الباحث القرآني
﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ١٩٩﴾ - نزول الآية وتفسيرها
٢٩٧٩١- عن جابر بن عبد الله -من طريق محمد بن المنكدر- قال: لَمّا نزَلت هذه الآية: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾ قال النبيُّ ﷺ: «يا جبريل، ما تأويلُ هذه الآية؟». قال: حتّى أسألَ. فصَعِد، ثم نزَل، فقال: يا محمد، إنّ الله يأمُرُك أن تصفحَ عمَّن ظَلَمك، وتعطيَ مَن حرَمك، وتَصِلَ مَن قطَعك. فقال النبيُّ ﷺ: «ألا أدُلُّكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة». قالوا: وما ذاك، يا رسول الله؟ قال: «تَعفُو عمَّن ظَلمك، وتُعْطِي مَن حرَمك، وتَصِلُ مَن قَطَعك»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج الكشاف ١/٤٧٧-. قال العراقي في تخريج الإحياء ص٩٣٠: «أخرجه ابن مردويه من حديث جابر، وقيس بن سعد بن عبادة، وأنس، بأسانيد حسان». وقال ابن حجر في الفتح ٨/٣٠٦: «وروى الطبري مرسلًا، وابن مردويه موصولًا، من حديث جابر...».]]٢٧١٥. (٦/٧٠٨)
٢٩٧٩٢- عن عبد الله بن الزبير -من طريق هشام بن عروة، عن أبيه- قال: ما نزلت هذه الآيةُ إلّا في أخلاق الناس: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾. وفي لفظ: أمَر الله نبيَّه ﷺ أن يأخُذَ العفوَ مِن أخلاق الناس[[أخرجه البخاري ٦/٦٠، ٦١ (٤٦٤٣، ٤٦٤٤)، وابن جرير ١٠/٦٤٠.]]. (٦/٧٠٧)
٢٩٧٩٣- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ مكارم الأخلاق عند الله أن تعفوَ عمَّن ظلَمك، وتصِلَ مَن قطَعك، وتعطِيَ مَن حرَمك». ثم تلا النبيُّ ﷺ: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأخرجه ابن عدي في الكامل ٧/٢٨(١٤٨٩)، والخطيب في تاريخ بغداد ١/٣٢٩ دون ذكر الآية. قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/٨٥٠ (١٦٩٤): «رواه عبد الحكيم بن عبد الله القسملي عن أنس، وعبد الحكيم منكر الحديث».]]. (٦/٧١٢)
٢٩٧٩٤- عن قيس بن سعد بن عبادة -من طريق العلاء بن بدر- قال: لَمّا نظَر رسولُ الله ﷺ إلى حمزة بن عبد المطلب قال: «واللهِ، لَأُمَثِّلَنَّ بسبعينَ منهم». فجاءَه جبريل بهذه الآية: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾. فقال: «يا جبريل، ما هذا؟». قال: لا أدري. ثم عادَ، فقال: إنّ الله يأمُرُك أن تَعْفُوَ عمَّن ظلَمك، وتَصِلَ مَن قطَعك، وتُعْطِيَ مَن حرَمك[[أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ٤/٢٣١٠(٥٦٩٧)، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف ١/٤٧٧-، من طريق محمد بن يونس، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، ثنا عبادة بن مسلم، عن العلاء بن بدر، عن قيس بن سعد بن عبادة به. إسناده ضعيف؛ فيه محمد بن يونس وهو الكديمي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٤١٩): «ضعيف».]]. (٦/٧٠٩)
٢٩٧٩٥- عن عامر الشعبي -من طريق أميٍّ الصيرفي- قال: لَمّا أنزل الله: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾ قال رسول الله ﷺ: «ما هذا، يا جبريل؟». قال: لا أدري، حتّى أسألَ العالِمَ. فذهَب، ثم رجَع، فقال: إنّ الله أمَرك أن تعفوَ عمَّن ظَلَمك، وتعطيَ مَن حرَمك، وتَصِلَ مَن قطَعك[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٣/٥٣١-. قال ابن كثير في تفسيره: «مرسل».]]. (٦/٧٠٨)
٢٩٧٩٦- عن إبراهيم بن أدهم -من طريق سهل بن هاشم- قال: لَمّا أنزَل الله: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف﴾ قال رسول الله ﷺ: «أُمِرْتُ أن آخُذَ العفوَ مِن أخلاق الناس»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق ص٢٤ (٢٤).]]. (٦/٧٠٨)
٢٩٧٩٧- عن سفيان بن عيينة، عن رجل قد سَمّاه، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ﴾ قال رسول الله ﷺ: «يا جبريل، ما هذا؟». قال: ما أدري، حتى أسأل العالِم. قال: ثم قال جبريل: يا محمدُ، إنّ الله يأمرك أن تَصِل مَن قطعك، وتعطي مَن حرمك، وتعفو عَمَّن ظلمك[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٣.]]. (ز)
﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ﴾ - تفسير
٢٩٧٩٨- عن عائشة، في قول الله: ﴿خذ العفو﴾، قال: ما عُفِي لك مِن مكارم الأخلاق[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٦/٧٠٩)
٢٩٧٩٩- عن عائشة -من طريق عروة-: أُمِرَ رسول الله ﷺ أن يقبل ما عفا من أموالهم وأخلاقهم. تعني: في قوله: ﴿خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالعُرْفِ﴾[[أخرجه ابن المظفر في غرائب حديث مالك (٥١) -كما في الإيماء ٧/١٥٠ (٦٥١٨)-.]]. (ز)
٢٩٨٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿خذ العفو﴾، قال: خُذْ ما عَفا لك مِن أموالهم؛ ما أتَوك به مِن شيءٍ فخُذْه. وكان هذا قبلَ أن تنزِلَ براءةُ بفرائض الصدقات، وتفصيلها[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤١، وابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿خذ العفو﴾، قال: خُذِ الفَضْلَ؛ أنفقِ الفَضْلَ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق حميد الأعرج، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد عن أبيه-: أنّ نافع بن الأرزق قال له: أخبِرني عن قوله ﷿: ﴿خذ العفو﴾. قال: خُذِ الفضلَ مِن أموالهم؛ أمَر الله النبيَّ ﷺ أن يأخُذَ ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ عبيد بن الأبرص وهو يقول: يَعْفُو عن الجهل والسَّوآتِ كما يُدْرِكُ غَيْثَ الربيعِ ذو الطَّرَدِ[[مسائل نافع (٢٦٣). وعزاه السيوطي إلى الطستي في مسائله.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨٠٣- عن عبد الله بن عباس، قال: رضِي اللهُ بالعفوِ، وأمَر به[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٧١٢)
٢٩٨٠٤- عن عبد الله بن عمر -من طريق هشام بن عروة، عن أبيه- في قوله تعالى: ﴿خذ العفو﴾، قال: أمر اللهُ نبيَّه ﷺ أن يأخُذَ العفوَ مِن أخلاق الناس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٧، والطبراني في الأوسط (١٢١٦)، والحاكم ١/١٢٤. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٦/٧٠٧)
٢٩٨٠٥- عن عبد الله بن الزبير -من طريق وهب بن كيسان- ﴿خُذِ العَفْوَ﴾، قال: مِن أخلاق الناس، واللهِ، لآخُذَنَّه منهم ما صَحِبْتُهم[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٠.]]. (ز)
٢٩٨٠٦- عن عروة بن الزبير -من طريق ابنه هشام- في قوله تعالى: ﴿خذ العفو﴾، قال: خذ ما عفى لك مِن أخلاقهم[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٢٤٥، وعبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٦٤ (١٤٢) بنحوه.]]. (ز)
٢٩٨٠٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿خذ العفو﴾ مِن أخلاق الناس وأعمالهم، بغير تَجسيسٍ[[تفسير مجاهد ص٣٤٩، وأخرجه ابن جرير ١٠/٦٤١ بلفظ: تَجَسُّسٍ أو تَحَسُّسٍ، شك أبو عاصم أحد الرواة، وابن أبي حاتم ٥/١٦٣٧، ويحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٦٢- بلفظ: تحسس. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]٢٧١٦. (٦/٧٠٩)
٢٩٨٠٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: ﴿خُذِ العَفْوَ﴾: عفو أخلاق الناس، وعفو أمورهم[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٠.]]. (ز)
٢٩٨٠٩- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- قال في قوله: ﴿خذ العفو﴾، يقول: خذ ما عفا مِن أموالهم، وهذا قبل أن تنزل الصدقةُ المفروضة[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٣٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨.]]. (ز)
٢٩٨١٠- عن ابن جُرَيْج، قال: سألتُ عطاء [بن أبي رباح] عن قوله: ﴿خذ العفو﴾. قال: ما لم يُسْرِفوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨.]]. (ز)
٢٩٨١١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾، قال: خُلُقٌ أمَر اللهُ به نبيَّه، ودَلَّه عليه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٧١٠)
٢٩٨١٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿خذ العفو﴾، قال: الفضل مِن المال، نَسَخَتْه الزكاة[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤١، والنحاس في ناسخه ص٤٤٦.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨١٣- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿خُذِ العَفْوَ﴾، يقول للنبي ﷺ: خذ ما أعْطَوْك مِن الصدقة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٨١.]]. (ز)
٢٩٨١٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصبغ- في قول الله: ﴿خذ العفو﴾، قال: عفا عن المشركين عشر سنين بمكة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨.]]٢٧١٧. (ز)
﴿وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ﴾ - تفسير
٢٩٨١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿وأمر بالعرف﴾، يقول: بالمعروف[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨١٦- عن سفيان الثوري، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨.]]. (ز)
٢٩٨١٧- عن عروة بن الزبير -من طريق ابنه هشام- في قوله تعالى: ﴿وأمر بالعرف﴾، يقول: بالمعروف[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/٢٤٥، وابن جرير ١٠/٦٤٤، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ٢/٣٦٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨.]]. (ز)
٢٩٨١٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وأمر بالعرف﴾، قال: بالمعروف[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٧٠٩)
٢٩٨١٩- قال عطاء: ﴿وأْمُرْ بِالعُرْفِ﴾، يعني: لا إله إلا الله[[تفسير الثعلبي ٤/٣١٨.]]. (ز)
٢٩٨٢٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وأمر بالعرف﴾، أي: بالمعروف[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٤.]]. (ز)
٢٩٨٢١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وأمر بالعرف﴾، قال: أمّا العرفُ فالمعروف[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأْمُرْ بِالعُرْفِ﴾، يعني: بالمعروف[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٨١.]]٢٧١٨. (ز)
﴿وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ١٩٩﴾ - تفسير
٢٩٨٢٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- قال: الإعراض عن الناس: أن يُكَلِّمك أحدٌ وأنت مُعْرِضٌ عنه، وتَتَكَبَّر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٩.]]. (ز)
٢٩٨٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ﴾، يعني: أبا جهلٍ حين جَهِل على النبي ﷺ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٨١.]]. (ز)
٢٩٨٢٥- قال جعفر الصادق: أمر الله تعالى نبيَّه ﷺ بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آيةٌ أجمعَ لمكارم الأخلاق من هذه الآية[[تفسير الثعلبي ٤/٣١٨، وتفسير البغوي ٣/٣١٦.]]. (ز)
٢٩٨٢٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصبغ بن الفرج- يقول في قول الله: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾، قال: أمَرَهُ فأعرض عنهم عشر سنين، ثم أمره بالجهاد[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٩.]]. (ز)
﴿وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ١٩٩﴾ - النسخ في الآية
٢٩٨٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿خذ العفو﴾، قال: خُذْ ما عَفا لك مِن أموالهم؛ ما أتَوك به مِن شيءٍ فخُذْه. وكان هذا قبلَ أن تنزِلَ براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤١، وابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨٢٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- قال في قوله: ﴿خذ العفو﴾، يقول: خذ ما عفا من أموالهم. وهذا قبل أن تنزل الصدقة المفروضة[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٣٩. وعلقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٣٨.]]. (ز)
٢٩٨٢٩- قال عطاء: ﴿وأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ﴾ أبي جهل وأصحابه. نسختها آيةُ السيف[[تفسير الثعلبي ٤/٣١٨، وتفسير البغوي ٣/٣١٦.]]. (ز)
٢٩٨٣٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: نزَلت هذه الآية: ﴿خذ العفو﴾ فكان الرجل يُمْسِكُ مِن مالِه ما يَكْفِيه، ويتصدَّقُ بالفضل، فنَسَخَها الله بالزكاة، ﴿وأمر بالعرف﴾ قال: بالمعروف، ﴿وأعرض عن الجاهلين﴾ قال: نزَلت هذه الآية قبلَ أن تُفْرَضَ الصلاة والزكاة والقتال، أمَره الله بالكَفِّ، ثم نَسَخها القتالُ، وأنزَل: ﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا﴾ الآية [الحج:٣٩][[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٧١٣)
٢٩٨٣١- قال مقاتل بن سليمان: فنسخت العفوَ الآيةُ التي في براءة؛ آية الصدقات، ونسخَ الإعراضَ آيةُ السيف[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٨١-٨٢.]]. (ز)
٢٩٨٣٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿خذ العفو﴾، قال: أمره، فأعرض عنهم عشر سنين بمكة. قال: ثم أمره بالغلظة عليهم، وأن يقعد لهم كل مرصد، وأن يحصرهم، ثم قال: ﴿فإن تابوا وأقاموا الصلاة﴾ الآية كلها [التوبة:٥]. وقرأ: ﴿يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم﴾ [التوبة:٧٣]. قال: وأمر المؤمنين بالغلظة عليهم، فقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة﴾ [التوبة:١٢٣]، بعدما كان أمرهم بالعفو. وقرأ قول الله: ﴿قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله﴾ [الجاثية:١٤]، ثُمَّ لم يقبل منهم بعد ذلك إلا الإسلامَ أو القتل. فنسخت هذه الآيةُ العفوَ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٦٤٢، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ٢/٣٥٩.]]٢٧١٩. (ز)
﴿وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ١٩٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٩٨٣٣- عن عَلِيٍّ، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «ألا أدُلُّك على خيرِ أخلاق الأولين والآخرين؟». قال: قلت: بلى، يا رسول الله. قال: «تُعْطِي مَن حرَمك، وتَعْفو عمَّن ظَلمك، وتَصِلُ مَن قطَعك»[[أخرجه البيهقي في الشعب١٠/٣٣٥ (٧٥٨٤)، ١٠/٤١٥-٤١٦ (٧٧٢١) واللفظ له، والطبراني في الأوسط ٥/٣٦٤ (٥٥٦٧). قال الهيثمي في المجمع ٨/١٨٨-١٨٩ (١٣٦٩١): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٣٧٩ (٦٦٦٠): «ضعيف».]]. (٦/٧١٠)
٢٩٨٣٤- عن عقبة بن عامر، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «ألا أُخبِرُك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؛ تصِلُ مَن قطَعك، وتُعطي مَن حرَمك، وتعفو عمَّن ظلَمك»[[أخرجه أحمد ٢٨/٥٦٩-٥٧٠ (١٧٣٣٤)، ٢٨/٦٥٤-٦٥٥ (١٧٤٥٢) مُطَوَّلًا، والحاكم ٤/١٧٨ (٧٢٨٥). قال العراقي في تخريج الإحياء ص١٠٧٩ (٤): «أخرجه ابن أبي الدنيا، والطبراني في مكارم الأخلاق، والبيهقي في الشعب، بإسناد ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٨/١٨٨ (١٣٦٨٩، ١٣٦٩٠): «رواه أحمد، والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات». وقال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر ٢/١٣٣: «وأحمد بإسنادين، أحدهما رواته ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٥٥٢ (٨٩١): «وهذا إسناد صحيح».]]. (٦/٧١١)
٢٩٨٣٥- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «صِلْ مَن قطَعك، واعْفُ عمَّن ظلَمك»[[أخرجه البيهقي في الشعب ١٠/٣٣٥-٣٣٦ (٧٥٨٥).]]. (٦/٧١١)
٢٩٨٣٦- عن عائشة، أنّ النبيَّ ﷺ قال: «ألا أدُلُّكم على كرائم الأخلاق للدنيا والآخرة؟ أن تَصِلَ مَن قطَعك، وتعطيَ من حرَمك، وتَجاوزَ عمَّن ظلَمك»[[أخرجه البيهقي في الشعب ١٠/٤١٧-٤١٨ (٧٧٢٤).]]. (٦/٧١١)
٢٩٨٣٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أدُلُّكم على مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة؟». قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: «صِلْ مَن قطَعك، وأعْطِ مَن حرَمك، واعْفُ عمَّن ظلَمك»[[أخرجه البيهقي في الشعب ١٠/٤١٨ (٧٧٢٥). قال العراقي في تخريج الإحياء ص٦١١: «رواه البيهقي في الشعب، من رواية الحسن عن أبي هريرة، ولم يَسْمَع منه».]]. (٦/٧١١)
٢٩٨٣٨- عن ابن أبي حسين، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أدُلُّكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ أن تَصِلَ مَن قطَعك، وتعطِيَ مَن حرَمك، وتعفوَ عمَّن ظلَمك»[[أخرجه معمر بن راشد في جامعه ١١/١٧٢ (٢٠٢٣٧)، والبيهقي في الشعب ١٠/٥٣٤ (٧٩٤٧). قال البيهقي: «هذا مرسل حسن».]]. (٦/٧١١)
٢٩٨٣٩- عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال: «لن ينالَ عبدٌ صريحَ الإيمان حتى يَصِلَ مَن قطَعه، ويعفوَ عمَّن ظلَمه، ويغفرَ لَمن شتَمه، ويُحْسِنَ إلى مَن أساء إليه»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق ص٢٣ (٢٢)، من طريق الحكم بن عبد الله بن سعد، أنّه سمع عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي هريرة به. إسناده تالف؛ فيه الحكم بن عبد الله بن سعد، وهو الأيلي، قال عنه ابن حجر في اللسان ٣/٢٤٤: «قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة... وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث».]]. (٦/٧١٢)
٢٩٨٤٠- عن معاذ بن أنس، عن رسول الله ﷺ، قال: «أفضلُ الفضائل أن تَصِلَ مَن قطَعك، وتُعْطِيَ مَن حرَمك، وتَصْفَحَ عمَّن شتَمك»[[أخرجه أحمد ٢٤/٣٨٣ (١٥٦١٨). قال العراقي في تخريج الإحياء ص٦٧٩: «بسند ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٨/١٨٩ (١٣٦٩٣): «رواه الطبراني، وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف». وقال المناوي في التيسير ١/١٨٧: «ضعيف؛ لضعف زياد بن فائد وغيره». وقال الألباني في الضعيفة ٦/١١٣ (٢٦٠٤): «ضعيف».]]. (٦/٧١٢)
٢٩٨٤١- عن ابن عباس، قال: قَدِم عُيينةُ بن حصنِ بن بدر، فنزَل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس، وكان مِن النفر الذين يُدْنِيهم عمر، وكان القُرّاءُ أصحابَ مجالس عمر ومشاورتِه؛ كُهولًا كانوا أو شُبّانًا، فقال عُيَيْنَةُ لابن أخيه: يا ابنَ أخي، لك وجْهٌ عندَ هذا الأمير؛ فاستأذِنْ لي عليه. قال: سأستأذِنُ لك عليه. قال ابن عباس: فاسْتأذَن الحرُّ لعُيينة، فأذِن له عمر، فلما دخل قال: هِي، يا ابن الخطاب[[قال الحافظ في فتح الباري ١٣/٢٥٩ بعد أن ذكر الخلاف في معنى العبارة: «والذي يقتضيه السياق أنّه أراد بهذه الكلمة الزجر والكف، لا الازدياد».]]، فواللهِ، ما تُعْطِينا الجَزْلَ، ولا تَحكُمُ بينَنا بالعدل. فغضِب عمر حتى همَّ أن يُوقِعَ به، فقال له الحُرُّ: يا أمير المؤمنين؛ إنّ الله ﷿ قال لنبيه ﷺ: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾. وإنّ هذا مِن الجاهلين. واللهِ، ما جاوَزها عمرُ حين تَلاها عليه، وكان وقّافًا عندَ كتاب الله ﷿[[أخرجه البخاري (٤٦٤٢)، وابن أبي حاتم ٥/١٦٣٩، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٣١٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (٦/٧٠٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.