الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ﴾
[٢٤٠٩] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ، ثَنا عَبْدُ الحَمِيدِ الحِمّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ يَعْنِي: أبا عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾ قالَ: كانُوا مِن أهْلِ قَرْيَةٍ يُقالُ لَها: داوِرْدانُ، ورُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، نَحْوُ ذَلِكَ، وزادَ السُّدِّيُّ: داوِرْدانُ قَبْلَ واسِطٍ ورُوِيَ عَنْ أبِي صالِحٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
[٢٤١٠] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا هِشامُ بْنُ خالِدٍ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شابُورَ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ، يَقُولُ: في قَوْلِ اللَّهِ: ﴿الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ﴾ قالَ: هم مِن أذْرِعاتٍ.
الوَجْهُ الثّانِي:
[٢٤١١] حَدَّثَنا الحُسَيْنُ بْنُ الحَسَنِ، ثَنا إبْراهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهَرَوِيُّ، أنْبَأ حَجّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: سَألْتُ عَطاءً: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ﴾ قالَ: مَثَلٌ.
(p-٤٥٦)[٢٤١٢] حَدَّثَنا مُوسى بْنُ أبِي مُوسى الخَطْمِيُّ، ثَنا هارُونُ بْنُ حاتِمٍ، ثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أبِي مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿مِن دِيارِهِمْ﴾ يَعْنِي: مَنازِلَهم.
قَوْلُهُ: ﴿وهم أُلُوفٌ﴾
[٢٤١٣] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ، ثَنا عَبْدُ الحَمِيدِ الحِمّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ أبِي عُمَرَ الخَزّازِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قَوْلُهُ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾ قالَ: كانُوا أرْبَعَةَ آلافٍ.
الوَجْهُ الثّانِي:
[٢٤١٤] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا بُكَيْرُ بْنُ الأسْوَدِ العائِذِيُّ، ثَنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الكِنْدِيُّ، ثَنا إسْماعِيلُ، عَنْ أبِي صالِحٍ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ﴾ قالَ: كانُوا تِسْعَةَ آلافٍ.
الوَجْهُ الثّالِثُ:
[٢٤١٥] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ القَطّانُ، ثَنا عَمْرٌو العَنْقَزِيُّ، ثَنا أسْباطٌ، عَنْ أبِي مالِكٍ، في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ﴾ قالَ: كانُوا بِضْعَةً وثَلاثِينَ ألْفًا.
قَوْلُهُ: ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾
[٢٤١٦] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ، ثَنا أبُو يَحْيى عَبْدُ الحَمِيدِ الحِمّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ أبِي عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾ قالَ: كانُوا أرْبَعَةَ آلافٍ خَرَجُوا فارِّينَ مِنَ الطّاعُونِ.
الوَجْهُ الثّانِي:
[٢٤١٧] أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ فِيما كَتَبَ إلَيَّ، حَدَّثَنِي أبِي، ثَنا عَمِّيَ الحُسَيْنُ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قَوْلُهُ: ﴿حَذَرَ المَوْتِ﴾ فِرارًا مِن عَدُوِّهِمْ، ورُوِيَ عَنِ الضَّحّاكِ، ومَطَرٍ، أنَّهم فَرُّوا مِنَ الجِهادِ.
(p-٤٥٧)[٢٤١٨] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا يَحْيى بْنُ المُغِيرَةِ، ثَنا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسافٍ، في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾ قالَ: كانُوا ناسًا مِن بَنِي إسْرائِيلَ، إذا وقَعَ الوَجَعُ، ذَهَبَ أغْنِياؤُهم وأشْرافُهُمْ، وأقامَ سَفِلَتُهم وفُقَراؤُهُمْ، فاسْتَحَرَّ المَوْتُ عَلى هَؤُلاءِ الَّذِينَ أقامُوا ولَمْ يُصِبِ الآخَرِينَ شَيْءٌ فَلَمّا كانَ عامٌ مِن تِلْكَ الأعْوامِ قالُوا: إنْ أقَمْنا كَما أقامُوا، هَلَكْنا كَما هَلَكُوا، وقالَ هَؤُلاءِ: لَوْ صَنَعْنا كَما صَنَعُوا نَجَوْنا، فَأجْمَعُوا في عامٍ أنْ يَفِرُّوا كُلُّهم.
[٢٤١٩] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا صَفْوانُ، ثَنا الوَلِيدُ، ثَنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾ قالَ: أجْلاهُمُ الطّاعُونُ، فَخَرَجَ مِنهُمُ الثُّلُثُ، وبَقِيَ الثُّلُثانِ ثُمَّ أصابَهم أيْضًا فَخَرَجَ الثُّلُثانِ، وبَقِيَ الثُّلُثُ، ثُمَّ أصابَهم أيْضًا فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ، فَأماتَهُمُ اللَّهُ عُقُوبَةً.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْياهُمْ﴾
[٢٤٢٠] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ القَطّانُ، ثَنا عَمْرٌو العَنْقَزِيُّ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أبِي مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْياهُمْ﴾ قالَ: كانَتْ قَرْيَةٌ يُقالُ لَها داوِرْدانُ، قَرِيبٌ مِن واسِطٍ، فَوَقَعَ فِيهِمُ الطّاعُونُ، فَأقامَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ، وهَرَبَتْ طائِفَةٌ، فَأُجْلُوا عَنِ القَرْيَةِ، ووَقَعَ المَوْتُ فِيمَن أقامَ مِنهم وأسْرَعَ فِيهِمْ، وسَلِمَ الآخَرُونَ الَّذِينَ كانُوا أُجْلُوا عَنْها، حَتّى إذا ارْتَفَعَ الطّاعُونُ عَنْهُمْ، رَجَعُوا إلَيْهِمْ، فَقالَ الَّذِينَ بَقُوا: إخْوانُنا هَؤُلاءِ كانُوا أحْزَمَ مِنّا، فَلَوْ كُنّا صَنَعْنا كَما صَنَعُوا، سَلِمْنا، ولَئِنْ بَقِينا حَتّى يَقَعَ الطّاعُونُ، لَنَصْنَعَنَّ مِثْلَ صَنِيعِهِمْ. فَلَمّا أنْ كانَ مِن قابِلٍ، وقَعَ الطّاعُونُ، فَخَرَجُوا جَمِيعًا - الَّذِينَ كانُوا أُجْلُوا، والَّذِينَ كانُوا أقامُوا - وهم بِضْعَةٌ وثَلاثُونَ ألْفًا، فَسارُوا حَتّى أتَوْا وادِيًا فَيْحاءَ، فَنَزَلُوا فِيهِ وهو بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَبَعَثَ اللَّهُ إلَيْهِمْ مَلَكَيْنِ، مَلَكًا بِأعْلى الوادِي، ومَلَكًا بِأسْفَلِهِ، فَنادَوْهم أيْ مُوتُوا، فَماتُوا. فَمَكَثُوا ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، يُدْعى: حِزْقِلٌ، فَرَأى تِلْكَ العِظامَ، فَوَقَفَ مُتَعَجِّبًا، لِكَثْرَةِ ما يَرى مِنها، فَأوْحى اللَّهُ إلَيْهِ أنْ نادِ: أيَّتُها العِظامُ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكِ أنْ تَجْتَمِعِي، فاجْتَمَعَتِ العِظامُ مِن أقْصى الوادِي، وأدْناهُ، فالتَزَقَ بَعْضُها بِبَعْضٍ كُلُّ عَظْمٍ مِن (p-٤٥٨)جَسَدٍ، التَزَقَ بِجَسَدِهِ، فَصارُوا أجْسادًا مِن عِظامٍ، لَيْسَ لَحْمٌ ولا دَمٌ، ثُمَّ أوْحى اللَّهُ إلَيْهِ: نادِي: أيَّتُها العِظامُ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكِ أنْ تَكْتَسِي لَحْمًا، ثُمَّ أوْحى إلَيْهِ: نادِي: أيَّتُها الأجْسادُ، إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكِ أنْ تَقُومِي. فَبُعِثُوا أحْياءً.
[٢٤٢٢] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ القَطّانُ، ثَنا العَنْقَزِيُّ، ثَنا أسْباطٌ، عَنْ مَنصُورٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: وكانَ كَلامُهم حِينَ بُعِثُوا: أنْ قالُوا سُبْحانَكَ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، لا إلَهَ إلّا أنْتَ.
ثُمَّ رَجَعَ إلى حَدِيثٍ السُّدِّيِّ، عَنْ أبِي مالِكٍ قالَ: ثُمَّ رَجَعُوا إلى بِلادِهِمْ، فَكانُوا لا يَلْبَسُونَ ثَوْبًا، إلّا كانَ عَلَيْهِمْ كَفَنًا دَسَمًا، يَعْرِفُهم أهْلُ ذَلِكَ الزَّمانِ، أنَّهم قَدْ ماتُوا، ثُمَّ رَجَعُوا إلى بِلادِهِمْ، فَأقامُوا حَتّى أتَتْ عَلَيْهِمْ آجالُهُمْ، بَعْدَ ذَلِكَ.
[٢٤٢٢] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، بِنَحْوِهِ وزادَ فِيهِ: أنْ مُوتُوا، فَماتُوا حَتّى إذا هَلَكُوا وبَلِيَتْ أجْسادُهُمْ، مَرَّ بِهِمْ نَبِيٌّ يُقالُ لَهُ هِزْقِلٌ، فَلَمّا رَآهم وقَفَ عَلَيْهِمْ وجَعَلَ يَتَفَكَّرُ بِهِمْ ويَلْوِي شِدْقَهُ وأصابِعَهُ. فَأوْحى اللَّهُ إلَيْهِ: يا هِزْقِلُ: أتُرِيدُ أنْ أُرِيَكَ كَيْفَ أُحْيِيِهِمْ؟ وإنَّما كانَ تَفَكُّرُهُ؛ لِأنَّهُ تَعَجَّبَ مِن قُدْرَةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَقالَ نَعَمْ. فَقِيلَ لَهُ: نادِ: أيَّتُها العِظامُ. والباقِي نَحْوُهُ.
[٢٤٢٣] حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قَوْلُهُ: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ﴾ قالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينارٍ يَقُولُ: وقَعَ الطّاعُونُ في قَرْيَتِهِمْ، فَخَرَجَ وبَقِيَ أُناسٌ، ومَن خَرَجَ أكْثَرُ مِمَّنْ بَقِيَ، فَنَجّى اللَّهُ الَّذِينَ خَرَجُوا، وهَلَكَ الَّذِينَ بَقُوا. فَلَمّا كانَتِ الثّانِيَةُ خَرَجُوا بِأجْمَعِهِمْ إلّا قَلِيلًا، فَأماتَهُمُ اللَّهُ ودَوابَّهُمْ، ثُمَّ أحْياهُمْ، فَتَراجَعُوا إلى بَلَدِهِمْ، وقَدْ تَوالَدَتْ ذُرِّيَّتُهم ومَن تَرَكُوا، فَكَثُرُوا.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلى النّاسِ ولَكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾
[٢٤٢٤] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا أحْمَدُ بْنُ أبِي الحَوارِيِّ، ثَنا رَباحٌ، ثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمانَ، ثَنا مُوسى بْنُ أبِي الصَّبّاحِ، في قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿إنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلى النّاسِ﴾ (p-٤٥٩)قالَ: إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ يُؤْتى بِأهْلِ وِلايَةِ اللَّهِ، فَيَقُومُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثَلاثَةَ أصْنافٍ، قالَ: فَيُؤْتى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الأوَّلِ، فَيَقُولُ: عَبْدِي لِماذا عَمِلْتَ؟ فَيَقُولُ: يا رَبِّ خَلَقْتَ الجَنَّةَ وأشْجارَها وثِمارَها وأنْهارَها وجَوْزَها ونَعِيمَها وما أعْدَدْتَ لِأهْلِ طاعَتِكَ فِيها، فَأسْهَرْتُ لَيْلِي وأظْمَأْتُ نَهارِي، شَوْقًا إلَيْها. قالَ: فَيَقُولُ: عَبْدِي إنَّما عَمِلْتَ لِلْجَنَّةِ فادْخُلْها، ومِن فَضْلِي عَلَيْكَ، أنْ أُعْتِقَكَ مِنَ النّارِ، قالَ: فَيَدْخُلُ هو ومَن مَعَهُ الجَنَّةَ. قالَ: ثُمَّ يُؤْتى بِالصِّنْفِ الثّانِي، قالَ: فَيَقُولُ: عَبْدِي لِماذا عَمِلْتَ؟ فَيَقُولُ: يا رَبِّ خَلَقْتَ نارًا وخَلَقْتَ أغْلالَها وسَعِيرَها وسَمُومَها ويَحْمُومَها وما أعْدَدْتَ لِأعْدائِكَ ولِأهْلِ مَعْصِيَتِكَ فِيها، فَأسْهَرْتُ لَيْلِي، وأظْمَأْتُ نَهارِي، خَوْفًا مِنها. فَيَقُولُ: عَبْدِي: إنَّما عَمِلْتَ خَوْفًا مِنَ النّارِ، فَإنِّي قَدْ أعْتَقْتُكَ مِنَ النّارِ، ومِن فَضْلِي عَلَيْكَ أُدْخِلُكَ جَنَّتِي، فَيَدْخُلُ هو ومَن مَعَهُ الجَنَّةَ قالَ: ثُمَّ يُؤْتى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الثّالِثِ: فَيَقُولُ: عَبْدِي لِماذا عَمِلْتَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي شَوْقًا إلَيْكَ وحُبًّا لَكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: عَبْدِي إنَّما عَمِلْتَ حُبًّا لِي وشَوْقًا لِي فَيَتَجَلّى لَهُ الرَّبُّ عَزَّ وجَلَّ ويَقُولُ: هاأنَذا، انْظُرْ إلَيَّ، ثُمَّ يَقُولُ: مِن فَضْلِي عَلَيْكَ أنْ أُعْتِقَكَ مِنَ النّارِ وأُبِيحَكَ جَنَّتِي وأُزِيرَكَ مَلائِكَتِي، وأُسَلِّمَ عَلَيْكَ بِنَفْسِي. فَيَدْخُلَ هو ومَن مَعَهُ الجَنَّةَ.
[٢٤٢٥] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا هِشامُ بْنُ خالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنا شُعَيْبُ بْنُ إسْحاقَ، ثَنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿ولَكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ قالَ: إنَّ المُؤْمِنَ لَيَشْكُرُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وعَلى خَلْقِهِ، وعَنْ قَتادَةَ، قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّ أبا الدَّرْداءِ كانَ يَقُولُ: يا رُبَّ شاكِرٍ نِعْمَةَ غَيْرِهِ ومُنْعَمٍ عَلَيْهِ لا يَدْرِي، ويا رُبَّ حامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ.
{"ayah":"۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ خَرَجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُوا۟ ثُمَّ أَحۡیَـٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَشۡكُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق