الباحث القرآني

﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَ ٰ⁠لِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡۖ یُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ ۝٣٠﴾ - نزول الآية

٣٢١٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: أتى رسولَ الله ﷺ سلّامُ بن مِشْكمٍ، ونعمانُ بن أوْفى أبو أنس، وشَأْسُ بن قيسٍ، ومالكُ بن الصَّيْف، فقالوا: كيف نتَّبِعُك وقد ترَكت قِبلَتَنا، وأنت لا تزعُمُ أنّ عُزَيرًا ابنُ الله؟! فأنزل الله في ذلك: ﴿وقالت اليهود﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٩، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨١ (١٠٠٤٣)، من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس به. وأورده الثعلبي ٥/٣٠. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٣١٧)

﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ﴾ - تفسير

٣٢١٤٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله﴾: وإنما قالوا: هو ابن الله؛ مِن أجل أنّ عزيرًا كان في أهل الكتاب، وكانت التوراة عندهم، فعَمِلوا بها ما شاء الله أن يَعمَلوا، ثم أضاعوها، وعمِلوا بغير الحقِّ، وكان التابوتُ فيهم، فلمّا رأى اللهُ أنهم قد أضاعوا التوراة، وعمِلوا بالأهواء؛ رفع اللهُ عنهم التابوت، وأنساهم التوراة، ونسَخَها من صدورهم، وأرسَل عليهم مرضًا، فاستطلَقَتْ بُطونُهم منه، حتى جعل الرجلُ يمشي كبِدُه، حتى نسُوا التوراة، ونُسِخَت من صدورهم، وفيهم عُزَيْرٌ، فمكثوا ما شاء الله أن يَمكُثوا بعدما نُسِخت التوراةُ من صدورهم، وكان عُزَيرٌ قَبْلُ من علمائهم، فدعا عزيرٌ اللهَ وابتهل إليه أن يَرُدَّ إليه الذي نُسِخ من صدره، فبينما هو يُصَلِّي مبتهِلًا إلى الله نزل نورٌ من الله فدخَل جوفَه، فعاد إليه الذي كان ذهب مِن جوفِه من التوراة، فأذَّن في قومه، فقال: يا قومِ، قد آتانِيَ اللهُ التوراةَ، وردَّها إلَيَّ. فعَلِق[[عَلِق فلان يفعل كذا: ظلَّ. اللسان (علق).]] يُعلِّمُهم، فمكَثوا ما شاء الله أن يَمْكُثوا وهو يُعلِّمُهم، ثم إنّ التابوت نزَل عليهم بعد ذلك وبعد ذهابه منهم، فلمّا رأوُا التابوت عرَضُوا ما كان فيه على الذي كان عُزَيرٌ يعلِّمهم، فوجدوه مثله، فقالوا: واللهِ، ما أُوتِيَ عزيرٌ هذا إلّا أنّه ابنُ الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨١.]]. (٧/٣١٨)

٣٢١٤١- عن عبد الله بن عباس، قال: كُنَّ نساءُ بني إسرائيل يجتمِعنَ باللَّيل فيُصَلِّينَ، ويَعْتَزِلنَ، ويذْكُرْنَ ما فضَّل اللهُ به بني إسرائيل وما أعطاهم، ثم سُلِّط عليهم شرُّ خلقِه بختُنَصَّرَ، فحرَق التوراة، وخرَّب بيت المقدس، وعزيرٌ يومئذٍ غلامٌ، فقال عزيرٌ: أوَكان هذا؟! فلَحِق الجبالَ والوحشَ، فجعل يتعبَّدُ فيها، وجعل لا يُخالِطُ الناسَ، فإذا هو ذاتَ يومٍ بامرأةٍ عند قبرٍ وهي تبكي، فقال: يا أمَةَ الله، اتَّقِي الله، واحتسِبي، واصبِري، أمّا تعلَمِين أنّ سبيلَ الناسِ إلى الموت؟! فقالت: يا عزيرُ، أتَنْهاني أن أبكيَ وأنت قد خلَّفت بني إسرائيل ولحقِت بالجبال والوحش؟! قالت: إنِّي لستُ بامرأةٍ، ولكني الدنيا، وأنّه سيَنبُعُ في مُصَلّاك عينٌ، وتَنبُتُ شجرةٌ، فاشرَبْ مِن ماء العين، وكُلْ مِن ثمرة الشجرة، فإنّه سيأتيك مَلَكان فاتركهما يَصْنَعان ما أرادا. فلمّا كان مِن الغد نبَعت العينُ، ونبتَت الشجرةُ، فشَرِب من ماء العين، وأكَل مِن ثمرة الشجرة، وجاءه مَلَكان ومعهما قارورةٌ فيها نورٌ، فأوْجَراهُ ما فيها، فألهمه اللهُ التوراةَ، فجاء فأملاه على الناس، فعند ذلك قالوا: عُزيرٌ ابن الله. تعالى اللهُ عن ذلك[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٧/٣١٩)

٣٢١٤٢- عن كعب الأحبار، قال: دعا عُزَيرٌ ربَّه أن يُلَقّى التوراة كما أنزَل على موسى في قلبه، فأنزَلها الله عليه، فبعد ذلك قالوا: عزيرٌ ابن الله[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٠)

٣٢١٤٣- عن عبد الله بن عبيد بن عمير -من طريق ابن جُرَيْج- قوله: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله﴾، قال: قالها رجل واحد، قالوا: إنّ اسمه: فنحاص. وقالوا: هو الذي قال: ﴿إن الله فقير ونحن أغنياء﴾ [آل عمران:١٨١][[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٨.]]. (ز)

٣٢١٤٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: إنّما قالت اليهود: عُزَيرٌ ابن الله. لأنّهم ظهرت عليهم العمالقةُ، فقتلوهم، وأخذوا التوراةَ، وهرب علماؤهم الذين بَقُوا، فدفنوا كتب التوراة في الجبال، وكان عُزَيرٌ يتعبَّدُ في رءوس الجبال، لا ينزِلُ إلّا في يوم عيدٍ، فجعل الغلامُ يبكي، ويقول: ربِّ، تركتَ بني اسرائيل بغير عالِم. فلم يزل يبكيهم حتى سقط أشفارُ عينَيه، فنزل مرةً إلى العيد، فلمّا رجع إذا هو بامرأةٍ قد مثَلَت له عند قبرٍ من تلك القبور تبكي، وتقول: يا مُطْعِماه، يا كاسِياه. فقال لها: ويحَكِ! مَن كان يُطْعِمُكِ أو يَكْسُوكِ أو يَسْقِيكِ قبلَ هذا الرجل؟ قالت: الله. قال: فإنّ اللهَ حيٌّ لم يَمُتْ. قالت: يا عزيرُ، فمَن كان يُعلِّمُ العلماءَ قبل بني اسرائيل؟ قال: الله. قالت: فلِمَ تبكي عليهم؟! فلمّا عرَف أنه قد خُصِمَ ولّى مُدْبِرًا، فدعَته، فقالت: يا عُزيرُ، إذا أصبحت غدًا فائتِ نهَرَ كذا وكذا، فاغتسِلْ فيه، ثم اخرُجْ، فصَلِّ ركعتين، فإنّه يأتيك شيخٌ، فما أعطاك فخُذْه. فلمّا أصبَح انطَلق عزيرٌ إلى ذلك النهَر، واغتَسَلْ، ثم خرَج، فصلّى ركعتين، فأتاه شيخٌ، فقال: افتحْ فمَك. ففتَح فمَه، فألقى فيه شيئًا كهيئة الجمرة العظيمة، مجتمِعٌ كهيئة القوارير، ثلاثَ مراتٍ، فرجَع عزيرٌ وهو من أعلم الناس بالتوراة، فقال: يا بني إسرائيل، إنِّي قد جئتُكم بالتوراة. فقالوا: ما كُنتَ كذّابًا! فعمَد فربَط على كلِّ أُصبُعٍ له قلمًا، ثم كتب بأصابعه كلِّها، فكتب التوراة، فلمّا رجع العلماءُ أُخبِروا بشأن عُزَيْرٍ، واستخرَج أولئك العلماءُ كُتبَهم التي كانوا دفنوها من التوراة في الجبال، وكانت في خَوابي[[خَوابي: جمع خابية وهي الحُبَّ، والحُبُّ: الجَرَّة الضخمة التي يُجعل فيها الماء. اللسان (خبأ) و(حبب).]] مدفونةٍ، فعرضوها بتوراة عُزَيرٍ، فوجَدوها مثلها، فقالوا: ما أعطاكَ اللهُ إلّا وأنت ابنُه[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٠-٤١١، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨١-١٧٨٢.]]. (٧/٣٢٠)

٣٢١٤٥- عن محمد ابن شهاب الزهريِّ، قال: كان عُزَيْرٌ يقرأُ التوراةَ ظاهرًا، وكان قد أُعطِي مِن القوة ما إن كان لَينْظُرُ البدرَ في شرَفِ السَّحاب، فعند ذلك قالت اليهود: عزيرٌ ابن الله[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٠)

٣٢١٤٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله﴾، وذلك أنّ اليهود قتلوا الأنبياء بعد موسى، فرفع الله عنهم التوراة، ومحاها من قلوبهم، فخرج عزيرٌ يسيح في الأرض، فأتاه جبريل ﵇، فقال له: أين تذهب؟ قال: لطلب العلم. فعلَّمه جبريلُ التوراةَ كلها، فجاء عزير بالتوراة غضًّا إلى بني إسرائيل، فعلّمهم، فقالوا: لم يعلم عزيرٌ هذا العلمَ إلا لأنّه ابنُ الله. فذلك قوله: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٧.]]. (ز)

٣٢١٤٧- عن عبد الملك ابن جُرَيجٍ، في قوله: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله﴾، قال: قالها رجلٌ واحدٌ اسمه: فِنحاص[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٢٩١٦. (٧/٣١٩)

٢٩١٦ قال ابنُ عطية (٤/٢٩٢-٢٩٣): «الذي كثر في كتب أهل العلم: أنّ فرقة من اليهود تقول هذه المقالة. ورُوِي: أنّه لم يقلها إلا فِنْحاص. وقال ابن عباس: قالها أربعة مِن أحبارهم: سلام بن مشكم، ونعمان بن أوفى، وشاس بن قيس، ومالك بن الصيف. وقال النقاش: لم يبقَ يهوديٌّ يقولها، بل انقرضوا. قال القاضي أبو محمد: فإذا قالها واحدٌ فيتوجه أن يلزم الجماعة شنعة المقالة؛ لأجل نباهة القائل فيهم، وأقوال النبهاء أبدًا مشهورة في الناس، يحتج بها، فمن هنا صحَّ أن تقول الجماعة قول نَبِيهها». وقال ابنُ تيمية (٣/٣٤١): «جِنسُ اليهود قال هذا، لم يقل هذا كلُّ يهوديٍّ».

﴿وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَ ٰ⁠لِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡۖ﴾ - تفسير

٣٢١٤٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿وقالت النصارى المسيح ابن الله﴾ يعنون: عيسى ابن مريم، ﴿ذلك قولهم بأفواههم﴾ يقول: هم يقولون بألسنتهم مِن غيرِ علمٍ يعلمونه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٧.]]٢٩١٧. (ز)

٢٩١٧ ذكر ابنُ عطية (٤/٢٩٥) أنّ قوله: ﴿بِأَفْواهِهِمْ﴾ يتضمن مَعْنَيَين: الأول: إلزامهم المقالة، والتأكيد في ذلك كما قال: ﴿يَكْتُبُونَ الكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ﴾ [البقرة:٧٩]، وكقوله: ﴿ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ﴾ [الأنعام:٣٨]. الثاني: أي: هو ساذج لا حجة عليه ولا برهان، غاية بيانه أن يقال بالأفواه قولًا مُجَرَّدًا نفْس دعوى.

﴿یُضَـٰهِـُٔونَ﴾ - تفسير

٣٢١٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿يضاهئون﴾، قال: يُشْبِهون[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٣، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]. (٧/٣٢٢)

٣٢١٥٠- قال مجاهد بن جبر: يُواطِئون[[تفسير البغوي ٤/٣٨.]]. (ز)

٣٢١٥١- قال الحسن البصري: يُوافِقون[[تفسير البغوي ٤/٣٨.]]. (ز)

٣٢١٥٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يضاهئون﴾، يعني: يُشبِهون[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٧.]]. (ز)

﴿قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُۚ﴾ - تفسير

٣٢١٥٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿يضاهئون قول الذين كفروا من قبل﴾، قال: قالوا مثلَ ما قال أهلُ الأديان[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٤، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]. (٧/٣٢٢)

٣٢١٥٤- قال مجاهد بن جبر: يضاهئون قول المشركين من قبل، الذين كانوا يقولون: اللات، والعُزّى، ومناة بنات الله[[تفسير البغوي ٤/٣٨.]]. (ز)

٣٢١٥٥- قال الحسن البصري: شَبَّه كفرهم بكفرِ الذين مَضَوْا مِن الأُمَم الكافرة٢٩١٨[[تفسير البغوي ٤/٣٨. وعقبه: كما قال في مشركي العرب: ﴿كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم﴾ [البقرة:١٨٨].]]. (ز)

٢٩١٨ مال إلى ذلك القول ابنُ كثير (٧/١٧٨)، ولم يذكر مستندًا.

٣٢١٥٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يضاهئون قول الذين كفروا من قبل﴾، يقول: ضاهت النصارى قولَ اليهود قبلهم؛ فقالت النصارى: المسيح ابن الله، كما قالت اليهود: عزيرٌ ابن الله[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٤، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٢)

٣٢١٥٧- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿يضاهئون قول الذين كفروا من قبل﴾: النصارى يُضاهِئُون قول اليهود في عزير[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٤، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٢.]]. (ز)

٣٢١٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قول الذين كفروا﴾ يعني: قول اليهود، ﴿من قبل﴾ قول النصارى لعيسى: إنّه ابن الله، كما قالت اليهود: عزيرٌ ابن الله. فضاهأت -يعني: أشبه- قول النصارى في عيسى قولَ اليهود في عزير[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٧.]]. (ز)

٣٢١٥٩- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿يضاهئون قول الذين كفروا من قبل﴾، يقول: النصارى يُضاهِئُون قول اليهود[[أخرجه ابن جرير١١/٤١٤.]]٢٩١٩. (ز)

٢٩١٩ اختار هذا القولَ ابنُ جرير (١١/٤١٣)، واستدلَّ له بأقوال السلف.

٣٢١٦٠- قال سفيان بن عيينة -من طريق ابن عبد الغفار الصنعاني- في قول الله تعالى: ﴿يضاهئون قول الذين كفروا من قبل﴾، قال: الذين قالوا: الجِنُّ بناتُ الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]٢٩٢٠. (ز)

٢٩٢٠ قال ابنُ عطية (٤/٢٩٦): «وإن كان الضمير في ﴿يضاهون﴾ لليهود والنصارى جميعًا فالإشارة بقوله: ﴿الذين كفروا من قبل﴾ هي إمّا لمشركي العرب؛ إذ قالوا: الملائكة بنات الله. وهم أول كافر، وهو قول الضحاك. وإما لأمم سالفة قبلهما. وإما للصدر الأول مِن كفرة اليهود والنصارى، ويكون ﴿يضاهون﴾ لمعاصري محمد ﷺ. وإن كان الضمير في ﴿يضاهون﴾ للنصارى فقط كانت الإشارة بـ﴿الذين كفروا من قبل﴾ إلى اليهود. وعلى هذا فسّر الطبريّ». وقال ابنُ تيمية (٣/٣٤١): «قيل: إنهم قدماؤهم. وقيل: مشركو العرب. وفيهما نظر؛ فإنّ مشركي العرب الذين قالوا هذا ليسوا قبل اليهود والنصارى، وقدمائهم منهم. فلعلَّه الصابئون المشركون الذين كانوا قبل موسى والمسيح بأرض الشام ومصر وغيرها، الذين يجعلون الملائكة أولادًا له».

﴿قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ﴾ - تفسير

٣٢١٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿قاتلهم الله﴾، قال: لعنهم الله، وكلُّ شيءٍ في القرآن قَتْلٌ فهو لعنٌ[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٥، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٢)

٣٢١٦٢- عن أبي مالك غزوان الغفاري، مثل ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]. (ز)

٣٢١٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قاتلهم الله﴾، يعني: لعنهم الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٧.]]. (ز)

٣٢١٦٤- عن عبد الملك ابن جُرَيْجٍ -من طريق حجّاج- في قوله: ﴿قاتلهم الله﴾، قال: كلمةٌ من كلام العرب[[أخرجه ابن جرير ١١/٤١٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٣)

٣٢١٦٥- قال عبد الملك ابن جريجٍ: ﴿قاتلهم الله﴾، أي: قتلهم الله[[تفسير الثعلبي ٥/٣٤، وتفسير البغوي ٤/٣٨.]]. (ز)

٣٢١٦٦- عن سفيان -من طريق محمد بن يوسف الفريابي- في قوله: ﴿قاتلهم الله﴾، قال: عاداهم الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]. (ز)

﴿أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ ۝٣٠﴾ - تفسير

٣٢١٦٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قوله: ﴿أنى يؤفكون﴾، قال: كيف يُكَذِّبون[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]. (ز)

٣٢١٦٨- وعن أبي مالك غزوان الغفاري، مثل ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٣.]]. (ز)

٣٢١٦٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أنى يؤفكون﴾، يعني: النصارى، مِن أين يُكَذَّبون بتوحيد الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٧.]]٢٩٢١. (ز)

٢٩٢١ ذكر ابنُ عطية (٤/٢٩٦-٢٩٧) أنّ أبا عبيدة قال بأن قوله: ﴿يُؤْفَكُونَ﴾ معناه: يحدون. ثم علَّق بقوله: «يريد: مِن قولك: رجل محدود، أي: محروم لا يصيب خيرًا، وكأنّه من الإفك الذي هو الكذب، فكأنّ المأفوك هو الذي تكذبه أراجيه فلا يلقى خيرًا». ثم قال: «ويحتمل أن يكون قوله تعالى: ﴿أنّى يُؤْفَكُونَ﴾ ابتداء تقرير، أي: بأي سبب ومن أي جهة يصرفون عن الحق بعد ما تبين لهم؟!».

﴿أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ ۝٣٠﴾ - آثار متعلقة بالآية

٣٢١٧٠- عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، قال: لَمّا كان يومُ أُحُدٍ شُجَّ رسولُ الله ﷺ في وجهه، وكُسِرت رَباعيَتُه، فقام رسولُ الله ﷺ يومئذٍ رافعًا يديْه، يقول: «إنّ الله ﷿ اشتدَّ غضبُه على اليهود أن قالوا: عزيرٌ ابن الله.واشتدَّ غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن الله. وإنّ الله اشتد غضبه على مَن أراقَ دمي، وآذاني في عِتْرتي»[[أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي ص٣٥٦-٣٥٧ (٣٣٤) بنحوه، والديلمي في الفردوس -كما في الفتح الكبير ١/١٧٥ (١٨٤٠)-مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن النجار في تاريخه واللفظ له. قال ابن تيمية على كتاب ابن المغازلي في منهاج السنة ٧/١٥: «وأما نقل ابن المغازلي الواسطي فأضعف وأضعف، فإنّ هذا قد جمع في كتابه من الأحاديث الموضوعات ما لا يخفى أنّه كذب على مَن له أدنى معرفة بالحديث». وقال المتقي الهندي في كنز العمال ١٠/٤٣٥ (٣٠٠٥٠): «ابن النجار؛ وفيه زياد بن المنذر رافضيٌّ متروك». وقال المناوي في التيسير ١/١٥٥ بعد ذكره لرواية الديلمي في الفردوس: «وهو ضعيف؛ لضعف أبي إسرائيل الملائي». وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص٣٩٦ (١٣٤): «قال في المختصر: هو موضوع». وقال الألباني في الضعيفة ٦/٢٩٣ (٢٧٧٧): «ضعيف».]]. (٧/٣٢١)

٣٢١٧١- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاثٌ أشكُّ فيهنَّ: فلا أدري أعُزَيرٌ كان نبيًّا أم لا، ولا أدري ألُعِنَ تُبَّعٌ أم لا». قال: ونَسِيتُ الثالثة[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ١١/٥، ٤٠/٣١٧. قال الألباني في الضعيفة ٧/٤٤٠ (٣٤٣٣): «ضعيف».]]. (٧/٣٢١)

٣٢١٧٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- قال: قالت اليهودُ: عزيرٌ ابن الله. وقالت النصارى: المسيح ابن الله. وقالت الصابئون: نحن نعبد الملائكة من دون الله. وقالت المجوس: نحن نعبد الشمس والقمر من دون الله. وقال أهل الاوثان: نحن نعبد الأوثان من دون الله. فأوحى الله ﷿ إلى نبيِّه لِيُكَذِّب قولهم: ﴿قل هو الله أحد الله الصمد﴾ السورة كلها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٢.]]. (ز)

٣٢١٧٣- عن حُمَيدٍ الخراط: أنّ عزيرًا كان يكتُبُها بعشَرة أقلام، في كلِّ أُصبُعٍ قلمٌ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٠)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب