الباحث القرآني
﴿لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ١١﴾ - قراءات
٣٨٧٤٧- عن قتادة، قال: في قراءة أُبَيِّ بن كعبٍ: (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ ورَقِيبٌ مِّنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِن أمْرِ اللَّهِ)[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٩.]]. (٨/٣٨٨)
٣٨٧٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- أنّه كان يقرأ: (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ ورُقَبَآءُ مِن خَلْفِهِ مِن أمْرِ اللهِ يَحْفَظُونَهُ)[[أخرجه ابن وهب في الجامع ١/٤٤ (٩٢)، وسعيد بن منصور (١١٥٩ - تفسير)، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وأخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٣ كتفسير للآية دون إشارة للقراءة، كما سيأتي.]]. (٨/٣٨٨)
٣٨٧٤٩- عن الجارود بن أبي سَبْرةَ، قال: سمعني عبد الله بن عباس أقرأُ: ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ﴾. فقال: ليست هناك، ولكن: (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ ورَقِيبٌ مِّنْ خَلْفِهِ)[[أخرجه سعيد بن منصور (١١٦٠ - تفسير)، وابن جرير ١٣/٤٦٣-٤٦٤، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٠.]]. (٨/٣٨٨)
٣٨٧٥٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- وفي بعض القراءة: (يَحْفَظُونَهُ بِأَمْرِ اللهِ)[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٤. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وغيرهما. انظر: المحتسب ١/٣٥٥، والبحر المحيط ٥/٣٦٤.]]. (٨/٣٨٤)
﴿لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ١١﴾ - نزول الآية
٣٨٧٥١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاءِ بن يسارِ-: أنّ أرْبَدَ بن قيس، وعامر بن الطُّفيل، قدِما المدينةَ على رسول الله ﷺ، فانتهيا إليه وهو جالسٌ، فجلسا بين يديه، فقال عامرٌ: ما تجعلُ لي إن أسلمتُ؟ قال النبيُّ ﷺ: «لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم». قال: أتجعلُ لي -إن أسلمتُ- الأمرَ من بعدك؟ قال: «ليس لك، ولا لقومك، ولكن لك أعِنَّةَ الخيل». قال: فاجعل لي الوَبَرَ[[الوبر: صوف الإبل والأرانب ونحوها، عنى به أهل البوادي؛ لأن بيوتهم يتخذونها من وبر الإبل. لسان العرب (وبر).]]، ولك المدَرُ[[المدر: قِطع الطين اليابس، عنى به المدن أو الحضر؛ لأن مبانيها إنما هي بالمدر. لسان العرب (مدر).]] فقال النبيُّ ﷺ: «لا». فلما قَفّى مِن عنده قال: لَأَمْلَأَنَّها عليكَ خيلًا ورجالًا. قال النبيُّ ﷺ: «يمنعُك الله». فلما خرج أرْبَدُ وعامرٌ قال عامرٌ: يا أرْبَدُ، إنِّي سأُلْهِي محمدًا عنك بالحديث، فاضربه بالسيف؛ فإنّ الناس إذا قتلتَ محمدًا لم يزيدوا على أن يَرْضَوا بالدِّيَة، ويكرهوا الحرب، فسَنُعْطِيهم الدِّيَة. فقال أرْبَدُ: أفعل. فأقبلا راجِعَيْن، فقال عامرٌ: يا محمدُ، قُم معي أكلمك. فقام معه، فخليا إلى الجدار، ووقف معه عامرٌ يكلِّمه، وسلَّ أرْبَدُ السيف، فلمّا وضع يده على سيفه يَبِستْ على قائم السيف، فلم يستطع سلَّ سيفه، وأبطأ أرْبَدُ على عامر بالضرب، فالتفت رسول الله ﷺ، فرأى أرْبَدَ وما يصنع، فانصرف عنهما، وقال عامرٌ لأَرْبَدَ: ما لَكَ حُشِمْتَ[[حُشمت: من الحِشْمَة، وهي الانقباض. لسان العرب (حشم).]]؟. قال: وضعتُ يدي على قائم السيف، فيَبِسَتْ. فلما خرج عامرٌ وأَرْبَدُ مِن عند رسول الله ﷺ، حتى إذا كانا بحرَّة -حرَّةِ واقمٍ- نزلا، فخرج إليهما سعدُ بن معاذ وأسيد بن حضير، فقال: اشخصا، يا عدُوَّي الله، لعنكما الله. وقع بهما، فقال عامرٌ: مَن هذا، يا سعدُ؟ فقال سعدٌ: هذا أُسيدُ بن حُضَيْر الكَتائِبِ[[وحضيرُ الكتائب من سادات العرب، وكان فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج. ينظر: أسد الغابة ١/١١١، وسير أعلام النبلاء ١/٣٤٠، وتاج العروس (حضر).]]. قال: أما –والله- إن كان حُضيرٌ صديقًا لي. حتى إذا كانا بالرَّقَمِ[[الرَّقَم: موضع بالمدينة تنسب إليه الرّقميّات. وقيل: جبال دون مكة بديار غطفان، وماء عندها أيضًا. معجم البلدان ٢/٨٠١.]] أرسل الله على أرْبَد صاعقةً، فقتلته، وخرج عامرٌ حتى إذا كان بالجَرِيب[[الجَرِيبُ: اسم وادٍ عظيم يصب في بطن الرُّمَّة من أرض نجد. معجم البلدان ٢/١٣١.]] أرسل الله عليه قَرْحةً، فأدركه الموت؛ فأنزل الله: ﴿الله يعلمُ ما تحملُ كل أنثى﴾ إلى قوله: ﴿له معقباتٌ من بين يديه ومنْ خلفه﴾. قال: المعقِّبات مِن أمر الله يحفظون محمدًا ﷺ. ثم ذكر أرْبَد وما قتله، فقال: ﴿هو الذي يريكُمُ البرقَ﴾ إلى قوله: ﴿وهو شديدُ المحالِ﴾[[أخرجه الطبراني ١٠/٣١٢ (١٠٧٦٠) واللفظ له، وأبو نعيم في الدلائل ص٢٠٦-٢٠٨ (١٥٧) دون ذكر الآيات. وقال الهيثمي في المجمع ٧/٤١-٤٢ (١١٠٩١): «رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، ... وفي إسنادهما عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف».]]. (٨/٣٨١-٣٨٣)
٣٨٧٥٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-، نحوه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٧، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٠ من طريق أصبغ بن الفرج. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. وسيأتي بطوله في تفسير الآية.]]. (٨/٣٩١-٣٩٣)
٣٨٧٥٣- عن عطاء بن يسار -من طريق زيد بن أسلم- قال: أنزل اللهُ في عامر وأَرْبَد ما كانا هَمّا به مِن النبي ﷺ قولَه: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢.]]. (ز)
﴿لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ﴾ - تفسير
٣٨٧٥٤- عن كنانة العَدَوِيِّ، قال: دخل عثمانُ بنُ عفانَ على رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أخبِرْني عن العبد، كم معه مِن مَلَك؟ فقال: «ملَكٌ عن يمينك على حسناتك، وهو أميرٌ على الذي على الشمال، إذا عملتَ حسنة كُتِبَتْ عشرًا، فإذا عملت سيئةً قال الذي على الشمال للذي على اليمين: أكتُبُ؟ قال: لا، لعلَّه يستغفر اللهَ ويتوبُ. فإذا قال ثلاثًا، قال: نعم، اكتبه، أراحنا الله منه فبئس القرينُ، ما أقل مراقبته لله، وأقل استحياؤه منه. يقول الله: ﴿وما يلفظُ من قول إلا لديه رقيب عتيدٌ﴾ [ق:١٨]، وملَكان مِن بين يديك ومِن خلفك، يقول الله: ﴿له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾. وملك قابِض على ناصيتك، فإذا تواضعتَ لله رفعك، وإذا تجَبَّرْتَ على الله قَصَمك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على النبيِّ ﷺ، ومَلَك قائمٌ على فِيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك، وملكان على عينيك، فهؤلاء عشرةُ أملاك على كل بني آدمَ، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار؛ لأنّ ملائكة الليل سوى ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون ملكًا على كل آدميٍّ، وإبليس بالنهار، وولده بالليل»[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٦-٤٥٧. قال ابن كثير في تفسيره ٤/٤٣٨: «حديث غريب جدًّا».]]. (٨/٣٨٩)
٣٨٧٥٥- عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «وُكِّل بالمؤمن ستون وثلاثمائة ملَكٍ، يدفعون عنه ما لم يُقدَّر عليه مِن ذلك، للبصر سبعةُ أملاكٍ يَذبُّون عنه كما يُذَبُّ عن قَصْعَةِ العسل مِن الذباب في اليوم الصّائِف، وما لو بدا لكم لرأيتموه على كلِّ سَهْلٍ وجبل، كلُّهم باسطٌ يديه، فاغِرٌ فاه، وما لو وكل العبدُ فيه إلى نفسه طَرْفَة عين لاخْتَطَفَتْه الشياطينُ»[[أخرجه ابن قانِع في معجم الصحابة ٢/٧ مختصرًا، والطبراني في الكبير ٨/١٦٧ (٧٧٠٤) ولفظه: «تسعون ومئة ملك»، والثعلبي ١٠/١٧٩ واللفظ له. قال الزَّيْلَعِي في نصب الراية ١/٤٣٤: «أخرجه الطبراني في معجمه عن عفير بن معدان، وهو ضعيف». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٩١٧ (٣): «أخرجه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، والطبراني في المعجم الكبير، إسناد ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٢٠٩ (١١٩٠٣): «رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف».]]. (٨/٣٨٩)
٣٨٧٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿له معقبات﴾، قال: الملائكة[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٨، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿له معقبات﴾ الآية، يعني: ولِيُّ السلطان[[أورده في الدر بلفظ: ولي الشيطان. وذكر محققو ابن جرير أنه كذلك في بعض النسخ.]]، يكون عليه الحُرّاس يحفظونه مِن بين يديه ومِن خلفه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٠، ٤٦١، ٤٦٥.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿له معقبات﴾ الآية، قال: الملوك يَتَّخِذُون الحَرَس؛ يحفظونه مِن أمامه ومِن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، يحفظونه مِن القتل، ألم تسمع أنّ الله تعالى يقول: ﴿وإذا أراد الله بقومٍ سوءًا فلا مردَّ له﴾. أي: إذا أراد سوءًالم يُغْنِ الحرسُ عنه شيئًا[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٠ شطره الأول فقط مختصرًا، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٢٩، ٢٢٣٠، ٢٢٣٣ شطره الأول من طريق سعيد مختصرًا، وشطره الأخير من طريق الضحاك. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- في قوله: ﴿له معقباتٌ﴾، قال: هم الملائكةُ، تُعَقِّبُ بالليل والنهار، وتكتُبُ على ابن آدمَ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٨٥)
٣٨٧٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- أنّه قال: ﴿له معقبات﴾، يعني: لمحمد ﷺ حُرّاس مِن الرحمن مِن بين يديه ومِن خلفه[[تفسير البغوي ٤/٣٠١.]]. (ز)
٣٨٧٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿له معقبات﴾، قال: ملائكةٌ يحفظونه مِن بين يديه ومِن خلفه، فإذا جاء قَدَرُه خَلَّوْا عنه[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٣٢، وابن جرير ١٣/٤٥٨، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢. وعزاه السيوطي إلى الفريابيّ، وابن المنذر.]]. (٨/٣٨٦)
٣٨٧٦٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار-: ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ رُقَباء ﴿مِن خَلْفِهِ﴾ مِن أمْرِ اللهِ ﴿يَحْفَظُونَهُ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٣.]]. (ز)
٣٨٧٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه﴾، قال: الملائكة.= (ز)
٣٨٧٦٤- قال ابن جُرَيْج، ﴿معقبات﴾، قال: الملائكة تعاقب الليل والنهار، وبلغنا: أنّ النبي ﷺ قال: «يجتمعون فيكم عند صلاة العصر وصلاة الصبح». وقوله: ﴿من بين يديه ومن خلفه يحفظونه﴾ قال ابن جريج: مثل قوله: ﴿عن اليمين وعن الشمال قعيد﴾ [ق:١٧]، قال: الحسنات مِن بين يديه، والسيئات من خلفه، الذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٩-٤٦٠.]]. (ز)
٣٨٧٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء بن يسار- ﴿له معقباتٌ من بين يديه ومنْ خلفه﴾، قال: المُعَقِّبات مِن أمر الله، يحفظون محمدًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٢٩، والطبراني (١٠٧٦٠)، وفي الأوسط (٩١٢٧)، وأبو نعيم في الدلائل (١٥٧). وتقدم مطولًا في نزول الآية.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٦٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الجوزاء- في قوله: ﴿له معقباتٌ من بين يديهِ ومن خلفهِ يحفظونهُ﴾، قال: هذه للنبيِّ ﷺ خاصَّةً[[أخرجه الطبراني (١٢٧٨٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر،، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وعند ابن أبي حاتم من قول أبي الجوزاء كما في الأثر التالي.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٦٧- عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الرَّبَعي -من طريق عمرو بن مالك- في هذه الآية: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾، قال: هذه لرسول الله ﷺ خاصَّة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٢٩.]]. (ز)
٣٨٧٦٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- في قوله: ﴿له معقبات﴾، قال: الملائكةُ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٣.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٦٩- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- في هذه الآية، قال: الحَفَظَة[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٩ بلفظ: ملائكة، ١٣/٤٦٤.]]. (ز)
٣٨٧٧٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- في قوله: ﴿له معقبات﴾الآية، قال: الملائكة مِن أمر الله[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٤.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٧١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن عبيد الله- في قوله: ﴿له معقباتٌ﴾، قال: الحفظةُ هم مِن أمر الله[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٨٥)
٣٨٧٧٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿له معقباتٌ﴾، قال: الملائكة تعاقبُ الليل والنهار. وبلغني: أنّ النبيَّ ﷺ قال: «يجتمعون فيكم عند صلاة العصر، وصلاة الصبح»[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٨٥)
٣٨٧٧٣- عن عبيد بن سليمان، قال: سمعتُ الضَّحّاك بن مُزاحِم يقول في قوله: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾، قال: هو السلطان المُحْتَرِس مِن أمر الله، وهم أهل الشِّرْك[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦١.]]. (ز)
٣٨٧٧٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق شَرَقيٍّ- في قوله: ﴿له معقباتٌ﴾، قال: هؤلاءِ الأمراءُ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦١.]]. (٨/٣٨٥)
٣٨٧٧٥- عن عمرو بن نافع، قال: سمعتُ عكرمة مولى ابن عباس يقول: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه﴾، قال: المواكب مِن بين يديه، ومِن خلفه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦١.]]٣٤٩١. (ز)
٣٨٧٧٦- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق شَرَقيٍّ- في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: الجَلاوِزَة[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٥.]]. (ز)
٣٨٧٧٧- عن عطاء الخراساني -من طريق يونس- ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾، قال: هم الكرام الكاتبون، حَفَظَةٌ مِن الله ﷿ على بني آدم، أُمِرُوا بذلك[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه ص١١٢ (تفسير عطاء الخراساني).وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ منسوبًا إلى عطاء دون تعيينه.]]. (٨/٣٨٦)
٣٨٧٧٨- عن الحسن البصري -من طريق منصور بن زاذان- في قوله: ﴿له معقبات﴾، قال: الملائكةُ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٦.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٧٩- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- في قوله: ﴿له معقبات﴾، قال: ملائكة الليل يَعْقُبون ملائكةَ النهار[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٩.]]. (ز)
٣٨٧٨٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- قوله: ﴿له معقبات من بين يديه﴾، قال: ملائكة يَتَعاقَبُونه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٩.]]. (ز)
٣٨٧٨١- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال لهذا الإنسان المستخفى بالليل، السارب بالنهار: مَعَ عِلْمِي بعَمَلِه ﴿له معقبت﴾ مِن الملائكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٦٩.]]٣٤٩٢. (ز)
﴿مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ﴾ - تفسير
٣٨٧٨٢- عن علي بن أبي طالب: ﴿له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾، قال: ليس مِن عبدٍ إلا ومعه ملائكةٌ يحفظونه مِن أن يقع عليه حائطٌ، أو يتردّى في بئر، أو يأكله سبعٌ، أو غَرَقٍ، أو حَرَقٍ، فإذا جاء القَدَر خَلَّوْا بينه وبين القَدَر[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣٨٨)
٣٨٧٨٣- عن علي بن أبي طالب -من طريق عمرو بن حُرَيث- قال: لكُلِّ عبد حَفَظةٌ يحفظونه، لا يَخِرُّ عليه حائطٌ، أو يَتَرَدّى في بئرٍ، أو تصيبه دابةٌ، حتى إذا جاء القَدَرُ الذي قُدِّر له خلَّت عنه الحَفَظَةُ، فأصابه ما شاء الله أن يصيبه. وفي لفظ لأبي داود: وليس مِن الناس أحدٌ إلا وقد وُكِّل به ملكٌ، فلا تريده دابةٌ ولا شيءٌ إلا قال: اتَّقِه، اتَّقِه. فإذا جاء القَدَر خُلِّي عنه[[أخرجه أبو داود -كما في كنز العمال (١٥٦٢)-، وابن عساكر ٤٢/٥٥١. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في القدر، وابن أبي الدنيا.]]. (٨/٣٨٩)
٣٨٧٨٤- عن أبي مِجْلَز لاحق بن حميد، قال: جاء رجلٌ مِن مرادٍ إلى علي بن أبي طالب وهو يُصَلِّي، فقال: احتَرِس؛ فإنّ ناسًا مِن مُراد يريدون قتلك. فقال: إنّ مع كلِّ رجلٍ مَلَكَين يحفظانه مِمّا لم يُقدَّر، فإذا جاء القدرُ خَلَّيا بينه وبينه، وإنّ الأجل جُنَّةٌ حصينةٌ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٤٦.]]. (٨/٣٨٧)
٣٨٧٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يحفظونهُ من أمْر الله﴾، قال: عن أمر الله، يحفظونه مِن بين يديه ومن خلفه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٨٦- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: ذلك الحِفظُ مِن أمر الله بأمر الله[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: بإذن الله[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٣، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٨٣)
٣٨٧٨٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: يحفظونه حتى إذا جاء القَدَر خَلَّوْا عنه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢.]]. (ز)
٣٨٧٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: مِن الموت[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢.]]. (ز)
٣٨٧٩٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- أنّه قال: ﴿له معقبات﴾ يعني: لمحمد ﷺ حُرّاس مِن الرحمن مِن بين يديه ومِن خلفه ﴿يحفظونه من أمر الله﴾ يعني: مِن شَرِّ الجِنِّ، وطَوارِق الليل والنهار[[تفسير البغوي ٤/٣٠١.]]. (ز)
٣٨٧٩١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿له معقبات﴾ الآية، يعني: وليُّ السلطان، يكون عليه الحُرّاس يحفظونه مِن بين يديه ومِن خلفه، يقول الله ﷿: يحفظونه مِن أمري؟! فإنِّي إذا أردتُ بقوم سوءًا فلا مَرَدَّ له[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٠، ٤٦١، ٤٦٥.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٩٢- عن أبي أُمامة -من طريق أبي غالب- قال: ما مِن آدَمِيٍّ إلا ومعه مَلَكٌ يذودُ عنه، حتى يُسْلِمَه للذي قُدِّر له[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٦.]]. (٨/٣٨٧)
٣٨٧٩٣- عن كعب الأحبار -من طريق يزيد بن شريح- قال: لو تَجَلّى لابن آدم كُلُّ سَهل وحزن لَرَأى على كُلِّ شيءٍ مِن ذلك شياطين، لولا أنّ الله وكَّل بكم ملائكةٌ يَذُبُّون عنكم في مَطْعَمِكم ومشربكم وعوراتكم، إذن لَتُخُطِّفْتُم[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٦، وأبو الشيخ (٤٩٦).]]. (٨/٣٨٧)
٣٨٧٩٤- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: حِفظُهم إيّاه مِن أمر الله[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٣.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٩٥- عن إبراهيم النخعي -من طريق طلحة- في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: مِن الجنِّ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٥، وابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٨٦)
٣٨٧٩٦- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿من بين يديه﴾: مثلُ قوله: ﴿عن اليمين وعن الشمال﴾ [ق:١٧]، الحسناتُ مِن بين يديه، والسيئاتُ مِن خلفه، الذي على يمينه يكتبُ الحسنات، والذي على يساره يكتبُ السيئات، والذي على يمينه يكتب بغير شهادة الذي على يساره، والذي على يساره لا يكتب إلا بشهادة الذي على يمينه، فإن مَشى كان أحدُهما أمامَه والآخرُ وراءَه، وإن قعد كان أحدُهما على يمينه والآخرُ على يساره، وإن رقد كان أحدُهما عند رأسه والآخرُ عند رجليه، ﴿يحفظونه من أمر الله﴾ قال: يحفظون عليه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٣٨٥)
٣٨٧٩٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- قال: ما من عبد إلا له مَلَكٌ مُوكَلٌ بحفظه في نومه ويقظته مِن الجنِّ والإنس والهوام، فما منها شيءٌ يأتيه يُرِيده إلا قال: وراءَك. إلّا شيئًا يأذنُ اللهُ فيه فيُصِيبُه[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٠.]]. (٨/٣٨٦)
٣٨٧٩٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: بأمر الله[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٤. وهي قراءة شاذة قرأ بها علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعكرمة مولى ابن عباس، وزيد بن علي، وجعفر بن محمد. ينظر: المحتسب ١/٣٥٥، والبحر المحيط ٥/٣٧٢.]]٣٤٩٣. (٨/٣٨٤)
٣٨٧٩٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في الآية، قال: ليس مِن عبدٍ إلا له مُعَقِّباتٌ مِن الملائكة؛ مَلَكان يكونان معه في النهار، فإذا جاء الليل صَعِدا، وأعقبهما مَلَكان، فكانا معه ليلَهُ حتى يُصْبِح، يحفظونه مِن بين يَدَيه ومِن خَلْفِه، ولا يصيبُه شيءٌ لم يُكْتَب عليه؛ إذا غَشِي مِن ذلك شيءٌ دفعاه عنه، ألم تره يمرُّ بالحائط فإذا جاز سَقَط؟ فإذا جاء الكتاب خَلَّوا بينه وبين ما كُتِب له، وهم مِن أمر الله؛ أمَرَهم أن يحفظوه[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٨٧)
٣٨٨٠٠- قال أبو بكر بن عياش: سألتُ السُّدِّيّ زمن خالد مُنذُ سبعين سنة عن قول الله: ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾. قال: يحفظونه مما قُدِّر له إلى ما لم يُقَدَّر له[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢.]]. (ز)
٣٨٨٠١- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- في قوله: ﴿من بين يديه ومن خلفه يحفظونه﴾، قال: مِثلُ قوله: ﴿عن اليمين وعن الشمال قعيد﴾ [ق:١٧]. قال: الحسنات مِن بين يديه، والسيئات مِن خلفه، الذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٥٩.]]. (ز)
٣٨٨٠٢- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿يحفظونه من أمر الله﴾، قال: يحفظون عليه مِن الله[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٧.]]٣٤٩٤. (ز)
٣٨٨٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله﴾، يعني: بأمر الله مِن الإنس والجن مِمّا لم يُقَدَّر أن يُصِيبه حتى تسلمه المقادير، فإذا أراد اللهُ أن يُغَيِّر ما به لم تُغْنِ عنه المعقبات شيئًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٦٩.]]. (ز)
٣٨٨٠٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: أتى عامرُ بن الطفيل وأَرْبَدُ بن ربيعة إلى رسول الله ﷺ، فقال له عامرٌ: ما تجعل لي إن أنا اتَّبَعْتُك؟ قال: «أنت فارسٌ، أُعطِيك أعِنَّة الخيل». قال: قَطُّ؟ قال: «فما تبغي؟». قال:لي الشرق، ولكَ الغرب. قال: «لا». قال: ليَ الوَبرُ، ولكَ المَدَرُ. قال: «لا». قال: لَأَمْلَأنّها إذن عليك خيلًا ورجالًا. قال: «يمنعك اللهُ ذلك وابنا قَيْلَةَ». يريدُ: الأوس، والخزرج، فخرجا، فقال عامر لأَرْبَدَ: إن كان الرجلُ لنا لَمُمَكَّنًا، لو قتلناه ما انتَطَحَتْ فيه عَنزان، ولَرَضُوا بأن نَعْقِلَه لهم، وأَحَبُّوا السِّلْم، وكَرِهوا الحرب إذا رَأَوْا أمرًا قد وقع. فقال الآخرُ: إن شِئتَ. فتشاوَرا، وقال: ارْجِع، فأنا أشغَلُه عنك بالمجادلة، وكن وراءه، فاضْرِبْه بالسيف ضربةً واحدةً. فكانا كذلك؛ واحدٌ وراء النبيِّ ﷺ، والآخرُ قال: اقْصُصْ علينا قصصك. قال: «ما تقولُ؟». قال: قرآنك. فجعل يُجادله ويَسْتَبْطِئُه، حتى قال له: ما لك حُشِمْتَ؟ قال: وضَعْتُ يدي على قائم السيف، فيَبِست، فما قدرتُ على أن أُحْلِيَ، ولا أُمِرَّ[[يقال: فلان ما يُمِرُّ وما يُحْلِي. أي: ما يضر وما ينفع، وقولهم: ما أمَرَّ فلان وما أحْلى. أي: ما أتى بكلمة ولا فعلة مُرَّةٌ ولا حلوة. تاج العروس (مرر).]]، ولا أحرِّكَها. فخرجا، فلمّا كانا بالحرَّة سمع بذلك سعدُ بنُ معاذٍ وأُسَيْدُ بن حُضَيرٍ، فخرجا إليه على كلِّ واحد منهما لَأْمَتُه، ورُمْحُه بيده، وهو مُتَقَلِّدٌ سيفَه، فقالا لعامر بن الطفيل: يا أعور الخبيث[[عند ابن جرير بلفظ:«يا أعور جئتنا يا أبلخ».]]، أنت الذي تشترط على رسول الله ﷺ؟! لولا أنّك في أمانٍ مِن رسول الله ﷺ ما رِمْتَ[[أي: ما برحته. تاج العروس (ريم).]] المنزل حتى نضرب عنقك. فقال: مَن هذا؟ قالوا: أُسَيْدُ بن حُضَيرٍ. قال: لو كان أبوه حيًّا لم يفعل بي هذا. ثم قال عامرٌ لأَرْبَدَ: اخرجْ أنت -يا أرْبَدُ- إلى ناحيةِ عَدَنَةَ[[عَدَنَةُ: موضع بنجد. معجم البلدان ٣/٦٢٣-٦٢٤.]]، وأخرُجُ إلى نجدٍ، فنجمعُ الرجالَ، فنلتقي عليه. فخرج أرْبَدُ حتى إذا كان بالرَّقَمِ بعث الله سحابة من الصَّيْفِ فيها صاعقةٌ فأحرقتْه، وخرج عامرٌ حتى إذا كان بوادي الجَرِيب أرسل الله عليه الطاعونَ، فجعل يصيحُ: يا آل عامرٍ، أغُدَّةٌ كغُدَّة البعير تقتُلني، وموتٌ أيضًا في بيت سلولية؟! وهي امرأةٌ مِن قيسٍ، فذلك قوله: ﴿سواءٌ منكم مَّن أسرَّ القولَ ومن جهرَ به﴾ إلى قوله: ﴿له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفِهِ يحفظونهُ من أمرِ الله﴾. هذا مُقَدَّمٌ ومُؤَخرٌ؛ لِرَسول الله ﷺ تلك المُعَقِّباتُ مِن أمر الله، وقال لهذين: ﴿إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ حتى بلغ: ﴿وما دُعاءُ الكافرينَ إلا في ضلالٍ﴾. وقال لبيد في أخيه أرْبَدَ وهو يَبكيه: أخشى على أرْبَدَ الحُتُوفَ ولا أرهبُ نَوْءَ السِّماكِ والأَسَد فجَّعني الرعدُ والصواعقُ بالـ ـفارس يوم الكريهة النَّجِدِ[[أخرجه ابن جرير ١٣/٤٦٧-٤٧٠.]]٣٤٩٥. (٨/٣٩١)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ - تفسير
٣٨٨٠٥- عن عبد الله بن عباس، ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾، قال: لا يُغيِّر ما بهم مِن النعمة حتى يعملوا بالمعاصي، فيرفع اللهُ عنهم النِّعَم[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٠)
٣٨٨٠٦- عن إبراهيم النَّخَعي -من طريق جهم- قال: أوحى اللهُ إلى نبيٍّ مِن أنبياء بني إسرائيل: أن قُل لقومك: إنّه ليس مِن أهل قريةٍ، ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحوَّلون منها إلى معصية الله؛ إلّا تحوَّل اللهُ مِمّا يُحِبُّون إلى ما يكرهون. ثم قال: إنّ تصديق ذلك في كتاب الله: ﴿إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهمْ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٢.]]. (٨/٣٩٤)
٣٨٨٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- في قوله: ﴿إن الله لا يُغيرُ ما بقومٍ حتىَّ يغيروا ما بأنفسهم﴾، قال: إنّما يجِيء التغييرُ مِن الناس، والتَّيسير مِن الله، فلا تُغَيِّروا ما بكم مِن نِعَم الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٤)
٣٨٨٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿إن الله لا يغير ما بقوم﴾ مِن النعمة ﴿حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ يعني: كفار مكة، نظيرها من الأنفال: ﴿ذلك بأن الله...﴾ [الأنفال:٥٣] إلى آخر الآية. والنِّعْمَة: أنّه بعث فيهم رسولًا مِن أنفسهم، وأَطْعَمَهم مِن جُوع، وآمَنَهُم من خوف، فغَيَّروا هذه النِّعْمة، فغيَّر الله ما بهم، فذلك قوله: ﴿وإذا أراد الله بقوم سوءًا﴾، يعني بالسوء: العذاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٦٩.]]. (ز)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٨٨٠٩- عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله ﷺ: «يقول الله: وعِزَّتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما مِن أهل قرية، ولا أهل بيت، ولا رَجُل بباديةٍ، كانوا على ما كَرِهْتُ مِن معصيتي، ثم تحوَّلوا عنها إلى ما أحْبَبْتُ مِن طاعتي؛ إلّا تَحَوَّلتُ لهم عمّا يكرهون مِن عذابي إلى ما يُحِبُّون مِن رحمتي. وما مِن أهل بيتٍ، ولا قريةٍ، ولا رجل بباديةٍ، كانوا على ما أحببتُ مِن طاعتي، ثم تحَّولوا عنها إلى ما كَرِهتُ مِن معصيتي؛ إلا تحوَّلتُ لهم عَمّا يُحِبُّون مِن رحمتي إلى ما يكرهون مِن غضبي»[[أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش ص٣٤٩-٣٥٠ (١٩)، وابن بطة في الإبانة الكبرى ٧/١٧٧-١٧٨ (١٣٤)، كلاهما مختصرًا. قال ابن كثير في تفسيره ٤/٤٤٠ عن رواية ابن أبي شيبة: «وهذا غريب، وفي إسناده مَن لا أعرفه».]]. (٨/٣٩١)
٣٨٨١٠- عن الحسن البصري، قال: إنّ الحَجّاجَ عقوبةٌ، فلا تستقْبِلوا عقوبةَ الله بالسيف، ولكن استقبلُوها بتوبةٍ وتضرُّع واستكانةٍ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٤)
٣٨٨١١- عن مالك بن دينار، قال: كلَّما أحدثتُم ذنبًا أحْدَثَ الله لكم مِن سُلطانكم عقوبةً[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٥)
٣٨٨١٢- عن مالك بن دينار، قال: قرأتُ في بعض الكتبِ: إنِّي أنا اللهُ مالِكُ الملوكِ، قلوبُ الملوكِ بيَدَيَّ، فلا تشغلوا قلوبَكم بسَبِّ الملوك، وادعوني أُعَطِّفهم عليكم[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٥)
٣٨٨١٣- عن سعيد بن أبي هلال، قال: بلغنا: أنّ نبيًّا مِن الأنبياءِ لَمّا أسرع قومُه في المعاصي قال لهم: اجتمعوا إلَيَّ لأبلغكم رسالةَ ربي. فاجتمعوا إليه وفي يده فَخّارة، فقال: إنّ الله -تبارك وتعالى- يقول لكم: إنّكم قد عمِلتُم ذنوبًا قد بَلَغَتِ السماءَ، وإنّكم إلّا تتوبوا منها وتنزعوا عنها أكسركم كما تُكْسَرُ هذه. فألقاها، فانكسرت وتفرَّقت، ثم قال: وأُفَرِّقكم حتى لا ينتفع بكم، ثُمَّ أبعث عليكم مَن لا حَظَّ له، فينتقم لي منكم، ثم أكونُ الذي أنتقمُ لنفسي بعدُ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٤)
﴿وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ﴾ - تفسير
٣٨٨١٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿له معقبات﴾ الآية، قال: الملوكُ يتَّخذون الحَرَس؛ يحفظونه مِن أمامه ومِن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، يحفظونه مِن القتل، ألم تسمع أنّ الله تعالى يقول: ﴿وإذا أراد الله بقومٍ سوءًا فلا مردَّ له﴾. أي: إذا أراد سوءًالم يُغْنِ الحَرَسُ عنه شيئًا[[أخرج ابن أبي حاتم ٧/٢٢٢٩، ٢٢٣٠، ٢٢٣٣ شطره الأول من طريق سعيد مختصرًا، وشطره الأخير من طريق الضحاك، وأخرج ابن جرير ١٣/٤٦٠ شطره الأول. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٣٨٤)
٣٨٨١٥- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿وإذا أراد الله بقوم سوءًا﴾ يعني بالسوء: العذاب؛ ﴿فلا مرد له﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٦٩.]]. (ز)
﴿وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ١١﴾ - تفسير
٣٨٨١٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وما لهُم من دونه من والٍ﴾، قال: هو الذي يُولِيهم، فينصرهم، ويُلْجِئهم إليه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢٢٣٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٣٩٥)
٣٨٨١٧- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿وما لهم من دونه من والٍ﴾، يعني: ولِي يَرُدُّ عنهم العذابَ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٧٠.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.