الباحث القرآني

﴿ثُمَّ قَسَتۡ﴾ - تفسير

٢٤٧١- عن أبي رَوْق = (ز)

٢٤٧٢- والكَلْبِي: يَبِسَت، واشْتَدَّت[[تفسير الثعلبي ١/٢٢١.]]. (ز)

٢٤٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ... فقالوا: نحن لم نقتله، ولكن كذب علينا. فلما كذبوا المقتول ضرب الله لهم مثلًا، وذلك قوله سبحانه: ﴿ثم قست قلوبكم﴾ في الشدة فلم تطمئن، يعني: تلين، حتى كذبتم المقتول[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٥.]]. (ز)

٢٤٧٤- عن الواقدي: جفّت من الشّدة فلم تَلِن[[تفسير الثعلبي ١/٢٢١.]]. (ز)

﴿قُلُوبُكُم﴾ - تفسير

٢٤٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِي- قال: قال الله: ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك﴾، يعني به: بني إسرائيل[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٦.]]. (ز)

٢٤٧٦- عن أبي العالية -من طريق الربيع- في قوله: ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك﴾، يعني به: بني إسرائيل[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٤.]]٣١٦. (ز)

٣١٦ ذهب ابنُ جرير (٢/١٢٩) إلى أنّ المراد بالضمير في قوله: ﴿قلوبكم﴾ هم بنو أخي المقتول. وظاهر كلام ابن كثير (١/٤٥٦) أنّ المراد: بنو إسرائيل، حيث قال: «صارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمد قاسية بعيدة عن الموعظة، بعد ما شاهدوه من الآيات والمعجزات، فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها، أو أشد قسوة من الحجارة».

﴿مِّنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ فَهِیَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ﴾ - تفسير

٢٤٧٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِيِّ- قال: لَمّا ضرب المقتول ببعضها -يعني: ببعض البقرة- جلس حيًّا، فقيل له: من قتلك؟ فقال: بنو أخي قتلوني. ثم قُبِض، فقال بنو أخيه حين قُبِض: واللهِ، ما قتلناه. فكذبوا بالحق بعد إذ رأوه، فقال الله: ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك﴾، يعني: بني أخي الشيخ، ﴿فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/١٢٩.]]. (ز)

٢٤٧٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: وقست قلوبهم بعد ذلك، حتى كانت كالحجارة أو أشد قسوة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٤.]]. (ز)

٢٤٧٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك﴾، قال: من بعد ما أراهم الله من إحياء الموتى، ومن بعد ما أراهم من أمر القتيل ما أراهم، ﴿فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/١٣٠، وابن أبي حاتم ١/١٤٦ من طريق شَيْبان، وأخرج نحوه عبد الرزاق من طريق مَعْمَر ١/٥٠، وكذا ابن جرير ٢/١٣٠، وابن أبي حاتم ١/١٤٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٤٢٦)

٢٤٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿من بعد ذلك﴾ يعني: من بعد حياة المقتول، ﴿فهي كالحجارة﴾ فشَبَّه قلوبهم حين لم تَلِن بالحجارة في الشدة، ثم عذر الحجارة وعاب قلوبهم، فقال: ﴿فهي كالحجارة﴾ في القسوة، ﴿أو أشد قسوة﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٦.]]٣١٧. (ز)

٣١٧ ذكر ابن عطية (١/٢٥٦-٢٥٧) أنه اختلف في معنى ﴿أو﴾ هنا على أقوال: الأول: أنها بمعنى: الواو، كما قال تعالى: ﴿آثما أو كفورا﴾ [الإنسان:٢٤] أي: وكفورًا. الثاني: أنها بمعنى: بل، كقوله تعالى: ﴿إلى مائة ألف أو يزيدون﴾ [الصافات:١٤٧]، المعنى: بل يزيدون. الثالث: أن معناها التخيير، أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا. الرابع: أنها على بابها في الشك، ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة. الخامس: أنها على جهة الإبهام على المخاطب. السادس: أن الله تعالى أراد أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى: فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين. السابع: أن الله تعالى أراد أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورًا أو أشد طورًا.

﴿وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَاۤءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ۝٧٤﴾ - تفسير

٢٤٨١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِيِّ- قال: ثم عَذَر الله الحجارة، فقال: ﴿وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/١٣٦.]]. (ز)

٢٤٨٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿وإن من الحجارة﴾ الآية، أي: إنّ من الحجارة لَأَلْيَن مِن قلوبكم مما تُدْعَون إليه من الحق[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٧، وأخرجه ابن جرير ٢/١٣٥ موقوفًا على ابن إسحاق. وينظر: سيرة ابن هشام ١/٥٣٦.]]. (١/٤٢٦)

٢٤٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿وإن منها لما يهبط من خشية الله﴾، قال: إن الحجر لَيَقَع على الأرض، ولو اجتمع عليه فِئام[[الفِئام: الجماعة من الناس. لسان العرب (فأم).]] من الناس ما استطاعوه، وإنه ليهبط من خشية الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٤٢٧)

٢٤٨٤- عن أبي العالية -من طريق الربيع- في قوله: ﴿فهي كالحجارة أو اشد قسوة﴾ إلى قوله: ﴿لما يهبط من خشية الله﴾، قال: فعذر الله الحجارة، ولم يعذر القاسية قلوبهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٧.]]. (ز)

٢٤٨٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٧.]]. (ز)

٢٤٨٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: كل حجر يتفجر منه الماء، أو يَشَّقَّقُ عن ماء، أو يَتَرَدّى من رأس جبل، فمن خشية الله، نزل بذلك القرآن[[تفسير مجاهد ص٢٠٧، وأخرجه ابن جرير ٢/١٣٦. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٥٢-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٤٢٦)

٢٤٨٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ﴿فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾ ثم عذر الله الحجارة، ولم يعذر شَقِيَّ ابن آدم، فقال: ﴿وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/١٣٦. وأخرج عبد الرزاق ١/٥٠ نحوه من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٣١٨. (١/٤٢٦)

٣١٨ ذهب ابنُ جرير (٢/١٣٥)، وابنُ عطية (١/٢٥٧) إلى أنّ الآية مَعْذِرة للحجارة، وتفضيل لها على قلوبهم في معنى قلة القسوة. وقال ابن جرير: «وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل».

٢٤٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم عذر الحجارة وعاب قلوبهم، فقال: ﴿فهي كالحجارة﴾ في القسوة، ﴿أو أشد قسوة﴾. ثم قال: ﴿وإن من الحجارة﴾ ما هي ألين من قلوبهم، فمنها ﴿لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما﴾ يعني ما ﴿يشقق﴾ يعني: يَتَصَدَّع ﴿فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط﴾ يقول: من بعض الحجارة الذي يهبط من أعلاه، فهؤلاء جميعًا ﴿من خشية الله﴾ يفعلون ذلك، وبنو إسرائيل لا يخشون الله، ولا تَرِقُّ قلوبهم كفعل الحجارة، ولا يُقْبِلُون إلى طاعة ربهم. ثم وعدهم فقال ﷿: ﴿وما الله بغافل عما تعملون﴾ من المعاصي[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١١٦.]]. (ز)

٢٤٨٩- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- أنه قال: فيها كل حجر انفجر منه ماء، أو تشقق عن ماء، أو تَرَدّى من جبل، فمن خشية الله، نزل به القرآن[[أخرجه ابن جرير ٢/١٣٧.]]. (ز)

٢٤٩٠- عن أبي طالب -يعني: يحيى بن يعقوب- في قول الله: ﴿وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار﴾ قال: هو كثرة البكاء، وقوله: ﴿وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء﴾ قال: البكاء، وقوله: ﴿وان منها لما يهبط من خشية الله﴾ قال: بكاء القلب من غير دموع العين[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/١٤٦-١٤٧.]]. (ز)

﴿وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَاۤءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ۝٧٤﴾ - آثار متعلقة بالآية

٢٤٩١- عن عمر بن عبد العزيز -من طريق مطر- قال: فلو كان الله مُغْفِلًا عن شيء لأغفل الرياح من أثر قدمي ابن آدم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٩٣٧.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب