الباحث القرآني
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولࣲ وَلَا نَبِیٍّ إِلَّاۤ إِذَا تَمَنَّىٰۤ أَلۡقَى ٱلشَّیۡطَـٰنُ فِیۤ أُمۡنِیَّتِهِۦ فَیَنسَخُ ٱللَّهُ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ ثُمَّ یُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٥٢﴾ - قراءات
٥١٠١٢- عن عمرو بن دينار، قال: كان ابنُ عباس يقرأ: (ومَآ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولا نَبِيٍّ ولا مُحَدَّثٍ)[[أخرجه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه -كما في فتح الباري لابن حجر ٧/٥١-، وعبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٦٥-. وعلَّقه البخاري ٥/١٢ (٣٦٨٩) باب مناقب عمر بن الخطاب. وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباري في المصاحف. والقراءة شاذة، وتروى أيضًا عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٥/٤٢٣.]]٤٤٩٩. (١٠/٥٢٤)
٥١٠١٣- عن عمرو بن دينار، قال: كان ابن عباس يقرأ: (ومَآ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولا نَبِيٍّ مُّحَدَّثٍ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (ت: محب الدين واعظ) ١/٣٤٧. والقراءة شاذة.]]. (١٠/٥٢٤)
٥١٠١٤- عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: إنّ فيما أنزل الله: (ومَآ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولا نَبِيٍّ ولا مُحَدَّثٍ). فنُسِخَت: (مُحَدَّثٍ). والمُحَدَّثون: صاحب يس، ولقمان، ومؤمن آل فرعون، وصاحب موسى[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٢٤)
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولࣲ وَلَا نَبِیٍّ إِلَّاۤ إِذَا تَمَنَّىٰۤ أَلۡقَى ٱلشَّیۡطَـٰنُ فِیۤ أُمۡنِیَّتِهِۦ فَیَنسَخُ ٱللَّهُ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ ثُمَّ یُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٥٢﴾ - نزول الآية
٥١٠١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: إنّ رسول الله ﷺ قرأ: «﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]، تلك الغَرانِيق العُلى، وإنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجى». ففرح المشركون بذلك، وقالوا: قد ذكر آلهتَنا. فجاءه جبريل، فقال: اقرأ عَلَيَّ ما جئتُك به. فقرأ: «﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾، تلك الغَرانِيق العُلى، وإنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجى». فقال: ما أتيتك بهذا، هذا من الشيطان. فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى﴾ إلى آخر الآية[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٢/٥٣ (١٢٤٥٠)، والضياء المقدسي في المختارة ١٠/٢٣٤-٢٣٥ (٢٤٧) واللفظ له. قال القاضي عياض في الشفا ٢/٢٨٩-٢٩١: «هذا حديث لم يخرجه أحد مِن أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل ... وأكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة واهية». وقال الزَّيلَعِيُّ في تخريج الكشاف ٢/٣٩٢: «فيه عدة مجاهيل عينًا وحالًا». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١١٥ (١١٣٧٦): «رواه البزّار، والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، وقد تقدم حديث مُرسَل في سورة الحج أطول من هذا، ولكنه ضعيف الإسناد». وقال الجرجاني في المختصر في أصول الحديث ص٩٦: «وقد أشبعنا القول في إبطاله في باب سجدة التلاوة». وقال ابن حجر في الفتح ٨/٤٣٩: «وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف، وإلا منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أنّ للقصة أصلًا، وقد ذكرتُ أنّ ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح، وهي مراسيل يحتج بمثلها مَن يحتج بالمرسل، وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض». وقال السيوطي: «بسند رجاله ثقات». وقال سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ص٢٣٥: «وهي قصة مشهورة صحيحة، رُوِيت عن ابن عباس من طرق بعضها صحيح، ورويت عن جماعة من التابعين بأسانيد صحيحة». وقال الألوسي في تفسيره ٩/١٦٩: «وقد أنكر كثير من المحققين هذه القصة، فقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ... وفي البحر: أنّ هذه القصة سئل عنها الإمام محمد بن إسحاق جامع السيرة النبوية، فقال: هذا من وضع الزنادقة. وصنف في ذلك كتابًا». وأنكر قصة الغرانيق الألباني في الضعيفة ١٠/٤٥٧، وفي جزء مفرد سماه: «نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق».]]. (١٠/٥٢٥)
٥١٠١٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي-: أنّ النبيَّ ﷺ بينما هو يُصَلِّي إذ نزلت عليه قصةُ آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون، فقالوا: إنّا نسمعه يذكر آلهتنا بخير. فدنوا منه، فبينما هو يتلوها وهو يقول: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]. ألقى الشيطان: إنّ تلك الغرانيق العُلى، منها الشفاعة تُرْتَجى. فعلق يتلوها، فنزل جبريلُ، فنسخها، ثم قال: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ إلى قوله: ﴿حكيم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٧-٦٠٨، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف ٢/٣٩٤-. قال ابن العربي في أحكام القرآن ٣/٣٠٧ عن روايات الطبري في قصة الغرانيق: «كلها باطلة، لا أصل لها».]]. (١٠/٥٢٦)
٥١٠١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي عن أبي صالح، ومن طريق أبي بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة، ومن طريق سليمان التيمي عمَّن حدثه عن ابن عباس- أنّ رسول الله ﷺ قرأ سورة النجم وهو بمكة، فأتى على هذه الآية: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]. فألقى الشيطان على لسانه: إنّهُنَّ الغرانيق العُلى. فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ الآية[[أخرجه ابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/٤٣٩، وتخريج أحاديث الكشاف ٢/٣٩٤-. إسناده ضعيف جدًّا. ينظر: مقدمة الموسوعة. وقال النحاس في إعراب القرآن ٣/٧٣: «وهذا يجب أن يوقف على معناه من جهة الدين لطَعن مَن طعن فيه مِن الملحدين، فأول ذلك أنّ الحديث ليس بمتصل الإسناد، ولو اتّصل إسناده وصحّ لكان المعنى فيه صحيحًا». وقال ابن حزم في الفِصَل ٤/١٨: «الحديث الذي فيه:»وأنهن الغرانيق العلى«، كذب بحت موضوع؛ لأنه لم يصح قطُّ بطريق النقل، فلا معنى للاشتغال به».]]. (١٠/٥٢٧)
٥١٠١٨- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق المعتمر عن داود- قال: قال المشركون لرسول الله ﷺ: لو ذكرتَ آلهتنا في قولك قعدنا معك؛ فإنّه ليس معك إلا أراذل الناس وضعفاؤهم، فكانوا اذا رأونا عندك تحدث الناس بذلك فأتوك. فقام يصلي، فقرأ: ﴿والنجم﴾ حتى بلغ: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠] «تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهن ترتجى، ومثلهن لا ينسى». فلمّا فرغ مِن ختم السورة سجد، وسجد المسلمون والمشركون، وبلغ الحبشةَ أنّ الناس قد أسلموا، فشقَّ ذلك على النبي ﷺ؛ فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك﴾ إلى قوله: ﴿عذاب يوم عقيم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٦، وابن أبي حاتم-كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٣٩، مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٥٣٠)
٥١٠١٩- عن أبي العالية الرياحي -من طريق حماد بن سلمة، عن داود- قال: نزلت سورة النجم بمكة، فقالت قريش: يا محمد، إنّه يُجالِسُك الفقراء والمساكين، ويأتيك الناس من أقطار الأرض، فإن ذكرت آلهتنا بخير جالسناك. فقرأ رسولُ الله ﷺ سورة النجم، فلمّا أتى على هذه الآية: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠] ألقى الشيطانُ على لسانه: «وهي الغَرانيق العُلى؛ شفاعتهن تُرْتَجى». فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون، إلا أبا أُحَيْحَة سعيد بن العاص، فإنّه أخذ كَفًّا مِن تراب، فسجد عليها، وقال: قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير. فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة أنّ قريشًا قد أسلمت، فأرادوا أن يُقبِلوا، واشتدَّ على رسول الله ﷺ وعلى أصحابه ما ألقى الشيطان على لسانه؛ فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ الآية[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٣٨٤، وابن جرير ١٦/٦٠٦-٦٠٧، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٣٩- مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٥٣٠)
٥١٠٢٠- عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر- قال: قرأ رسول الله ﷺ بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠] ألقى الشيطانُ على لسانه: «تلك الغَرانيق العُلى، وإن شفاعتهن لترتجى». قالوا: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم. فسجد، وسجدوا، ثم جاءه جبريل بعد ذلك، فقال: اعرض عَلَيَّ ما جئتُك به. فلما بلغ: «تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى» قال له جبريل: لم آتِك بهذا، هذا مِن الشيطان. فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٧، وابن المنذر -كما في فتح الباري ٨/٤٣٩-، وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٤٣٩، وتفسير ابن كثير ٥/٤٣٩- مرسلًا.]]. (١٠/٥٢٦)
٥١٠٢١- عن ابن شهاب: حدَّثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أنّ رسول الله ﷺ وهو بمكة قرأ عليهم النجم، فلما بلغ: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠] قال: «إنّ شفاعتهن تُرْتَجى». وسها رسول الله ﷺ، ففرح المشركون بذلك، فقال: «ألا إنّما كان ذلك مِن الشيطان». فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ حتى بلغ: ﴿عذاب يوم عقيم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٨-٦٠٩ مرسلًا. قال السيوطي: «مرسل، صحيح الإسناد».]]. (١٠/٥٢٧)
٥١٠٢٢- عن مجاهد بن جبر: أنّ رسول الله ﷺ قرأ النجم، فألقى الشيطانُ على فيه تلك الكلمات، فسجد المسلمون جميعًا، ثم نسخ الله ما ألقى الشيطان على فيه، وأحكم آياته[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وهو مرسل.]]. (١٠/٥٣١)
٥١٠٢٣- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد-: أنّ النبي ﷺ وهو بمكة أُنزِل عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو: ﴿اللات والعزى﴾، ويكثر ترديدها، فسمعه أهلُ مكة يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك، ودنوا يستمعوا، فألقى الشيطان في تلاوته: «تلك الغرانيق العُلى، منها الشفاعة ترتجى». فقرأها النبيُّ ﷺ كذلك؛ فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك﴾ إلى قوله: ﴿حكيم﴾[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٨ مرسلًا.]]. (١٠/٥٢٩)
٥١٠٢٤- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: قرأ رسول الله ﷺ ذات يوم: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك اذا قسمة ضيزى﴾ [النجم: ١٩– ٢٢]. فألقى الشيطانُ على لسان رسول الله ﷺ: «تلك إذن في الغرانيق العُلى، تلك إذن شفاعة ترتجى». ففزع رسول الله ﷺ وجزع، ثم أوحى الله إليه: ﴿وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا﴾ [النجم:٢٦]. ثم أوحى إليه، ففرَّج عنه: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ألا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ إلى قوله: ﴿حكيم﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.]]. (١٠/٥٣١)
٥١٠٢٥- عن أبي صالح [باذام]، قال: قام رسول الله ﷺ، فقال المشركون: إن ذَكَر آلهتنا بخير ذكرنا آلهته بخير. فألقى في أمنيته: «﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]، إنهن لفي الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى». قال: فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ الآية. فقال ابن عباس: أمنيته أن يُسلِم قومُه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.]]. (١٠/٥٢٥)
٥١٠٢٦- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق موسى بن عقبة- قال: لَمّا أُنزِلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكن لا يذكر مَن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا مِن الشتم والشَّرِّ. وكان رسول الله ﷺ قد اشْتَدَّ عليه ما ناله وأصحابَه مِن أذاهم وتكذيبهم، وأحزنه ضلالتهم، فكان يَتَمَنّى هداهم، فلمّا أنزل الله سورة النجم قال: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]. ألقى الشيطانُ عندها كلمات حين ذكر الطواغيت، فقال: «وإنّهُنَّ لَهُنَّ الغرانيق العُلى، وإنّ شفاعتهن لهي التي تُرْتَجى». وكان ذلك مِن سجع الشيطان وفتنته، فوَقَعَت هاتان الكلمتان في قلب كلِّ مشرك بمكة، وذَلَّتْ بها ألسنتهم، وتباشروا بها، وقالوا: إنّ محمدًا قد رجع إلى دينه الأول، ودين قومه. فلما بلغ رسولُ الله ﷺ آخرَ النجم سجد، وسجد كلُّ مَن حضر مِن مسلم أو مشرك، ففشت تلك الكلمةُ في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة. فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ الآيات. فلما بيَّن الله قضاءَه وبرَّأه مِن سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم للمسلمين، واشتدوا عليه[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٣٩- مرسلًا.]]. (١٠/٥٢٨)
٥١٠٢٧- عن موسى بن عقبة -ولم يذكر ابن شهاب-، مثله[[أخرجه البيهقي -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٤٠- مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى البيهقي في الدلائل.]]. (١٠/٥٢٨)
٥١٠٢٨- عن عروة بن الزبير -من طريق أبي الأسود-، مثله سواء[[أخرجه الطبراني (٨٣١٦) مرسلًا.]]. (١٠/٥٢٨)
٥١٠٢٩- عن محمد بن كعب القرظي= (ز)
٥١٠٣٠- ومحمد بن قيس -من طريق ابن جُرَيْج، عن أبي معشر- قالا: جلس رسول الله ﷺ في نادٍ مِن أندية قريش كثيرٍ أهلُه، فتمنّى يومئذ أن لا يأتيه مِن الله شيء فيَتَفَرَّقون عنه، فأنزل الله عليه: ﴿والنجم اذا هوى﴾. فقرأها رسول الله ﷺ حتى بلغ: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]. ألقى الشيطان كلمتين: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن ترتجى. فتكلَّم بها، ثم مضى فقرأ السورة كلها، ثم سجد في آخر السورة، وسجد القوم جميعًا معه، ورضوا بما تكلم به، فلمّا أمسى أتاه جبريل، فعرض عليه السورة، فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال: ما جئتك بهاتين الكلمتين. فقال رسول الله ﷺ: «افتريتُ على الله، وقلتُ ما لم يقل!!». فأوحى الله إليه: ﴿وإن كادوا ليفتنونك﴾ إلى قوله: ﴿نصيرا﴾ [الإسراء:٧٣-٧٥]. فما زال مغمومًا مهمومًا مِن شأن الكلمتين حتى نزلت: ﴿وما أرسلنا من قبلك﴾ الآية. فسر عنه، وطابت نفسه[[أخرجه ابن جرير في تاريخه ٢/٣٤٠-٣٤١، وفي تفسيره ١٦/٦٠٣-٦٠٤. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور. قال ابن كثير في تفسيره ٥/٤٤٢: «مرسلًا».]]. (١٠/٥٢٩)
٥١٠٣١- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد المدني- قال: لَمّا رأى رسولُ الله ﷺ تَوَلِّيَ قومِه عنه، وشَقَّ عليه ما يرى مِن مُباعَدَتهم ما جاءهم به مِن عند الله؛ تَمَنّى في نفسه أن يأتيه مِن الله ما يُقارِب به بينه وبين قومه، وكان يَسُرُّه -مع حُبِّه وحِرصه عليهم- أن يلين له بعض ما غلظ عليه مِن أمرهم، حين حدَّث بذلك نفسه وتَمَنّى وأحبه، فأنزل الله: ﴿والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى﴾. فلما انتهى إلى قول الله: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ ألقى الشيطانُ على لسانه لِما كان يُحَدِّث به نفسَه، ويتمنى أن يأتي به قومه: «تلك الغرانِيق العُلى، وإنّ شفاعتهن تُرْتَضى». فلمّا سمعت قريشٌ ذلك فرِحوا وسَرَّهم، وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم، فأصاخوا له، والمؤمنون مُصَدِّقون نبيَّهم فيما جاءهم به عن ربِّهم، ولا يَتَّهمونه على خطأ، ولا وهم، ولا زلل. فلمّا انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها، فسجد المسلمون بسجود نبيِّهم تصديقًا لِما جاء به، واتِّباعًا لأمره، وسجد مَن في المسجد مِن المشركين مِن قريش وغيرهم لِما سَمِعوا مِن ذكر آلهتهم، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد، إلا الوليد بن المغيرة، فإنّه كان شيخًا كبيرًا، فلم يستطع، فأخذ بيده حَفْنَةً مِن البطحاء، فسجد عليها، ثم تَفَرَّق الناسُ مِن المسجد، وخرجت قريشٌ وقد سَرَّهم ما سمعوا مِن ذكر آلهتهم، يقولون: قد ذكر محمدٌ آلهتنا بأحسن الذِّكر، وقد زعم فيما يتلو أنّها الغرانيق العلى، وأن شفاعتهن ترتضى. وبلغت السجدةُ مَن بأرض الحبشة مِن أصحاب رسول الله ﷺ، وقيل: أسلمت قريش. فنهضت منهم رجال، وتَخَلَّف آخرون. وأتى جبرائيلُ النبيَّ ﷺ، فقال: يا محمد، ماذا صنعت؟! لقد تلوتَ على الناس ما لم آتِك به عن الله، وقلتَ ما لم يُقَل لك، فحزِن رسولُ الله ﷺ عند ذلك، وخاف مِن الله خوفًا كبيرًا؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- عليه -وكان به رحيمًا- يُعَزِّيه، ويُخفِّض عليه الأمر، ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبيٌّ تَمَنّى كما تَمَنّى، ولا أحَبَّ كما أحَبَّ، إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما ألقى على لسانه ﷺ، فنسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم آياته، أي: فأنت كبعض الأنبياء والرسل. فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ الآية. فأذهب الله عن نبيِّه الحزن، وأَمَّنه مِن الذي كان يخاف، ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه مِن ذكر آلهتهم أنّها الغرانيق العُلى، وأنّ شفاعتهن تُرْتَضى. يقول الله حين ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إلى قوله: ﴿وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى﴾ [النجم:٢٦]، أي: فكيف تنفع شفاعة آلهتكم عنده؟! فلمّا جاءه مِن الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه؛ قالت قريش: ندِم محمدٌ على ما كان مِن منزلة آلهتكم عند الله، فغَيَّر ذلك، وجاء بغيره. وكان ذانك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسوله قد وقعا في فَمِ كُلِّ مشرك، فازدادوا شَرًّا إلى ما كانوا عليه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٤ مرسلًا.]]. (ز)
٥١٠٣٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: بينا نبيّ الله ﷺ يُصَلِّي عند المقام إذ نعس، فألقى الشيطانُ على لسانه كلمةً، فتَكَلَّم بها، وتعلَّقها بها المشركون عليه، فقال: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾. فألقى الشيطانُ على لسانه ونعس: «وإنّ شفاعتهن لترتجى، وإنها لمع الغرانيق العلى». فحفظها المشركون، وأخبرهم الشيطانُ أنّ نبي الله ﷺ قد قرأها، فذَلَّتْ بها ألسنتهم؛ فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ الآية. فدحر الله الشيطانَ، ولَقَّن نبيَّه حُجَّته[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٣٨٤ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٣١)
٥١٠٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-: أنّ النبي ﷺ كان يتمنى أن لا يعيب اللهُ آلهةَ المشركين، فألقى الشيطان في أمنيته، فقال: «إنّ الآلهة التي تُدعى إنّ شفاعتها لَتُرْتَجى، وإنّها لَلغَرانيق العُلى». فنسخ الله ذلك، وأحكم الله آياته: ﴿أفرأيتم اللات والعزى﴾ حتى بلغ: ﴿من سلطان﴾ [النجم:١٩-٢٣][[أخرجه عبد الرزاق ٢/٤٠٩ (١٩٤٥)، وابن جرير ١٦/٦١٢ مرسلًا، واللفظ لابن جرير.]]. (ز)
٥١٠٣٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: خرج النبي ﷺ إلى المسجد ليصلي، فبينما هو يقرأ إذ قال: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠]. فألقى الشيطانُ على لسانه، فقال: «تلك الغرانقة العلى، وإن شفاعتهن لترتجى». حتى إذا بلغ آخرَ السورة سجد، وسجد أصحابه، وسجد المشركون لذكر آلهتهم، فلمّا رفع رأسه حملوه، فاشْتَدُّوا به بين قُطْرَيْ مكة يقولون: نبيُّ بني عبد مناف. حتى إذا جاءه جبريلٌ عرض عليه، فقرأ ذَيْنِك الحرفين، فقال جبريل: معاذ الله أن أكون أقرأتُك هذا! فاشتد عليه؛ فأنزل الله وطَيَّب نفسه: ﴿وما أرسلنا من قبلك﴾ الآيات[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٤٢-. قال ابن كثير: «مرسلًا».]]. (١٠/٥٣٢)
٥١٠٣٥- في تفسير محمد بن السائب الكلبي: أنّ النبي ﵇ كان يُصَلِّي عند البيت والمشركون جلوس، فقرأ: ﴿والنجم﴾، فحدَّث نفسه حتى إذا بلغ: ﴿أفرأيتم اللات والعزى (١٩) ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم:١٩-٢٠] ألقى الشيطان على لسانه: «فإنها مع الغرانيق العلى، وإن شفاعتها هي المرتجى». فلمّا انصرف قالوا: قد ذكر محمدٌ آلهتنا. فقال النبيُّ: واللهِ، ما كذلك نزلت عَلَيَّ. فنزل عليه جبريل، فأخبره النبيُّ، فقال: واللهِ، ما هكذا علَّمْتُك، وما جئتُ بها هكذا. فأنزل الله -تبارك وتعالى-: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ إلى آخر الآية[[أورده يحيى بن سلام ١/٣٨٤. قال القاضي عياض في الشفا ٢/٢٩٢: «أما حديث الكلبي فمِمّا لا تجوز الرواية عنه، ولا ذكره؛ لقوة ضعفه وكذبه، كما أشار إليه البزار».]]٤٥٠٠. (ز)
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولࣲ وَلَا نَبِیٍّ﴾ - تفسير
٥١٠٣٦- عن مجاهد بن جبر، قال: النبي وحده الذي يُكَلَّم، ويُنزل عليه، ولا يُرسل[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٢٤)
﴿إِلَّاۤ إِذَا تَمَنَّىٰۤ أَلۡقَى ٱلشَّیۡطَـٰنُ فِیۤ أُمۡنِیَّتِهِۦ﴾ - تفسير
٥١٠٣٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾، يقول: إذا حدَّث ألقى الشيطانُ في حديثه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٩-٦١٠، وابن أبي حاتم -كما في تغليق التعليق ٤/٢٦٠-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٥٣٢)
٥١٠٣٨- عن مجاهد بن جبر، ﴿إذا تمنى﴾، قال: تكلم. ﴿في أمنيته﴾، قال: كلامه[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٣٨٣ بلفظ: إذا قال، وهو كذلك في تفسير مجاهد ص٤٨٣ من طريق ابن أبي نجيح. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٣٢)
٥١٠٣٩- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿إذا تمنى﴾: يعني بالتمني: التلاوة والقراءة، ﴿ألقى الشيطان في أمنيته﴾ في تلاوة النبي ﷺ[[أخرج ابنُ جرير ١٦/٦١٠ أوله من طريق عبيد. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٣٢)
٥١٠٤٠- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد المدني-: أنزل الله -تبارك وتعالى- عليه -وكان به رحيمًا- يُعَزِّيه، ويُخفِّض عليه الأمر، ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبي تمنى كما تمنى، ولا أحب كما أحب، إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما ألقى على لسانه ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٤، وتقدم مطولًا في نزول الآية.]]. (ز)
٥١٠٤١- تفسير قتادة بن دعامة: قوله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾: نفسه، يعني: إذا قرأ[[علقه يحيى بن سلام ١/٣٨٣.]]. (ز)
٥١٠٤٢- عن الحسين بن واقد -من طريق علي بن الحسن- في قوله: ﴿إذا تمنى﴾، قال: إذا أتاه[[ذكر محققه أنه هكذا في الأصل، وأن الصواب: «إذا تلا».]][[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٣٧٦.]]. (ز)
٥١٠٤٣- قال محمد بن السائب الكلبي: إذا حدَّث نفسه[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٣٨٣.]]. (ز)
٥١٠٤٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى﴾ يعني: إذا حدَّث نفسه ﴿ألقى الشيطان في أمنيته﴾ يعني: في حديثه. مثل قوله: ﴿ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ [البقرة:١٧٨]، يقول: إلا ما يُحَدَّثوا عنها، يعني: التوراة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٣٢.]]٤٥٠١. (ز)
﴿فَیَنسَخُ ٱللَّهُ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ ثُمَّ یُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٥٢﴾ - تفسير
٥١٠٤٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿فينسخ الله ما يلقي الشيطان﴾: فيُبْطِل الله ما ألقى الشيطان[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦١١.]]. (ز)
٥١٠٤٦- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فينسخ الله﴾: ينسخ جبريل بأمر الله ما ألقى الشيطانُ على لسان النبي ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١٦/٦١١ من طريق عبيد. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٣٢)
٥١٠٤٧- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد المدني-: أنزل الله -تبارك وتعالى- عليه- وكان به رحيمًا- يُعَزِّيه، ويُخفِّض عليه الأمر، ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبي تمنى كما تمنى، ولا أحب كما أحب، إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته كما ألقى على لسانه ﷺ، فنسخ الله ما ألقى الشيطان، وأحكم آياته، أي: فأنت كبعض الأنبياء والرسل. فأنزل الله: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ الآية. فأذهب الله عن نبيِّه الحزن، وأَمَّنه مِن الذي كان يخاف، ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه مِن ذكر آلهتهم أنها الغرانيق العلى، وأن شفاعتهن ترتضى. يقول الله حين ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، إلى قوله: ﴿وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى﴾ [النجم:٢٦]، أي: فكيف تنفع شفاعة آلهتكم عنده؟![[أخرجه ابن جرير ١٦/٦٠٤، وتقدم مطولًا في نزول الآية.]]. (ز)
٥١٠٤٨- قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ النبيَّ ﷺ كان يقرأ في الصلاة عند مقام إبراهيم ﷺ، فنعس، فقال: «﴿أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى﴾، تلك الغرانيق العلى، عندها الشفاعة ترتجى». فلمّا سمع كُفّار مَكَّة أنّ لِآلهتهم شفاعةً فرِحوا، ثم رجع النبيُّ ﷺ فقال: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى﴾ [النجم:١٩-٢٢]، فذلك قوله سبحانه: ﴿فينسخ الله ما يلقي الشيطان﴾ على لسان محمد ﷺ، ﴿ثم يحكم الله آياته﴾ مِن الباطل الذي يُلقي الشيطانُ على لسان محمد ﷺ، ﴿والله عليم حكيم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٣٢.]]. (ز)
﴿فَیَنسَخُ ٱللَّهُ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ ثُمَّ یُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٥٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥١٠٤٩- عن يونس بن عبيد، قال: كتب رجل إلى الحسن [البصري] يشكو الوسوسة، فكتب الحسنُ: أن ما استطاعت الأنبياء أن يمتنعوا من الوسوسة، وقد ذكر الله -جلَّ ذِكْرُه- قال: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾، ولن تَضُرَّك الوسوسةُ ما لم تعمل بها[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٣٧٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.