الباحث القرآني
﴿فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّی لَاۤ أُضِیعُ عَمَلَ عَـٰمِلࣲ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲۖ فَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ وَأُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِمۡ وَأُوذُوا۟ فِی سَبِیلِی وَقَـٰتَلُوا۟ وَقُتِلُوا۟ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ ثَوَابࣰا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ ١٩٥﴾ - نزول الآية
١٥٨٢٠- عن أم سلمة -من طريق مجاهد بن جبر- قالت: يا رسول الله، يُذْكر الرجال في الهجرة ولا نُذْكَر. فنزلت: ﴿أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٦/٣٢٠. وأورده الثعلبي ٣/٢٣٤.]]. (ز)
١٥٨٢١- عن أم سلمة -من طريق عمرو بن دينار- قالت: يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله: ﴿فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى﴾ إلى آخر الآية. قالت الأنصار: هي أول ظَعِينَة قَدِمَت علينا[[أخرجه الترمذي ٥/٢٦٨ (٣٢٧١)، والحاكم ٢/٣٢٨ (٣١٧٤)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/١١٣٦ (٥٥٢)، وعبد الرزاق في تفسيره ١/٤٣١ (٤٩٨)، وابن المنذر ٢/٥٣٨ (١٢٧٧). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه». ولم يتعقبه الذهبي. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/١٩٢ (٥٦٥٤): «هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته».]]. (٤/١٨٧)
١٥٨٢٢- عن أم سلمة، قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: ﴿فاستجاب لهم ربهم﴾ إلى آخرها[[أخرجه الثوري في تفسيره ص٨٣، وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/١٦٥-.]]. (٤/١٨٧)
١٥٨٢٣- قال مقاتل بن سليمان: نزلت في أم سلمة أم المؤمنين ابنة أبى أمية المخزومي حين قالت: ما لنا معشر النساء عند الله خير، وما يذكرنا بشيء؟ ففيها نزلت: ﴿إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات﴾ في الأحزاب [٣٥] إلى آخر الآية، فأشرك الله ﷿ الرجال مع النساء في الثواب، كما شاركن الرجال في الأعمال الصالحة في الدنيا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٢، ٣٢٣.]]. (ز)
﴿فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّی لَاۤ أُضِیعُ عَمَلَ عَـٰمِلࣲ مِّنكُم﴾ - تفسير
١٥٨٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- ﴿فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم﴾، قال: أهل لا إله إلا الله، أهل التوحيد والإخلاص، لا أخزيهم يوم القيامة[[أخرجه عبد بن حميد -كما في قطعة من تفسيره- ص٦٥، وابن المنذر ٢/٥٣٧.]]. (٤/١٨٥)
١٥٨٢٥- عن أبي بكر الهذلي، عن عطاء قال: ما من عبد يقول: يا رب، يا رب، يا رب -ثلاث مرات-، إلا نظر الله إليه. فذكر ذلك للحسن [البصري]، فقال: أما تقرأ القرآن: ﴿ربنا إننا سمعنا مناديا﴾ [آل عمران:١٩٣] إلى قوله: ﴿فاستجاب لهم ربهم﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٨٤٤. وفي تفسير الثعلبي ٣/٢٣٤: روى أبو بكر الهذلي، عن الحسن، قال: ما زالوا يقولون: ربّنا، ربّنا؛ حتى استجاب لهم ربّهم.]]. (٤/١٨٧)
١٥٨٢٦- قال مقاتل بن سليمان: فأخبر الله ﷿ بفعلهم، وبما أجابهم، وأنجز الله ﷿ لهم موعوده، فذلك قوله سبحانه: ﴿فاستجاب لهم ربهم﴾، فقال: ﴿أني لا أضيع عمل عامل منكم﴾ في الخير، ﴿من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٢، ٣٢٣.]]. (ز)
﴿مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲۖ﴾ - تفسير
١٥٨٢٧- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾، قال: رجالكم بشكل نسائكم في الطاعة، ونساؤكم بشكل رجالكم في الطاعة، كما قال: ﴿والمُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة:٧١][[تفسير الثعلبي ٣/٢٣٥، وتفسير البغوي ٢/١٥٤.]]. (ز)
١٥٨٢٨- عن محمد بن السائب الكلبي، في قوله: ﴿لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾، يعني: في الدين، والنصرة، والموالاة[[تفسير الثعلبي ٣/٢٣٥.]]. (ز)
﴿فَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ وَأُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِمۡ وَأُوذُوا۟ فِی سَبِیلِی وَقَـٰتَلُوا۟ وَقُتِلُوا۟ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ﴾ - تفسير
١٥٨٢٩- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في الآية، قال: هم المهاجرون، أخرجوا من كل وجه[[أخرج ابن أبي حاتم ٨/٨٤٤.]]. (٤/١٨٨)
١٥٨٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فالذين هاجروا﴾ إلى المدينة، ﴿وأخرجوا من ديارهم﴾ وذلك أن كفار مكة أخرجوا مؤمنيهم من مكة، ثم قال سبحانه: ﴿وأوذوا في سبيلي﴾ يعني: في سبيل دين الإسلام، ﴿وقاتلوا﴾ المشركين، ﴿وقتلوا لأكفرن عنهم﴾ يعني: لأمْحُوَنَّ عنهم ﴿سيئاتهم﴾ يعني: خطاياهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٢، ٣٢٣.]]. (ز)
﴿وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ ثَوَابࣰا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ ١٩٥﴾ - تفسير
١٥٨٣١- عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أول ثلة تدخل الجنة الفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره، إذا أُمِروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره، وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها، فيقول: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي، وقتلوا وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة. فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون، ويقولون: ربنا، نحن نسبح لك الليل والنهار، ونقدس لك، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول: هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي. فيدخل الملائكة عليهم من كل باب ﴿سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار﴾ [الرعد:٢٤]»[[أخرجه أحمد ١١/١٣٣ (٦٥٧١)، والحاكم ٢/٨١ (٢٣٩٣)، وابن جرير ٦/٣٢٢-٣٢٣. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». ولم يتعقبه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٥٩ (١٧٨٨٧): «رواه أحمد، والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانة، وهو ثقة». وقال الألباني في الصحيحة ٦/١٢٥-١٢٧ (٢٥٥٩): «الحديث صحيح».]]. (٤/١٨٨)
١٥٨٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ يعني بـ﴿جنات﴾: البساتين، ذلك الذي ذكر كان ﴿ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب﴾، يعني: الجنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٢-٣٢٣.]]. (ز)
﴿وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ ثَوَابࣰا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ ١٩٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٥٨٣٣- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟». قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة، ويستفتحون، فتقول لهم الخزنة: أوَقَدْ حُوسِبْتم؟ قالوا: بأي شيء نُحاسب، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك؟! قال: فيفتح لهم، فيقيلون فيه أربعين عامًا قبل أن يدخل الناس»[[أخرجه الحاكم ٢/٨٠ (٢٣٨٩). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». ولم يتعقبه الذهبي. وقال الألباني في الصحيحة ٢/٥٠٧ (٨٥٣) بعد نقله لقول الحاكم والذهبي: «إنما هو على شرط مسلم فقط، فإن عياشًا هذا إنما أخرج له البخاري في جزء القراءة».]]. (٤/١٨٨)
١٥٨٣٤- عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ قال: «دخلت الجنة، فسمعت فيها خَشْفة[[الخَشْفة والخَشَفة: الحركة والحسُّ. وقيل: الحسُّ الخفي. لسان العرب (خشف).]] بين يدي، فقلت: ما هذا؟ قال: بلال. فمضيت، فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين، ولم أر أحدًا أقل من الأغنياء والنساء، قيل لي: أما الأغنياء فهم بالباب يحاسبون، ويمحصون، وأما النساء فألهاهن الأحمران: الذهب، والحرير»[[أخرجه أحمد ٣٦/٥٦٥-٥٦٧ (٢٢٢٣٢). قال ابن الجوزي في الموضوعات ٢/١٤: «هذا حديث لا يصح». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ١/٤٩٨: «أخرجه أحمد من حديث أبي أمامة بسند ضعيف». وقال الهيثمي في غاية المقصد ٣/٣٤٩: «إسناد هذا الحديث فيه مطرح بن يزيد، لا يحل الاحتجاج به». وقال في المجمع ٩/٥٩ (١٤٣٨٧): «رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار، وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني، وكلاهما مجمع على ضعفه». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٣٥٥ (٦٠١٢): «هذا إسناد ضعيف». وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة ١/٣٧٨: «لا يصح». وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ١١/٥٧٠ (٥٣٤٦): «منكر جدًّا».]]. (٤/١٨٩)
١٥٨٣٥- عن شداد بن أوس -من طريق حَرِيز بن عثمان- قال: يا أيها الناس، لا تتهموا الله في قضائه؛ فإن الله لا يبغي على مؤمن، فإذا نزل بأحدكم شيء مما يحب فليحمد الله، وإذا نزل به شيء يكره فليصبر وليحتسب؛ فإن الله عنده حسن الثواب[[أخرج ابن أبي حاتم ٣/٨٤٤.]]. (٤/١٩٠)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.