الباحث القرآني
﴿وَٱلَّذِینَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِیمَـٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ یُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَیۡهِمۡ وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمۡ حَاجَةࣰ مِّمَّاۤ أُوتُوا۟﴾ - نزول الآية
٧٦٢٥٠- عن يزيد بن الأصمّ، أنّ الأنصار قالوا: يا رسول الله، اقسِم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين. قال: «لا، ولكن يَكفُونكم المُؤنة، ويُقاسمونكم الثّمرة، والأرض أرضكم». قالوا: رَضينا. فأنزل الله: ﴿والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ إلى آخر الآية[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٣٦٨)
﴿وَٱلَّذِینَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِیمَـٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ یُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَیۡهِمۡ وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمۡ حَاجَةࣰ مِّمَّاۤ أُوتُوا۟﴾ - تفسير الآية
٧٦٢٥١- عن عبد الله بن عباس: ﴿والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَن هاجَرَ إلَيْهِمْ ولا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا﴾ هم الأنصار، ذَكر الذين قَسم لهم مِن الخير، ونَعَتَ سَفاطَةَ[[يقال: هو سَفِيطُ النفس، أي: سَخِيُّها طيِّبها. لسان العرب (سفط).]] أنفسهم عندما زَوى عنهم فَيْء النَّضِير، وآثرتهم المهاجرين على أنفسهم، فجعل فَيْء النَّضِير لقريش لم يَشْرَكْهُم فيه أحدٌ مِن الأنصار إلا رجلان: أبو دُجانة الساعدي، وسهل بن حُنَيْف[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٨٦ (١٩٣).]]. (ز)
٧٦٢٥٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾، قال: الأنصار، نعَتَ سخاوة أنفسهم عندما زُوِي[[كذا في تفسير مجاهد، أي: صرف ونحى عنهم. ينظر: النهاية (زوي). وجاء في المصادر الأخرى بلفظ: رئي، رأى.]] من ذلك، وإيثارهم إياهم، ولم يُصب الأنصار من ذلك الفيء شيء[[تفسير مجاهد ص٦٥٢، وأخرجه ابن جرير ٢٢/٥٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٣٦٧)
٧٦٢٥٣- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- قال: فُضِّل المهاجرون على الأنصار، فلم يَجدوا ﴿فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً﴾، قال: الحسد[[أخرجه عبد الرزاق -كما في فتح الباري ٨/٦٣٢-، وابن أبي شيبة ٩/٩٤، وابن جرير ٢٢/٥٢٧ بنحوه، وعبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣٣٧-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٦٥٤٤. (١٤/٣٦٨)
٧٦٢٥٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ إلى آخر الآية، قال: هم هذا الحيُّ مِن الأنصار، أسلموا في ديارهم، فابْتَنَوا المساجد قبل قدوم النبي ﷺ بسنتين، وأحسن اللهُ عليهم الثناءَ في ذلك، وهاتان الطائفتان الأُولَتان من هذه الأُمة أخذتا بفضلهما، ومضَتا على مَهْلهما، وأثبتَ الله حظَّهما في هذا الفيء، ثم ذكر الطائفة الثالثة، فقال: ﴿والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ولِإخْوانِنا﴾ إلى آخر الآية. قال: إنما أُمِرُوا أن يستغفروا لأصحاب النبي ﷺ، ولم يُؤمروا بسبّهم[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٥٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٣٦٧)
٧٦٢٥٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم ذكر الأنصار، فأثنى عليهم حين طابتْ أنفسُهم عن الفيء، إذ جعل المهاجرين دونهم، فقال: ﴿والَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ﴾ يعني: أوطنوا دار المدينة مِن قبل هجرة المؤمنين إليهم بسنين، ثم قال: ﴿و﴾تبؤوا ﴿الإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ مِن قبل هجرة المهاجرين، ثم قال للأنصار: ﴿يُحِبُّونَ مَن هاجَرَ إلَيْهِمْ﴾ مِن المؤمنين، ﴿ولا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ﴾ يعني: قلوبهم ﴿حاجَةً مِمّا أُوتُوا﴾ يعني: مما أعطى إخوانهم المهاجرين من الفيء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٧٩.]]. (ز)
٧٦٢٥٦- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله ﷿: ﴿والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ قال: هؤلاء الأنصار، ﴿يُحبّون مَن هاجر إليهم﴾ من المهاجرين، ﴿ولا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا﴾ المهاجرون، قال: وتكلّم في ذلك -يعني: أموال بني النَّضِير- بعضُ مَن تكلّم من الأنصار، فعاتبهم الله ﷿ في ذلك، فقال: ﴿وما أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنهُمْ فَما أوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِن خَيْلٍ ولا رِكابٍ ولَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَن يَشاءُ واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. قال: قال رسول الله ﷺ لهم: «إنّ إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد، وخرجوا إليكم». فقالوا: أموالنا بينهم قطائع. فقال رسول الله ﷺ: «أوَغير ذلك؟». قالوا: وما ذلك، يا رسول الله؟ قال: «هم قومٌ لا يعرفون العمل فتَكفُونهم، وتُقاسمونهم الثّمر». فقالوا: نعم، يا رسول الله[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٥٢٦.]]. (ز)
﴿وَٱلَّذِینَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِیمَـٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ یُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَیۡهِمۡ وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمۡ حَاجَةࣰ مِّمَّاۤ أُوتُوا۟﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٦٢٥٧- عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله ﷺ: «للمدينة عشرةُ أسماء: هي المدينة، وهي طَيبة، وطابة، ومسكينة، وجابرة، ومَجبورة، ويَندَد، ويَثْرب، والدار»[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في أخبار المدينة.]]. (١٤/٣٦٩)
٧٦٢٥٨- عن عبد الله بن أبي بكر -من طريق محمد بن إسحاق-: أنه حدّث أنّ بني النَّضِير خَلَّوا الأموال لرسول الله ﷺ، فكانت النَّضِير لرسول الله ﷺ خاصة، يضعها حيث يشاء، فقَسمها رسول الله ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٥٢٦.]]. (ز)
٧٦٢٥٩- عن عمر بن الخطاب -من طريق عمرو بن ميمون الأَوْدي- أنه قال: أُوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأوّلين؛ أن يعرف لهم حقّهم، ويحفظ لهم حُرمتهم. وأوصيه بالأنصار الذين تبوؤا الدار والإيمان مِن قبل أن يُهاجر النبي ﷺ؛ أن يَقبل مِن مُحسنهم، ويعفو عن مُسيئهم[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٥٧٤-٥٧٨، والبخاري (٤٨٨٨) مطولًا، والنسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ١٠/٢٩٤ (١١٥١٧). وزاد عند ذكر المهاجرين قول الله تعالى: ﴿الذين أخرجوا من ديارهم﴾ [الحشر:٨]. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٣٦٨)
﴿وَیُؤۡثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةࣱۚ﴾ - نزول الآية
٧٦٢٦٠- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ يوم النَّضِير للأنصار: «إن شئتم قَسمتم للمهاجرين مِن أموالكم ودياركم، وتُشاركونهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانتْ لكم دياركم وأموالكم، ولم يُقسِم لكم شيءٌ مِن الغنيمة». فقالت الأنصار: بل نَقسم لهم مِن أموالنا وديارنا، ونُؤثرهم بالغنيمة، ولا نشاركهم فيها. فأنزل الله ﷿: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾[[أورده الثعلبي ٩/٢٨٠، والبغوي ٨/٧٧.]]. (ز)
٧٦٢٦١- عن أبي هريرة، قال: أتى رجلٌ رسولَ الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أصابني الجَهْد. فأرسلَ إلى نسائه، فلم يجد عندهنَّ شيئًا، فقال: «ألا رجل يُضيِّف هذا الليلة، ﵀». فقال رجل من الأنصار -وفي رواية: فقال أبو طلحة الأنصاري-: أنا يا رسول الله. فذهب به إلى أهله، فقال لامرأته: أكرِمي ضيفَ رسول الله ﷺ؛ لا تدّخرين شيئًا. قالت: واللهِ، ما عندي إلا قُوتُ الصِّبية. قال: فإذا أراد الصِّبية العَشاءَ فنَوِّمِيهم، وتعالي فأطفئي السراج، ونَطْوي بطوننا الليلة لِضيف رسول الله ﷺ. ففعلتْ، ثم غدا الضيفُ على النبي ﷺ، فقال: «لقد عَجِب اللهُ الليلةَ مِن فلان وفلانة». وأنزل الله فيهما: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾[[أخرجه البخاري ٥/٣٤ (٣٧٩٨)، ٦/١٤٨-١٤٩ (٤٨٨٩)، ومسلم ٣/١٦٢٤-١٦٢٥ (٢٠٥٤)، وابن جرير ٢٢/٥٢٨، والثعلبي ٩/٢٧٩.]]. (١٤/٣٦٩)
٧٦٢٦٢- عن أبي هريرة -من طريق أبي حازم-: أنّ رجلًا من الأنصار بات به ضيف، فلم يكن عنده إلا قُوته وقُوت صبيانه، فقال لامرأته: نَوِّمي الصبية، وأطفئي السراج، وقَرِّبي للضيفِ ما عندك. قال: فنَزَلَتْ هذه الآية: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾[[أخرجه مسلم ٣/١٢٩٣ (٢٠٥٤).]]. (ز)
٧٦٢٦٣- عن عبد الله بن عمر -من طريق مُحارِب- قال: أُهدي لرجل مِن أصحاب رسول الله ﷺ رأسَ شاةٍ، فقال: إنّ أخي فلانًا وعياله أحوجُ إلى هذا مِنّا. فبَعث به إليهم، فلم يزل يَبعث به واحدٌ إلى آخر، حتى تداولها أهلُ سبعة أبيات حتى رجعتْ إلى الأول؛ فنَزَلَتْ: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ خَصاصَةٌ﴾[[أخرجه الحاكم ٢/٤٨٣-٤٨٤، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٤٧٩). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وصححه الحاكم.]]. (١٤/٣٧٠)
٧٦٢٦٤- قال أنس بن مالك: أُهدي لبعض الصحابة رأسُ شاةٍ مشوي، وكان مَجهودًا، فوجّه به إلى جارٍ له، فتداولته سبعةُ أنفُس في سبعة أبيات، حتى عاد إلى الأول؛ فأنزل الله سبحانه: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾[[تفسير الثعلبي ٩/٢٧٩.]]. (ز)
٧٦٢٦٥- عن أبي المتوكّل الناجي: أنّ رجلًا مِن المسلمين عبَرَ صائمًا ثلاثة أيام، يُمسي فلا يجد ما يُفطر، فيصبح صائمًا، حتى فَطِن له رجلٌ مِن الأنصار يُقال له: ثابت بن قيس. فقال لأهله: إني أجيء الليلة بضيفٍ لي، فإذا وضعتم طعامَكم فليَقُم بعضكم إلى السّراج كأنه يُصلحه فليُطْفئه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون، فلا تأكلوا حتى يَشبع ضيفُنا. فلمّا أمسى ذهب به، فوضَعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السّراج كأنها تُصلحه، فأطفَأته، ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون، حتى شَبع ضَيفهم، وإنما كان طعامهم ذلك خُبزة، هي قُوتهم، فلما أصبح ثابتٌ غدا إلى رسول الله ﷺ، فقال: «يا ثابت، لقد عَجِب اللهُ البارحةَ منكم ومن صَنيعكم». فنَزَلَتْ فيه هذه الآية: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب قرى الضيف (١١)، ومسدد في مسنده -كما في المطالب العالية (٤١٤٥)-، وابن المنذر -كما في فتح الباري ٨/٦٣٢-. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٦٩-.]]. (١٤/٣٧٠)
﴿وَیُؤۡثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةࣱۚ﴾ - تفسير الآية
٧٦٢٦٦- قال الحسن البصري -من طريق المبارك-: ﴿ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾ فاقة[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٦٥٣-.]]. (ز)
٧٦٢٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويُؤْثِرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ﴾ يقول: لا تضيق، ﴿ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾ يعني: الفاقة، فآثروا المهاجرين بالفيء على أنفسهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٨٠.]]. (ز)
٧٦٢٦٨- عن مقاتل [بن حيان]، في قوله: ﴿ولَوْ كانَ خَصاصَةٌ﴾، قال: فاقة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٤/٣٧١)
﴿وَیُؤۡثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةࣱۚ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٦٢٦٩- عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت أنسًا ﵁، قال: دعا النبيُّ ﷺ الأنصارَ ليكتب لهم بالبحرين، فقالوا: لا، واللهِ، حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها. فقال: «ذاك لهم ما شاء الله على ذلك». يقولون له، قال: «فإنكم ستَرَوْن بعدي أثَرةً، فاصبروا حتى تلقَوْني على الحوض»[[أخرجه البخاري ٤/ ٩٨ (٣١٦٣)، والبغوي ٨/٧٧.]]. (ز)
﴿وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٩﴾ - تفسير
٧٦٢٧٠- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «خلَق الله جنة عَدن، وخلَق أشجارها بيده، ثم قال لها: انطقي. فقالت: قد أفلح المؤمنون. فقال الله: وعزّتي وجلالي، لا يجاورني فيكِ بخيل». ثم تلا رسول الله ﷺ: ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾[[أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ص٥٦-٥٧ (٢٠) بنحوه مطولًا، من طريق محمد بن زياد الكلبي، عن بشر بن حسين، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس به. وأخرجه الحاكم ٢/٤٢٦ (٣٤٨٠) بدون ذكر الآية الثانية، من طريق علي بن عاصم، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «بل ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٤٤٣ (١٢٨٣)، ٣/٤٤٥ (١٢٨٥): «ضعيف».]]. (١٤/٣٧٣)
٧٦٢٧١- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الشّعثاء- أنّ رجلًا قال له: إني أخاف أنْ أكون قد هَلكتُ. قال: وما ذاك؟ قال: إني سمعتُ الله يقول: ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾، وأنا رجل شحيح، لا يَكاد يَخرج مِنِّي شيء. فقال له ابن مسعود: ليس ذاك بالشُّح، ولكنه البُخل، ولا خير في البُخل، وإنّ الشُّح الذي ذكره الله في القرآن: أن تأكل مال أخيك ظلمًا[[أخرجه ابن أبي شيبة ٩/٩٨، وابن جرير ٢٢/٥٢٩-٥٣٠، والطبراني (٩٠٦٠)، والحاكم ٢/٤٩٠، والبيهقي في شعب الإيمان (١٠٨٤١)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٩٨-. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٤/٣٧١)
٧٦٢٧٢- عن عبد الله بن هبيرة، أن عبد الله بن عمرو قال: أيهما أشد: البخل، أو الشح؟، فاختلفوا، فقال عبد الله بن عمرو: الشُّح أشدُّ مِن البُخل؛ لأنّ الشحيح يَشِحّ على ما في يديه، فيَحبِسه، ويَشِحّ على ما في أيدي الناس حتى يأخذه، وإنّ البخيل إنما يَبخل بما في يديه[[أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (٣٥٣).]]. (١٤/٣٧٢)
٧٦٢٧٣- عن عبد الله بن عمر، في قوله: ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾، قال: ليس الشُّح أن يمنع الرجلُ مالَه، ولكنه البخل، وإنه لَشرّ، إنما الشّح أن تَطمَحَ[[طمح بصره: امتد وعلا. النهاية (طمح).]] عينُ الرجل إلى ما ليس له[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٤/٣٧١)
٧٦٢٧٤- عن سعيد بن جُبَير، في قوله: ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾، قال: إدخال الحرام، ومَنع الزكاة[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٦٩-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٣٧٢)
٧٦٢٧٥- عن طاووس بن كيسان، قال: البُخل: أن يَبخل الإنسان بما في يديه. والشُّح: أن يَشِحّ على ما في أيدي الناس[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٣٧٢)
٧٦٢٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾ يعني: ومَن يقيه الله حِرص نفسَه، يعني: الأنصار حين طابت أنفسهم عن الفيء لإخوانهم؛ ﴿فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ فقد ذهب صنفان؛ المهاجرون والأنصار، وبقي صنف واحد؛ وهم التابعون، الذين دخلوا في الإسلام إلى يوم القيامة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٨٠.]]. (ز)
٧٦٢٧٧- قال ابن وهب: وسمعت الليث بن سعد قال: الشح: ترك الفرائض، وانتهاك المحارم، وا[...] المال[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع ٢/١٥٨ (٣٢٦)، وما بين المعقوفين كذا ورد فيه.]]. (ز)
٧٦٢٧٨- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾، قال: مَن لم يأخذ شيئًا لشيء نهاه الله ﷿ عنه، ولم يَدْعُه الشُّحُّ على أن يمنع شيئًا مِن شيء أمره الله به، فقد وقاه الله شُحّ نفسه، فهو من المفلحين[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٥٣١.]]٦٥٤٥. (ز)
﴿وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٦٢٧٩- عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن كان الفقرُ في قلبه فلا يُغنيه ما أُكْثِر له في الدنيا، وإنما يضرّ نفسَه شُحُّها»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٢/١٥٤ (١٦٤٣)، والشجري في ترتيب الأمالي الخميسية ٢/٢٨١-٢٨٢ (٢٤٤٩)، من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، عن نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب، عن أبي زينب مولى حازم الغفاري، عن أبي ذرٍّ به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٣٧ (١٧٧٤٩): «فيه مَن لم أعرفه».]]. (١٤/٣٧٣)
٧٦٢٨٠- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يجتمع غُبارٌ في سبيل الله ودُخان نار جهنم في جوف عبدٍ أبدًا، ولا يَجتمع الشُّحُّ والإيمان في قلب عبدٍ أبدًا»[[أخرجه أحمد ١٢/٤٥٠ (٧٤٨٠)، ١٤/١٨٣-١٨٤ (٨٤٧٩)، ١٤/٢٠٢-٢٠٣ (٨٥١٢)، ١٥/٤٣٣ (٩٦٩٣)، والنسائي ٦/١٣ (٣١١٠، ٣١١١، ٣١١٢)، ٦/١٤ (٣١١٤، ٣١١٥)، وابن حبان ٨/٤٣ (٣٢٥١)، والحاكم ٢/٨٢ (٢٣٩٤، ٢٣٩٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص. وأورده الدارقطني في العلل ٨/٣٢٩ (١٦٠١). وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٥/٢٧٠١ (٦٢٩١): «رواه عبد الله بن خراش، عن عمه، عن العوام بن حوشب، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وعبد الله هذا قال البخاري: منكر الحديث». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١١٦١: «أخرجه النسائي، وفي إسناده اختلاف».]]. (١٤/٣٧٤)
٧٦٢٨١- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «شرّ ما في رجلٍ شُحٌّ هالِع، وجُبْنٌ خالِع»[[أخرجه أحمد ١٣/٣٨٥ (٨٠١٠)، ١٤/١٥ (٨٢٦٣)، وأبو داود ٤/١٦٥ (٢٥١١)، وابن حبان ٨/٤٢ (٣٢٥٠). قال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٤/٨٩: «قال ابن طاهر: إسناده متصل». وقال المناوي في التيسير ٢/٧٧: «إسناده جيد». وقال في فيض القدير ٤/١٦٠ (٤٨٨١): «قال ابن حاتم: إسناده متصل. وقال الزين العراقي: إسناده جيد». وقال العجلوني في كشف الخفاء ٢/٦ (١٥٣٤): «سند جيد». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٧/٢٧٢ (٢٢٦٨): «إسناده صحيح».]]. (١٤/٣٧٥)
٧٦٢٨٢- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إياكم والشُّحَّ والبُخلَ؛ فإنه دعا مَن قبلكم إلى أن يَقطَعوا أرحامهم، فقَطعوها، ودعاهم إلى أن يَستحلّوا محارمهم، فاستَحلّوها، ودعاهم إلى أن يَسفِكوا دماءهم، فسَفكوها»[[أخرجه البيهقي في الشعب ١٣/٢٨٣-٢٨٤ (١٠٣٣٩)، والخطيب في البخلاء ص٤٠-٤١ (٣)، وأخرجه أحمد ١٥/٣٤٩-٣٥٠ (٩٥٦٩، ٩٥٧٠) بنحوه. وسنده صحيح.]]. (١٤/٣٧٥)
٧٦٢٨٣- عن جابر بن عبد الله، أنّ رسول الله ﷺ قال: «اتقوا الظّلم؛ فإنّ الظُّلم ظُلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّح؛ فإنّ الشُّح أهلَكَ مَن كان قبلكم، حمَلهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلُّوا محارمهم»[[أخرجه مسلم ٤/١٩٩٦ (٢٥٧٨) واللفظ له، والثعلبي ٩/٢٨١.]]. (١٤/٣٧٥)
٧٦٢٨٤- عن جابر بن عبد الله، سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ثلاث مَن كُنّ فيه فقد برئ من الشُّح: مَن أدّى زكاةَ ماله، وقَرى الضيف، وأعطى في النوائب»[[أخرجه الطبراني في الصغير ١/٩٤ (١٢٦)، من طريق زكريا بن يحيى الوقار، عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر به. قال الهيثمي في المجمع ٣/٦٨ (٤٣٦٣): «فيه زكريا بن يحيى الوقار، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٤/٤٢٢ (١٩٥٢): «ضعيف».]]. (١٤/٣٧٣)
٧٦٢٨٥- عن أنس، عن رسول الله ﷺ، قال: «برئ مِن الشُّحِّ مَن أدّى الزكاة، وقَرى الضيف، وأعطى في النائبة»[[أخرجه البيهقي في الشعب ١٣/٢٨٩ (١٠٣٤٨)، وابن جرير ٢٢/٥٣٠-٥٣١، من طريق إسماعيل بن عياش، عن مجمع بن جارية الأنصاري، عن عمه، عن أنس بن مالك به. وأخرجه الثعلبي ٩/٢٨٠ -٢٨١، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن عديّة الأنصاري، عن عمّه عمر بن جارية، عن أنس بن مالك به. قال الألباني في الضعيفة ٤/٢٠٠ (١٧٠٩) عن رواية الثعلبي: «وهذا إسناد غريب».]]. (١٤/٣٧٧)
٧٦٢٨٦- عن خالد بن يزيد بن جارية، قال: قال رسول الله ﷺ: «برئ من الشُّح مَن أدّى الزكاة، وقَرى الضيف، وأدّى في النائبة»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٤/١٨٨ (٤٠٩٦، ٤٠٩٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٢/٩٤٨ (٢٤٥٠، ٢٤٥١). قال ابن حبان في الثقات ٤/٢٠٢ (٢٤٩٨): «مُرْسل». وقال ابن حجر في الإصابة ٢/٢٠١ (٢١٧٠) في ترجمة خالد بن زيد بن حارثة، ويقال: ابن يزيد بن حارثة الأنصاري: «إسناده حسن، لكن ذكره البخاري وابن حبان في التابعين». وقال المناوي في التيسير ١/٤٣٢: «إسناد حسن كما في الإصابة، لكن قيل: إنّ خالدًا تابعي». وقال الألباني في الضعيفة ٤/٤٢١ (١٩٥٢): «ضعيف».]]. (١٤/٣٧٤)
٧٦٢٨٧- عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله ﷺ كان يدعو: «اللهم، إنّي أعوذ بك مِن شُحِّ نفسي، وإسرافها، ووسواسها»[[أخرجه الثعلبي ٩/٢٨١، من طريق أبان، عن أنس. وسنده شديد الضعف؛ فيه أبان، وهو أبان بن أبي عياش، متروك كما في التقريب (١٤٢).]]. (ز)
٧٦٢٨٨- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما مَحَق الإسلامَ مَحْق الشُّح شيءٌ قطّ»[[أخرجه أبو يعلى في مسنده ٦/٢٠٩ (٣٤٨٨) واللفظ له، والطبراني في الأوسط ٣/١٧٥ (٢٨٤٣)، من طريق عمرو بن حصين، عن علي بن أبي سارة، عن ثابت البُناني، عن أنس به. قال الهيثمي في المجمع ١/١٠٢ (٣٧٦): «فيه علي بن أبي سارة، وهو ضعيف». وقال أيضًا ١٠/٢٤٢-٢٤٣ (١٧٧٨٢): «فيه عمرو بن الحصين، وهو مُجمَع على ضعفه». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٤٤١ (١٢٨١): «موضوع».]]. (١٤/٣٧٣)
٧٦٢٨٩- عن عبد الله بن جَراد، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا ابتغيتم المعروفَ فابْتَغوه في حِسان الوجوه، فواللهِ، لا يَلِجُ النارَ إلا بخيل، ولا يَلِج الجنةَ شحيحٌ، إنّ السَّخاء شجرةٌ في الجنة تُسمّى: السَّخاء، وإنّ الشُّح شجرة في النار تُسمّى: الشُّحُّ»[[أخرجه ابن عدي في الكامل ١/٣٨٢-٣٨٣ بنحوه، والبيهقي في الشعب ١٣/٣٠٨ (١٠٣٧٦)، من طريق يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جراد به. قال البيهقي: «هذا إسناد ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/١٠٧١ (٦٩٧١): «موضوع».]]. (١٤/٣٨١)
٧٦٢٩٠- عن علي بن أبي طالب، قال: مَن أدّى زكاةَ ماله فقد وُقِي شُحّ نفسه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٣٧٢)
٧٦٢٩١- عن عبد الرحمن بن عوف -من طريق أبي الهَيّاج الأَسَدي- أنه كان يطوف بالبيت يقول: اللهم، قِني شُحّ نفسي. لا يزيد على ذلك، فقيل له، فقال: إذا وُقيتُ شُحّ نفسي لا أسرق، ولا أزني، ولا أفعل شيئًا[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٥٣٠، وابن عساكر ٣٥/٢٩٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٣٧٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.