محمد ﷺ صادقًا أو كاذبًا ما يدعوكم إلا إلى الخير. فبلغ ذلك الوليد بن المغيرة، فقال: إن كان محمد ﷺ قاله فنِعْمَ ما قال، وإن إلهه قاله فنعم ما قال، فأتنا بلسانه[[كذا في المصدر.]]. ولم يصدق محمدًا ﷺ بما جاء به، ولم يتبعه؛ فنزلت: ﴿أفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلّى وأَعْطى قَلِيلًا﴾ بلسانه، ﴿وأَكْدى﴾ [النجم:٣٣-٣٤] يعني: وقطع ذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣-٤٨٤.]]. (ز)
٤١٩١١- قال يحيى بن سلّام: بلغني: أنّه لما نزلت هذه الآية قال بعض المشركين: إنّ هذا الرجل ليأمر بمحاسن الأخلاق[[تفسير يحيى بن سلام ١/٨٤.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ﴾ - تفسير
٤١٩١٢- عن علي بن أبي طالب -من طريق الكلبيّ، عن أبيه- أنه مَرَّ بقوم يتحدّثون، فقال: فيم أنتم؟ فقالوا: نتذاكَر المروءة. فقال: أوَما كَفاكم الله ﷿ ذاك في كتابه إذ يقول: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾؟ فالعدل: الإنصاف، والإحسان: التفضُّلُ، فما بقي بعد هذا؟[[عزاه السيوطي إلى البخاري في تاريخه.]]٣٧٢٩. (٩/١٠٤)
٤١٩١٣- قال سفيان بن عيينة: سُئِل علي عن قول الله ﷿: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾. قال: العدل: الإنصاف، والإحسان: التفضل. وسُئِل: لأي شيء سمّى الله ﷿ نفسه: المؤمن؟ قال: يُؤْمَن عذابُه بالطاعة[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٧/٢٩١.]]. (ز)
٤١٩١٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾ قال: شهادة أن لا إله إلا الله٣٧٣٠، ﴿والإحسان﴾ قال: أداء الفرائض[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٣٥-٣٣٦، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٠٦). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم. وفي تفسير الثعلبي ٦/٣٧ من طريق الوالبي [وهو علي بن أبي طلحة]، وتفسير البغوي ٥/٣٨ بلفظ: العدل: التوحيد.]]٣٧٣١. (٩/١٠٢)
٤١٩١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: العدل: خلع الأنداد. والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه[[تفسير الثعلبي ٦/٣٧.]]. (ز)
٤١٩١٦- عن عبد الله بن عباس: ﴿الإحسان﴾: الإخلاص في التوحيد[[تفسير البغوي ٥/٣٨.]]. (ز)
٤١٩١٧- عن الحسن البصري -من طريق إبراهيم بن قرة- في قوله تعالى: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ قال: العدل: التوحيد، والإحسان: الصلاة، ﴿وإيتاء ذي القربى﴾ قال: مالُك في أقاربك، ﴿وينهى عن الفحشاء﴾ قال: الزنا، ﴿والمنكر﴾ قال: الشرك، ﴿والبغي﴾ قال: قطيعة الرَّحِم[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٢/٤٠.]]. (ز)
٤١٩١٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ﴾ بالتوحيد، ﴿والإحْسانِ﴾ يعني: العفو عن الناس[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣. وفي تفسير الثعلبي ٦/٣٧، وتفسير البغوي ٥/٣٨ مثله منسوبًا إلى مقاتل دون تمييز.]]. (ز)
٤١٩١٩- قال سفيان بن عيينة: العدل: استواء السريرة والعلانية مِن كل عامل لله عملًا، والإحسان: أن تكون سريرتُه أحسنَ من علانيته[[علقه ابن جرير ١٤/٣٣٦.]]. (ز)
﴿وَإِیتَاۤىِٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ - تفسير
٤١٩٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وإيتآء ذي القربى﴾، قال: إعطاء ذوي الأرحامِ الحقَّ الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرَّحِم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٣٥-٣٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات.]]. (٩/١٠٢)
٤١٩٢١- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- قال: حق الرَّحِم ألا تحرمها، ولا تهجرها[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٨٣.]]. (ز)
٤١٩٢٢- عن الحسن البصري -من طريق إبراهيم بن قرة- في قوله تعالى: ﴿وإيتاء ذي القربى﴾، قال: مالُك في أقاربك ...[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٢/٤٠.]]. (ز)
٤١٩٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإيتاءِ﴾ يعني: وإعطاء ﴿ذِي القُرْبى﴾ المال، يعني: صلة قرابة الرجل. كقوله: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ [الإسراء:٢٦]، يعني: صلته[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣.]]. (ز)
٤١٩٢٤- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وإيتاء ذي القربى﴾ حق القرابة[[تفسير يحيى بن سلام ١/٨٣.]]٣٧٣٢. (ز)
﴿وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ﴾ - تفسير
٤١٩٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وينهى عن الفحشاء﴾، قال: الزّنا[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٣٥-٣٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات.]]٣٧٣٣. (٩/١٠٢)
٤١٩٢٦- عن الحسن البصري -من طريق إبراهيم بن قرة- في قوله تعالى: ﴿وينهى عن الفحشاء﴾، قال: الزنا...[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٢/٤٠.]]. (ز)
٤١٩٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: ﴿ويَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ﴾، يعني: المعاصي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣.]]. (ز)
٤١٩٢٨- قال سفيان بن عيينة: والفحشاء: أن تكون علانيتُه أحسنَ من سريرته[[علقه ابن جرير ١٤/٣٣٧.]]. (ز)
٤١٩٢٩- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وينهى عن الفحشاء﴾ المعاصي[[تفسير يحيى بن سلام ١/٨٤،٨٣.]]. (ز)
﴿وَٱلۡمُنكَرِ﴾ - تفسير
٤١٩٣٠- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿والمنكر﴾، قال: الشرك[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات.]]. (٩/١٠٢)
٤١٩٣١- عن الحسن البصري -من طريق إبراهيم بن قرة- في قوله تعالى: ﴿والمنكر﴾، قال: الشِّرك[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٢/٤٠.]]. (ز)
٤١٩٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والمُنْكَرِ﴾، يعني: الشرك، وما لا يعرف من القول[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣.]]. (ز)
٤١٩٣٣- قال سفيان بن عيينة: ﴿والمنكر﴾: أن تكون علانيته أحسن من سريرته[[علقه ابن جرير ١٤/٣٣٧.]]. (ز)
٤١٩٣٤- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿والمنكر﴾: الكذب[[تفسير يحيى بن سلام ١/٨٣-٨٤.]]. (ز)
﴿وَٱلۡبَغۡیِۚ﴾ - تفسير
٤١٩٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿والبغي﴾، قال: الكِبَر، والظلم[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٣٥-٣٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات.]]. (٩/١٠٢)
٤١٩٣٦- عن الحسن البصري -من طريق إبراهيم بن قرة- في قوله تعالى: ﴿والبغي﴾، قال: قطيعة الرَّحِم[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٢/٤٠.]]. (ز)
٤١٩٣٧- تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿والبغي﴾، يعني: والظلم[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٨٤.]]. (ز)
٤١٩٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والبَغْيِ﴾، يعني: ظلم الناس[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣.]]. (ز)
٤١٩٣٩- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿والبغي﴾ أن يبغي بعضهم على بعض، هو من المعاصي[[تفسير يحيى بن سلام ١/٨٣-٨٤.]]. (ز)
﴿یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ٩٠﴾ - تفسير
٤١٩٤٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿يعظكم﴾ قال: يوصيكم؛ ﴿لعلكم تذّكرون﴾[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٣٥-٣٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات.]]. (٩/١٠٢)
٤١٩٤١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يَعِظُكُمْ﴾ يعني: يؤدبكم؛ ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ يعني: لكي تذكروا؛ فتتأدبوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٨٣.]]. (ز)
﴿یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ٩٠﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤١٩٤٢- عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من ذنب أجدر أن تُعَجَّل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يُدَّخر له في الآخرة مِن البغي وقطيعة الرحم»[[أخرجه أحمد ٣٤/٨-٩ (٢٠٣٧٤)، ٣٤/٣٩-٤٠ (٢٠٣٩٨)، وابن ماجه ٥/٢٩٦ (٤٢١١)، وأبو داود ٧/٢٦٣ (٤٩٠٢)، والترمذي ٤/٤٨٥-٤٨٦ (٢٦٧٩)، وابن حبان ٢/٢٠٠ (٤٥٥)، ٢/٢٠١ (٤٥٦)، والحاكم ٢/٣٨٨ (٣٣٥٩)، ٤/١٧٩ (٧٢٨٩)، ٤/١٨٠ (٧٢٩٠)، ويحيى بن سلام ١/٨٤. قال الترمذي: «هذا حديث صحيح». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ٢/٢٠٨: «صح عن النبي ﷺ». وقال الهيثمي في المجمع ٨/١٥١-١٥٢ (١٣٤٥٦): «رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٥٨٨ (٩١٨) تعقيبًا على كلام الترمذي والحاكم: «قلت: وهو كما قالا؛ فإن رجال إسناده ثقات كلهم».]]. (ز)
٤١٩٤٣- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن انتفى مِن والديه، أو أرى عينَه ما لم تَرَ؛ فليتبوأ مقعده من النار». وقال عبد الله: فلبثنا بذلك زمانًا نخاف الزيادة في الحديث إذ قال النبي ﷺ: «تحدَّثوا عني ولا حرج، كأنما أنتم في ذلك كما قلت لكم في بني إسرائيل: تحدثوا عنهم ولا حرج. فإنكم لن تبلغوا ما كانوا فيه من خير أو شر، ألا ومن قال كذبًا ليضل الناس بغير علم فإنه بين عيني جهنم يوم القيامة، وما قال من حسنة فالله ورسوله يأمران بها، قال: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾»[[أخرجه ابن عدي في الكامل ١/٨٣، ٧/٤٢٧. وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٤/٢٢٢٨ (٥١٧٦): «رواه محمد بن أبي الزعيزعة الأذرعي، عن نافع، عن ابن عمر. ومحمد منكر الحديث، لا يكتب حديثه. قاله البخاري».]]. (ز)
٤١٩٤٤- عن عبد الملك بن عُمير، قال: بلغ أكثَمَ بن صَيفيَّ مَخرَجُ رسول الله ﷺ، فأراد أن يأتيَه، فأبى قومه، فانتدب رجلان، فأتيا رسول الله ﷺ، فقالا: نحن رسلُ أكْثَم، يسألك من أنت؟ وما جئت به؟ فقال النبيُّ ﷺ: «أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله». ثم تلا عليهم: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ إلى: ﴿تذّكرون﴾. قالوا: ارْدُد علينا هذا القول. فردَّده عليهم حتى حفِظوه، فأتيا أكثم، فأخبراه، فلما سمع الآية قال: إني أُراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوسًا، ولا تكونوا فيه أذنابًا، وكونوا فيه أوَّلًا، ولا تكونوا فيه آخرًا[[أخرجه البارودي، وابن السكن -كما في الإصابة ١/٢١٠-، وابن منده -كما في أسد الغابة ١/١٣٤، والإصابة-، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ١/٣٠٩ (١٠٦٣). قال السيوطي: ورواه الأموي في مغازيه، وزاد: فركب متوجّهًا إلى النبي ﷺ، فمات في الطريق، قال: ويقال: نزلت فيه هذه الآية: ﴿ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت﴾ الآية [النساء:١٠٠].]]. (٩/١٠١)
٤١٩٤٥- عن عكرمة مولى ابن عباس: أنّ النبي ﷺ قرأ على الوليد: ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾ إلى آخر الآية، فقال له: يا ابن أخي، أعِد. فعاد عليه، فقال: إنّ له -واللهِ- لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لَمُغْدِق، وما هو بقول البشر[[تفسير الثعلبي ٦/٣٧، وتفسير البغوي ٥/٣٩.]]. (ز)
٤١٩٤٦- عن ابن عمر: أنّ عمر بن الخطاب خرج ذات يوم إلى الناس، فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن، وأعدلها، وأخوفها، وأرجاها؟ فسكت القوم، فقال ابن مسعود: على الخبير سقطت؛ سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «أعظم آية في القرآن: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ [البقرة:٢٥٥]، وأعدل آية في القرآن: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ إلى آخرها، وأخوف آية في القرآن: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾ [الزلزلة:٧-٨]، وأرجى آية في القرآن: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾ [الزمر:٥٣]»[[أخرجه المستغفري في فضائل القرآن ٢/٧٦١ (١١٥٢)، والجوزقاني في الأباطيل ٢/٣٦٣-٣٦٤ (٧١٢). وأخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١/٦٧٦-، والواحدي في التفسير الوسيط ١/٣٦٥-٣٦٦ (١١٨) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى الشيرازي في الألقاب، والهروي في فضائله. قال الألباني في الضعيفة ١٤/١١٢٤ (٧٠٢٥): «ضعيف». وصحّح وقفه على ابن مسعود من قوله.]]. (٣/١٧١)
٤١٩٤٧- عن عامر الشعبي، قال: قال عيسى ابن مريم ﵇: إنّما الإحسان: أن تُحسن إلى من أساء إليك، ليس الإحسان أن تُحسن إلى مَن أحسن إليك[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/١٠٤)
٤١٩٤٨- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق، وشُتَيْر بن شَكَل- قال: أعظم آية في كتاب الله: ﴿الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم﴾ [البقرة:٢٥٥]، وأجمع آية في كتاب الله للخير والشرّ: الآية التي في النحل: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾، وأكثر آية في كتاب الله تفويضًا: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾ [الطلاق:٢-٣]، وأشدّ آية في كتاب الله رجاءً: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ الآية [الزمر:٥٣][[أخرجه البخاري في الأدب (٤٨٩)، وابن جرير ١٤/٣٧٧، ٢٠/٢٢٦-٢٢٧، ٢٣/٤٨، والطبراني (٨٦٥٨)، والحاكم ٢/٣٥٦، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٤٤٠). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، ومحمد بن نصر في الصلاة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٩/١٠٣)
٤١٩٤٩- عن الحسن البصري -من طريق جويرية بن بشير الهجيمي- أنّه قرأ هذه الآية: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ إلى آخرها، ثم قال: إنّ الله ﷿ جمع لكم الخير كلَّه والشر كلَّه في آية واحدة، فواللهِ، ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئًا إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئًا إلا جمعه[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (١٤٠).]]. (٩/١٠٣)
٤١٩٥٠- عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: دعاني عمر بن عبد العزيز،فقال: صِف لي العدل. فقلت: بَخٍ، سألتَ عن أمرٍ جسيم؛ كُن لصغيرِ الناس أبًا، ولكبيرهم ابنًا، وللمِثْل منهم أخًا، وللنساء كذلك، وعاقِبِ الناسَ على قَدْرِ ذنوبهم، وعلى قدر أجسادهم، ولا تضربنَّ لغضبك سوطًا واحدًا فتَعَدّى فتكون من العادين[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٩/١٠٤)
٤١٩٥١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾ الآية، قال: ليس من خُلُقٍ حسن كان أهل الجاهلية يعملون به ويُعَظِّمونه ويخشونه إلا أمَر الله به، وليس من خُلُقٍ سيِّءٍ كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقَدَّم فيه، وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومَذامِّها[[أخرجه ابن جرير ١٤/٣٣٧-٣٣٨. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. ومن الآثار المنكرة في تفسير الآية ما أخرجه العقيلي في كتاب الضعفاء ٥/٤٧٢-٤٧٣ (١٩٣٢) عن عبد الأعلى بن أبي المساور قال: سمعت المغيرة بن سعيد الكذاب، يقول: ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾: علي بن أبي طالب، ﴿والإحسان﴾: فاطمة، ﴿وإيتاء ذي القربى﴾: الحسن والحسين، ﴿وينهى عن الفحشاء والمنكر﴾: كان فلان أفحش الناس، والمنكر فلان. والمغيرة بن سعيد كوفي رافضي كذاب، اجتمع فيه من المعتقدات الخبيثة والآراء الضالة الكثير، حتى قال ابن عَدِيّ فِي الكامل في ضعفاء الرجال ٨/٧٣ عنه: «لم يكن بالكوفة ألعن منه فيما يروى عنه من التزوير على علي بن أبي طالب وعلى أهل البيت، وهو دائمًا يكذب عليهم، ولا أعرف له من الأحاديث مسندًا». قتله خالد بن عبد الله القسري والي العراق عام ١١٩. ينظر: مقالات الإسلاميين ص٢٣، والفصل في الملل والأهواء والنحل ٤/١٤١، وتاريخ الإسلام ٣/٣١٩.]]. (٩/١٠٤)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.