الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، إلى آخِرِ القِصَّةِ، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ بِسَبَبِ حاطِبِ بْنِ أبِي بَلْتَعَةَ، وكانَ النَّبِيُّ ﷺ عَزَمَ عَلى قَصْدِ أهْلِ مَكَّةَ، فَكَتَبَ حاطِبٌ يَشْرَحُ لَهُمُ القِصَّةَ، ويُنْذِرُهم لِيُحَرِّزُوا، فَنَزَلَ الوَحْيُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَذَكَرَ حاطِبٌ لَمّا وُبِّخَ بِذَلِكَ أنَّ لَهُ بِمَكَّةَ أهْلًا، وأنَّهُ لَيْسَ لَهُ أحَدٌ يَكْنَفُهُمْ، وإنَّما فَعَلَ ذَلِكَ لِيُحاطَ أهْلُهُ، فَأعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّ إيمانَ المُؤْمِنِ يَفْسُدُ بِمَوَدَّةِ الكُفّارِ، بِالمُعاوَنَةِ عَلى المُؤْمِنِينَ، وأعْلَمَ اللَّهُ تَعالى أنَّهُ مَن كانَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ لا يُوالِي مَن كَفَرَ، ولَوْ كانَ أباهُ، أوْ أُمَّهُ، أوْ أخاهُ، أوْ أحَدًا مِن عَشِيرَتِهِ. (p-١٤٢)وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإيمانَ﴾، يَعْنِي الَّذِينَ لا يُوادُّونَ مَن حادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ، ويُوالُونَ المُؤْمِنِينَ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَأيَّدَهم بِرُوحٍ مِنهُ﴾، أيْ: قَوّاهم بِنُورِ الإيمانِ بِإحْياءِ الإيمانِ، ودَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحًا مِن أمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي ما الكِتابُ ولا الإيمانُ ولَكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا﴾ [الشورى: ٥٢]، فَكَذَلِكَ: ﴿وَأيَّدَهم بِرُوحٍ مِنهُ﴾، فَأعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّ ذَلِكَ يُوصِلُهم إلى الجَنَّةِ، فَقالَ: ﴿وَيُدْخِلُهم جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم ورَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ﴾، أيْ: اَلَّذِينَ لا يُوادُّونَ مَن حادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ، ومِنَ المُؤْمِنِينَ، وحِزْبُ اللَّهِ أيْ: اَلدّاخِلُونَ في الجَمْعِ الَّذِي اصْطَفاهُ اللَّهُ، وارْتَضاهُ. وَقَوْلُهُ: ﴿ألا إنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾، ”ألا“، كَلِمَةُ تَنْبِيهٍ، وتَوْكِيدٍ لِلْقِصَّةِ، و﴿المُفْلِحُونَ﴾ اَلْمُدْرِكُونَ البَقاءَ في النَّعِيمِ الدّائِمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب