الباحث القرآني

قوله تعالى ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، يعني القرون المهلَكة، ومعنى (لولا) هاهنا نفي عند المفسرين، وهو قول ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 170، ورواه الطبري 12/ 139 - 140 عن قتادة، ورجحه، وانظر الثعلبي 7/ 60 ب، البغوي 4/ 206، القرطبي 9/ 113.]]: يريد ما كان من القرون من قبلكم، وهذا مثل قوله: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ﴾ [يونس: 98] وقد استقصينا الكلام هناك، ونحو هذا قال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 30.]] في هذه الآية: لم يكن منهم أحد كذلك. ومن الناس [[ابن قتيبة في "مشكل القرآن وغريبه" 216، الثعلبي 7/ 60 أ، "زاد المسير" 4/ 170، القرطبي 9/ 113، "معاني الأخفش" 1/ 294.]] من يقول: (لولا) هاهنا على ظاهره، بمعنى (هَلَّا كان)، و (لم لا كان)، وهو تعجب وتوبيخ للكفار الذين سلكوا سبيل من قبلهم في [[في (ي): (من).]] الفساد. وقوله تعالى: ﴿أُولُو بَقِيَّةٍ﴾، [قال ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 170.]]: يريد: أولو دين، قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 83.]]: ﴿أُولُو بَقِيَّةٍ﴾] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ب).]] معناه أولو تمييز، ويجوز أولو طاعة، قال: ومعنى البقية إذا قلت (في فلان بقية) فمعناه فيه فضل فيما يمدح به، وقال القتبي [["مشكل القرآن وغريبه" ص 216، وفيه: (إذا كانت فيهم مسكة وفيهم خير)، وانظر: "تهذيب اللغة" (بقي) 1/ 374.]] ﴿أُولُو بَقِيَّةٍ﴾ أي [أولو بقية] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ي).]] من دين، يقال (قوم لهم بقية) و (فيهم بقية) إذا كانت فيهم مسكة وخير. وقوله تعالى ﴿يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ﴾، قال ابن عباس: يريد عن الشرك والاعتداء في حقوق الله والمعصية. وقوله تعالى: ﴿إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ﴾، قال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 30.]] والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 83]]: هو استثناء على الانقطاع مما قبله؛ المعنى: لكن قليلاً ممن نجينا منهم نهوا عن الفساد، كما قال: ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ﴾ [يونس: 98] قال المفسرون [[الطبري 12/ 139، الثعلبي 7/ 60 ب، البغوي 4/ 206.]]: وهم أتباع الأنبياء وأهل الحق. وقوله تعالى ﴿وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ﴾، الترفة النعمة وصبي مترف [[في (ب)، (جـ): (متروف).]] إذا كان منعم البدن، والمترف الذي أبطرته النعمة وسعة العيش [[انظر: "تهذيب اللغة" (ترف) 1/ 436.]]. قال الفراء [["معانى القرآن" 2/ 31.]]: يقول اتبعوا في دنياهم ما عودوا من النعيم وإيثار اللذات على أمر الآخرة وركنوا إلى الدنيا والأموال وما أعطوا من نعيمها. قال عطاء عن ابن عباس [[انظر: الطبري 12/ 139 - 140 روى كلامً بنحوه، وابن المنذر وابن أبي حاتم 4/ 194 ب عن مجاهد وقتادة، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 644.]] يريد: اتبعوا [[ساقط من (ي).]] ما وسعت عليهم وأنعمت، وروي [[الثعلبي 7/ 60 ب.]] عنه نعموا وأبطروا أيضًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب