الباحث القرآني
﴿وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجۡنَ فَتَیَانِۖ قَالَ أَحَدُهُمَاۤ إِنِّیۤ أَرَىٰنِیۤ أَعۡصِرُ خَمۡرࣰاۖ وَقَالَ ٱلۡـَٔاخَرُ إِنِّیۤ أَرَىٰنِیۤ أَحۡمِلُ فَوۡقَ رَأۡسِی خُبۡزࣰا تَأۡكُلُ ٱلطَّیۡرُ مِنۡهُۖ نَبِّئۡنَا بِتَأۡوِیلِهِۦۤۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ٣٦﴾ - قراءات
٣٧٣٤١- عن عبد الله بن مسعود -من طريق محمد بن الحنفية- أنّه قرأ: (إنِّي أرانِي أعْصِرُ عِنَبًا). وقال: واللهِ، لقد أخذتُها مِن رسول الله ﷺ هكذا[[أخرجه البخاري في تاريخه ١/٢٧٤-٢٧٥ (٨٨٥) في ترجمة إبراهيم بن بشير الأنصاري، وابن جرير ١٣/١٥٤، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٢. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٦-. جميعهم دون قوله: وقال: واللهِ، لقد أخذتها من رسول الله ﷺ هكذا. وقال ابن حجر في الفتح ١٢/٣٨٢: «أخرجه بن أبي حاتم بسند حسن، وكأنه أراد التفسير». وهي قراءة شاذة. انظر: المحتسب ١/٣٤٣.]]. (٨/٢٥١)
٣٧٣٤٢- عن يحيى بن سلّام: قوله: ﴿أحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا﴾ في قراءة عبد الله بن مسعود: (ثَرِيدًا)، أي: قصعة مِن ثريد[[تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٦. وهي قراءة شاذة.]]. (ز)
﴿وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجۡنَ فَتَیَانِۖ﴾ - تفسير
٣٧٣٤٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿ودخل معه السجن فتيان﴾، قال: أحدُهما: خازنُ الملك على طعامه، والآخَرُ: ساقيه على شرابه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٤١.]]. (٨/٢٤٩)
٣٧٣٤٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٢ بلفظ: خباز الملك على طعامه، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤١. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٦- بلفظ: خباز الملك على طعامه.]]. (٨/٢٤٩)
٣٧٣٤٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ﴿ودخل معه السجن فتيان﴾: غَضِبَ الملِكُ على خبّازِه؛ بلغه أنّه يريد أن يَسُمَّه، فحبسه، وحبس الساقيَ، وظنَّ أنّه مالأه على السم[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٢، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٢-٢١٤٣.]]. (٨/١٩١)
٣٧٣٤٦- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال في قوله: ﴿ودخل معه السجن فتيان﴾، قال: غلامان كانا للملِك الأكبر الريّانِ بن الوليد؛ كان أحدُهما على شرابه، والآخر على بعض أمره، في سخطةٍ سخِطَها عليهما، اسم أحدِهما: مجلثُ، والآخر: نبو، ونبو الذي كان على الشراب، فلمّا رأياه قالا: يا فتى، واللهِ، لقد أحببناك حين رأيناك[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥١، ١٥٢، ١٥٣، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٢.]]. (٨/٢٤٩)
٣٧٣٤٧- قال مقاتل بن سليمان: كان يوسف في السجن يُؤنِس الحزين، ويُطَمْئِنُ الخائف، ويقوم على المريض، ويُعَبِّر لهم الرؤيا. ورُقِي إلى الملكِ أنّ غلامَه الخباز يريد أن يجعل في طعامه سُمًّا، ورقى إليه في غلامه الساقي مثل ذلك، فذلك قوله: ﴿ودخل معه السجن فتيان﴾ الخبّاز والساقي، اسم أحدهما: شرهم أقم، وهو الساقي، واسم الخباز: شرهم أشم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٣.]]٣٣٦٠. (ز)
﴿قَالَ أَحَدُهُمَاۤ إِنِّیۤ أَرَىٰنِیۤ أَعۡصِرُ خَمۡرࣰاۖ﴾ - تفسير
٣٧٣٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿إني أراني أعْصِرُ خمرًا﴾، قال: عِنَبًا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٥.]]. (٨/٢٥١)
٣٧٣٤٩- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿إني أراني أعصر خمرًا﴾، يقول: أعْصِر عِنَبًا، وهو بلغة أهل عمان، يسمُّون العِنَب: خمرًا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٥، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٢٥١)
٣٧٣٥٠- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿إني أراني أعصر خمرًا﴾، قال: هو بلغة أهل عمان[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٥٢)
٣٧٣٥١- قال مقاتل بن سليمان: قال أحدهما: ﴿إنِّي أراني﴾ في المنام كأني ﴿أعصر خمرا﴾ يعني: عِنَبًا. قال: كأنِّي دخلت البستانَ، فإذا فيه أصل كرم، وعليه ثلاث عناقيد، فكأنِّي أعصرهن، وأسقي المَلِك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٣.]]. (ز)
﴿وَقَالَ ٱلۡـَٔاخَرُ إِنِّیۤ أَرَىٰنِیۤ أَحۡمِلُ فَوۡقَ رَأۡسِی خُبۡزࣰا تَأۡكُلُ ٱلطَّیۡرُ مِنۡهُۖ﴾ - تفسير
٣٧٣٥٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقال الآخَر: إني أراني﴾ رأيتُ في المنام كأني ﴿أحمل فوق رأسي خبزا﴾ ثلاثَ سِلال، وأعلاهن جَفْنَةٌ مِن خبز ﴿فوق رأسي﴾ -مثل قوله: ﴿فاضربوا فوق الأعناق﴾ [الأنفال:١٢]، ومثل قوله: ﴿اجتثت من فوق الأرض﴾ [إبراهيم:٢٦] يعني: أعلى الأرض- ﴿تأكل الطير منه﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٣.]]. (ز)
﴿نَبِّئۡنَا بِتَأۡوِیلِهِۦۤۖ﴾ - تفسير
٣٧٣٥٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح-: أنّ يوسف قال لهما حين قالا له ذلك: أنشُدُكما اللهَ ألّا تُحِبّاني، فواللهِ، ما أحَبَّني أحدٌ قطُّ إلا دخل عَلَيَّ مِن حُبِّه بلاءٌ؛ لقد أحَبَّتني عَمَّتي فدخل عَلَيَّ مِن حُبِّها بلاءٌ، ثم أحبني أبي فدخل عَلَيَّ بحبِّه بلاءٌ، ثم أحبَّتني زوجةُ صاحبي هذا فدخل عليَّ بحُبِّها إيّاي بلاءٌ، فلا تُحِبّاني، بارك الله فيكما. فأبيا إلا حُبَّه وإلْفَه حيث كان، وجعلا يعجبهما ما يريان مِن فهمه وعقله، وقد كانا رأيا حين أُدخلا السجن رؤيا؛ فرأى مجلث أنّه يحمل فوق رأسه خبزًا تأكل الطير منه، ورأى نبو أنه يعصِرُ خمرًا، فاسْتَفْتَياه فيهما، وقالا له: ﴿نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٤، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٢.]]. (٨/٢٤٩)
٣٧٣٥٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: فلمّا دخل يوسفُ السجنَ قال: إنِّي أُعَبِّر الأحلام. فقال أحد الفتيين لصاحبه: هَلُمَّ، فلْنُجَرِّب قولَ هذا العبد العبراني. فتراءيا مِن غير أن يكونا رأيا شيئًا، ولكنهما خرصا، فعبَّر لهما يوسفُ خَرْصَهُما، فقال الساقي: رأيتُني أعصر خمرًا. وقال الخباز: رأيتني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٣، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٣.]]. (٨/١٩٢)
٣٧٣٥٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: اسْتَفْتَياه في رؤياهما، وقالا له: ﴿نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٨.]]٣٣٦١. (ز)
﴿بِتَأۡوِیلِهِۦۤۖ﴾ - تفسير
٣٧٣٥٦- عن مجاهد بن جبر، ﴿نبئنا بتأويله﴾، قال: عِبارَته[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٦ من طريق ابن أبي نجيح بلفظ: به. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٥١)
٣٧٣٥٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿نبئنا بتأويله﴾، يعني: تأويل ما رأينا[[تفسير مجاهد ص٣٩٦.]]. (ز)
٣٧٣٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿نبئنا بتأويله﴾، يقول: أخبِرنا بتفسير ما رأينا في المنام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٣.]]. (ز)
﴿إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ٣٦﴾ - تفسير
٣٧٣٥٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح-: ﴿نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين﴾ إن فعلتَ ...[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٤، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٢.]]. (٨/٢٤٩)
٣٧٣٦٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق سلمة بن نبيط- أنّه سُئِل عن قوله: ﴿إنا نراك من المحسنين﴾: ما كان إحسان يوسف؟ قال: كان إذا مرِض إنسانٌ في السجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكانُ أوْسَع له، وإذا احتاجَ جَمَعَ له[[أخرجه سعيد بن منصور (١١٢٤ - تفسير)، وابن جرير ١٣/١٥٦-١٥٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٣، والبيهقي في شعب الإيمان (٩٥٧٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ. وفي تفسير الثعلبي ٥/٢٤١، وتفسير البغوي ٤/٢٤١ نحوه، وزادا في آخره: وكان مع هذا يجتهد في العبادة، ويقوم الليل كله للصلاة.]]. (٨/٢٥٣)
٣٧٣٦١- عن قتادة بن دعامة -من طريق أبي بكر بن عبد الله- في قوله: ﴿إنا نراك من المحسنين﴾، قال: كان إحسانُه -فيما ذُكِر لنا- أنّه كان يُعزِّي حزينَهم، ويُداوي مريضَهم، ورأوا منه عبادًة واجتهادًا، فأحبُّوه. وقال: لَمّا انتهى يوسفُ إلى السجن وجد فيه قومًا قد انقَطَع رجاؤُهم، واشْتَدَّ بلاؤُهم، وطال حُزنُهم، فجعل يقول: أبشِروا، اصبِرُوا تُؤْجَروا، إنّ لِهذا أجرًا، إنّ لِهذا ثوابًا. فقالوا: يا فتى، بارك الله فيك، ما أحسن وجهكَ، وأحسن خَلْقَك، وأحسن خُلُقَك! لقد بُورك لنا في جِوارك، ما نُحِبُّ أنّا كُنّا في غير هذا منذ حُبِسنا؛ لِما تُخْبِرُنا مِن الأجر والكفّارة والطهارة، فمَن أنت، يا فتى؟ قال: أنا يوسف، ابن صَفِيِّ الله يعقوب، ابن ذبيح الله إسحاق، ابن خليل الله إبراهيم -عليهم الصلاة والسلام-. وكانت عليه مَحَبَّة، وقال له عامل السجن: يا فتى، واللهِ، لو استطعتُ لَخَلَّيْتُ سبيلَك، ولكن سأُحْسِن جِوارك، وأُحْسِنُ إسارَك، فكُن في أيِّ بيوت السِّجن شئت[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٧-١٥٨، وابن أبي حاتم ٧/٢١٤٣. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٦- مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٥٢)
٣٧٣٦٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنا نراك من المحسنين﴾، وكان إحسانُه في السجن أنّه كان يعودُ مرضاهم، ويُداويهم، ويُعَزِّي مكروبَهم، ورآه مُتَعَبِّدًا لربِّه، فهذا إحسانه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٣.]]. (ز)
٣٧٣٦٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ﴿نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين﴾ إن فعلتَ[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٥٨.]]٣٣٦٢. (ز)
﴿إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ٣٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٧٣٦٤- عن عبد الله بن عباس، قال: دعا يوسفُ لأهل السجن، فقال: اللَّهُمَّ، لا تُعَمِّ عليهم الأخبار، وهوِّن عليهم مَرَّ الأيام[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٥٢)
٣٧٣٦٥- عن عمرو بن دينار، قال: قال يوسف ﵇: ما لَقِيَ أحدٌ في الحُبِّ ما لَقِيتُ؛ أحَبَّني أبي فأُلْقِيتُ في الجُبِّ، وأحبَّتني امرأةُ العزيز فأُلْقِيتُ في السِّجن[[عزاه السيوطي إلى وكيع في الغُرر.]]. (٨/٢٥١)
٣٧٣٦٦- عن مقاتل بن سليمان: [أنّ يوسف ﵇ لَمّا سُجِن] قال له صاحِبُ السجن: مَن أنت؟ قال: ولِم تسألني: مَن أنا؟ قال: لأنِّي أُحِبُّك. قال: أعوذ بالله مِن حُبِّك، أحَبَّني والدي فلقيت من إخوتي ما لقيت، وأحبَّتني امرأةُ العزيز فلقيت مِن حبها ما لقيت، فلا حاجة لي في حُبِّ أحدٍ إلا في إلهي الذي في السماء. قال: أخبِرني مَن أنت؟ قال: أنا يوسف نبي الله، ابن يعقوب صفي الله، ابن إسحاق ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣٢.]]. (ز)
٣٧٣٦٧- عن عبد الصمد بن محمد العباداني، قال: سمعتُ أبي يقول: قال رجلٌ ليوسف: إنِّي أُحِبُّك. فقال له يوسف: لا أريد أن يُحِبَّني أحدٌ غير الله؛ مِن حُبِّ أبي أُلِقيتُ في الجُبِّ، ومِن حُبِّ امرأة العزيز أُلقِيتُ في السِّجن[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٣٢.]]. (٨/٢٣٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.