الباحث القرآني

فَقَوْلُهُ: ﴿لَكم فِيها﴾ مَعْناهُ: البُدْنُ أوِ النَّعَمُ المُهْداةُ أوْ مُطْلَقًا ﴿مَنافِعُ﴾ بِالدَّرِّ والنَّسْلِ والظَّهْرِ ونَحْوِهِ (p-٤٦)فَكُلَّما كانَتْ سَمِينَةً حَسَنَةً كانَتْ مَنافِعُها أكْثَرَ دِينًا ودُنْيا ﴿إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾ وهو المَوْتُ الَّذِي قَدَّرْناهُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ، أوِ النَّحْرُ إنْ كانَتْ مُهْداةً، أوْ غَيْرُ ذَلِكَ، وهَذا تَعْلِيلٌ لِلْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهُ، فَإنَّ المَنافِعَ حامِلَةٌ لِذَوِي البَصائِرِ عَلى التَّفَكُّرِ فِيها لا سِيَّما مَعَ تَفاوُتِها، والتَّفَكُّرُ فِيها مُوصِلٌ إلى التَّقْوى بِمَعْرِفَةِ أنَّها مِنَ اللَّهِ، وأنَّهُ قادِرٌ عَلى ما يُرِيدُ. وأنَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ. ولَمّا كانَتْ هَذِهِ المَنافِعُ دُنْيَوِيَّةً، وكانَتْ مَنفَعَةُ نَحْرِها إذا أُهْدِيَتْ دِينِيَّةً، أشارَ إلى تَعْظِيمِ الثّانِي بِأداةِ التَّراخِي فَقالَ: ﴿ثُمَّ مَحِلُّها﴾ أيْ وقْتُ حُلُولِ نَحْرِها بِانْتِهائِكم بِها ﴿إلى البَيْتِ العَتِيقِ﴾ أيْ إلى فَنائِهِ وهو الحَرَمُ كَما قالَ تَعالى ﴿هَدْيًا بالِغَ الكَعْبَةِ﴾ [المائدة: ٩٥]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب