الباحث القرآني
قَوْلُهُ: ﴿ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ﴾ أيْ: وقَعَ النِّداءُ لَها، والمُرادُ بِهِ الأذانُ إذا جَلَسَ الإمامُ عَلى المِنبَرِ يَوْمَ الجُمْعَةِ، لِأنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نِداءٌ سِواهُ، وقَوْلُهُ: ﴿مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ﴾ بَيانٌ لِ " إذا " وتَفْسِيرٌ لَها.
وقالَ أبُو البَقاءِ: إنَّ " مِن " بِمَعْنى في كَما في قَوْلِهِ: ﴿أرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ﴾ [فاطر: ٤٠] أيْ في الأرْضِ.
قَرَأ الجُمْهُورُ الجُمُعَةِ بِضَمِّ المِيمِ.
وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، والأعْمَشُ بِإسْكانِها تَخْفِيفًا.
وهُما لُغَتانِ، وجَمْعُها جُمَعٌ وجُمُعاتٌ.
قالَ الفَرّاءُ: يُقالُ الجُمْعَةُ بِسُكُونِ المِيمِ وبِفَتْحِها وبِضَمِّها.
وهِيَ صِفَةٌ لِلْيَوْمِ، أيْ: يَوْمَ يُجْمَعُ النّاسُ: قالَ الفَرّاءُ أيْضًا وأبُو عُبَيْدٍ: والتَّخْفِيفُ أخَفُّ وأقْيَسُ، نَحْوَ: غُرْفَةٌ وغُرَفٌ وطُرْفَةٌ وطُرَفٌ وحُجْرَةٌ وحُجَرٌ.
وفَتْحُ المِيمِ لُغَةُ عَقِيلٍ.
وقِيلَ: إنَّما سُمِّيَتْ جُمَعَةً لِأنَّ اللَّهَ جَمَعَ فِيها خَلْقَ آدَمَ، وقِيلَ: لِأنَّ اللَّهَ فَرَغَ فِيها مِن خَلْقِ كُلِّ شَيْءٍ فاجْتَمَعَتْ فِيها جَمِيعُ المَخْلُوقاتِ، وقِيلَ: لِاجْتِماعِ النّاسِ فِيها لِلصَّلاةِ.
﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ عَطاءُ: يَعْنِي الذَّهابَ والمَشْيَ إلى الصَّلاةِ.
وقالَ الفَرّاءُ: المُضِيُّ والسَّعْيُ والذَّهابُ في مَعْنًى واحِدٍ، ويَدُلُّ عَلى ذَلِكَ قِراءَةُ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، وابْنِ مَسْعُودٍ " فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ " وقِيلَ: المُرادُ القَصْدُ.
قالَ الحَسَنُ: واللَّهِ ما هو سَعْيٌ عَلى الأقْدامِ، ولَكِنَّهُ قَصْدٌ بِالقُلُوبِ والنِّيّاتِ، وقِيلَ: هو العَمَلُ كَقَوْلِهِ: ﴿مَن أرادَ الآخِرَةَ وسَعى لَها سَعْيَها وهو مُؤْمِنٌ﴾ [الإسراء: ١٩] وقَوْلِهِ: ﴿إنَّ سَعْيَكم لَشَتّى﴾ [الليل: ٤] وقَوْلِهِ: (p-١٤٩٢)﴿وأنْ لَيْسَ لِلْإنْسانِ إلّا ما سَعى﴾ [النجم: ٣٩] قالَ القُرْطُبِيُّ: وهَذا قَوْلُ الجُمْهُورِ، ومِنهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
؎سَعى بَعْدَهم قَوْمٌ لِكَيْ يُدْرِكُوهُمْ
وقالَ أيْضًا:
؎سَعى ساعِيا غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَ ما ∗∗∗ تَنَزَّلَ ما بَيْنَ العَشِيرَةِ بِالدَّمِ
أيْ: فاعْمَلُوا عَلى المُضِيِّ إلى ذِكْرِ اللَّهِ واشْتَغِلُوا بِأسْبابِهِ مِنَ الغُسْلِ والوُضُوءِ والتَّوَجُّهِ إلَيْهِ، ويُؤَيِّدُ هَذا القَوْلَ قَوْلُ الشّاعِرِ:
؎أسْعى عَلى جُلِّ بَنِي مالِكٍ ∗∗∗ كُلُّ امْرِئٍ في شَأْنِهِ ساعٍ
﴿وذَرُوا البَيْعَ﴾ أيِ: اتْرُكُوا المُعامَلَةَ بِهِ، ويَلْحَقُ بِهِ سائِرُ المُعامَلاتِ.
قالَ الحَسَنُ: إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ يَوْمَ الجُمُعَةَ لَمْ يَحِلَّ الشِّراءُ والبَيْعُ، والإشارَةُ بِقَوْلِهِ: ذَلِكم إلى السَّعْيِ إلى ذِكْرِ اللَّهِ وتَرْكِ البَيْعِ، وهو مُبْتَدَأٌ وخَبَرُهُ ﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أيْ خَيْرٌ لَكم مِن فِعْلِ البَيْعِ وتَرْكِ السَّعْيِ لِما في الِامْتِثالِ مِنَ الأجْرِ والجَزاءِ، وفي عَدَمِهِ مِن عَدَمِ ذَلِكَ إذا لَمْ يَكُنْ مُوجِبًا لِلْعُقُوبَةِ ﴿إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أيْ إنْ كُنْتُمْ مِن أهْلِ العِلْمِ، فَإنَّهُ لا يَخْفى عَلَيْكم أنَّ ذَلِكم خَيْرٌ لَكم.
﴿فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ﴾ أيْ إذا فَعَلْتُمُ الصَّلاةَ وأدَّيْتُمُوها وفَرَغْتُمْ مِنها ﴿فانْتَشِرُوا في الأرْضِ﴾ لِلتِّجارَةِ والتَّصَرُّفِ فِيما تَحْتاجُونَ إلَيْهِ مِن أمْرِ مَعاشِكم ﴿وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ أيْ مِن رِزْقِهِ الَّذِي يَتَفَضَّلُ بِهِ عَلى عِبادِهِ بِما يَحْصُلُ لَهم مِنَ الأرْباحِ في المُعامَلاتِ والمَكاسِبِ، وقِيلَ: المُرادُ بِهِ ابْتِغاءُ ما عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الأجْرِ بِعَمَلِ الطّاعاتِ واجْتِنابِ ما لا يَحِلُّ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾ أيْ ذِكْرًا كَثِيرًا بِالشُّكْرِ لَهُ عَلى ما هَداكم إلَيْهِ مِنَ الخَيْرِ الأُخْرَوِيِّ والدُّنْيَوِيِّ، وكَذا اذْكُرُوهُ بِما يُقَرِّبُكم إلَيْهِ مِنَ الأذْكارِ، كالحَمْدِ والتَّسْبِيحِ والتَّكْبِيرِ والِاسْتِغْفارِ ونَحْوِ ذَلِكَ ﴿لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ أيْ كَيْ تَفُوزُوا بِخَيْرِ الدّارَيْنِ وتَظْفَرُوا بِهِ.
﴿وإذا رَأوْا تِجارَةً أوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْها وتَرَكُوكَ قائِمًا﴾ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ «أنَّهُ كانَ بِأهْلِ المَدِينَةِ فاقَةٌ وحاجَةٌ، فَأقْبَلَتْ عِيرٌ مِنَ الشّامِ والنَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فانْفَتَلَ النّاسُ إلَيْهِ حَتّى لَمْ يَبْقَ إلّا اثْنا عَشَرَ رَجُلًا في المَسْجِدِ» .
ومَعْنى " انْفَضُّوا إلَيْها " تَفَرَّقُوا خارِجِينَ إلَيْها.
وقالَ المُبَرِّدُ: مالُوا إلَيْها، والضَّمِيرُ لِلتِّجارَةِ، وخُصَّتْ بِإرْجاعِ الضَّمِيرِ إلَيْها دُونَ اللَّهْوِ لِأنَّها كانَتْ أهَمَّ عِنْدَهم، وقِيلَ: التَّقْدِيرُ: وإذا رَأوْا تِجارَةً انْفَضُّوا إلَيْها، أوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْهِ، فَحُذِفَ الثّانِي لِدَلالَةِ الأوَّلِ عَلَيْهِ كَما في قَوْلِ الشّاعِرِ:
؎نَحْنُ بِما عِنْدَنا وأنْتَ بِما ∗∗∗ عِنْدَكَ راضٍ والرَّأْيُ مُخْتَلِفُ
وقِيلَ: إنَّهُ اقْتَصَرَ عَلى ضَمِيرِ التِّجارَةِ؛ لِأنَّ الِانْفِضاضَ إلَيْها إذا كانَ مَذْمُومًا مَعَ الحاجَةِ إلَيْها فَكَيْفَ بِالِانْفِضاضِ إلى اللَّهْوِ، وقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ﴿وتَرَكُوكَ قائِمًا﴾ أيْ عَلى المِنبَرِ، ثُمَّ أمَرَهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ أنْ يُخْبِرَهم بِأنَّ العَمَلَ لِلْآخِرَةِ خَيْرٌ مِنَ العَمَلِ لِلدُّنْيا فَقالَ: ﴿قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ﴾ يَعْنِي مِنَ الجَزاءِ العَظِيمِ وهو الجَنَّةُ ﴿خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ ومِنَ التِّجارَةِ﴾ اللَّذَيْنِ ذَهَبْتُمْ إلَيْهِما وتَرَكْتُمُ البَقاءَ في المَسْجِدِ وسَماعَ خُطْبَةِ النَّبِيِّ ﷺ لِأجْلِها ﴿واللَّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ﴾ فَمِنهُ اطْلُبُوا الرِّزْقَ، وإلَيْهِ تَوَسَّلُوا بِعَمَلِ الطّاعَةِ، فَإنَّ ذَلِكَ مِن أسْبابِ تَحْصِيلِ الرِّزْقِ وأعْظَمُ ما يَجْلِبُهُ.
وقَدْ أخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ «عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ لِأيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ يَوْمُ الجُمُعَةِ ؟ قالَ: لِأنَّ فِيهِ جُمِعَتْ طِينَةُ أبِيكم آدَمَ، وفِيهِ الصَّعْقَةُ والبَعْثَةُ، وفي آخِرِهِ ثَلاثُ ساعاتٍ مِنها ساعَةٌ مَن دَعا اللَّهَ فِيها بِدَعْوَةٍ اسْتَجابَ لَهُ» .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأحْمَدُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ «عَنْ سَلْمانَ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أتَدْرِي ما يَوْمُ الجُمُعَةِ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ ثُمَّ قالَ في الثّالِثَةِ: هو اليَوْمُ الَّذِي جَمَعَ اللَّهُ فِيهِ أباكم آدَمَ أفَلا أُحَدِّثْكم عَنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ» الحَدِيثَ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفِيهِ أُخْرِجَ مِنها، ولا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا في يَوْمِ الجُمُعَةِ وفي البابِ أحادِيثُ مُصَرِّحَةٌ بِأنَّهُ خُلِقَ فِيهِ آدَمُ» .
ووَرَدَ في فَضْلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ أحادِيثُ كَثِيرَةٌ، وكَذَلِكَ في فَضْلِ صَلاةِ الجُمُعَةِ وعَظِيمِ أجْرِها، وفي السّاعَةِ الَّتِي فِيها، وأنَّهُ يُسْتَجابُ الدُّعاءُ فِيها، وقَدْ أوْضَحْتُ ذَلِكَ في شَرْحِي لِلْمُنْتَقى بِما لا يَحْتاجُ النّاظِرُ فِيهِ إلى غَيْرِهِ.
وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ في فَضائِلِهِ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في المَصاحِفِ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ قالَ: رَأى مَعِي عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ لَوْحًا مَكْتُوبًا فِيهِ ﴿إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ فَقالَ: مَن أمْلى عَلَيْكَ هَذا ؟ قُلْتُ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قالَ: إنَّ أُبَيًّا أقْرَأُنا لِلْمَنسُوخِ، اقْرَأْها " فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ " ورَوى هَؤُلاءِ ما عَدا أبا عَبِيدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وما نَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي في سُورَةِ الجُمُعَةِ إلّا " فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ " وأخْرَجَهُ عَنْهُ أيْضًا الشّافِعِيُّ في الأُمِّ وعَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ.
وأخْرَجُوا كُلُّهم أيْضًا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ " فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ " قالَ: ولَوْ كانَ " فاسْعَوْا " لَسَعَيْتُ حَتّى يَسْقُطَ رِدائِي.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أنَّهُ قَرَأ كَذَلِكَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ قالَ: فامْضُوا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْهُ أنَّ السَّعْيَ العَمَلُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: أنَّ رَجُلَيْنِ مِن أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ كانا يَخْتَلِفانِ في تِجارَتِهِما إلى الشّامِ، فَرُبَّما قَدِما يَوْمَ الجُمُعَةِ ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ فَيَدْعُونَهُ ويَقُومُونَ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ ﴿وذَرُوا البَيْعَ﴾ فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ ما كانَ قَبْلَ ذَلِكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أنَسٍ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في قَوْلِهِ: ﴿فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فانْتَشِرُوا في الأرْضِ وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ قالَ: لَيْسَ لِطَلَبِ دُنْيا، ولَكِنْ عِيادَةِ مَرِيضٍ، وحُضُورِ جِنازَةٍ، وزِيارَةِ أخٍ في اللَّهِ» . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ (p-١٤٩٣)ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: لَمْ تُؤْمَرُوا بِشَيْءٍ مِن طَلَبِ الدُّنْيا إنَّما هو عِيادَةُ مَرِيضٍ وحُضُورُ جِنازَةٍ وزِيارَةُ أخٍ في اللَّهِ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُما عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «بَيْنَما النَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ قائِمًا إذْ قَدِمَتْ عِيرٌ المَدِينَةَ، فابْتَدَرَها أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتّى لَمْ يَبْقَ مِنهم إلّا اثْنا عَشَرَ رَجُلًا أنا فِيهِمْ وأبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا رَأوْا تِجارَةً أوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْها﴾ إلى آخِرِ السُّورَةِ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: «جاءَتْ عِيرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ تَحْمِلُ الطَّعامَ، فَخَرَجُوا مِنَ الجُمُعَةِ بَعْضُهم يُرِيدُ أنْ يَشْتَرِيَ، وبَعْضُهم يُرِيدُ أنْ يَنْظُرَ إلى دَحْيَةَ، وتَرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قائِمًا عَلى المِنبَرِ، وبَقِيَ في المَسْجِدِ اثْنا عَشَرَ رَجُلًا وسَبْعُ نِسْوَةٍ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَوْ خَرَجُوا كُلُّهم لاضْطَرَمَ المَسْجِدُ عَلَيْهِمْ نارًا» .
وفِي البابِ رِواياتٌ مُتَضَمِّنَةٌ لِهَذا المَعْنى عَنْ جَماعَةٍ مِنَ الصَّحابَةِ وغَيْرِهِمْ.
{"ayahs_start":9,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡا۟ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ","فَإِذَا قُضِیَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ","وَإِذَا رَأَوۡا۟ تِجَـٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوۤا۟ إِلَیۡهَا وَتَرَكُوكَ قَاۤىِٕمࣰاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَیۡرࣱ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَـٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلرَّ ٰزِقِینَ"],"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا نُودِیَ لِلصَّلَوٰةِ مِن یَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡا۟ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلۡبَیۡعَۚ ذَ ٰلِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق