الباحث القرآني
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ خَرَجُوا۟﴾ - تفسير
٩٧٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في الآية، قال: كانوا من أهل قرية يُقال لها: داوَرْدان[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٥ (٢٤٠٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/١١٥)
٩٧٦٢- عن أبي صالح [باذام]، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٥ (عَقِب ٢٤٠٩).]]. (ز)
٩٧٦٣- عن أبي مالك [غزوان الغفاري] -من طريق السُّدِّيِّ- قال: كانت قريةً يُقال لها: داوَرْدان. قريب من واسِط[[أخرجه ابن جرير في تاريخه ١/٤٥٨، وابن أبي حاتم ٢/٤٥٧ (٢٤٢٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/١١٥)
٩٧٦٤- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط-، نحو ذلك[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٦، وعلقه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٥ (عقب ٢٤٠٩).]]. (ز)
٩٧٦٥- عن ابن جُرَيْج، قال: سألتُ عطاء [بن أبي رباح]: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف﴾. قال: مَثَلٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٥ (٢٤٠٩).]]. (ز)
٩٧٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهُمْ﴾ من بني إسرائيل، ... خرجوا من ديارهم، وهي قريةٌ تُسَمّى: دامَرْدان[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٢. كذا في المطبوع، وقد يكون مُصَحَّفا مِن: داوردان.]]. (ز)
٩٧٦٧- عن سعيد بن عبد العزيز، في قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين أخرجوا من ديارهم﴾، قال: هم من أذْرِعات[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٥.]]. (٣/١١٦)
﴿مِن دِیَـٰرِهِمۡ﴾ - تفسير
٩٧٦٨- عن أبي مالك [غزوان الغفاري] -من طريق السدي- في قوله: ﴿من ديارهم﴾، يعني: منازلهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٦ (٢٤١٢).]]. (ز)
﴿وَهُمۡ أُلُوفٌ﴾ - تفسير
٩٧٦٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَيْر- في قوله: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾، قال: كانوا أربعةَ آلاف[[أخرجه وكيع في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير ١/٦٦١-، وابن جرير ٤/٢١٤، والحاكم ٢/٢٨١. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر.]]. (٣/١١٥)
٩٧٧٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عِكْرِمَة- في الآية، قال: كانوا أربعة آلاف[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٦ (٢٤١٣). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٩٣٣. (٣/١١٥)
٩٧٧١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في الآية، قال: كانوا أربعين ألفًا وثمانية آلاف[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/١٢٠)
٩٧٧٢- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق علي بن الحَكَم- قوله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف﴾، فالألوف: كثرة العدد[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٩ (٢٤٢٦). وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٠٣ بلفظ: كانوا عددًا كبيرًا.]]. (ز)
٩٧٧٣- عن أبي صالح [باذام] -من طريق إسماعيل- في الآية، قال: كانوا تسعة آلاف[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٦.]]. (٣/١١٦)
٩٧٧٤- عن أبي مالك [غزوان الغفاري] -من طريق السدي- قال: كانوا بضعة وثلاثين ألفًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٦ (٢٤١٥).]]. (٣/١١٥)
٩٧٧٥- قال عطاء بن أبي رباح: سبعون ألفًا[[تفسير الثعلبي ٢/٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٣.]]. (ز)
٩٧٧٦- عن وهْب بن مُنَبِّه: أنّهم كانوا أربعة آلاف[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/١١٩)
٩٧٧٧- عن إسماعيل السُّدِّي-من طريق أسباط- قال: ... هم بضعة وثلاثون ألفًا[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٨.]]. (ز)
٩٧٧٨- عن عطاء الخراساني -من طريق عبد الرحمن بن عَوْسَجَة- ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف﴾، قال: كانوا ثلاثة آلاف، أو أكثر[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٨.]]. (ز)
٩٧٧٩- وقال أبو رَوْق: عشرة آلاف[[تفسير الثعلبي ٢/٢٠٣.]]. (ز)
٩٧٨٠- وقال الكَلْبِيُّ -من طريق مَعْمَر-: كانوا ثمانية آلاف[[أخرجه عبد الرزاق ١/٩٧. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٤٤-.]]. (ز)
٩٧٨١- وعن مقاتل بن سليمان، مثله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٢. وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٣ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
٩٧٨٢- وقال ابن جُرَيْج: أربعون ألفًا[[تفسير الثعلبي ٢/٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٣.]]. (ز)
٩٧٨٣- عن الحجاج بن أرْطَأَةَ، قال: كانوا أربعة آلاف[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٦.]]٩٣٤. (ز)
٩٧٨٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- قال: ﴿وهم ألوف﴾، ليست الفُرْقَة أخرجتهم كما يُخْرَج للحرب والقتال، قلوبُهم مُؤْتَلِفَةٌ[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٢٠.]]٩٣٥. (٣/١٢٠)
﴿حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ﴾ - تفسير
٩٧٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾، قال: خرجوا فِرارًا من الطاعون، وقالوا: نأتي أرضًا ليس بها موت[[أخرجه وكيع في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير١/٦٦١-، وابن جرير ٤/٢١٤، والحاكم ٢/٢٨١. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر. وزاد ابن جرير: فتلا هذه الآية: ﴿إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾.]]. (٣/١١٥)
٩٧٨٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في الآية، قال: خرجوا فارِّين من الطّاعُونِ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٦ (٢٤١٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/١١٥)
٩٧٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوْفِيِّ- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾، يقول: عددٌ كثيرٌ خرجوا فرارًا من الجهاد في سبيل الله[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٥، ٤٢٤، وابن أبي حاتم ٢/٤٥٦ (٢٤١٧). وفي لفظ عند ابن جرير: فرارًا من عَدُوِّهم.]]. (٣/١١٩)
٩٧٨٨- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق علي بن الحكم-: ... خرجوا فرارًا من الجهاد في سبيل الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٩ (٢٤٢٦).]]. (ز)
٩٧٨٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق قتادة-: فَرُّوا من القتال[[أخرجه عبد الرزاق ١/٩٧.]]. (ز)
٩٧٩٠- عن الحسن البصري -من طريق حَمّاد بن عثمان- في الآية، قال: هم قوم فَرُّوا من الطاعون[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد.]]. (٣/١١٨)
٩٧٩١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديرهم وهم ألوف حذر الموت﴾، قال: فَرُّوا من الطّاعون[[أخرجه عبد الرزاق ١/٩٧. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٤٤-.]]. (ز)
٩٧٩٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قول الله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾، قال: أجْلاهم الطّاعونُ، فخَرَجَ منهم الثلثُ، وبقي الثلثان، ثم أصابهم أيضًا فخرج الثلثان، وبقي الثلث، ثم أصابهم أيضًا فخرجوا كلُّهم، فأماتهم الله عقوبة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٧ (٢٤١٩).]]. (ز)
٩٧٩٣- عن عمرو بن دينار -من طريق ابن أبي نَجِيح-: أنّهم خرجوا من قريتهم فِرارًا من الطاعون[[سيأتي تخريجه مع نصه كاملًا.]]. (ز)
٩٧٩٤- عن مَطَر [الورّاق]: أنّهم فَرُّوا من الجهاد[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٦ (عقب ٢٤١٧).]]. (ز)
٩٧٩٥- وقال مقاتل= (ز)
٩٧٩٦- والكلبي: إنّما فَرُّوا من الجهاد[[تفسير الثعلبي ٢/٢٠٢-٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٢-٢٩٣.]]. (ز)
٩٧٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾، يعني: حذر القتل[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٢.]]. (ز)
٩٧٩٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمَة- قال: بلغني: أنّه كان مِن حديثهم أنّهم خرجوا فِرارًا من بعض الأَوْباء؛ من الطاعون، أو مِن سَقَمٍ كان يصيب الناس، حَذَرًا من الموت[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٩.]]. (ز)
﴿فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُوا۟ ثُمَّ أَحۡیَـٰهُمۡۚ﴾ - تفسير
٩٧٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: ... حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا، قال لهم الله: موتوا. فمَرَّ عليهم نبيٌّ من الأنبياء، فدعا ربَّه أن يحييهم حتى يعبدوه، فأحياهم[[أخرجه وكيع في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير١/٦٦١-، وابن جرير ٤/٢١٤، والحاكم ٢/٢٨١. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر. وزاد ابن جرير: فتلا هذه الآية: ﴿إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾.]]. (٣/١١٥)
٩٨٠٠- عن أشْعَث بن أسْلَم البصري، قال: بينا عمر يصلي ويهودِيّان خلفه؛ قال أحدُهما لصاحبه: أهو هو؟ فلَمّا انفَتَل عمر، قال: أرأيت قول أحدِكما لصاحبه: أهو هو؟ قالا: إنّا نَجِدُه في كتابنا قَرْنًا مِن حديد، يُعْطى ما يُعْطى حِزْقِيلُ الذي أحيى الموتى بإذن الله. فقال عمر: ما نَجِدُ في كتاب الله حِزْقِيلَ، ولا أحْيى الموتى بإذن الله إلا عيسى. قالا: أما تَجِدُ في كتاب الله: ﴿ورسلا لم نقصصهم عليك﴾؟ [النساء:١٦٤] فقال عمر: بلى. قالا: وأما إحياءُ الموت فسنُحَدِّثُك، إنّ بني اسرائيل وقع عليهم الوباء، فخرج منهم قوم، حتى إذا كانوا على رأس مِيلٍ أماتهم الله، فبَنَوْا عليهم حائِطًا، حتى إذا بَلِيَتْ عظامُهم بعث الله حِزْقِيلَ، فقام عليهم، فقال ما شاء الله، فبعثهم الله له؛ فأنزل الله في ذلك: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير في تفسيره ٤/٤١٥-٤١٦، وفي تاريخه ١/٤٥٩.]]. (٣/١١٧)
٩٨٠١- قال مجاهد بن جبر -من طريق منصور بن المُعْتَمِر-: إنّهم قالوا حين أُحْيُوا: سبحانك اللَّهُمَّ ربنا وبحمدك، لا إله إلا أنت. فرجعوا إلى قومهم، وعاشوا دهرًا طويلًا وسُحْنَةُ الموت على وُجوههم، لا يلبسون ثوبًا إلا عاد دَسِمًا[[يقال: دسم الشيء دسومة ودسَما، إذا كان ذا دسم وعلاه الوسخ والقذر، فهو دسِم. المعجم الوسيط (دسم).]] مثل الكَفَن، حتى ماتوا لآجالهم التي كُتِبَتْ لهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٨ (٢٤٢١) مختصرًا. وانظر: تفسير الثعلبي ٢/٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٣.]]. (ز)
٩٨٠٢- عن أبي مالك [غزوان الغفاري] -من طريق السُّدِّيِّ- في الآية، قال: كانت قريةٌ يُقال لها: داوَرْدانُ. قريب من واسِط، فوقع فيهم الطاعون، فأقامت طائفة، وهربت طائفة، فوقع الموت في مَن أقام، وسلِم الذين أجْلَوْا[[أجلوا: أي خرجوا، من الجلاء، وهو الخروج. اللسان (جلا).]]، فلمّا ارتفع الطاعونُ رجعوا إليهم، فقال الذين بقُوا: إخوانُنا كانوا أحزمَ منا، لو صنَعْنا كما صنعوا سلِمْنا، ولئِن بقِينا إلى أن يَقَعَ الطاعونُ لَنَصْنَعَنَّ كما صنعوا. فوقع الطاعونُ من قابِلٍ، فخرجوا جميعًا؛ الذين كانوا أجْلَوْا، والذين كانوا أقاموا، وهم بضعةٌ وثلاثون ألفًا، فساروا حتى أتَوْا واديًا فَيْحًا[[أي: واسعًا. اللسان (فيح).]]، فنزلوا فيه، وهو بين جبلين، فبعث الله إليهم مَلَكَيْن؛ مَلَكًا بأعلى الوادي، وملكًا بأسفله، فناداهم٩٣٦: أن مُوتوا. فماتوا، فمكَثوا ما شاء الله، ثم مرَّ بهم نبيٌّ يقال له: حِزْقِيلُ. فرأى تلك العظام، فوقف مُتَعَجِّبًا لكثرة ما يرى منهم، فأوحى الله إليه أن نادِ: أيَّتُها العظام، إنّ الله أمركِ أن تجتمعي. فاجتمعتِ العظامُ من أعلى الوادي وأدناه، حتى التَزَقَ بعضُها ببعض، كلُّ عظمٍ من جَسَدٍ التَزَقَ بجسده، فصارت أجسادًا من عظام، لا لحم ولا دم، ثم أوحى اللهُ إليه أن نادِ: أيَّتُها العظام، إنّ الله يأمرك أن تكتسي لحمًا. فاكتست لحمًا، ثم أوحى الله إليه أن نادِ: أيَّتُها الأجسادُ، إنّ الله يأمرك أن تقومي. فبُعِثوا أحياء، فرجعوا إلى بلادهم، فأقاموا لا يلبسون ثوبًا إلا كان عليهم كفنًا دَسِمًا، يعرفهم أهل ذلك الزمان أنهم قد ماتوا، ثم أقاموا حتى أتت عليهم آجالهم بعد ذلك[[أخرجه ابن جرير في تاريخه ١/٤٥٨-٤٥٩، وابن أبي حاتم ٢/٤٥٧-٤٥٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٣/١١٥)
٩٨٠٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-، نحوه. وزاد فيه: أن موتوا. فماتوا، حتى إذا هلكوا وبَلِيَتْ أجسادُهم مَرَّ بهم نبيٌّ يُقال له: حِزْقِيل. فلمّا رآهم وقف عليهم، فجعل يتفكر فيهم، ويلوي شِدْقَيْهِ وأصابعه، فأوحى الله إليه: يا حِزْقِيل، أتريد أن أريك فيهم كيف أحييهم؟ قال: وإنما كان تفكره أنّه تَعَجَّب من قدرة الله عليهم، فقال: نعم. فقيل له: نادِ: أيتها العظام. والباقي نحوه[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٦، وابن أبي حاتم ٢/٤٥٨ (٢٤٢٢).]]. (ز)
٩٨٠٤- عن الحسن البصري -من طريق حَمّاد بن عثمان- في الآية، قال: هم قوم فرُّوا من الطاعون، فأماتهم اللهُ قبل آجالهم عقوبةً ومَقْتًا، ثم أحياهم ليُكْمِلُوا بقيَّةَ آجالِهم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد.]]. (٣/١١٨)
٩٨٠٥- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق-: أنّ كالب بن يُوفَنّا لَمّا قبضه الله بعد يُوشَعَ؛ خلف في بني إسرائيل حِزْقِيلُ بن بُوزِي، وهو ابنُ العجوز، وإنما سُمِّي ابن العجوز لأنّها سألت الله الولدَ وقد كَبِرَتْ، فوَهَبَهُ لها، وهو الذي دعا للقوم الذين ذكر الله في كتابه في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٨-٤١٩.]]. (٣/١١٨)
٩٨٠٦- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: أصاب ناسًا من بني إسرائيل بلاءٌ وشِدَّةٌ من الزمان، فشَكَوْا ما أصابهم، وقالوا: يا ليتنا قد مِتْنا فاسْتَرَحْنا مِمّا نحن فيه. فأوحى الله إلى حِزْقِيل: أن قومك صاحوا من البلاء، وزعموا أنهم ودُّوا لو ماتوا واستراحوا، وأيُّ راحةٍ لهم في الموت، أيظنون أنِّي لا أقدِر على أن أبعثهم بعد الموت؟ فانطَلِقْ إلى جَبّانةِ كذا وكذا؛ فإنّ فيها أربعة آلاف -قال وهب: وهم الذين قال الله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾-، فقُمْ فنادِ فيهم. وكانت عظامُهم قد تفرَّقَتْ كما فرَّقَتْها الطيرُ والسباع، فنادى حِزْقِيل: أيَّتُها العظام، إنّ الله يأمرُكِ أن تجتمعي. فاجتمع عظامُ كلِّ إنسان منهم معًا، ثم قال: أيتها العظام، إنّ الله يأمُرُكِ أن يَنبُتَ العَصَبُ والعَقِبُ. فتَلازَمَتْ، واشْتَدَّتْ بالعَصَب والعَقِب، ثم نادى حِزْقيل، فقال: أيتها العظام، إنّ الله يأمرك أن تكتسي اللحم. فاكْتَسَتِ اللحمَ، وبعد اللحمِ جلدًا، فكانت أجسادًا، ثم نادى حِزقيل الثالثة، فقال: أيتها الأرواح، إنّ الله يأمركِ أن تعودي في أجسادك. فقاموا بإذن الله، فكبَّروا تكبيرة رجل واحد[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٩٣٧. (٣/١١٩)
٩٨٠٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾، قال: مَقَتَهم اللهُ على فرارهم من الموت؛ فأماتهم الله عقوبةً، ثم بعثهم إلى بقية آجالهم لِيَسْتَوْفُوها، ولو كانت آجالُ القوم جاءت ما بُعِثوا بعد موتهم[[أخرجه ابن جرير ٤/٤٢٢. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٤٤-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرج عبد الرزاق ١/٩٧ نحوه مختصرًا من طريق مَعْمَر.]]٩٣٨. (٣/١١٧)
٩٨٠٨- عن عمرو بن دينار -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾، قال: وقع الطاعونُ في قريتهم، فخرج أُناسٌ، وبقي أُناس، فهلك الذين بَقُوا في القرية، وبقي الآخَرون. ثم وقع الطاعون في قريتهم الثانية، فخرج أناس، وبقي أناس، ومَن خرج أكثر ممن بقي، فنَجّى الله الذين خرجوا، وهلك الذين بقوا. فلمّا كانت الثالثة خرجوا بأجمعهم إلّا قليلًا، فأماتهم الله ودوابَّهم، ثم أحياهم، فرجعوا إلى بلادهم وقد توالدت ذريتهم ومن تركوا، وكثروا بها، حتى يقول بعضهم لبعض: من أنتم؟[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٢٤٠-، وابن جرير ٤/٤٢١، وابن أبي حاتم ٢/٤٥٨ (٢٣١٩).]]. (ز)
٩٨٠٩- قال الكلبي: ... أماتهم الله، فمكثوا ثمانية أيام[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٤٤-.]]. (ز)
٩٨١٠- وقال الكلبيُّ: إنّما فَرُّوا من الجهاد، وذلك أنَّ مَلِكًا من ملوك بني إسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلى قتال عدُوِّهم، فخرجوا فعسكروا، ثم جَبنوا وكرهوا الموتَ واعتلّوا، وقالوا لملِكهم: إنّ الأرض التي نأتيها فيها الوباء؛ فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء. فأرسل الله تعالى عليهم الموتَ، فلمّا رَأَوْا أنّ الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فِرارًا من الموت، فلمّا رأى الملِك ذلك قال: اللهم ربَّ يعقوب وإله موسى، قد ترى معصية عبادك، فأرِهِم آيةً في أنفسهم، حتى يعلموا أنّهم لا يستطيعون الفرار منك. فلمّا خرجوا قال لهم الله: موتوا. عقوبةً لهم، فماتوا جميعًا وماتت دوابُّهم كموت رجل واحد، فأتى عليهم ثمانيةُ أيام حتى انتفخوا، وأَرْوَحَتْ أجسادُهم[[يقال: أرْوَح الماء وأراح إذا تغيرت ريحه، فمعنى قوله: «أروحت أجسادهم» أي: صارت لها رائحة كريهة. النهاية (روح).]]، فخرج إليهم الناسُ، فعجزوا عن دفنهم، فحَظَرُوا عليهم حظيرةً دون السباع، وتركوهم فيها، ... وقال الكلبي: هم كانوا قوم حِزْقِيل، أحياهم الله بعد ثمانية أيام، وذلك أنّه لما أصابهم ذلك خرج حِزْقِيل في طلبهم، فوجدهم مَوْتى، فبكى، وقال: يا ربِّ، كنتُ في قوم يحمدونك، ويُسَبِّحونك، ويُقَدِّسونك، ويُكَبِّرونك، ويُهَلِّلونك، فبَقِيتُ وحيدًا لا قوم لي. فأوحى الله تعالى إليه: أنِّي جعلت حياتَهم إليك. قال حزقيل: احْيُوا بإذن الله. فعاشوا[[تفسير الثعلبي ٢/٢٠٢-٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٢-٢٩٣.]]. (ز)
٩٨١١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهُمْ﴾ من بني إسرائيل ﴿أُلُوفٌ﴾ ثمانية آلاف ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾ يعني: حذر القتل. وذلك أنّ نبيهم حِزْقِيل بن دوم -وهو ذو الكِفْل بن دوم- نَدَبَهم إلى قتال عدُوِّهم، فأَبَوْا عَلَيْه جُبْنًا عن عدوِّهم، واعْتَلُّوا. فقالوا: إنّ الأرض التي نُبْعَثُ إليها لِنُقاتِلَ عدوَّنا هي أرضٌ يكون فيها الطاعونُ، فأرسل الله ﷿ عليهم الموتَ، فلَمّا رَأَوْا أنّ الموتَ كَثُر فيهم خرجوا من ديارهم فِرارًا من الموت، فلَمّا رأى ذلك حِزْقِيل قال: اللَّهُمَّ ربَّ يعقوب وإلهَ موسى، قد ترى معصيةَ عبادك، فأرِهم آيةً في أنفسهم، حتّى يعلموا أنّهم لن يستطيعوا فِرارًا منك. فأمهلهم الله ﷿ حتّى خرجوا من ديارهم -وهي قرية تُسَمّى: دامَرْدان-، فلَمّا خرجوا قال الله ﷿ لهم: ﴿فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا﴾ عبرةً لهم، فماتوا جميعًا وماتت دوابُّهم كموت رَجُل واحد ثمانية أيام، فخرج إليهم الناس، فعجزوا عن دفنهم، حتّى حَظَرُواْ[[يقال: حظر الرجل حظرًا إذا اتخذ حظيرة، وهي في الأصل: الموضع الذي يُحاط عليه لتأوِيَ إليه الغنمُ والإبل، يَقيهما البردَ والرّيح. النهاية، مادة (حظر).]] عليهم، وأَرْوَحَتْ أجسادُهم. ثُمَّ إنّ الله ﷿ أحياهم بعد ثمانية أيام، وبِهِنَّ نَتَنٌ شديد. ثُمَّ إنّ حِزْقِيل بكى إلى ربه ﷿، فقال: اللَّهُمَّ ربَّ إبراهيم وإلهَ موسى، لا تكن على عبادك الظلمة كأنفسهم، واذكر فيهم ميثاق الأولين. فسمع الله ﷿، فأمره أن يدعوهم بكلمة واحدة، فقاموا كقيام رجلٍ واحد كان وسْنانًا فاستيقظ. فذلك قوله ﷿: ﴿إنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلى النّاسِ ولكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٢. وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٠٢-٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٢-٢٩٣ نحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
٩٨١٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: بَلَغَنِي: أنّه كان مِن حديثهم أنّهم خرجوا فِرارًا من بعض الأوباء؛ من الطاعون، أو من سَقَمٍ كان يصيب الناس، حذرًا من الموت، وهم ألوف، حتى إذا نزلوا بصعيد من البلاد قال لهم الله: موتوا. فماتوا جميعًا، فَعَمَدَ أهلُ تلك البلاد فَحَظَرُواْ عليهم حَظِيرَةً دُونَ السِّباع، ثم تركوهم فيها، وذلك أنّهم كَثُروا عَنْ أن يُغَيَّبُوا، فمرت بهم الأزمان والدهور، حتى صاروا عِظامًا نَخِرَة، فمَرَّ بهم حِزْقِيل بن بُوزِي، فوقف عليهم، فتعجَّب لأمرهم، ودخلتْه رحمةٌ لهم، فقيل له: أتُحِبُّ أن يحييهم الله؟ فقال: نعم. فقيل له: نادِهم. فقال: أيَّتُها العظامُ الرميمُ التي قد رَمَتْ وبَلِيَتْ، لِيَرْجِعْ كلُّ عظمٍ إلى صاحبه. فناداهم بذلك، فنظر إلى العظام تَواثَبُ، يأخذ بعضُها بعضًا، ثم قيل له: قُل: أيُّها اللحم والعصب والجلد، اكْسُ العظامَ بإذن ربك. قال: فنظر إليها والعصبُ يأخذ العظام ثم اللحم والجلد والأشعار، حتى اسْتَوَوْا خَلْقًا ليست فيهم الأرواح، ثم دعا لهم بالحياة، فتَغَشّاه من السماء شيءٌ كَرَبَه[[أي: سبّب له الكرب، وهو الضّيق والحزن. النهاية (كرب).]] حتى غُشِي عليه منه، ثم أفاق والقوم جلوسٌ يقولون: سبحان الله! سبحان الله! قد أحياهم الله[[أخرجه ابن جرير ٤/٤١٩.]]٩٣٩. (ز)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَشۡكُرُونَ ٢٤٣﴾ - تفسير
٩٨١٣- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿ولَكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾، قال: إنّ المؤمن لَيَشْكُرُ نِعَم الله عليه وعلى خلقه. وذُكِرَ لنا أنّ أبا الدرداء كان يقول: يا رُبَّ شاكرِ نِعْمَةِ غيرِه ومُنْعَمٌ عليه لا يَدْرِي، ويا رُبَّ حاملِ فِقْهٍ غيرِ فقيه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٥٩ (٢٤٢٥).]]. (ز)
٩٨١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلى النّاسِ ولَكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ ربَّ هذه النعمة حين أحياهم بعد ما أراهم عقوبته. ثُمَّ أمرهم ﷿ أن يرجعوا إلى عدوِّهم فيجاهدوا، فذلك قوله: ﴿مُوتُوا ثُمَّ أحْياهُمْ إنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلى النّاسِ﴾ أنّه أحياهم بعد ما أماتهم، ﴿ولكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٠٢. وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٠٢-٢٠٣، وتفسير البغوي ١/٢٩٢-٢٩٣ نحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.