الباحث القرآني
قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ الآية، قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير وعكرمة [[هكذا قال الواحدي تبعًا للثعلبي في "تفسيره" 6/ 94/ ب، والصواب: أو عكرمة كما في "تفسير ابن جرير" و"تفسير ابن أبي حاتم".]]: "أتى رسول الله -ﷺ- جماعة من اليهود: سلام بن مشكم [[هو أحد بني النضير وزعيم من زعمائها، وصاحب كنزهم الذي يعدونه لنوائبهم، وقد شمر عن ساعد الجد في العداوة لرسول الله، والسعي لإطفاء نور الله، وزوجه زينب بنت الحارث التي وضعت السم لرسول الله ﷺ.
انظر: "السيرة النبوية" 2/ 136، 173، 197، 422، 423.]] والنعمان بن أوفى [[أبو أنس، من أحبار يهود بني قينقاع، كما في "السيرة النبوية" 2/ 137، 200.]] وشاس [[في (ى): (شماس، وفي (ح): (شاتين، والصواب ما أثبته من (م) وهو موافق لمصادر تخريج الأثر. وهو شاس بن قيس من أحبار يهود بني قينقاع الذين ناصبوا رسول الله -ﷺ- العداء، وكان شيخًا قد عمي، عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، وهو الذي سعى لتذكير الأوس والخزرج بما كان بينهما من حروب في الجاهلية حتى كاد الحيان أن يقتتلا.
انظر: "السيرة النبوية" 2/ 137، 196.]] بن قيس ومالك ابن الصيف [[من أحبار يهود بني قينقاع، وكان ممن يتعنت في سؤال رسول الله -ﷺ- للبس الحق بالباطل. انظر: "السيرة النبوية" (2/ 137، 174، 197)]] فقالوا: كيف نتبعك وأنت [[ساقط من (ح).]] قد تركت قبلتنا، وأنت لا تزعم أن عزيرًا بن الله؟ فأنزل الله في قولهم هذه الآية" [[رواه ابن جرير 10/ 110 - 111، وابن أبي حاتم 6/ 1781، وابن إسحاق في "السيرة" 2/ 202، وأبو الشيخ وابن مردويه كما في "الدر المنثور" 3/ 413.]].
وقال عبيد [[في (م): (عبيدة)، وهو خطأ.]] بن عمير: "إنما قال هذه المقالة رجل واحد من اليهود اسمه فنحاص بن عازوراء [[من أحبار يهود بني قينقاع الذين نصبوا لرسول الله ﷺ العداوة، وهو القائل: إن الله فقير ونحن أغنياء، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
انظر: "السيرة النبوية" (2/ 137، 187، 201).]] " [[ذكره الثعلبي 6/ 95 أ، والبغوي 4/ 36، ورواه ابن جرير 10/ 110 عن عبد الله ابن عبيد بن عمير.]]، فعلى هذا أوقع الله عليه [[في (م): (عليهم).]] اسم الجماعة على مذهب العرب في قولها: ركبت البغال ولعله [[ساقط من (ى).]] لم يركب إلا واحداً قاله ابن الأنباري [[لم أقف عليه.]]، وقال غيره: "إذا كان فيهم من يذهب إلى هذا القول جاز أن ينسب إليهم كما تقول: المعتزلة تقول كذا، وإن كانت طائفة منهم تقوله" [[انظر: "المحرر الوجير" 6/ 461، و"تفسير الطبري" 10/ 110.]].
وأما السبب الذي لأجله قالوا هذه المقالة فقال ابن عباس في رواية عطية: "إن اليهود أضاعوا التوراة وعملوا بغير الحق فرفع الله عنهم التابوت، وأنساهم التوراة، ونسخها من صدورهم، فدعا الله عزير وابتهل إليه أن يرد إليه الذي نسخ من صدورهم، فنزل نور من السماء فدخل جوفه فعاد إليه الذي كان ذهب [[ساقط من (ى).]] من جوفه [من التوراة] [[ما بين المعقوفين من (ح).]]، فنادى في قومه: قد رد الله إليّ التوراة، وطفق يعلمهم، ثم إن التابوت نزل بعد ذلك فعرضوا ما كان فيه على الذي كان عزير يعلمهم فوجدوه مثله، فقالوا: والله ما أُوتي عزير هذا إلا لأنه [[في (ى): (أنه).]] ابن الله" [[رواه ابن جرير 10/ 111، وابن أبي حاتم 6/ 1781، والثعلبي 6/ 95 أ، والبغوي 4/ 37، وسنده ضعيف جدًّا، وهو من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب.]]، فسبب هذه المقالة عند جميع المفسرين تجديد عزير التوراة لهم عن ظهر قلبه بعد ذهابها عنهم، وإن اختلفوا في كيفية الذهاب، فابن عباس في رواية عطية ذهب إلى ما ذكرنا، وذهب الكلبي إلى قتل بُخْتُنَصَّر [[أحد ملوك بابل الجبابرة قبل ميلاد عيسى-عليه السلام- وهو الذي هدم بيت المقدس، وفي القاموس (نصر): (بُختُنصَّر: معروف وهو الذي كان خرب بيت المقدس -عمره الله تعالى- قال الأصمعي: "إنما هو (بُوخَتْنَصَّر) فأعرب، وبوخت: ابن، ونصَّر: صنم، وكان وجد عند الصنم، ولم يعرف له أب، فقيل هو ابن الصنم" اهـ. وانظر شيئًا من أخباره في "تاريخ الطبري" 1/ 538 - 560، و"الكامل" لابن الأثير 1/ 147 - 154، و"البداية والنهاية" 2/ 34 - 39.]] علماءهم [[رواه مطولًا الثعبي 6/ 96 أ، والبغوي 4/ 37، وهو من الإسرائيليات التي لا يعرف صدقها من كذبها، والأولى تنزيه كتب التفسير منها.]]، وذهب السدي إلى أن العمالقة ظهرت عليهم فقتلوهم [[رواه مطولًا ابن جرير 10/ 111، وابن أبي حاتم 6/ 1781، وهو من الإسرائيليات التي تسللت إلى كتب التفسير، وفي بقية الخبر مبالغات تبدو عليها سيما الكذب.]].
واختلف القراء في"عزير" فقرؤوه بالتنوين وبغيره [[قرأ عاصم والكسائي ويعقوب بالتنوين، وقرأ الباقون بغير تنوين. انظر: "الغاية" ص 164، و"التبصرة" ص214، و"تقريب النشر" ص 120.]]، قال أبو إسحاق: "الوجه إثبات التنوين؛ لأن "ابن" [[في "معاني القرآن وإعرابه". ابنًا.]] خبر، وإنما يحذف التنوين في الصفة نحو قولك: جاءني زيد بن عمرو، فيحذف التنوين لالتقاء الساكنين ولأن النعت والمنعوت كالشيء الواحد، فإذا كان خبرًا فالتنوين، [وقد يجوز حذف التنوين] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]] على ضعف لالتقاء الساكنين وقد قرئت ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص:1،2] فحذف [[في "معاني القرآن وإعرابه": بحذف.]] التنوين [[يعني تنوين "أحد" وقد رواها هارون عن أبي عمرو، وقرأ بها أيضًا أبان بن عثمان وزيد بن علي ونصر بن عاصم وابن سيرين والحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمال وآخرون، وحكم عليها ابن خالويه بالشذوذ. انظر: كتاب "السبعة في القراءات" (ص700)، و"مختصر في شواذ القرآن" ص 183، و"مشكل إعراب القرآن" 2/ 852، و"البحر المحيط" 10/ 571.]] لسكونه وسكون اللام [[يعني اللام في لفظ الجلالة المذكور في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ وفي "معاني القرآن وإعرابه": وسكون الباء في قوله: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ اهـ.]]، وفيه وجه آخر أن يكون الخبر محذوفًا ويكون معناه: عزير ابن الله معبودنا [[في (ى): (معبودًا)، وهو خطأ من الناحية الإعرابية.]] فيكون "ابن" نعتا [[وهذا الوجه ضعيف؛ لأنه لا دليل على الخبر المحذوف.]]، ولا اختلاف بين النحويين أن إثبات التنوين أجود" هذا كلامه [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 442 بنحوه.]].
وقد شرح أبو علي وأبو الفتح [[(وأبو الفتح) ساقط من (ى) وهو ابن جني.]] ما ذكره أبو إسحاق وهو أن من نون "عزيرًا" جعله مبتدأ وجعل "ابن" خبره، وإذا كان كذلك فلا بد من إثبات التنوين في حال السعة والاختيار؛ لأن "عزيرًا" ونحوه ينصرف عجميًا كان أو عربيًا، وأما من حذف التنوين فإن حذفه على وجهين: أحدهما: أنه جعل الصفة والموصوف بمنزلة اسم واحد نحو قولهم: لا رجل ظريف، وحذف التنوين ولم يحرك لالتقاء الساكنين كما يحرك في زيد العاقل؛ لأن الساكنين كأنهما التقيا في تضاعيف كلمة واحدة فحذف الأول منهما ولم يحرك لكثرة الاستعمال، ولا يجوز إثبات التنوين إذا كان الابن صفة وإن كان الأصل؛ لأنهم جعلوه من الأصول المرفوضة كما أن إظهار الأول من المثلين في نحو ضننوا لا يجوز في الكلام، وإذا كان "عزير" مع "ابن" بمنزلة اسم مفرد، والاسم المفرد لا يكون جملة مستقلة مفيدة في هذا النحو فلا بد من إضمار جزء آخر يقدر انضمامه إليه ليتم جملة وتجعل الظاهر [إما مبتدأ و] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]] إما خبر المبتدأ فيكون التقدير: صاحبنا أو نسيبنا أو نبينا عزير ابن الله، إن قدرت المضمر المبتدأ، وإن قدرته بعكس ذلك جاز، فهذا أحد [[في (م): (آخر).]] الوجهين.
فإن قلت [[الإشكال والجواب عليه لابن جني في "سر صناعة الإعراب" 2/ 533، وما قبله لأبي علي في "الحجة" 4/ 181 - 183.]]: فإن من أجرى ابنا صفة على عزير ولم ينون فقد أخبر عنه أيضًا بأنه ابن كما أخبر عنه من نون عزيرًا فأي فرق بين الحالين [[في (ى): (الحالتين).]]؟
والجواب عن ذلك: أنك إذا قلت: زيد ظريف فجعلت ظريفًا خبرًا عن زيد، فقد استأنفت الآن تعريف هذه الحال وإفادتها للسامع، وإذا قلت: هو زيد الظريف، فإنما أخبرت عن ذلك المضمر بأنه زيد، وأفدت هذا من حاله ثم حليته بالظريف، أي هو زيد المعروف قديمًا بالظرف، وليس غرضك أن تفيد الآن أنه حينئذٍ [[في (ى) زيادة (أنه) بعد كلمة (حينئذٍ).]] استحق عندك [[في (ح): (عند).]] الوصف بالظرف فهذا أحد الفروق بين الخبر والوصف، فكذلك أيضًا لو كان تقديره: هو عزير الذي عرف قديما بأنه ابن الله، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا [[في (ح): (كثيراً).]] جاز حذف التنوين وساغ، بل وجب ذلك، وليس المعنى كذلك، إنما ذكر الله عنهم أنهم أخبروا بهذا الخبر، واعتقدوا هذا الاعتقاد [[اهـ. كلام أبي الفتح ابن جني في "سر صناعة الإعراب" 2/ 533 بتصرف. وما بعده من كلام أبي علي وأبي الفتح.]].
الوجه الآخر: أن لا تجعلهما اسما واحداً ولكن تجعل الأول المبتدأ والآخر الخبر، فيكون المعنى فيه على هذا كالمعنى في إثبات التنوين، وتكون القراءتان [[في (ى): (القراءتين). وهو خطأ.]] متفقتين، إلا أنك حذفت التنوين لالتقاء الساكنين، كما تُحذف حروف اللين لذلك في نحو: رمى القوم، وقاضي البلد، ويدعو الإنسان، كذلك [[في (ح): (لذلك).]] حذف التنوين لالتقاء الساكنين وهو مراد؛ لأنه ضارع حروف اللين بما فيه من الغنة، ألا ترى أنه قد جرى مجراها في نحو: لم يك زيد منطلقا، وقد أدغم [في الياء والواو كما أدغم] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ح).]] كل واحد منهما في الآخر بعد قلب الحرف إلى ما يدغم فيه [[اختصر الواحدي عبارة أبي علي اختصارًا مخلاً ونصها: "في نحو: لم يك زيد منطلقًا، وفي نحو: صنعاني، وبهراني، وقد أدغم .. "إلخ، فقول أبي علي. وقد أدغم .. إلخ إنما هو في كلمتي صنعاني وبهراني.]]، وأبدلوا الألف من النون نحو: رأيت زيدًا، و ﴿لَنَسْفَعًا﴾ [العلق: 15] فإذا اجتمعت النون مع حروف اللين في هذه المواضع وشابهتها جاز أن تتفق معها في الحذف لالتقاء الساكنين، وعلى هذا ما يروى من قراءة بعضهم: "أحدُ الله" [[يعني بحذف التنوين من (أحد) وقد سبق تخريج القراءة والآية قبل عدة أسطر.]]، وقد جاء ذلك في الشعر كثيراً، قال حميد [[البيت لحميد الأمجي نسبة إلى (أمَج) وهي بلدة قرب المدينة، وكان معاصرًا لعمر ابن عبد العزيز.
والشاهد في البيت حذف التنوين من (حميد). انظر: "الكامل" 1/ 252، و"المقتضب" 2/ 313، و"المسائل العسكريات" (ص 177)، و"معجم البلدان" (أمج) 1/ 250.]]:
حميدُ الذي أمج داره ... أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع
وقال ابن الرقيات [[هو: عبيد الله أو عبد الله بن قيس بن شريح العامري القرشي، شاعر قريش في العصر الأموي، ويعرف بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، يقال لهن جميعًا: رقية، وكان أكثر شعره الغزل، توفي سنة 85 هـ تقريبًا. انظر: "الأغاني" 4/ 154، و"سمط اللآلي" (ص 294)، و"الشعر والشعراء" (ص 359).]]:
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلةُ العذراءُ [[البيت في ديوانه (ص 95) وقبله:
كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارةٌ شعواء
والخدام: جمع الخدمة، وهي الخلخال، والعقيلة: المرأة الكريمة.
والشاهد: عدم تنوين "خدام". انظر: أمالي ابن الشجري 2/ 163.]]
وأنشد أبو زيد [["نوادر أبي زيد" ص 321 وقبله: == لتجدني بالأمير برًّا ... وبالقناة مدعسًا مكرًا
إذا غطيف .. الخ.
وانظر: الأبيات في "معاني القرآن" للفراء 1/ 431، و"الأمالي الشجرية" 3/ 53، و"ضرائر الشعر" ص 106، واللسان (دعس) 3/ 1380.]]: إذا غطيف السلمي فرا
وأنشد أبو العباس [[يعني المبرد، وقد تقدمت ترجمته، وانظر البيت في كتابيه: "الكامل" 1/ 252، و"المقتضب" 2/ 312، وقد اعترض علي بن حمزة في كتابه "التنبيهات على أغاليط الرواة" على المبرد في رواية هذا البيت، وقال: الرواية: عمرو العلا.
قلت: قد ذكر المبرد البيت بهذه الرواية في "المقتضب" 2/ 316، ولا شاهد في هذه الرواية لأنه مضاف.]]:
عمرو [[في (ح): (وعمرو)، وهو هاشم بن عبد مناف جد الرسول ﷺ، قال السهيلي في "الروض الأنف" 1/ 94: "ذكر أصحاب الأخبار أن هاشمًا كان يستعين على إطعام الحاج بقريش فيرفدونه بأموالهم ويعينونه، ثم جاءت أزمة شديدة فكره أن يكلف قريشًا أمر الرفادة، فاحتمل إلى الشام بجميع ماله، واشترى به أجمع كعكًا ودقيقًا، ثم أتى الموسم فهشم ذلك الكعك هشيمًا، ودقه دقًا، وصنع للحاج طعامًا مثل الثريد، وبذلك سمي هاشمًا، ودقه دقًا؛ لأن الكعك اليابس لا يثرد وإنما يهشم هشمًا، فبذلك مُدح حتى قال شاعرهم فيه: وهو عبد الله بن الزبعرى .. "، وذكر البيت ضمن أبيات، وذُكر البيت أيضًا في اللسان (سنت، مح) منسوبًا لابن الزبعرى، وفي "هشم" لابنة هاشم، وفي "الاشتقاف" لابن دريد ص13 لمطرود الخزاعي، وفي "نوادر أبي زيد" ص 167 بلا نسبة.]] الذي هشم الثريد لقومه
وقال آخر [[تقدم تخريج البيت.]]:
وحاتم الطائي وهاب المئي وأنشدوا أيضًا [[البيت غير منسوب في كتاب "الحيوان" 4/ 300، و"أدب الكاتب" ص 166. قال البطليوسي في "الاقتضاب" ص 355: ("هذا البيت لا أعلم قائله، ولا ما يتصل به، والظاهر من معناه أن قائله سليم خطة ولم يرضها ورأى قدره يجل عنها، فقال: لو كنت ممن يرضى بما سمتموني إياه، وأهّلتموني له لكنت كالعبد الذي يأكل الوزغ" اهـ، وانظر البيت أيضًا في "المنصف" 2/ 332، و"الصحاح" (برص) 3/ 1530، و"اللسان" (برص) 1/ 258.]]:
والله لو كنت لهذا خالصًا ... لكنت عبدًا آكل الأبارصا
أي آكلاً" [[انظر: "الحجة للقراء السبعة" 4/ 181 - 186، و"سر صناعة الإعراب" 2/ 532 - 536.]]، وهو في الشعر كثير.
قال أبو علي: "الوجه في هذه القراءة: الحمل على الوجه الأول؛ لأنه لم يستمر [[في "الحجة": يستقر.]] حذف التنوين في الكلام، وإن حصلت المشابهات بين النون وحروف [[في (ى): (حرف).]] اللين [[ساقط من (ح).]] " [["الحجة للقراء السبعة" 4/ 186.]].
وقال أبو الفتح: الاختيار: الوجه الثاني، وإن كان فيه ضرورة؛ لأنه أشبه، لموافقته معنى [[في (ى): (مع).]] قراءة من نون وجعل "ابنًا" خبرًا عن"عزير" [["سر صناعة الإعراب" 2/ 532 بمعناه.]].
وقوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ﴾، قال المفسرون في سبب شرك النصارى بهذه الكلمة: "إنهم كانوا على الحق بعدما رفع عيسى حتى وقع حرب بينهم وبين اليهود، وكان في اليهود رجل شجاع يقال له: بولس [[هو: شاول اليهودي ولد في طرسوس ونشأ في مدينة القدس، وكان من أشد أعداء النصارى، ثم انتقل فجأة إلى النصرانية، وتسمى باسم بولس، وكان قوي الشخصية دائب الحركة، مؤثرًا ذكيا، وقد استطاع بمكره وكيده أن يحرف كثيراً من تعاليم المسيح وأن يطمس معالمها الصحيحة، يقال: إنه قتل في اضطهادات نيرون للنصارى سنة 66 م.
انظر: "الديانات والعقائد في مختلف العصور" 3/ 254، و"محاضرات في النصرانية" لأبي زهرة ص 82.]] قتل جملة من أصحاب عيسى [[جاء في أول الإصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل: "أما شاول (اسم بولس قبل تنصره) فكان لم يزل ينفث تهددًا وقتلًا على تلاميذ الرب". انظر: "محاضرات في النصرانية" ص 87.]]، ثم قال لليهود: إن كان الحق مع عيسى فقد كفرنا والنار مصيرنا، ونحن مغبونون إن دخلوا الجنة ودخلنا النار، وإني أحتال فأضلهم، فعرقب فرسه [[عرقب الدابة: قطع عرقوبها، وعرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها، وعرقوبا الفرس: ما ضم ملتقى الوظيفين (ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق) والساقين من مآخرهما من العصب. انظر: "القاموس المحيط"، فصل: العين، باب الباء 1/ 103، و"لسان العرب" (عرقب) 5/ 2909، انظر: معنى (الوظيفين) في كتاب "العين" (وظف) 8/ 169، و"تهذيب اللغة" (وظف) 4/ 3913.]]، وأظهر الندامة مما كان صنع، ووضع على رأسه التراب [[في (ى): (فوضع التراب على رأسه).]]، وقال: نوديت من السماء: ليست لك توبة إلا أن تتنصر وقد تبت، فأدخله النصارى الكنيسة ومكث سنة لا يخرج، وتعلم الإنجيل، فصدقوه وأحبوه، ثم مضى إلى بيت المقدس واستخلف عليهم رجلاً اسمه نسطور [[لم أقف له على ترجمة.]]، وعلمه أن عيسى ومريم والإله كانوا ثلاثة [[يعني آلهة.]]، ثم توجه إلى الروم وعلمهم اللاهوت والناسوت [[قال أبو البقاء الكفوي في "الكليات" ص 798: ("اللاهوت: الخالق، والناسوت: المخلوق، وربما يطلق الأول على الروح والثاني على البدن وربما يطلق أيضاً على العالم العلوي، والثاني على العالم السفلي .. " الخ. والمراد به هنا اجتماع العنصر الإلهي والعنصر الإنساني في المسيح كما يزعم النصارى. انظر: "محاضرات في النصرانية" ص 168.]]، وقال: لم يكن عيسى بإنس ولا جسم ولكنه ابن الله، وعلم رجلاً يقال له: يعقوب [[لم أقف له على ترجمة.]] ذلك، ثم دعا رجلاً يقال له: ملكا [[لم أقف له على ترجمة.]] فقال له: إن الإله لم يزل ولا يزال عيسى، ثم دعا هؤلاء الثلاثة وقال لكل واحد منهم: أنت خالصتي فادع الناس إلى نحلتك، ولقد رأيت عيسى في المنام فرضي عني، وإني غدًا أذبح نفسي لمرضاة عيسى، ثم دخل المذبح فذبح نفسه [[ذكر بعض المؤرخين أن بولس قتل في اضطهادات الإمبراطور نيرون للنصارى. انظر: "محاضرات في النصرانية" ص89.]]، ودعا كل واحد من هؤلاء الثلاثة الناس إلى نحلته، فتبع كل واحد طائفة من الناس، واقتتلوا واختلفوا إلى يومنا هذا" [[ذكره الثعلبي 6/ 96 ب، والبغوي 4/ 37، والرازي 16/ 34، والخازن 2/ 215 وهذا من الإسرائيليات التي ينبغي تنزيه كتب التفسير منها، وليس لدى المؤرخين مستند يثبت صحة هذا، والمعروف أن تأليه عيسى -عليه السلام- حدث بسبب المجامع الكنسية بعد اعتناق الرومان الديانة النصرانية بعد الميلاد بثلاثمائة سنة.
انظر: "البداية والنهاية" 2/ 96.]]، فجميع النصارى من الفرق الثلاث.
وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾، قال ابن عباس: "يريد: كذبا منهم وافتراءً"، وقال أهل المعاني: "أي يقولونه بألسنتهم من غير علم وليس يرجع قولهم إلى معنى صحيح [[في (ح): (معنى علم صحيح).]] فهو لا يجاوز الفم، والمعنى الصحيح ما رجع إلى اضطرار [[في (ح): (الاضطرار).]] أو [[في (ى): (وبرهان).]] برهان" [[انظر: "مفاتيح الغيب" 16/ 37، و"الجامع لأحكام القرآن" 8/ 118 ولم أقف عليه عند أهل المعاني.]]، قال الزجاج: "المعنى: إنه ليس فيه برهان ولا بيان إنما هو قول بالفم لا معنى تحته صحيح، لأنهم [[لفظ: (نهم) ساقط من (ى).]] معترفون بأن الله لم يتخذ صاحبة فكيف يزعمون أن له ولدًا، فإنما هو تكذيب [[في"معاني القرآن وإعربه": تكذب، وهو أولى، قال ابن منظور: "تكذّب فلان: إذا تكلف الكذب". "لسان العرب" (كذب) 7/ 3841.]] وقول فقط" [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 443.]]، وقال ابن الأنباري: "القول يكون باللسان ويكون بالقلب، وقول القلب هو الذي يقع عليه اسم الظن، ولهذا المعنى ذهبت العرب بالقول مذهب الظن، فقالوا [[في (ح): (وقالوا).]]: أتقول عبد الله خارج؟، ومتى تقول: محمد منطلق؟ يريدون متى تظن، قال الشاعر [[البيت لعمر بن أبي ربيعة وهو في "ديوانه" ص 394. وانظر: "خزانة الأدب" 2/ 439، و"شرح أبيات سيبويه" 1/ 179، و"كتاب سيبويه" 1/ 124.]]:
أما الرحيل فدون بعد غد ... فمتى تقول الدار تجمعنا؟
ولو لم يقل: ﴿بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ لجاز أن يذهب الوهم إلى قول القلب وقد بين الله -عز وجل- هذا في قوله: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾ [المنافقون:1] الآية، فلم كذب الله قول ألسنتهم بل كذب قول قلوبهم.
وقوله تعالى: ﴿يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ﴾ المضاهاة: المشابهة، قال الفراء: " [يقال ضاهيته] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ى).]] ضهًا ومضاهاة" [[ذكره الرازي في "تفسيره" 16/ 36، وفي"تهذيب اللغة" (ضهي) 3/ 2141: قال الفراء: "يضاهون: يضارعون قول الذين كفروا" وسقط لفظ "يضارعون" من كتابه "معانى القرآن" 1/ 433.]]، هذا قول أْكثر أهل اللغة في المضاهاة [[انظر: "الصحاح" (ضهى) 6/ 2410، و"القاموس"، فصل الضاد، باب الواو والياء 1306.]]، وقال شمر: "قال قالد بن جنبه [[لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.]]: المضاهاة: المتابعة، فلان يضاهي فلانًا أي: يتابعه" [["تهذيب اللغة" (ضهى) 3/ 2142.]]، قال ابن عباس: "يريد [[ساقط من (ح).]]: يتشبهون بقول الأمم الخالية" [[رواه مختصرًا بمعناه ابن جرير 10/ 112، وابن أبي حاتم 6/ 1783، والثعلبي 6/ 97 أ، والبغوي 4/ 38.
وذكره البخاري في "صحيحه" معلقًا 8/ 316، كتاب التفسير، باب: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾.]]، وهذا قول مجاهد والحسن واختيار أبي علي، قال مجاهد: "يضاهئون قول المشركين حين قالوا: اللات والعزى ومناة بنات الله" [[رواه الثعلبى 6/ 97 ب، والبغوي 4/ 38]]، وقال الحسن: "شبه كفرهم بكفر الذين مضوا من الأمم الكافرة" [[المصدرين السابقين، نفس الموضع.]].
وقال أبو علي: "يشبه أن يكون "الذين [[ساقط من (ح).]] كفروا": المشركين الذين لا كتاب لهم لأنهم ادعوا في الملائكة أنها بنات الله، قال: ﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ﴾ [النحل: 57] وقال: ﴿أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21)﴾ [النجم: 21] وقال: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 100] [[اهـ كلام أبي علي، انظر: "الحجة للقراء السبعة" 4/ 186.]].
وقال ابن الأنباري: "يشابهون في قولهم قول [[ساقط من (ى).]] المشركين إذ زعموا أنهم يعبدون ثلاثة: الله وعيسى ومريم، وقال المشركون: نعبد اللات والعزى ومناة" [[ذكره مختصرًا دون تعيين القائل القرطبي في "تفسيره" 8/ 118.]]، وعلى ما ذكر ابن الأنباري: الفعل في ﴿يُضَاهِئُونَ﴾ يرجع إلى النصارى دون اليهود، وهو قول قتادة والسدي إلا أنهما جعلا المشابهة من وجه آخر وهو أنهما قالا: "ضاهت النصارى قول اليهود من قبل، فقالت النصارى: المسيح ابن الله، كما قالت اليهود: عزيرٌ ابن الله" [[رواه عنهما الثعلبي 6/ 97 ب، والبغوي 4/ 38، ورواه الصنعاني في "تفسيره" 1/ 2/ 271 عن قتادة، ورواه ابن جرير 10/ 112، وابن أبي حاتم 6/ 1783 مختصراً عن قتادة بلفظه، وعن السدي بمعناه.]] فجعلا [[في (ح) و (م): (فجعل)، وهو خطأ.]] ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ﴾ اليهود، وهو قول ابن عباس في رواية الوالبي قال: "ضاهت النصارى قول اليهود قبلهم [[في (ى): (قولهم)، وهو خطأ.]] " [[لم أجد من ذكره عن ابن عباس بهذا اللفظ، وقد أخرج رواية الوالبي ابن جرير 10/ 112، وابن أبي حاتم 6/ 1783، والثعلبي 6/ 97 أ، والبخاري تعليقًا في "صحيحه" 8/ 316 كتاب التفسير باب: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ﴾ جميعهم بلفظ == "يشبهون". أما اللفظ الذي ذكره المؤلف فقد أخرجه ابن جرير 10/ 112، وابن أبي حاتم 6/ 1783، عن قتاد فلعل المؤلف -رحمه الله- وهم فنسبه لابن عباس.]].
وقال الزجاج: "معناه [[ساقط من (ى).]]: يشابهون في قولهم هذا من تقدم من كفر منهم، أي إنما قالوه اتباعًا لمن تقدم منهم، الدليل على هذا قوله: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: 31] أي قبلوا فهم أن [[ساقط من (ح).]] العزير والمسيح ابنا الله" [["معاني القرآن وإعرابه" 2/ 443.]]، وهذا اختيار ابن قتيبة؛ لأنه قال: "يريد أن من كان في عصر النبي -ﷺ- من اليهود والنصارى يقولون ما قاله أولوهم" [["تفسير غريب القرآن" (ص 184).]]، فأما قول المفسرين في معنى: ﴿يُضَاهِئُونَ﴾ فقد ذكرنا قول ابن عباس، وقال مجاهد: "يواطئون" [[رواه الثعلبي 6/ 97 ب، والبغوي 4/ 38.]]، وقال الحسن: "يوافقون" [[انظر: المصدرين السابقين، نفس الموضع.]].
وقرأ عاصم ﴿يُضَاهِئُونَ﴾ مهموزًا [[انظر: "الغاية في القراءات العشر" ص 165، وكتاب "إرشاد المبتدي" ص 352، و "تقريب النشر"، باب الهمز المفرد ص 34.]]، قال أحمد بن يحيى [[أبو العباس ثعلب.]]: لم يتابع عاصمًا أحد [[في (م): (أحد عاصمًا).]] على الهمز [[يعني من أصحاب القراءات المتواترة، وقد قرأ بها من غيرهم طلحة بن مصرف. انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 2/ 210، و"المحرر الوجيز" 6/ 465، و"البحر المحيط" 5/ 403.]] " [["الحجة للقراء السبعة" 4/ 186، و"زاد المسير" 3/ 425.]]، قال الليث: "وربما همزوا فيه" [["تهذيب اللغة" (ضهي) 3/ 2141، والنص في كتاب "العين" (ضهي) 4/ 70.]]، وحكى ابن الأنباري: "ضاهيت وضاهأت" [["زاد المسير" 3/ 425.]]، قال أبو علي [[في (ى): (أبو عبيد)، والصواب ما أثبته إذ النص في "الحجة للقراء السبعة" 4/ 187 من قول أبي علي الفارسي.]]: "يشبه أن يكون ما قرأ به عاصم من الهمز لغة [[هذا من عجيب القول إذ كيف لا يجزم بثبوت اللغة بقراءة متواترة، وأمثاله من اللغويين يثبتونها ببيت شعري، أو جملة منقولة عن أعرابي، وقد أثبت الفراء أن الهمز لغة أهل الطائف، وذكر ابن جرير 10/ 113 أنها لغة ثقيف، كما أثبت الخليل بن أحمد اللغتين في الكلمة. انظر: كتاب "العين" (ضهي) 4/ 70، و"تفسير ابن جرير" 10/ 213، و"الحجة" 4/ 187، و"لسان العرب" (ضهي) 5/ 2617.]] فيكون في الكلمة لغتان، مثل أرجيت وأرجأت" [["الحجة للقراء السبعة" 4/ 187.]].
وقوله تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾، قال ابن عباس وأكثر المفسرين: "لعنهم" [[رواه عن ابن عباس الإمام ابن جرير 10/ 113، وابن أبي حاتم 6/ 1783، والثعلبي 6/ 97، وابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" 3/ 415، وقد نسب هذا القول إلى المفسرين أبو منصور الأزهري في "تهذيب اللغة" (قتل) 2/ 2884.]].
قال الأزهري: "وليس هذا من القتال الذي هو بمعنى المحاربة بين اثنين؛ لأن قولهم: قاتله بمعنى لعنه، من واحد" [["تهذيب اللغة" 2/ 2884.]]، وقال ابن جريج: " ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ أي قتلهم الله، وهو بمعنى التعجب" [[رواه الثعلبي 6/ 97 ب، ورواه البغوي 4/ 38 بلفظ: قتلهم الله، وذكره القرطبي 8/ 119: بلفظ: هو بمعنى التعجب.]].
وقال أهل المعاني: "عاداهم الله" [[هذا قول ابن الأنباري كما في "تهذيب اللغة" (قتل) 2/ 2884، و"زاد المسير" 3/ 425.]]، فعبر عن هذا بالمقاتلة لما بين المقاتلين [[كذا في جميع النسخ، وهو يريد المتقاتلين.]] من العداوة، وقال ابن الأنباري: "وهذا تعليم لنا الدعاء عليهم، معناه: قولوا إذا دعوتهم عليهم: قاتلهم الله، أي لعنهم الله" [[لم أقف على مصدره.]]، كذا قال المفسرون في: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾، والمقاتلة أصلها من المقتول أُخبر عن الله بها كانت بمعنى اللعنة؛ لأن من لعنه الله فهو بمنزلة المقتول الهالك.
وقوله تعالى: ﴿أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ الإفك: الصرف، يقال: أُفك الرجل عن الخير أي قلب وصرف، ورجل مأفوك: أي مصروف عن الخير، يقول: كيف يصدون ويصرفون عن الحق بعد وضوح الدليل حتى يجعلوا لله الولد [[في (ى): (ولدًا).]]؟! وهذا التعجب [[في (ى): (التعجيب)، وأثبت ما في النسخ الأخرى لأنه أسد في المعنى ولموافقته لما في "تفسير الرازي" 16/ 36 الذي نقل تفسير الجملة عن الواحدي بلفظه دون أن يشير لذلك.]] إنما هو راجع إلى الخلق، والله لا يتعجب من شيء [[مذهب السلف إثبات العجب لله كغيره من الصفات الثابتة في الكتاب أو السنة، وإن لم تعرف كيفيتها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- يؤمنون بذلك -يعني أحاديث الصفات- كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل".
وقال: وأما قوله -يعني النافي صفة التعجب-: "التعجب استعظام للمتعجب منه"!!. فيقال: نعم. وقد يكون بجهل بسبب التعجب، وقد يكون لما خرج عن نظائره، == والله تعالى بكل شيء عليم، فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه، بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيمًا له، والله تعالى يعظم ما هو عظيم، إما لعظمة سببه، أو لعظمته، فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم، ووصف بعض الشر بأنه عظيم". "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" 3/ 141، 6/ 123.
وقد دل على صفة العجب قوله تعالى: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾ [الصافات: 12] بضم التاء على قراءة الكوفيين غير عاصم كما في "الغاية" ص 249، وقول النبي ﷺ "عجيب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". رواه البخاري (3010)، كتاب الجهاد، باب الأسارى في السلاسل 4/ 145، انظر: "تفسير ابن جرير" 23/ 43 (ط الحلبي)، و"قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر" ص 69.]]، ولكن هذا الخطاب على عادة العرب في مخاطباتهم، والله تعالى عجيب نبيه من تركهم الحق وإتيانهم الباطل [[في (ج): (بالباطل).]] في زعمهم.
{"ayah":"وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَ ٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡۖ یُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق