الباحث القرآني

شرح الكلمات: ذلك: أي الأمر هذا مثل قول المتكلم هذا أي ما ذكرت.. وكذا وكذا.. حرمات الله: جمع حرمة ما حرَّم الله إنتهاكه من قول أو فعل. فهو خير له عند ربه: أي خير في الآخرة لمن يعظم حرمات الله فلا ينتهكها. إلا ما يتلى عليكم: أي تحريمه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلِ لغير الله به. فاجتنبوا الرجس: أي اجتنبوا عبادة الأوثان. واجتنبوا قول الزور: وهو الكذب وأعظم الكذب ما كان على الله تعالى والشرك وشهادة الزور. حنفاء لله: موحدين له مائلين عن كل دين إلى الإسلام. خرَّ من السماء: أي سقط. فتخطفه الطير: أي تأخذه بسرعة. شعائر الله: أعلام دينه وهي هنا البُدْن بأن تختار الحسنة السمينة منها. فإنها من تقوى القلوب: أي تعظيمها ناشىء من تقوى قلوبهم. لكم فيها منافع: منها ركوبها والحمل عليها بما لا يضرها وشرب لبنها. إلى أجل مسمى: أي وقت معين وهو نحرها بالحرم أيام التشريق. ثم محلها إلى البيت العتيق: أي عند البيت العتيق وهو مكة والحرم. معنى الآيات: ما زال السياق في مناسك الحج قوله تعالى ﴿ذٰلِكَ﴾ أي الأمر ذاك الذي علمتم من قضاء التفث أي إزالة شعر الرأس وقص الشارب وقلم الأظافر ولباس الثياب ونحر وذبح الهدايا والضحايا، ﴿ومَن يُعَظِّمْ﴾ منكم ﴿حُرُماتِ ٱللَّهِ﴾ فلا ينتهكها ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ﴾ أي ذلك التعظيم لها باحترامها وعدم انتهاكها خير له عند ربّه يوم يلقاه وقوله تعالى: ﴿وأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعامُ﴾ أي الإبل والبقر والغنم أحل الله تعالى لكم أكلها والانتفاع بها وقوله تعالى: ﴿إلاَّ ما يُتْلىٰ عَلَيْكُمْ﴾ تحريمه كما جاء في سورة البقرة والمائدة والأنعام، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وٱلْدَّمُ ولَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ ومَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وٱلْمُنْخَنِقَةُ وٱلْمَوْقُوذَةُ وٱلْمُتَرَدِّيَةُ وٱلنَّطِيحَةُ ومَآ أكَلَ ٱلسَّبُعُ إلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وما ذُبِحَ عَلى ٱلنُّصُبِ﴾ [المائدة: ٣] وقوله: ﴿فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثانِ﴾ أي اجتنبوا عبادة الأوثان فإنها رجس فلا تقربوها بالعبادة ولا بغيرها غضبا لله وعدم رضاً بها وبعبادتها، وقوله: ﴿وٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ﴾ وهو الكذب مطلقاً وشهادة الزور وأعظم الكذب ما كان على الله بوصفه بما هو منزه عنه أو بنسبه شيء إليه كالولد والشريك وهو عنه منزه، أو وصفه بالعجز أو بأي نقص وقوله، ﴿حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ﴾ أي موحدين لله تعالى في ذاته وصفاته وعباداته مائلين عن كل الأديان إلى دينه الإسلام، غير مشركين به أي شيء من الشرك أو الشركاء وقوله تعالى: ﴿ومَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ﴾ إلهاً آخر فعبده أو صرف له بعض العبادات التي هي لله تعالى فحاله في خسرانه وهلاكه هلاك من خرَّ من السماء أي سقط منها بعدما رفع إليها فتخطفه الطير أي تأخذه بسرعة وتمزقه أشلاء كما تفعل البازات والعقبان بصغار الطيور، أو تهوي به الريح في مكان سحيق بعيد فلا يعثر عليه أبداً فهو بين أمرين إما اختطاف الطير له أو هوى الريح به فهو خاسر هالك هذا شأن من يشرك بالله تعالى فيعبد معه غيره بعد أن كان في سماء الطهر والصفاء الروحي بسلامة فطرته وطيب نفسه فانتكس في حمأة الشرك والعياذ بالله وقوله تعالى: ﴿ذٰلِكَ ومَن يُعَظِّمْ شَعائِرَ ٱللَّهِ فَإنَّها مِن تَقْوى ٱلْقُلُوبِ﴾ أي الأمر ذلك من تعظيم حرمات الله واجتناب قول الزور والشرك وبيان خسران المشرك ومن يعظم شعائر الله وهي أعلام دينه من سائر المناسك وبخاصة البدن التي تهدى للحرم وتعظيمها باستحسانها واستسمانها ناشىء عن تقوى القلوب فمن عظمها طاعة لله تعالى وتقرباً إليه دل ذلك على تقوى قلبه لربه تعالى والرسول يشير إلى صدره ويقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا ثلاث مرات وقوله تعالى: ﴿لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إلىٰ أجَلٍ مُّسَمًّى﴾ أي أذن الله تعالى للمؤمنين أن ينتفعوا بالهدايا وهم سائقوها إلى الحرم بأن يركبوها ويحملوا عليها ما لا يضرها ويشربوا من ألبانها وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَآ إلىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ﴾ أي محلها عند البيت العتيق وهو الحرم حيث تنحر إن كان مما ينحر أو تذبح إن كان مما يذبح. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- وجوب تعظيم حرمات الله لما فيها من الخير العظيم. ٢- تقرير حلِّيَّة بهيمة الأنعام بشرط ذكر اسم الله عند ذبحها أو نحرها. ٣- حرمة قول الزور وشهادة الزور وفي الأثر عدلت شهادة الزور الشرك بالله. ٤- وجوب ترك عبادة الأوثان ووجوب البعد عنها وترك كل ما يمت إليها بصلة. ٥- بيان عقوبة الشرك وخسران المشرك. ٦- تعظيم شعائر الله وخاصة البدن من تقوى قلوب أصحابها. ٧- جواز الانتفاع بالبدن الهدايا بركوبها وشرب لبنها والحمل عليها إلى غاية نحرها بالحرم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب