الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، «عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قُلْتُ يا نَبِيَّ اللَّهِ، لِأيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ؟ قالَ: «لِأنَّ فِيها جُمِعَتْ طِينَةُ أبِيكم آدَمَ، وفِيها الصَّعْقَةُ، والبَعْثَةُ، وفي آخِرِ ثَلاثِ ساعاتٍ مِنها ساعَةٌ مَن دَعا اللَّهَ فِيها بِدَعْوَةٍ اسْتَجابَ لَهُ»» .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأحْمَدُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««أتَدْرِي ما يَوْمُ الجُمُعَةِ»؟ قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ قالَ في الثّالِثَةِ: «هُوَ اليَوْمُ الَّذِي جُمِعَ فِيهِ أبُوكم آدَمُ، أفَلا أُحَدِّثُكم عَنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ؛ لا يَتَطَهَّرُ رَجُلٌ فَيُحْسِنُ طَهُورَهُ، ويَلْبَسُ أحْسَنَ ثِيابِهِ، ويُصِيبُ مِن طِيبِ أهْلِهِ، إنْ كانَ لَهم (p-٤٦٠)طِيبٌ وإلّا فالماءُ، ثُمَّ يَأْتِي المَسْجِدَ فَيَجْلِسُ، ويُنْصِتُ حَتّى يَقْضِيَ الإمامُ صَلاتَهُ، إلّا كانَتْ كَفّارَةَ ما بَيْنَ الجُمُعَةِ إلى الجُمُعَةِ ما اجْتُنِبَتِ المَقْتَلَةُ، وذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفِيهِ أُخْرِجَ مِنها، ولا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا في يَوْمِ الجُمُعَةِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وابْنُ ماجَهْ، وأبُو الشَّيْخِ في «العَظَمَةِ»، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي لُبابَةَ بْنِ عَبْدِ المُنْذِرِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««يَوْمُ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأيّامِ وأعْظَمُها عِنْدَ اللَّهِ، وأعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِن يَوْمِ الفِطْرِ ويَوْمِ الأضْحى، وفِيهِ خَمْسُ خِلالٍ؛ خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وأهْبَطَهُ فِيهِ إلى الأرْضِ، وفِيهِ تَوَفّى اللَّهُ آدَمَ، وفِيهِ ساعَةٌ لا يَسْألُ العَبْدُ فِيها شَيْئًا إلّا أعْطاهُ اللَّهُ، ما لَمْ يَسْألْ حَرامًا، وفِيهِ تَقُومُ السّاعَةُ، ما مِن مَلَكٍ ولا أرْضٍ ولا سَماءٍ ولا رِياحٍ ولا جِبالٍ ولا بَحْرٍ إلّا وهُنَّ يُشْفِقْنَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ أنْ تَقُومَ فِيهِ السّاعَةُ»» .
(p-٤٦١)وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، «أنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصارِ أتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: أخْبِرْنا عَنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ ماذا فِيهِ مِنَ الخَيْرِ؟ قالَ: «فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفِيهِ أُهْبِطَ آدَمُ، وفِيهِ تَوَفّى اللَّهُ آدَمَ، وفِيهِ ساعَةٌ لا يَسْألُ اللَّهَ شَيْئًا إلّا آتاهُ اللَّهُ إيّاهُ، ما لَمْ يَسْألْ مَأْثَمًا أوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ، وفِيهِ تَقُومُ السّاعَةُ، ما مِن مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا سَماءٍ ولا أرْضٍ ولا جَبَلٍ ولا رِيحٍ إلّا يُشْفِقْنَ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ»» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ أبا القاسِمِ ﷺ يَقُولُ: ««فِي سَبْعَةِ أيّامٍ يَوْمٌ اخْتارَهُ اللَّهُ عَلى الأيّامِ كُلِّها؛ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ والأرْضَ، وفِيهِ قُضِيَ خَلْقُهُنَّ، وفِيهِ خَلَقَ اللَّهُ الجَنَّةَ والنّارَ، وفِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفِيهِ أُهْبِطَ مِنَ الجَنَّةِ وتابَ عَلَيْهِ، وفِيهِ تَقُومُ السّاعَةُ، لَيْسَ شَيْءٌ مِن خَلْقِ اللَّهِ إلّا وهو يَفْزَعُ ذَلِكَ اليَوْمَ؛ شَفَقَةً أنْ تَقُومَ السّاعَةُ، إلّا الجِنَّ والإنْسَ» .
(p-٤٦٢)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ كَعْبِ الأحْبارِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««ما أتى عَلى النّاسِ خَيْرٌ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وفِيهِ أُهْبِطَ، وفِيهِ تَقُومُ السّاعَةُ»» .
وأخْرَجَ الحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ» وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ – ﷺ- قالَ: ««إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الأيّامَ يَوْمَ القِيامَةِ عَلى هَيْئَتِها، ويَبْعَثُ الجُمُعَةَ زَهْراءَ مُنِيرَةً لِأهْلِها، يَحُفُّونَ بِها كالعَرُوسِ تُهْدى إلى كَرِيمِها، تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ في ضَوْئِها، ألْوانُهم كالثَّلْجِ بَياضًا، رِيحُهم تَسْطَعُ كالمِسْكِ، يَخُوضُونَ في جِبالِ الكافُورِ، يَنْظُرُ إلَيْهِمُ الثَّقَلانِ ما يَطْرِفُونَ تَعَجُّبًا، حَتّى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، لا يُخالِطُهم أحَدٌ إلّا المُؤَذِّنُونَ المُحْتَسِبُونَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««سَيِّدُ الأيّامِ يَوْمُ الجُمُعَةِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والدّارِمِيُّ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أوْسِ بْنِ أوْسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إنَّ مِن أفْضَلِ أيّامِكم (p-٤٦٣)يَوْمَ الجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفِيهِ النَّفْخَةُ، وفِيهِ الصَّعْقَةُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ في يَوْمٍ هو أعْظَمُ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ؛ إنَّها إذا طَلَعَتْ فَزِعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ إلّا الثَّقَلانِ اللَّذانِ عَلَيْهِما الحِسابُ والعَذابُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: إنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ لَتَفْزَعُ لَهُ الخَلائِقُ إلّا الجِنَّ والإنْسَ، وإنَّهُ لَتُضاعَفُ فِيهِ الحَسَنَةُ والسَّيِّئَةُ، وإنَّهُ لَيَوْمُ القِيامَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: الصَّدَقَةُ تُضاعَفُ يَوْمَ الجُمُعَةِ.
وأخْرَجَ الخَطِيبُ في «تارِيخِهِ»، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «نَزَلَ جِبْرِيلُ إلى النَّبِيِّ ﷺ وفي يَدِهِ شِبْهُ مِرْآةٍ فِيها نُكْتَةٌ سَوْداءُ، فَقالَ: «يا جِبْرِيلُ، ما هَذِهِ»؟ قالَ: هَذِهِ الجُمُعَةُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««أتانِي جِبْرِيلُ وفي (p-٤٦٤)يَدِهِ كالمِرْآةِ البَيْضاءِ، فِيها كالنُّكْتَةِ السَّوْداءِ، فَقُلْتُ: «يا جِبْرِيلُ، ما هَذِهِ»؟ قالَ: هَذِهِ الجُمُعَةُ، قُلْتُ: «وما الجُمُعَةُ» قالَ: لَكم فِيها خَيْرٌ، قُلْتُ: «وما لَنا فِيها»؟ قالَ: تَكُونُ عِيدًا لَكَ ولِقَوْمِكَ مِن بَعْدِكَ، وتَكُونُ اليَهُودُ والنَّصارى تَبَعًا لَكَ، قُلْتُ: «وما لَنا فِيها»؟ قالَ: لَكم فِيها ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْألُ اللَّهَ فِيها شَيْئًا مِنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ هو لَهُ قِسْمٌ إلّا أعْطاهُ إيّاهُ، أوْ لَيْسَ لَهُ بِقِسْمٍ إلّا ادَّخَرَ لَهُ عِنْدَهُ ما هو أفْضَلُ مِنهُ، أوْ يَتَعَوَّذُ بِهِ مِن شَرٍّ هو عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إلّا صَرَفَ عَنْهُ مِنَ البَلاءِ ما هو أعْظَمُ مِنهُ، قُلْتُ لَهُ: «وما هَذِهِ النُّكْتَةُ فِيها»؟ قالَ: هي السّاعَةُ، وهي تَقُومُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وهو عِنْدَنا سَيِّدُ الأيّامِ، ونَحْنُ نَدْعُوهُ يَوْمَ القِيامَةِ، يَوْمَ المَزِيدِ، قُلْتُ: «مِمَّ ذاكَ»؟ قالَ: لِأنَّ رَبَّكَ تَبارَكَ وتَعالى اتَّخَذَ في الجَنَّةِ وادِيًا مِن مِسْكٍ أبْيَضَ، فَإذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ هَبَطَ مِن عِلِّيِّينَ عَلى كُرْسِيِّهِ، ثُمَّ حُفَّ الكُرْسِيُّ بِمَنابِرَ مِن ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالجَوْهَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ النَّبِيُّونَ حَتّى يَجْلِسُوا عَلَيْها، ويَنْزِلُ أهْلُ الغُرَفِ حَتّى يَجْلِسُوا عَلى ذَلِكَ الكَثِيبِ، ثُمَّ يَتَجَلّى لَهم رَبُّهم تَبارَكَ وتَعالى، ثُمَّ يَقُولُ: سَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَيَسْألُونَهُ الرِّضا، فَيَقُولُ: رِضايَ أحَلَّكم دارِي، وأنالَكم كَرامَتِي، فَسَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَيَسْألُونَهُ الرِّضا، فَيُشْهِدُهم (p-٤٦٥)أنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ، فَيَفْتَحُ لَهم ما لَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، ولَمْ يَخْطُرْ عَلى قَلْبِ بِشْرٍ، وذَلِكم مِقْدارَ انْصِرافِكم مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ ويَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ والصِّدِّيقُونَ والشُّهَداءُ، ويَرْجِعُ أهْلُ الغُرَفِ إلى غُرَفِهِمْ، وهي دُرَّةٌ بَيْضاءُ لَيْسَ فِيها وصْمٌ ولا فَصْمٌ، أوْ دُرَّةٌ حَمْراءُ، أوْ زَبَرْجَدَةٌ خَضْراءُ فِيها غُرَفُها وأبْوابُها، مُطَّرِدَةٌ فِيها أنْهارُها، وثِمارُها مُتَدَلِّيَةٌ، قالَ: فَلَيْسُوا إلى شَيْءٍ أحْوَجَ مِنهم إلى يَوْمِ الجُمُعَةِ؛ لِيَزْدادُوا إلى رَبِّهِمْ نَظَرًا، ولِيَزْدادُوا مِنهُ كَرامَةً» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً ما دَعا اللَّهَ فِيها عَبْدٌ مُسْلِمٌ بِشَيْءٍ إلّا اسْتَجابَ لَهُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««فِي الجُمُعَةِ ساعَةٌ مِنَ النَّهارِ لا يَسْألُ العَبْدُ فِيها شَيْئًا إلّا أُعْطِيَ سُؤْلَهُ» قِيلَ: أيُّ ساعَةٍ هِيَ؟ قالَ: «حِينَ تُقامُ الصَّلاةُ إلى (p-٤٦٦)الِانْصِرافِ مِنها»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: إنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِثْلُ يَوْمِ عَرَفَةَ، تُفْتَحُ فِيهِ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وفِيهِ ساعَةٌ لا يَسْألُ اللَّهَ العَبْدُ شَيْئًا إلّا أعْطاهُ، قِيلَ: وأيُّ ساعَةٍ؟ قالَتْ: إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاةِ الغَداةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، مِن وجْهٍ آخَرَ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: إنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِثْلُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وإنَّ فِيهِ لَساعَةً تُفْتَحُ فِيها أبْوابُ الرَّحْمَةِ، فَقِيلَ: أيُّ ساعَةٍ؟ قالَتْ: حِينَ يُنادِي المُنادِي بِالصَّلاةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، مِن طَرِيقِ عَطاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وأبِي هُرَيْرَةَ قالا: السّاعَةُ الَّتِي تُذْكَرُ في الجُمُعَةِ ما بَيْنَ العَصْرِ إلى أنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ، قالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَسُئِلَ عَنِ السّاعَةِ الَّتِي في الجُمُعَةِ، فَقُلْتُ: هي السّاعَةُ الَّتِي اخْتارَ اللَّهُ لَها – أوْ فِيها – الصَّلاةَ، قالَ: فَمَسَحَ رَأْسِي، وبَرَّكَ عَلَيَّ، وأعْجَبَهُ ما قُلْتُ.
(p-٤٦٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: إنِّي لَأرْجُو أنْ تَكُونَ السّاعَةُ الَّتِي في الجُمُعَةِ إحْدى هَذِهِ السّاعاتِ: إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ، أوْ جَلَسَ الإمامُ عَلى المِنبَرِ، أوْ عِنْدَ الإقامَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: هي عِنْدَ زَوالِ الشَّمْسِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ قالَ: هي عِنْدَ خُرُوجِ الإمامِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: هي ما بَيْنَ أنْ يَحْرُمَ البَيْعُ إلى أنْ يَحِلَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ قالَ: إنَّ السّاعَةَ الَّتِي يُسْتَجابُ فِيها الدُّعاءُ يَوْمَ الجُمُعَةِ حِينَ يَقُومُ الإمامُ في الصَّلاةِ حَتّى يَنْصَرِفَ مِنها.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ حَصِيرَةَ في السّاعَةِ الَّتِي تُرْجى يَوْمَ (p-٤٦٨)الجُمُعَةِ: ما بَيْنَ خُرُوجِ الإمامِ إلى أنْ تُقْضى الصَّلاةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ قالَ: إنَّ السّاعَةَ الَّتِي تُرْجى في الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: هي بَعْدَ العَصْرِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسافٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً لا يُوافِقُها رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْألُ اللَّهَ فِيها خَيْرًا إلّا أعْطاهُ» فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ماذا أسْألُ؟ قالَ: «سَلِ اللَّهَ العافِيَةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ والبُخارِيُّ، عَنْ سَلْمانَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ««لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ بِما اسْتَطاعَ مِن طَهُورِهِ، وادَّهَنَ مِن دُهْنِهِ، أوْ مَسَّ طِيبًا مِن بَيْتِهِ، ثُمَّ راحَ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ صَلّى ما كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ أنْصَتَ إذا تَكَلَّمَ الإمامُ، إلّا غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرى»» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ السّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قالَ: كانَ النِّداءُ (p-٤٦٩)الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ في القُرْآنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ في زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وأبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعامَّةِ خِلافَةِ عُثْمانَ، أنْ يُنادِيَ المُنادِي إذا جَلَسَ الإمامُ عَلى المِنبَرِ، فَلَمّا تَباعَدَتِ المَساكِنُ، وكَثُرَ النّاسُ، أُحْدِثَ النِّداءُ الأوَّلُ، فَلَمْ يَعِبِ النّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وقَدْ عابُوا عَلَيْهِ حِينَ أتَمَّ الصَّلاةَ بِمِنًى، قالَ: فَكُنّا في زَمانِ عُمَرَ نُصَلِّي، فَإذا خَرَجَ عُمَرُ وجَلَسَ عَلى المِنبَرِ قَطَعْنا الصَّلاةَ وتَحَدَّثْنا، فَرُبَّما أقْبَلَ عُمَرُ عَلى بَعْضِ مَن يَلِيهِ فَسَألَهم عَنْ سُوقِهِمْ وقَدْ أمَّهُمْ، والمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ، فَإذا سَكَتَ المُؤَذِّنُ قامَ عُمَرُ فَتَكَلَّمَ، ولَمْ يُتَكَلَّمْ حَتّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾ قالَ: هو الوَقْتُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾ قالَ: النِّداءُ عِنْدَ الذِّكْرِ عَزْمَةً.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في كِتابِ «الأذانِ»، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «الأذانُ نَزَلَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَعَ فَرْضِ الصَّلاةِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة»: ٩] .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قالَ: جَمَّعَ أهْلُ المَدِينَةِ قَبْلَ أنْ يَقْدَمَ النَّبِيُّ ﷺ وقَبْلَ أنْ تَنْزِلَ الجُمُعَةُ، قالَتِ الأنْصارُ: (p-٤٧٠)لِلْيَهُودِ يَوْمٌ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ كُلَّ سَبْعَةِ أيّامٍ، ولِلنَّصارى مِثْلُ ذَلِكَ، فَهَلُمَّ، فَلْنَجْعَلْ يَوْمًا نَجْتَمِعُ فِيهِ فَنَذْكُرَ اللَّهَ ونَشْكُرَهُ، فَقالُوا: يَوْمُ السَّبْتِ لِلْيَهُودِ، ويَوْمُ الأحَدِ لِلنَّصارى، فاجْعَلُوهُ يَوْمَ العَرُوبَةِ، وكانُوا يُسَمُّونَ الجُمُعَةَ: يَوْمَ العَرُوبَةِ، فاجْتَمَعُوا إلى أسْعَدِ بْنِ زُرارَةَ، فَصَلّى بِهِمْ يَوْمَئِذٍ رَكْعَتَيْنِ، وذَكَّرَهُمْ، فَسَمُّوا الجُمُعَةَ حِينَ اجْتَمَعُوا إلَيْهِ، فَذَبَحَ لَهم شاةً فَتَغْدَّوْا وتَعَشَّوْا مِنها، وذَلِكَ لِقِلَّتِهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ في ذَلِكَ بَعْدُ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «أذَّنَ النَّبِيُّ ﷺ الجُمُعَةَ قَبْلَ أنْ يُهاجِرَ، ولَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يُجَمِّعَ بِمَكَّةَ، فَكَتَبَ إلى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: «أمّا بَعْدُ، فانْظُرِ اليَوْمَ الَّذِي تَجْهَرُ فِيهِ اليَهُودُ بِالزَّبُورِ فاجْمَعُوا نِساءَكم وأبْناءَكُمْ، فَإذا مالَ النَّهارُ عَنْ شَطْرِهِ عِنْدَ الزَّوالِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَتَقَرَّبُوا إلى اللَّهِ بِرَكْعَتَيْنِ» قالَ: فَهو أوَّلُ مَن جَمَّعَ، حَتّى قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ – المَدِينَةَ فَجَمَّعَ عِنْدَ الزَّوالِ مِنَ الظَّهْرِ، وأظْهَرَ ذَلِكَ» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ، أنَّ أباهُ كانَ إذا سَمِعَ النِّداءَ يَوْمَ الجُمُعَةِ تَرَحَّمَ عَلى أسْعَدَ بْنِ زُرارَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يا أبَتاهُ، أرَأيْتَ اسْتِغْفارَكَ لِأسْعَدَ بْنِ زُرارَةَ كُلَّما سَمِعْتَ الآذانَ (p-٤٧١)لِلْجُمُعَةِ ما هُوَ؟ قالَ: لِأنَّهُ أوَّلُ مَن جَمَّعَ بِنا في نَقِيعٍ يُقالُ لَهُ: نَقِيعُ الخَضِماتِ، مِن حَرَّةِ بَنِي بَياضَةَ، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: أرْبَعُونَ رَجُلًا.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ أبِي مَسْعُودٍ الأنْصارِيِّ قالَ: أوَّلُ مَن قَدِمَ مِنَ المُهاجِرِينَ المَدِينَةَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وهو أوَّلُ مَن جَمَّعَ بِها يَوْمَ الجُمُعَةِ، جَمَّعَ بِهِمْ قَبْلَ أنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهُمُ اثْنا عَشَرَ رَجُلًا.
وأخْرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ بِكارٍ في «أخْبارِ المَدِينَةِ»، عَنِ ابْنِ شِهابٍ قالَ: «رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِن قَباءَ، فَمَرَّ عَلى بَنِي سالِمٍ، فَصَلّى فِيهِمُ الجُمُعَةَ بِبَنِي سالِمٍ، وهو المَسْجِدُ الَّذِي في بَطْنِ الوادِي، وكانَتْ أوَّلَ جُمُعَةٍ صِلّاها رَسُولُ اللَّهِ» ﷺ .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، عَنْ جابِرٍ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَطَبَ فَقالَ: «إنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الجُمُعَةَ في مَقامِي هَذا، في يَوْمِي هَذا، في شَهْرِي هَذا، في عامِي هَذا، إلى يَوْمِ القِيامَةِ، فَمَن تَرَكَها اسْتِخْفافًا بِها أوْ جُحُودًا لَها فَلا جَمَعَ (p-٤٧٢)اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، ولا بارَكَ لَهُ في أمْرِهِ، ألا ولا صَلاةَ لَهُ، ولا زَكاةَ لَهُ، ولا حَجَّ لَهُ، ولا صَوْمَ لَهُ، ولا بِرَّ لَهُ، حَتّى يَتُوبَ، فَمَن تابَ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والطَّيالِسِيُّ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وابْنِ عَبّاسٍ قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو عَلى أعْوادِ المِنبَرِ: ««لَيَنْتَهِيَنَّ أقْوامٌ عَنْ ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَطْبَعَنَّ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ، ولَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغافِلِينَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ مَرْفُوعًا: ««مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ مِن غَيْرِ عُذْرٍ طُمِسَ عَلى قَلْبِهِ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ، عَنْ أبِي قَتادَةَ مَرْفُوعًا: ««مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاثَ (p-٤٧٣)مَرّاتٍ مِن غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قَلْبِهِ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والحاكِمُ، مِن حَدِيثِ جابِرٍ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وابْنُ حِبّانَ، عَنْ أبِي الجَعْدِ الضَّمْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاثًا مِن غَيْرِ عُذْرٍ فَهو مُنافِقٌ»» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، والمَرْوَزِيُّ في «الجُمُعَةِ» مِن طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أسَعْدَ بْنِ زُرارَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاثًا طَبَعَ اللَّهُ عَلى قَلْبِهِ، وجَعَلَ قَلْبَهُ قَلْبَ مُنافِقٍ»» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: مَن تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ مُتَوالِياتٍ فَقَدْ نَبَذَ الإسْلامَ وراءَ ظَهْرِهِ. (p-٤٧٤)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ سَمُرَةَ مَرْفُوعًا: ««مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ مِن غَيْرِ عُذْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِرْهَمٍ، أوْ نِصْفِ صاعٍ، أوْ مُدٍّ»» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في «تارِيخِهِ» والطَّبَرانِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ««سَيِّدُ الأيّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ، أعْظَمُ مِن يَوْمِ النَّحْرِ والفِطْرِ، وفِيهِ خَمْسُ خِلالٍ: خُلِقَ فِيهِ آدَمُ، وفِيهِ أُهْبِطَ مِنَ الجَنَّةِ إلى الأرْضِ، وتُوُفِّيَ فِيهِ آدَمُ، وفِيهِ ساعَةٌ لا يَسْألُ العَبْدُ فِيها رَبَّهُ إلّا أعْطاهُ، ما لَمْ يَسْألْ حَرامًا، وفِيهِ تَقُومُ السّاعَةُ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أبِي شَبِيبٍ قالَ: «أرَدْتُ الجُمُعَةَ في زَمَنِ الحَجّاجِ، فَتَهَيَّأْتُ لِلذَّهابِ، ثُمَّ قُلْتُ: أيْنَ أذْهَبُ أُصَلِّي؟ خَلْفَ هَذا؟! فَقُلْتُ مَرَّةً: أذْهَبُ، ومَرَّةً: لا أذْهَبُ، فَأجْمَعَ رَأْيِي عَلى الذَّهابِ، فَنادانِي مُنادٍ مِن جانِبِ البَيْتِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ الآيَةَ.
(p-٤٧٥)أخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ في «فَضائِلِهِ»، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في «المَصاحِفِ» عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ قالَ: رَأى مَعِي عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ لَوْحًا مَكْتُوبًا فِيهِ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ فَقالَ: مَن أمْلى عَلَيْكَ هَذا؟ قُلْتُ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قالَ: إنَّ أُبَيًّا أقْرَؤُنا لِلْمَنسُوخِ، اقْرَأْها: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: إنَّ أُبَيًّا يَقْرَأُ ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ عُمَرُ: أُبَيٌّ أعْلَمُنا بِالمَنسُوخِ، وكانَ يَقْرَؤُها: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) .
وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ في «الأُمِّ»، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في «المَصاحِفِ» والبَيْهَقِيُّ في «سُنَنِهِ»، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: ما سَمِعْتُ عُمَرَ يَقْرَؤُها قَطُّ إلّا: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) .
(p-٤٧٦)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَقَدْ تُوُفِّيَ عُمَرُ وما يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي في سُورَةِ «الجُمُعَةِ» إلّا: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ وأبُو عُبَيْدٍ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، والطَّبَرانِيُّ، مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) قالَ: ولَوْ كانَتْ: (فاسْعَوْا) لَسَعَيْتُ حَتّى يَسْقُطَ رِدائِي.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ والطَّبَرانِيُّ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: في حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) وهو كَقَوْلِهِ: ﴿إنَّ سَعْيَكم لَشَتّى﴾ [الليل: ٤] [اللَّيْلِ: ٤] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، مِن طَرِيقِ أبِي العالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُما كانا يَقْرَأانِ: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أنَّهُ كانَ يَقْرَؤُوها: (فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ) .
(p-٤٧٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ: فامْضُوا.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ: ما هو بِالسَّعْيِ عَلى الأقْدامِ، ولَقَدْ نُهُوا أنْ يَأْتُوا الصَّلاةَ إلّا وعَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ والوَقارُ، ولَكِنْ بِالقُلُوبِ والنِّيَّةِ والخُشُوعِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ»، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ: السَّعْيُ أنْ تَسْعى بِقَلْبِكَ وعَمَلِكَ، وهو المُضِيُّ إلَيْها، قالَ اللَّهُ: ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ [الصافات: ١٠٢] [الصّافّاتِ: ١٠٢] قالَ: لَمّا مَشى مَعَ أبِيهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ ثابِتٍ قالَ: كُنّا مَعَ أنَسِ بْنِ مالِكٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَسَمِعَ النِّداءَ بِالصَّلاةِ، فَقالَ: قُمْ لِنَسْعى إلَيْها.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ: الذَّهابُ والمَشْيُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ قالَ: إنَّما السَّعْيُ العَمَلُ، ولَيْسَ السَّعْيُ عَلى الأقْدامِ.
(p-٤٧٨)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قالَ: السَّعْيُ العَمَلُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وعِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في «سُنَنِهِ» عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصّامِتِ قالَ: خَرَجْتُ إلى المَسْجِدِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَلَقِيتُ أبا ذَرٍّ، فَبَيْنا أنا أمْشِي إذْ سَمِعْتُ النِّداءَ، فَرَفَعْتُ في المَشْيِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ فَجَذَبَنِي جَذْبَةً فَقالَ: أوَلَسَنا في سَعْيٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ في قَوْلِهِ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ: مَوْعِظَةِ الإمامِ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وذَرُوا البَيْعَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««حُرِّمَتِ التِّجارَةُ يَوْمَ الجُمُعَةِ ما بَيْنَ الأذانِ الأوَّلِ إلى الإقامَةِ إلى انْصِرافِ الإمامِ؛ لِأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ﴾ [الجمعة»: ٩] .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ «أنَّ رَجُلَيْنِ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ كانا يَخْتَلِفانِ في تِجارَتِهِما إلى الشّامِ، فَرُبَّما قَدِما يَوْمَ الجُمُعَةِ، ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ – يَخْطُبُ، فَيَدْعُونَهُ ويَقُومُونَ، فَما هم إلّا بُيَّعًا، حَتّى تُقامَ الصَّلاةُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: (p-٤٧٩)﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ﴾ قالَ: فَحَرُمَ عَلَيْهِمْ ما كانَ قَبْلَ ذَلِكَ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: الأذانُ الَّذِي يَحْرُمُ فِيهِ البَيْعُ هو الأذانُ الَّذِي عِنْدَ خُرُوجِ الإمامِ، قالَ: وأرى أنْ يُتْرَكَ البَيْعُ الآنَ، عِنْدَ الأذانِ الأوَّلِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ حَرُمَ الشِّراءُ والبَيْعُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: إذا زالَتِ الشَّمْسُ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ حَرُمَ البَيْعُ والتِّجارَةُ حَتّى تُقْضى الصَّلاةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَطاءٍ والحَسَنِ أنَّهُما قالا ذَلِكَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أيُّوبَ قالَ: لِأهْلِ المَدِينَةِ ساعَةٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ يُنادُونَ: حَرُمَ البَيْعُ، وذَلِكَ عِنْدَ خُرُوجِ الإمامِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ قالَ: كانَ بِالمَدِينَةِ إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ يُنادُونَ في الأسْواقِ: حَرُمَ البَيْعُ (p-٤٨٠)حَرُمَ البَيْعُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ أنَّ القاسِمَ دَخَلَ عَلى أهْلِهِ في يَوْمِ الجُمُعَةِ، وعِنْدَهم عَطّارٌ يُبايِعُونَهُ، فاشْتَرَوْا مِنهُ، وخَرَجَ القاسِمُ إلى الجُمُعَةِ فَوَجَدَ الإمامَ قَدْ خَرَجَ، فَلَمّا رَجَعَ أمَرَهم أنْ يُناقِضُوهُ البَيْعَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: مَن باعَ شَيْئًا بَعْدَ الزَّوالِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَإنَّ بَيْعَهُ مَرْدُودٌ؛ لِأنَّ اللَّهَ تَعالى نَهى عَنِ البَيْعِ إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: قُلْتُ لِعَطاءٍ: هَلْ تَعْلَمُ مِن شَيْءٍ يَحْرُمُ إذا أُذِّنَ بِالأُولى سِوى البَيْعِ؟ قالَ عَطاءٌ: إذا نُودِيَ بِالأُولى حَرُمَ اللَّهْوُ والبَيْعُ، والصِّناعاتُ كُلُّها هي بِمَنزِلَةِ البَيْعِ، والرُّقادُ، وأنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أهْلَهُ، وأنْ يَكْتُبَ كِتابًا، قُلْتُ: إذا أُذِّنَ بِالأُولى وجَبَ الرَّواحُ حِينَئِذٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: مِن أجْلِ قَوْلِهِ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾ قالَ: نَعَمْ، فَلْيَدَعْ حِينَئِذٍ كُلَّ شَيْءٍ ولْيَرُحْ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡا۟ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق