الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ﴾ - نزول الآية
٧٦٨٤٠- عن محمد بن سيرين -من طريق أيوب- قال: جَمَّع أهلُ المدينة قبل أن يَقدَم النبيُّ ﷺ، وقبل أن تَنزل الجُمُعة، قالت الأنصار: لليهود يوم يجتمعون فيه كلّ سبعة أيام، وللنصارى مثل ذلك، فهلُمّ فلنجعل يومًا نجتمع فيه، فنذكر الله ونشكره. فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العَرُوبة. وكانوا يُسمُّون الجُمُعة: يوم العَرُوبة. فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلّى بهم يومئذ ركعتين، وذكّرهم، فسَمَّوا الجُمُعة حين اجتمعوا إليه، فذبح لهم شاةً، فتَغَدّوا، وتَعشَّوا منها، وذلك لقِلّتهم؛ فأنزل الله في ذلك بعد: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ الآية[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٥١٤٤). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٦٩)
٧٦٨٤١- عن أبي مالك [الغفاري] -من طريق إسماعيل السُّدِّيّ- قال: كان قوم يجلسون في بَقيع الزّبير، فيشترون ويبيعون إذا نودي للصلاة يوم الجمعة، ولا يقومون؛ فنَزَلَتْ: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٢.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ﴾ - تفسير
٧٦٨٤٢- عن عبد الله بن عباس، قال: الأذان نَزل على رسول الله ﷺ مع فرض الصلاة: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ في كتاب الأذان.]]. (١٤/٤٦٩)
٧٦٨٤٣- عن مَسروق بن الأَجْدع الهَمداني -من طريق منصور، عن رجل- ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾، قال: هو الوقت[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٠. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٦٩)
٧٦٨٤٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾، قال: النّداء عند الذِّكْر عزيمةٌ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٠. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. كما أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٠ من طريق جابر بلفظ: هو عند العزمة عند الخطبة، عند الذكر.]]. (١٤/٤٦٩)
٧٦٨٤٥- عن عطاء -من طريق ابن جُرَيْج- قال: هي للأحرار[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٣٩.]]. (ز)
٧٦٨٤٦- عن محمد بن شهاب الزُّهريّ، قال: الأذان الذي يَحرُم فيه البيعُ هو الأذان الذي عند خروج الإمام[[أخرجه عبد الرزاق (٥٢٢٤)، وابن أبي شيبة ٢/١٣٤. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٩)
٧٦٨٤٧- عن زيد بن أسلم -من طريق إبراهيم بن سُوَيْد- في هذه الآية: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: النّداء حين يَخرج الإمام[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٦٩ (١٥٥)، وأبو إسحاق المالكي في أحكام القرآن ص٢٠٠.]]. (ز)
٧٦٨٤٨- عن زيد بن أسلم -من طريق إبراهيم بن سُوَيْد- في هذه الآية: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قال: إنه أخْبَر حين يَخرج الإمام[[أخرجه أبو إسحاق المالكي في أحكام القرآن ص٢٠٧.]]. (ز)
٧٦٨٤٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ﴾ يقول: إذا نُودي إلى الصلاة، والـ﴿من﴾ هاهنا صِلة ﴿مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾ يعني: إذا جلس الإمام على المنبر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٢٧.]]. (ز)
٧٦٨٥٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: إذا سمعتم الداعي الأول٦٦١٤، فأجِيبوا إلى ذلك وأَسْرِعوا ولا تُبطئوا. قال: ولم يكن في زمان النبي ﷺ أذان إلا أذانان؛ أذان حين يجلس على المنبر، وأذان حين تقام الصلاة. قال: وهذا الآخر شيء أحدَثه الناس بعدُ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤١. وقد أورد السيوطي عند تفسير هذه الآية ١٤/٤٥٩-٤٧٤ آثارًا كثيرة عن فضل يوم الجمعة، وصلاة الجمعة.]]. (ز)
﴿فَٱسۡعَوۡا۟ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ - قراءات
٧٦٨٥١- عن عبد الله بن عمر، قال: لقد تُوفّي عمر وما يقرأ هذه الآية التي في سورة الجمعة إلا: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[أخرجه عبد الرزاق ٣/٢٠٧ (٥٣٤٨)، وابن جرير ٢٢/٦٣٨ من طريق سالم عن عمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة شاذة، تروى عن علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبيّ بن كعب، وعن غيرهم، وقراءة العشرة: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾. انظر: المحتسب ٢/٣٢١-٣٢٢، ومختصر ابن خالويه ص١٥٧.]]. (١٤/٤٧٦)
٧٦٨٥٢- عن عبد الله بن عمر -من طريق سالم- قال: ما سمعتُ عمر يقرؤها قطّ إلا: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[أخرجه الشافعي في الأم ١/١٩٦، وعبد الرزاق ٢/٢٩١ -وليس فيه عمر، فلعله سقط-، وابن جرير ٢٢/٦٣٨، وابن الأنباري -كما في تفسير القرطبي ١٨/١٠٢-، والبيهقي ٣/٢٢٧. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/٤٧٥)
٧٦٨٥٣- عن إبراهيم، قال: قيل لعمر: إنّ أُبَيًّا يقرأ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾.= (ز)
٧٦٨٥٤- قال عمر: أُبَيٌّ أعلمُنا بالمنسوخ. وكان يقرؤها: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٣٨. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٥)
٧٦٨٥٥- عن خَرَشَة بن الحُرّ، قال: رأى معي عمر بن الخطاب لوحًا مكتوبًا فيه: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، فقال: مَن أملى عليك هذا؟ قلتُ: أُبيّ بن كعب.= (ز)
٧٦٨٥٦- قال: إنّ أبيًّا أقرؤنا للمنسوخ، اقرأها: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[أخرجه أبو عبيد في فضائله ص١٨٥-١٨٦، وسعيد بن منصور -كما في فتح الباري ٨/٦٤٢-، وابن أبي شيبة ٢/١٥٧، وابن الأنباري -كما في تفسير القرطبي ١٨/١٠٢-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٥)
٧٦٨٥٧- عن أُبيّ بن كعب= (ز)
٧٦٨٥٨- وعبد الله بن مسعود -من طريق أبي العالية- أنهما كانا يقرآن: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٦٥٩-. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٩٢- عن ابن مسعود. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٦)
٧٦٨٥٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- أنه كان يقرأ: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)، قال: ولو كانت (فاسْعَوْا) لسَعيتُ حتى يسقط ردائي[[أخرجه عبد الرزاق (٥٣٤٩)، وأبو عبيد في فضائل القرآن ص١٨٦، وسعيد بن منصور -كما في فتح الباري ٨/٦٤٢-، وابن أبي شيبة ٢/١٥٧، وابن جرير ٢٢/٦٣٩-٦٤٠، وابن الأنباري -كما في تفسير القرطبي ١٨/١٠٢-، والطبراني (٩٥٣٩). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]٦٦١٥. (١٤/٤٧٦)
٧٦٨٦٠- عن قتادة بن دعامة، قال: في حرف ابن مسعود: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ). وهو كقوله: ﴿إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى﴾ [الليل:٤][[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٢٩١، وفي المصنف (٥٣٤٦)، والطبراني (٩٥٤٠).]]. (١٤/٤٧٦)
٧٦٨٦١- عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقرؤها: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٦)
٧٦٨٦٢- عن أبي العالية الرِّياحيّ -من طريق الربيع- أنه كان يقرؤها: (فامْضُواْ إلى ذِكْرِ اللهِ)[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٣٩.]]٦٦١٦. (ز)
٧٦٨٦٣- عن سليمان بن مهران الأعمش -من طريق عبد الله بن نمير- قال: لو قرأتُ: ﴿فاسْعَوْاْ﴾ لسعيتُ حتى يسقط ردائي[[أخرجه أبو إسحاق المالكي في أحكام القرآن ص٢٠٠.]]. (ز)
﴿فَٱسۡعَوۡا۟﴾ - تفسير
٧٦٨٦٤- عن عبد الله بن الصامت، قال: خَرجتُ إلى المسجد يوم الجُمُعة، فَلقِيتُ أبا ذر، فبَينا أنا أمشي إذ سمعتُ النّداء، فَرفعتُ في المشي؛ لقول الله: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، فجَذبَني جَذْبة، فقال: أوَلسنا في سعي؟![[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٢، والبيهقي في سننه ٣/٢٢٧-٢٢٨.]]. (١٤/٤٧٨)
٧٦٨٦٥- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: فامْضُوا[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٧)
٧٦٨٦٦- عن عبد الله بن عباس، قال: السّعي: العمل[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٤٧٨)
٧٦٨٦٧- عن ثابت البُناني، قال: كُنّا مع أنس بن مالك يوم الجُمُعة، فسمع النّداء بالصلاة، فقال: قُم لِنسعى إليها[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٧)
٧٦٨٦٨- عن مجاهد بن جبر، ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: إنما السّعي: العمل، وليس السّعي على الأقدام[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٧)
٧٦٨٦٩- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾: السّعي: هو العمل، قال الله: ﴿إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى﴾ [الليل:٤][[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤١.]]. (ز)
٧٦٨٧٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي حيّان- قال: السّعي: العمل[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٤٧٨)
٧٦٨٧١- عن الحسن البصري -من طريق عباد- أنه سُئل عن قوله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾. قال: ما هو بالسعي على الأقدام، ولقد نُهوا أن يأتُوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوَقار، ولكن بالقلوب والنّية والخُشوع[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/١٥٧. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/٤٧٧)
٧٦٨٧٢- عن الحسن البصري -من طريق أبي النّضر- يقول في قول الله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: السّعي بالقلوب، والإرادة[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٨٧ (١٩٦)، وآدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٦٥٩- من طريق المبارك بنحوه.]]. (ز)
٧٦٨٧٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: السّعي أن تَسعى بقلبك وعملك، وهو المُضيّ إليها. قال الله: ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ [الصافات:١٠٢]، قال: لما مشى مع أبيه[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٣٧، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٩٦٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٧)
٧٦٨٧٤- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: الذّهاب والمشي[[أخرجه عبد الرزاق (٥٣٤٧). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٧)
٧٦٨٧٥- عن محمد بن كعب القُرَظيّ، قال: السّعي: العمل[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٨)
٧٦٨٧٦- عن شُرَحْبيل بن مسلم الخَوْلانيّ -من طريق إسماعيل بن عيّاش- في قول الله: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: فاسْعَوا في العمل، وليس السّعي في المشي[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٣٧.]]. (ز)
٧٦٨٧٧- عن زيد بن أسلم -من طريق إبراهيم بن سُوَيْد- في هذه الآية: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: النّداء حين يَخرج الإمام. وكان يقول: السّعي: العمل؛ إنّ الله يقول: ﴿إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى﴾ [الليل:٤]، وقال: ﴿ومَن أرادَ الآخِرَةَ وسَعى لَها سَعْيَها﴾ [الإسراء:١٩][[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٦٩ (١٥٥).]]. (ز)
٧٦٨٧٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، يقول: فامْضُوا ...[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٢٧.]]. (ز)
٧٦٨٧٩- عن ابن وهب، عن الليث بن سعد أنه سُئل عن قول الله: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾. قال: السّعي: الأُتِيُّ إليها[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ٢/١٥٥ (٣١٩).]]. (ز)
٧٦٨٨٠- قال مالك بن أنس: وإنما السّعي في كتاب الله: العمل والفعل؛ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، يقول الله -تبارك وتعالى-: ﴿وإذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ﴾ [البقرة:٢٠٥]، وقال تعالى: ﴿وأَمّا مَن جاءَكَ يَسْعى وهُوَ يَخْشى﴾ [عبس:٨-٩]، وقال: ﴿ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعى﴾ [النازعات:٢٢]، وقال: ﴿إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى﴾ [الليل: ٤]. قال مالك: فليس السّعي الذي ذكر الله في كتابه بالسّعي على الأقدام، ولا الاشتداد، وإنما عنى العمل والفعل[[موطأ مالك (ت: د. بشار عواد) ١/١٦٣ (٢٨٦).]]. (ز)
٧٦٨٨١- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: والسّعي أن يُسرع إليها؛ أن يُقبل إليها[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤١.]]. (ز)
﴿إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٧٦٨٨٢- عن موسى بن أبي كثير، أنه سمع سعيد بن المسيّب يقول: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: فهي موعظة الإمام، فإذا قُضيتُ الصلاة بعدُ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٢. وعزا السيوطي إلى ابن أبي شيبة نحوه مختصرًا.]]٦٦١٧. (١٤/٤٧٨)
٧٦٨٨٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- قال: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، قال: العزيمة عند التذكِرة، كأنه يعني: إذا خطب[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٩١.]]. (ز)
٧٦٨٨٤- عن أبي مالك [الغفاري] -من طريق إسماعيل السُّدِّيّ- قال: ... وأما الذِّكر الذي أمر الله -تبارك وتعالى- بالسعي إليه عباده المؤمنين فإنه موعظة الإمام في خُطبته -فيما قيل-[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤٢.]]. (ز)
٧٦٨٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾، يقول: فامْضُوا إلى الصلاة المكتوبة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٢٧.]]. (ز)
﴿وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩﴾ - نزول الآية
٧٦٨٨٦- عن محمد بن كعب القُرَظيّ: أنّ رجلين من أصحاب النبيِّ ﷺ كانا يختلفان في تجارتهما إلى الشام، فربما قَدِما يوم الجمعة ورسول الله ﷺ يَخطب، فيَدَعُونه ويقومون، فما هم إلا بيعًا حتى تقام الصلاة؛ فأنزل الله: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ﴾. قال: فحَرُم عليهم ما كان قبل ذلك[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٤٧٨)
﴿وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩﴾ - تفسير الآية، وأحكامها
٧٦٨٨٧- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «حُرِّمت التجارةُ يوم الجُمُعة، ما بين الأذان الأول إلى الإقامة إلى انصراف الإمام؛ لأن الله يقول: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ﴾»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تغليق التعليق لابن حجر ٢/٣٦٠-. قال ابن حجر: «في الإسناد مَن لا يُعرف».]]. (١٤/٤٧٨)
٧٦٨٨٨- قال عبد الله بن عباس: ﴿وذَرُوا البَيْعَ﴾ إذا أذّن المُؤذّن يوم الجُمُعة حَرُم البيع[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٩٢-.]]. (ز)
٧٦٨٨٩- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- قال: إذا زالت الشمس من يوم الجُمُعة حَرُم البيع والتجارة حتى تُقضى الصلاة[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/١٣٤، وابن جرير ٢٢/٦٤٢. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٩)
٧٦٨٩٠- عن عطاء= (ز)
٧٦٨٩١- والحسن البصري -من طريق ابن جُرَيْج-، أنهما قالا ذلك[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/١٣٤. وأخرج آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٦٦٠- نحوه عن الحسن، من طريق المبارك.]]. (١٤/٤٧٩)
٧٦٨٩٢- عن ابن جُرَيْج قال: قلتُ لعطاء [بن أبي رباح]: هل تعلم مِن شيء يَحرُم إذا أُذِّن بالأولى سوى البيع؟ قال عطاء: إذا نُودي بالأولى حَرُم اللهو والبيع، والصناعات كلّها هي بمنزلة البيع، والرّقاد، وأن يأتي الرجل أهله، وأن يكتب كتابًا. قلت: إذا أذّن بالأولى وجَب الرَّواحُ[[الرواح: السير في أي وقت كان، والأصل أن يكون بعد الزوال. والمراد: الذهاب إلى صلاة الجمعة. النهاية (روح).]] حينئذ؟ قال: نعم. قلتُ: من أجل قوله: ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾؟ قال: نعم، فليَدَع حينئذ كلّ شيء وليَرُح[[أخرجه عبد الرزاق (٥٢٢٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٨٠)
٧٦٨٩٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: إذا نُودي للصلاة من يوم الجُمُعة حَرُم الشراء والبيع[[أخرجه عبد الرزاق (٥٢٢٥). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٩)
٧٦٨٩٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وذَرُوا البَيْعَ ذلِكُمْ﴾ يعني: الصلاة ﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾ مِن البيع والشراء؛ ﴿إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٢٧.]]. (ز)
٧٦٨٩٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ولا يحلّ له البيع إذا سمع النّداء الذي يكون بين يدي الإمام إذا قعد على المنبر. وقرأ: ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ وذَرُوا البَيْعَ﴾، قال: ولم يأمرهم يَذَرون شيئًا غيره، حرَّم البيعَ، ثم أذِن لهم فيه إذا فَرغوا من الصلاة[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٦٤١.]]. (ز)
﴿وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩﴾ - آثار، وأحكام متعلقة بالآية
٧٦٨٩٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السكينة، فما أدركتم فصَلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا»[[أخرجه البخاري ٢/٧-٨ (٩٠٨) باب المشي إلى الجمعة، ومسلم ١/٤٢٠-٤٢١ (٦٠٢)، والبغوي ٨/١١٧.]]. (ز)
٧٦٨٩٧- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «تَحرُم التجارة عند الأذان يوم الجُمُعة، ويحْرُم الكلام عند الخطبة، وتحلّ التجارة بعد صلاة الجُمُعة، ولا تجب الجُمُعة على أربعة: المريض، والعبد، والصبي، والمرأة، فمَن استغنى بلهوٍ أو تجارة عن الله اسْتَغْنى اللَّهُ عنه، واللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ»[[أخرجه الثعلبي ٩/٣١٢. إسناده ضعيف؛ فيه سليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي، قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل ٤/١٤٩ (٦٤٥): «منكر الحديث، ليس بقوي». وقال ابن حجر في التقريب (٨٣٤٠): «ضعيف».]]. (ز)
٧٦٨٩٨- عن السّائِب بن يزيد، قال: كان النّداء يوم الجمعة أوّله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر، فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثاني على الزّوراء. قال أبو عبد الله: الزوراء: موضع بالسوق بالمدينة[[أخرجه البخاري ٢/٨ (٩١٢) باب الأذان يوم الجمعة.]]. (ز)
٧٦٨٩٩- عن ميمون بن مهران الأَوْدي، قال: كان بالمدينة إذا أذّن المُؤذّن من يوم الجُمُعة يُنادون في الأسواق: حَرُم البيع حَرُم البيع[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/١٣٤. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٩)
٧٦٩٠٠- عن أيوب، قال: لأهل المدينة ساعة يوم الجُمُعة يُنادون: حَرُم البيع. وذلك عند خروج الإمام[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٧٩)
٧٦٩٠١- عن مجاهد بن جبر -من طريق عبد الكريم- قال: مَن باع شيئًا بعد الزّوال يوم الجُمُعة فإنّ بَيْعه مردود؛ لأن الله تعالى نهى عن البيع إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/١٣٤. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٨٠)
٧٦٩٠٢- عن عبد الرحمن بن القاسم: أنّ القاسم دخل على أهله في يوم الجمعة، وعندهم عطّار يُبايعونه، فاشتَروا منه، وخرج القاسم إلى الجُمُعة، فوجد الإمام قد خَرج، فأمرهم أن يُناقِضوه البيع[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٤٨٠)
٧٦٩٠٣- عن محمد بن شهاب الزُّهريّ، قال: الأذان الذي يَحرُم فيه البيع هو الأذان الذي عند خروج الإمام. قال: وأرى أن يُترَك البيع الآن عند الأذان الأول[[أخرجه عبد الرزاق (٥٢٢٤)، وابن أبي شيبة ٢/١٣٤. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٤٧٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.