قال ﴿فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ وليس قوله: ﴿أَوْ أَشَدُّ﴾ كقولك: "هُوَ زيدٌ أو عمرو" إنّما هذه ﴿أَوْ﴾ التي في معنى الواو، نحو قولك: "نَحْنُ نأكُل البُرَّ أَوْ الشَعير أو الأُرُزَّ، كلَّ هذا نَأْكُلُ" فـ﴿أَشَدُّ﴾ ترفع على خبر المبتدأ. وانما هو "وهي أشدُّ قَسْوَةً" وقال بعضهم ﴿فَهْيَ كالحِجارَةِ﴾ فأسكن الهاء وبعضهم يكسرها. وذلك ان لغة العرب في "هيَ" و"هَو" ولام الأمر اذا كان قبلهن واو أو فاء أسكنوا أوائلهن. ومنهم من يدعها. قال ﴿وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ﴾ [و] قال ﴿وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ﴾. [و] قال ﴿وَلْيتوبوا﴾ وقف وكسر. وقال ﴿فَلْيَعْبُدُواْ﴾. وقف وكسر.
باب إِنَّ وأَنَّ.
قال ﴿وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ﴾ فهذه اللاّم لام التوكيد وهي منصوبة تقع على الاسم الذي تقع عليه "إنَّ" اذا كان بينها وبين "إِنَّ" حشو نحو هذا. [و] هو مثل: "إنَّ في الدارِ لَزَيْداً". وتقع أيضاً في خبر "إنَّ" وتصرف "إِنَّ" الى الابتداء، تقول: "أَشْهَدُ إنَّهُ لَظَريفٌ "قال الله عزَّ وجلِ ﴿وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ وقال ﴿أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ [9] وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾ وهذا لو لم تكن فيه اللام كان "أَنَّ رَبَّهُمْ" لان "أنَّ" الثقيلة اذا كانت هي وما عملت فيه بمنزلة "ذاكَ" أوْ بمنزلة اسم فهي أبدا "أَنَّ" مفتوحة. وإنْ لم يحسن مكانها وما عملت فيه اسم فهي "إنَّ" على الابتداء. ألا ترى إلى قوله ﴿ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ﴾ يقول: "اذْكُرُوا هذا" وقال ﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ﴾ لانه يحسن في مكانه "لولا ذاكَ" وكل ما حسن فيه "ذاك" أنْ تجعله مكان "أنَّ" وما عملت فيه فهو "أَنَّ". واذا قلت ﴿يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ﴾ لم يحسن أَنْ تقول: "يَعْلَم لَذالِكَ". فان قلت: "اِطْرح اللام أَيضاً وقل "يُعْلَمُ ذَاكَ" فاللام ليست مما عملت فيه "إِنّ". واما قوله ﴿إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ﴾ فلم تنكسر هذه من اجل اللام [و] لو لم تكن فيها لكانت "إنَّ" أيْضاً لأَنَّهُ لا يحسن أَنْ تقول "ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إلاّ ذَاكَ" و"ذاكَ" هو القصة. قال الشاعر: [من المنسرح وهو الشاهد التاسع والثمانون]:
ما أَعْطيانِي وَلا سَألْتُهُما * إلاّ وإني لَحاجِزِي كَرَمي
فلو أُلْقِيَتْ من هذه اللامَ ايضاً لكانت "أَن". وقال ﴿ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ كأنه قال: "ذاكَ الأمْر" وهذا قوله ﴿وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ تقع في مكانه "هذا". وقال ﴿ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ﴾ كأنه على جواب من قال: "ما الأَمْرُ"؟ أو نحو ذلك فيقول للذين يسألون: "ذلكم ..." كأنه قال: "ذلِكُمْ الأمرُ وأَنَّ اللّهَ موهنُ كيدِ الكافرين" فحسن أن يقول: "ذلكم" و"هذا". وتضمر الخبر او تجعله خبر مضمر. وقال ﴿إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ﴾ ﴿وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ﴾ لانه يجوز ان تقول: "إنَّ لَكَ ذاكَ" و"هذا" وهذه الثلاثة الأحرفُ يجوز فيها كسر "إِنَّ" على الابتداء. ﴿فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ . . أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ﴾ فيجوز أن تقول: "فنادته الملائكة بِذاكَ" وان شئت رفعته على الحكاية كأنه يقول: "فنادَتْهُ الملائكةُ فَقالَتْ: "إِنَّ اللّهُ يُبَشِّرُكَ" لأنَّ كُلَّ شيء بعدَ القولِ حكاية، تقول: "قُلْتُ: "عبدُ اللّهِ مُنْطَلِقٌ" وقلت: "إنَّ عبدَ اللّهِ زيداً مُنْطَلِقٌ" إلاَّ في لُغَةِ من أعمل القول من العرب كعمل الظن فذاك ينبغي [له] أنْ يفتح "أَنَّ". وقال ﴿إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ فيزعمون أنَّ هذا "ولأنَّ هذهِ أمَّتَكُم أُمَّةٌ واحدةٌ وَأَنَا رَبُّكُّمْ فَاتَّقُونِ" يقول: "فَاتَّقُون لأَنَّ هذِهِ أُمَّتَكُمْ" وهذا يحسن فيه كذاك، فان قلت: "كيف تلحق اللام ولم تكن في الكلام". فان طرح اللام واشباهها من حروف الجرّ من "أَنَّ" حسن ألا تراه يقول "أَشْهد أَنَّك صادِقٌ" وإنَّما هو "أشهد على ذلك". وقال ﴿وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً﴾ يقول: "فلا تدعوا مع الله أحدا لأَنَّ المساجدَ لله"، وفي هذا الاعراب ضعف، لانه عمل فيه ما بعده، أضافه اليه بحرف الجر. ولو قلت "أنّكَ صالِحٌ بَلَغَنِي" لم يجز، وان جاز في ذلك. لأنَّ حرف الجر لما تقدم ضميره قوي. وقد قرىء مكسورا. قال بعضهم: "إنَّما هذا على ﴿أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ﴾ و"أُوحِيَ إليََّ أَنَّ المَساجِدَ لِلّهِ" و"أُوْحِي إليَّ أَنهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللّهِ". وقد قرىء ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا﴾ ففتح كل "أَنْ" يجوز فيه على الوحي.
وقال بعضهم ﴿وَإِنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا﴾ فكسروها من قول الجن. فلما صار بعد القول صار حكاية وكذاك ما بعده مما هو من كلام الجن.
وأما "إنَّما" فاذا حسن مكانها "أَنَّ" فتحتها، واذا لم تحسن كَسَرْتَها. قال ﴿إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ﴾ فالاخرة يحسن مكانها "أَنَّ" فتقول: "يُوحى إليَّ أَنَّ إلهَكُم إلهٌ واحد" قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد التسعون]:
أرانِي - وَلا كُفْرانَ لِلّهِ - إنَّما * أُواخِي من الأقْوامِ كُلَّ بَخِيلِ
لأنَّهُ لا يَحْسُنُ ها هُنا "أَنَّ" [فـ] لو قلت: "أَراني أنما أواخي من الأقْوام" لم يحسن. وقال: [من الخفيف وهو الشاهد الحادي والتسعون]:
أَبْلِغ الحارثَ بنَ ظالِمِ المُو * عِدِ والناذِرَ النُّذُورَ عَلَيّا
أَنَّما تَقْتُلُ النِّيامَ، وَلا تَقْـ * ـتُلُ يَقْظانَ ذا سِلاحٍ كَمِيّا
فحسن أن تقول: "أَنَّكَ تَقْتُلُ النِّيام". وأَمَّا قوله عز وجل ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ﴾ فالآخرةُ بَدَلٌ من الأُولى.
وَأمّا "إنْ" الخفيفة فتكون في معنى "ما" كقول الله عز وجل ﴿إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ﴾ أيْ: ما الكافرون. وقال ﴿إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ﴾ أيْ: ما كان للرحمن ولد ﴿فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ﴾ مِنْ هذهِ الامةِ للرَّحْمن، بِنَفْيِ الوَلَدِ عَنْهُ.
أَي: أَنا أَوَّلُ العابِدِينَ بأَنَّهُ ليْسَ للرحمن وَلَد. وقال بعضُهُمُ ﴿فَأَنا أَوَّلُ العَبِدِين﴾ يقول: "أَنا أَوَّلُ مَنْ يَغْضَبُ من ادّعائِكُمْ لِلّهِ وَلدا".
ويقول: "عَبِدَ" "يَعْبَدُ" "عَبَدا" أي: غَضِبَ. وقال ﴿وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ فهي مكسورة ابدا اذا كانت في معنى "ما" وكذلك ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ﴾ فـ"إنْ" بمنزلة "ما"، و"ما" التي قبلها بمنزلة "الذي". ويكون للمجازاة نحو قوله ﴿وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ﴾ ﴿وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ ﴾. وتزاد "إنْ" مَع "ما"، يقولون: "ما إنْ كانَ كَذا وَكَذا" أي: "ما كانَ كَذَا وَكَذا"، و: "ما إنْ هذا زَيْدٌ". ولكنها تغير "ما" "فلا يُنْصَبُ بِهَا الخبر. وقال الشاعر: من الوافر وهو الشاهد الثاني والتسعون]:
وما إنْ طِبْنا جُبْنٌ وَلَكِنْ * مَنايانا وَطُعْمَةُ آخَرِينا
وتكون خفيفة في معنى الثقيلة وهي مكسورة ولا تكون إلاَّ وفي خبرها اللام، يقولون: "إنْ زَيْدٌ لَمنطلِقٌ" ولا يقولونه بغير لام مخافة ان تلتبس بالتي معناها "ما". وقد زعموا ان بعضهم يقول: "إنْ زيداً لمَنطَلِقٌ" يعملها على المعنى وهي مثل ﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ يقرأ بالنصب والرفع و "ما" زيادة للتوكيد، واللام زيادة للتوكيد وهي التي في قوله ﴿وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ﴾ ولكنها انما وقعت على الفعل حين خففت كما تقع "لكنْ" على الفعل إذا خففت. ألا ترى أنك تقول: "لكن قد قال ذاك زيد". ولم يُعَرُّوها من اللام في قوله ﴿وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ﴾ وعلى هذه اللغة فيما نرى - والله أعلم - ﴿إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ وقد شددها قوم فقالوا ﴿إنّ هذانِ﴾ وهذا لا يكاد يعرف إلا أنهم يزعمون أن بلحارث بن كعب يجعلون الياء في أشباه هذا ألفا فيقولون: "رأيت أخواك" و"رأيت الرجلان" وأوضعته علاه" و"ذهبت إلاهُ" فزعموا أنه على هذه اللغة بالتثقيل تقرأ. وزعم أبو زيد أنه سمع أعرابياً فصيحا من بلحارث يقول: "ضَرَبْتُ يَداهُ" و"وضعته علاه" يريد: يدَيْه وَعَلَيهِ. وقال بعضهم ﴿إنَّ هذَيْنِ لَساحِران﴾ وذلك خلاف الكتاب. قال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثالث والتسعون]:
طاروا عليهن فَشُلٌ عَلاها * واشْدُدُ بمثْنى حَقبٍ حَقْواها
ناجَيَةً وناجِياً أَباها.
وأَمَّا "أَنْ" الخفيفة فتكون زائدةً مع "فَلمَّا" و"لَمّا" قال ﴿فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ﴾ وانما هي "فَلَمَّا جاء البَشِير" وقال ﴿وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا﴾ يقول "ولَمّا جَاءَتْ" وتزاد أيضاً مع "لَوْ" يقولون: "أَنْ لَوْ جِئْتني كانَ خيراً لك" يقول "لَوْ جِئْتَني". وتكون في معنى "أَي" قال ﴿وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ﴾ يقول "أيْ امشوا". وتكون خفيفة في معنى الثقيلة في مثل قوله ﴿أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ﴾ و﴿أَنَّ لَعْنَةَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ﴾ على قولك "أَنْهُ لَعْنَةُ اللّهِ". و "أَنْهُ الحَمْدُ لِلّهِ". وهذه بمنزلة قوله* ﴿أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً﴾ [و] ﴿وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ ولكن هذه اذا خففت وهي الى جنب الفعل لم يحسن الا ان معها "لا" حتى تكون عوضا من ذهاب التثقيل والاضمار. ولا تعوض "لا" في قوله ﴿أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ﴾ لانها لا تكون، وهي خفيفة، عاملة في الاسم. وعوّضتها "لا" اذا كانت مع الفعل لانهم أرادوا ان يبيّنوا أنها لا تعمل في هذا المكان وأنها ثقيلة في المعنى. وتكون "أنْ" الخفيفة تعمل في الفعل وتكون هي والفعل اسما للمصدر، نحو قوله ﴿عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ انما هي "عَلى تسويةِ بِنَانِهِ".
{"ayah":"ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَ ٰلِكَ فَهِیَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَاۤءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ"}