الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: الأيّامُ المَعْدُوداتُ ثَلاثَةُ أيّامٍ: يَوْمُ الأضْحى ويَوْمانِ بَعْدَهُ اذْبَحْ في أيِّها شِئْتَ وأفْضَلُها أوَّلُها. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ قالَ: ثَلاثَةُ أيّامِ التَّشْرِيقِ، وفي لَفْظٍ: هي الثَّلاثَةُ الأيّامُ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والمَرْوَزِيُّ في «العِيدَيْنِ»، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ والبَيْهَقِيُّ في «الشُّعَبِ» والضِّياءُ في (p-٤٥٥)«المُخْتارَةِ» مِن طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الأيّامُ المَعْلُوماتُ الأيّامُ العَشْرُ والأيّامُ المَعْدُوداتُ أيّامُ التَّشْرِيقِ. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ قالَ: هُنَّ أيّامُ التَّشْرِيقِ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِنَّ بِتَسْبِيحٍ وتَهْلِيلٍ وتَكْبِيرٍ وتَحْمِيدٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والمَحامِلِيُّ في «أمالِيهِ» والبَيْهَقِيُّ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الأيّامُ المَعْلُوماتُ العَشْرُ والأيّامُ المَعْدُوداتُ أيّامُ التَّشْرِيقِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الأيّامُ المَعْدُوداتُ أرْبَعَةُ أيّامٍ: يَوْمُ النَّحْرِ وثَلاثَةُ أيّامٍ بَعْدَهُ. وأخْرَجَ المَرْوَزِيُّ عَنْ يَحْيى بْنِ أبِي كَثِيرٍ في قَوْلِهِ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ قالَ: هو التَّكْبِيرُ في أيّامِ التَّشْرِيقِ دُبُرَ الصَّلَواتِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كانَ يُكَبِّرُ تِلْكَ الأيّامَ بِمِنًى ويَقُولُ: التَّكْبِيرُ واجِبٌ ويَتَأوَّلُ هَذِهِ الآيَةَ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ (p-٤٥٦)وأخْرَجَ المَرْوَزِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في «سُنَنِهِ» عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ قالَ: رَأيْتُ ابْنَ عَبّاسٍ يُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ ويَتْلُو ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ قالَ: التَّكْبِيرُ أيّامَ التَّشْرِيقِ يَقُولُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كانَ يُكَبِّرُ ثَلاثًا ثَلاثًا وراءَ الصَّلَواتِ بِمِنًى ويَقُولُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكَ ولَهُ الحَمْدُ وهو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وأخْرَجَ المَرْوَزِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكَبِّرُ أيّامَ التَّشْرِيقِ كُلَّها» . وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبّاسٍ يُكَبِّرُ يَوْمَ الصَّدَرِ ويَأْمُرُ مَن حَوْلَهُ أنْ يُكَبِّرَ فَلا أدْرِي تَأوَّلَ قَوْلَ اللَّهِ ﴿واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ أوْ قَوْلَهُ ﴿فَإذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٠٠] الآيَةَ. وأخْرَجَ مالِكٌ عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ أنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ خَرَجَ الغَدَ (p-٤٥٧)مِن يَوْمِ النَّحْرِ بِمِنًى حَتّى ارْتَفَعَ النَّهارُ شَيْئًا فَكَبَّرَ وكَبَّرَ النّاسُ بِتَكْبِيرِهِ ثُمَّ خَرَجَ الثّانِيَةَ مِن يَوْمِهِ ذَلِكَ بَعْدَ ارْتِفاعِ النَّهارِ فَكَبَّرَ وكَبَّرَ النّاسُ بِتَكْبِيرِهِ حَتّى بَلَغَ تَكْبِيرُهُمُ البَيْتَ ثُمَّ خَرَجَ الثّالِثَةَ مِن يَوْمِهِ ذَلِكَ حِينَ زاغَتِ الشَّمْسُ فَكَبَّرَ وكَبَّرَ النّاسُ بِتَكْبِيرِهِ فَعُرِفَ أنَّ عُمَرَ قَدْ خَرَجَ يَرْمِي. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في «سُنَنِهِ» عَنْ سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ «أنَّهُ رَمى الجَمْرَةَ بِسَبْعِ حَصَياتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصاةٍ اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا وذَنْبًا مَغْفُورًا وعَمَلًا مَشْكُورًا وقالَ: حَدَّثَنِي أبِي أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ كُلَّما رَمى بِحَصاةٍ يَقُولُ مِثْلَ ما قُلْتُ» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أنَّهُ كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيا بِسَبْعِ حَصَياتٍ يُكَبِّرُ عَلى إثْرِكُلِّ حَصاةٍ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ حَتّى يُسْهِلَ فَيَقُومَ مُسْتَقْبَلَ القِبْلَةِ فَيَقُومُ طَوِيلًا ويَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ ثُمَّ يَرْمِي الوَسْطى ثُمَّ يَأْخُذُ بِذاتِ الشِّمالِ فَيُسْهِلُ ويَقُومُ مُسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ ثُمَّ يَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ ويَقُومُ طَوِيلًا ثُمَّ يَرْمِي جَمْرَةَ ذاتِ العَقَبَةِ مِن بَطْنِ الوادِي ولا يَقِفُ عِنْدَها ثُمَّ يَنْصَرِفُ ويَقُولُ: هَكَذا رَأيْتُ (p-٤٥٨)رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَفْعَلُهُ» . وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ «أفاضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِن آخِرِ يَوْمِهِ حِينَ صَلّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَجَعَ فَمَكَثَ بِمِنًى لَيالِي أيّامِ التَّشْرِيقِ يَرْمِي الجَمْرَةَ إذا زالَتِ الشَّمْسُ كُلَّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَياتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصاةٍ ويَقِفُ عِنْدَ الأُولى وعِنْدَ الثّانِيَةِ فَيُطِيلُ القِيامَ ويَتَضَرَّعُ ثُمَّ يَرْمِي الثّالِثَةَ ولا يَقِفُ عِنْدَها» . وأخْرَجَ أحْمَدُ والنَّسائِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ غَداةَ العَقَبَةِ هاتِ القُطْ لِي حَصَياتٍ مِن حَصى الخَذْفِ فَلَمّا وُضِعْنَ في يَدِهِ قالَ: بِأمْثالِ هَؤُلاءِ وإيّاكم والغُلُوَّ في الدِّينِ فَإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكم بِالغُلُوِّ في الدِّينِ» . وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ أبِي البَدّاحِ بْنِ عاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أبِيهِ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَخَّصَ لِلرِّعاءِ أنْ يَرْمُوا يَوْمًا ويَدْعُوا يَوْمًا» . وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنِ ابْنِ الكَلْبِي قالَ: إنَّما سُمِّيَتِ الجِمارُ جِمارًا لِأنَّ آدَمَ كانَ يَرْمِي إبْلِيسَ فَيُجْمِرُ بَيْنَ يَدَيْهِ والإجْمارُ الإسْراعُ. (p-٤٥٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: ما تُقُبِّلَ مِن حَصى الجِمارِ رُفِعَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي الطُّفَيْلِ قالَ: قُلْتُ لِ ابْنِ عَبّاسٍ: رَمى النّاسُ فِي الجاهِلِيَّةِ والإسْلامِ، فَقالَ: ما تُقُبِّلَ مِنهُ رُفِعَ ولَوْلا ذَلِكَ كانَ أعْظَمَ مِن ثَبِيرٍ. وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ سُئِلَ هَذِهِ الجِمارِ تُرْمى في الجاهِلِيَّةِ والإسْلامِ كَيْفَ لا تَكُونُ هِضابًا تَسُدُّ الطَّرِيقَ فَقالَ: إنَّ اللَّهَ وكَّلَ بِها مَلَكًا فَما تُقُبِّلَ مِنهُ رُفِعَ وما لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنهُ تُرِكَ. وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: واللَّهِ ما قَبِلَ اللَّهُ مِنِ امْرِئٍ حَجَّهُ إلّا رَفَعَ حَصاهُ. وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: ما كُنّا نَتَراءى في الجاهِلِيَّةِ مِنَ الحَصى والمُسْلِمُونَ اليَوْمَ أكْثَرُ ثُمَّ إنَّهُ لَضَحْضاحٌ فَقالَ: إنَّهُ - واللَّهِ - ما قَبِلَ اللَّهُ مِنِ امْرِئٍ حَجَّهُ إلّا رَفَعَ حَصاهُ. وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: إنَّما الحَصى قُرْبانٌ فَما تُقُبِّلَ مِنهُ رُفِعَ وما لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنهُ فَهو الَّذِي يَبْقى (p-٤٦٠)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في الأوْسَطِ والدّارَقُطْنِيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ «قُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ الأحْجارُ الَّتِي يُرْمى بِها كُلَّ سَنَةٍ فَنَحْسَبُ أنَّها تَنْقُصُ قالَ: «ما تُقُبِّلَ مِنها يُرْفَعُ ولَوْلا ذَلِكَ لَرَأيْتُمُوها مِثْلَ الجِبالِ»» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ رَجُلًا سَألَ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ رَمْيِ الجِمارِ وما لَنا فِيهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «تَجِدُ ذَلِكَ عِنْدَ رَبِّكَ أحْوَجَ ما تَكُونُ إلَيْهِ»» . وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ مِنًى وضِيقِهِ في غَيْرِ الحَجِّ فَقالَ: إنَّ مِنًى يَتَّسِعُ بِأهْلِهِ كَما يَتَّسِعُ الرَّحِمُ لِلْوَلَدِ. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في «الأوْسَطِ» عَنْ أبِي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««مَثَلُ مِنًى كالرَّحِمِ هي ضَيِّقَةٌ فَإذا حَمَلَتْ وسِعَها اللَّهُ»» . وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّما سُمِّيَتْ مِنًى مِنًى لِأنَّ جِبْرِيلَ حِينَ أرادَ أنْ يُفارِقَ آدَمَ قالَ لَهُ: تَمَنَّ، قالَ: أتَمَنّى الجَنَّةَ فَسُمِّيَتْ مِنًى لِأنَّها مُنْيَةُ آدَمَ (p-٤٦١)وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُطَرِّفٍ قالَ: إنَّما سُمِّيَتْ مِنًى لِما يُمْنى بِها مِنَ الدِّماءِ. وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ قِيلَ: «يا رَسُولَ اللَّهِ ألا نَبْنِي لَكَ بِناءً يُظِلُّكَ قالَ: «لا مِنًى مُناخُ مَن سَبَقَ»» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ فِي«الشُّعَبِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ ونَحْنُ بِمِنًى: «لَوْ يَعْلَمُ أهْلُ الجَمْعِ بِمَن حَلُّوا لاسْتَبْشَرُوا بِالفَضْلِ بَعْدَ المَغْفِرَةِ»» . وأخْرَجَ مُسْلِمٌ والنَّسائِيُّ عَنْ نُبَيْشَةَ الهُذَلِيِّ قالَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««أيّامُ التَّشْرِيقِ أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرِ اللَّهِ»» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذافَةَ يَطُوفُ في مِنًى «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأيّامَ فَإنَّها أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرِ اللَّهِ تَعالى»» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ «نَهى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ صَوْمِ أيّامِ التَّشْرِيقِ وقالَ: «هي أيّامُ أكْلِ وشُرْبِ وذِكْرِ اللَّهِ»» (p-٤٦٢)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ أبِي الشَّعْثاءِ قالَ: «دَخَلْنا عَلى ابْنِ عُمَرَ في اليَوْمِ الأوْسَطِ مِن أيّامِ التَّشْرِيقِ فَأُتِيَ بِطَعامٍ فَتَنَحّى ابْنٌ لَهُ فَقالَ: ادْنُ فاطْعَمْ قالَ: إنِّي صائِمٌ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ «هَذِهِ أيّامُ طُعْمٍ وذِكْرٍ»» . وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَمِ الزُّرَقِي عَنْ أُمِّهِ أنَّها حَدَّثَتْهُ قالَتْ كَأنِّي أنْظُرُ إلى عَلِيٍّ عَلى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ البَيْضاءِ في شِعْبِ الأنْصارِ وهو يَقُولُ: «أيُّها النّاسُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّها لَيْسَتْ أيّامَ صِيامٍ إنَّها أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرٍ»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَلْدَةَ الأنْصارِيِّ عَنْ أُمِّهِ قالَتْ «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلِيًّا أيّامَ التَّشْرِيقِ يُنادِي: «إنَّها أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وبِعالٍ»» (p-٤٦٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَطَبَ أيّامَ التَّشْرِيقِ فَقالَ: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وإنَّ هَذِهِ الأيّامَ أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ»» . وأخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ وأوْسَ بْنَ الحَدَثانِ أيّامَ التَّشْرِيقِ فَنادى: «إنَّهُ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلّا مُؤْمِنٌ وأيّامُ مِنًى أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ»» . (p-٤٦٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««أيّامُ مِنًى أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ»» . وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي مُرَّةَ مَوْلى أُمِّ هانِئٍ «أنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ عَلى أبِيهِ عَمْرِو بْنِ العاصِ فَقَرَّبَ إلَيْهِما طَعامًا فَقالَ: كُلْ فَقالَ: إنِّي صائِمٌ، قالَ عَمْرٌو: كُلْ فَهَذِهِ الأيّامُ الَّتِي كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُنا بِإفْطارِها ويَنْهانا عَنْ صِيامِها، قالَ مالِكٌ: وهُنَّ أيّامُ التَّشْرِيقِ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والبَزّارُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهى عَنْ صِيامِ سِتَّةِ أيّامٍ مِنَ السَّنَةِ: يَوْمِ الفِطْرِ ويَوْمِ الأضْحى وأيّامِ التَّشْرِيقِ واليَوْمِ الَّذِي يُشَكُ فِيهِ مِن رَمَضانَ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهى عَنْ صِيامِ أيّامِ التَّشْرِيقِ وقالَ: «إنَّها أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ قَتادَةَ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ أيّامِ التَّشْرِيقِ لِأيِّ شَيْءٍ سُمِّيَتِ التَّشْرِيقَ فَقالَ: كانُوا يُشَرِّقُونَ لُحُومَ ضَحاياهم وبُدْنِهِمْ يُشَرِّقُونَ القَدِيدَ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ﴾ الآيَةَ (p-٤٦٤)أخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: في تَعْجِيلِهِ ﴿ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ في تَأْخِيرِهِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: فَلا ذَنْبَ لَهُ ﴿ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: فَلا حَرَجَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى، يَقُولُ: اتَّقى مَعاصِيَ اللَّهِ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: حَلَّ النَّفَرُ في يَوْمَيْنِ لِمَنِ اتَّقى. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: مَن غابَتْ لَهُ الشَّمْسُ في اليَوْمِ الَّذِي قالَ اللَّهُ فِيهِ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ وهو بِمِنًى فَلا يَنْفِرِنَّ حَتّى يَرْمِيَ الجِمارَ مِنَ الغَدِ. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ ﴿لِمَنِ اتَّقى﴾ قالَ: لِمَنِ اتَّقى الصَّيْدَ وهو مُحْرِمٌ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: هي في مُصْحَفِ (p-٤٦٥)عَبْدِ اللَّهِ لِمَنِ اتَّقى اللَّهَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ في «سُنَنِهِ» عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ الدِّيلِيِّ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ وهو واقِفٌ بِعَرَفَةَ وأتاهُ أُناسٌ مِن أهْلِ مَكَّةَ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الحَجُّ فَقالَ: «الحَجُّ عَرَفاتٌ الحَجُّ عَرَفاتٌ فَمَن أدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ أنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ فَقَدْ أدْرَكَ أيّامُ مِنًى ثَلاثَةُ أيّامٍ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة»: ٢٠٣] ثُمَّ أرْدَفَ رَجُلًا خَلْفَهُ يُنادِي بِهِنَّ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَلِيٍّ في قَوْلِهِ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: غُفِرَ لَهُ ﴿ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: غُفِرَ لَهُ. وأخْرَجَ وكِيعٌ والفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: مَغْفُورٌ لَهُ ﴿ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: مَغْفُورٌ لَهُ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في «سُنَنِهِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: مَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ غُفِرَ لَهُ ومَن تَأخَّرَ إلى ثَلاثَةِ أيّامٍ غُفِرَ لَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ في الآيَةِ قالَ: رَخَّصَ اللَّهُ أنْ يَنْفِرُوا في يَوْمَيْنِ مِنها إنْ شاءُوا ومَن تَأخَّرَ إلى اليَوْمِ الثّالِثِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى، قالَ قَتادَةُ: يَرَوْنَ أنَّها مَغْفُورٌ لَهُ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: إلى قابِلٍ ﴿ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: إلى قابِلٍ (p-٤٦٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الضَّحاكِ قالَ: لا والَّذِي نَفْسُ الضَّحاكِ بِيَدِهِ إنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ في الإقامَةِ والظَّعْنِ ولَكِنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ الذُّنُوبِ. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: خَرَجَ مِنَ الإثْمِ كُلِّهِ ﴿ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: بَرِئَ مِنَ الإثْمِ كُلِّهِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ ﴿لِمَنِ اتَّقى﴾ قالَ: لِمَنِ اتَّقى في حَجِّهِ، قالَ قَتادَةُ: ذُكِرَ لَنا أنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كانَ يَقُولُ: مَنِ اتَّقى في حَجِّهِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي صالِحٍ قالَ: كانَتِ امْرَأةٌ مِنَ المُهاجِراتِ تَحُجُّ فَإذا رَجَعَتْ مَرَّتْ عَلى عُمَرَ فَيَقُولُ لَها: أتَّقَيْتِ فَتَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ لَها: اسْتَأْنِفِي العَمَلَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّ عُمَرَ قالَ لِقَوْمٍ حُجّاجٍ: أنَهَزَكم إلَيْهِ غَيْرُهُ قالُوا: لا، قالَ: أتَّقَيْتُمْ قالُوا: نَعَمْ، قالَ: إمّا لا فاسْتَأْنِفُوا العَمَلَ (p-٤٦٨)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: قَدْ غُفِرَ لَهُ إنَّهم يَتَأوَّلُونَها عَلى غَيْرِ تَأْوِيلِها إنَّ العُمْرَةَ لَتُكَفِّرُ ما مَعَها مِنَ الذُّنُوبِ فَكَيْفَ بِالحَجِّ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ المُزَنِيِّ ﴿فَلا إثْمَ عَلَيْهِ﴾ قالَ: خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: إنَّما جَعَلَ اللَّهُ هَذِهِ المَناسِكَ لِيُكَفِّرَ بِها خَطايا بَنِي آدَمَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ ﴿فَلا إثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى﴾ قالَ: ذَهَبَ إثْمُهُ كُلُّهُ إنِ اتَّقى فِيما بَقِيَ مِن عُمُرِهِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في «الشُّعَبِ» عَنِ الحَسَنِ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: إنَّ النّاسَ يَقُولُونَ: إنَّ الحاجَّ مَغْفُورٌ لَهُ قالَ: إنَّهُ ذَلِكَ إنْ يَدَعْ سَيِّئَ ما كانَ عَلَيْهِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: إذا قَضَيْتَ حَجَّكَ فَسَلِ (p-٤٦٩)اللَّهَ الجَنَّةَ فَلَعَلَّهُ. وأخْرَجَ الأصْبِهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ» عَنِ ابْراهِيمَ قالَ: كانَ يُقالُ: صافِحُوا الحاجَّ قَبْلَ أنْ يَتَلَطَّخُوا بِالذُّنُوبِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عُمَرَ قالَ: تَلَقُّوا الحُجّاجَ والعُمّارَ والغُزاةَ فَلْيَدْعُوا لَكم قَبْلَ أنْ يَتَدَنَّسُوا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبِي ثابِتٍ قالَ: كُنّا نَتَلَقّى الحاجَّ فَنُصافِحُهم قَبْلَ أنْ يُقارِفُوا. وأخْرَجَ الأصْبِهانِيُّ عَنِ الحَسَنِ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ ما الحَجُّ المَبْرُورُ قالَ: أنْ يَرْجِعَ زاهِدًا في الدُّنْيا راغِبًا في الآخِرَةِ. وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إذا قَضى أحَدُكم حَجَّهُ فَلْيُعَجِّلِ الرِّحْلَةَ إلى أهْلِهِ فَإنَّهُ أعْظَمُ لِأجْرِهِ»» . وأخْرَجَ مالِكٌ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ وأبُو داوُدَ والنَّسائِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ إذا قَفَلَ مِن غَزْوَةٍ أوْ حَجٍّ أوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأرْضِ ثَلاثَ تَكْبِيراتٍ ثُمَّ يَقُولُ: «لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ (p-٤٧٠)لَهُ المُلْكَ ولَهُ الحَمْدُ وهو عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنا حامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ ونَصَرَ عَبْدَهُ وهَزَمَ الأحْزابَ وحْدَهُ»» . وأخْرَجَ ابْنُ حِبّانٍ في «الضُّعَفاءِ»، وابْنُ عَدِيٍّ في «الكامِلِ» والدّارَقُطْنِيُّ في «العِلَلِ» عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ ««مَن حَجَّ ولَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفانِي»» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ وأبُو يَعْلى والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ عَدِيٍّ والدّارَقُطْنِيُّ والبَيْهَقِيُّ في «الشُّعَبِ»، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««مَن حَجَّ فَزارَ قَبْرِي بَعْدَ وفاتِي كانَ كَمَن زارَنِي في حَياتِي»» . وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ والبَزّارُ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنُ عَدِيٍّ والدّارَقُطْنِيُّ والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««مَن زارَ قَبْرِي وجَبَتْ لَهُ شَفاعَتِي»» (p-٤٧١)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««مَن جاءَنِي زائِرًا لَمْ تَنْزِعْهُ حاجَةٌ إلّا زِيارَتِي كانَ حَقًّا عَلَيَّ أنْ أكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ القِيامَةِ»» . وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ والبَيْهَقِيُّ في «الشُّعَبِ» عَنْ عُمَرَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ««مَن زارَ قَبْرِي كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أوْ شَهِيدًا ومَن ماتَ في أحَدِ الحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ في الآمِنِينَ يَوْمَ القِيامَةِ»» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ حاطِبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««مَن زارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأنَّما زارَنِي في حَياتِي ومَن ماتَ بِأحَدِ الحَرَمَيْنِ بُعِثَ مِنَ الآمِنِينَ يَوْمَ القِيامَةِ»» . وأخْرَجَ العُقَيْلِيُّ في «الضُّعَفاءِ» والبَيْهَقِيُّ في «الشُّعَبِ» عَنْ رَجُلٍ مِن آلِ الخَطّابِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ ««مَن زارَنِي مُتَعَمِّدًا كانَ في جِوارِي يَوْمَ القِيامَةِ ومَن سَكَنَ المَدِينَةَ وصَبَرَ عَلى بَلائِها كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا وشَفِيعًا يَوْمَ القِيامَةِ ومَن ماتَ في أحَدِ الحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ مِنَ الآمِنِينَ يَوْمَ القِيامَةِ»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والبَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ (p-٤٧٢)قالَ: ««مَن زارَنِي بِالمَدِينَةِ مُحْتَسِبًا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا وشَفِيعًا يَوْمَ القِيامَةِ»» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««ما مِن عَبْدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي إلّا وكَّلَ اللَّهِ بِها مَلَكًا يُبَلِّغُنِي وكُفِيَ أمْرَ آخِرَتِهِ ودُنْياهُ وكُنْتُ لَهُ شَهِيدًا وشَفِيعًا يَوْمَ القِيامَةِ» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««ما مِن أحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إلّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتّى أرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ»» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّهُ كانَ يَأْتِي القَبْرَ فَيُسَلِّمُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ولا يَمَسُّ القَبْرَ ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلى أبِي بَكْرٍ ثُمَّ عَلى عُمَرَ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ قالَ: رَأيْتُ جابِرًا وهو يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو يَقُولُ: هاهُنا تُسْكَبُ العَبَراتُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ ««ما بَيْنَ قَبْرِي ومِنبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ»» (p-٤٧٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والبَيْهَقِيُّ عَنْ مُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي أُمامَةَ قالَ: رَأيْتُ أنَسَ بْنَ مالِكٍ أتى قَبْرَ النَّبِيِّ ﷺ فَوَقَفَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتّى ظَنَنْتُ أنَّهُ افْتَتَحَ الصَّلاةَ فَسَلَّمَ عَلى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ انْصَرَفَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والبَيْهَقِيُّ عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ سُحَيْمٍ قالَ: رَأيْتُ النَّبِيَّ ﷺ في النَّوْمِ قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْتُونَكَ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ أتَفْقَهُ سَلامَهم قالَ: نَعَمْ وأرُدُّ عَلَيْهِمْ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ حاتِمِ بْنِ ورْدانَ قالَ: كانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ يُوَجِّهُ بِالبَرِيدِ قاصِدًا إلى المَدِينَةِ لِيُقْرِئَ عَنْهُ النَّبِيَّ ﷺ السَّلامَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ أبِي فُدَيْكٍ قالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَن أدْرَكْتُ يَقُولُ: بَلَغَنا أنَّهُ مَن وقَفَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ ﷺ فَتَلا هَذِهِ الآيَةَ﴿إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦] صَلّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ حَتّى يَقُولَها سَبْعِينَ مَرَّةً فَأجابَهُ مَلَكٌ: صَلّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا فُلانُ لَمْ تَسْقُطْ لَكَ حاجَةٌ (p-٤٧٤)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي حَرْبٍ الهِلالِيِّ قالَ: حَجَّ أعْرابِيٌّ فَلَمّا جاءَ إلى بابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أناخَ راحِلَتَهُ فَعَقَلَها ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ حَتّى أتى القَبْرَ ووَقَفَ بِحِذاءِ وجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: بِأبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُكَ مُثْقَلًا بِالذُّنُوبِ والخَطايا مُسْتَشْفِعًا بِكَ عَلى رَبِّكَ لِأنَّهُ قالَ في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿ولَوْ أنَّهم إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهم جاءُوكَ فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ٦٤] . وقَدْ جِئْتُكَ بِأبِي أنْتَ وأُمِّي مُثْقَلًا بِالذُّنُوبِ والخَطايا أسْتَشْفِعُ بِكَ عَلى رَبِّكَ أنْ يَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وأنْ تُشَفَّعَ فِيَّ ثُمَّ أقْبَلَ في عُرْضِ النّاسِ وهو يَقُولُ: ؎يا خَيْرَ مَن دُفِنَتْ في التُّرْبِ أعْظُمُهُ فَطابَ مِن طِيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ ؎نَفْسِي الفِداءُ لِقَبْرٍ أنْتَ ساكِنُهُ ∗∗∗ فِيهِ العَفافُ وفِيهِ الجُودُ والكَرَمُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كانَ يَقُولُ لِلْحاجِّ إذا قَدِمَ: تَقَبَّلَ اللَّهُ نُسُكَكَ وأعْظَمَ أجْرَكَ وأخْلَفَ نَفَقَتَكَ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ««إذا قَدِمَ أحَدُكم (p-٤٧٥)عَلى أهْلِهِ مِن سَفَرٍ فَلْيُهْدِ لِأهْلِهِ فَلْيُطْرِفْهم ولَوْ كانَ حِجارَةً»» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب