الباحث القرآني

﴿فاسْتَجابَ لَهم رَبُّهُمْ﴾ إلى طُلْبَتِهِمْ، وهو أخَصُّ مَن أجابَ ويُعَدّى بِنَفْسِهِ وبِاللّامِ. ﴿أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُمْ﴾ أيْ بِأنِّي لا أُضَيِّعُ. وقُرِئَ بِالكَسْرِ عَلى إرادَةِ القَوْلِ. ﴿مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى﴾ بَيانٌ عامِلٍ. ﴿بَعْضُكم مِن بَعْضٍ﴾ لِأنَّ الذَّكَرَ مِنَ الأُنْثى والأُنْثى مِنَ الذَّكَرِ، أوْ لِأنَّهُما مِن أصْلٍ واحِدٍ، أوْ لِفَرْطِ الِاتِّصالِ والِاتِّحادِ، أوْ لِلِاجْتِماعِ والِاتِّفاقِ في الدِّينِ. وهي جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيَّنَ بِها شَرِكَةَ النِّساءِ مَعَ الرِّجالِ فِيما وعَدَ لِلْعُمّالِ. رُوِيَ « (أنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أسْمَعُ اللَّهَ يَذْكُرُ الرِّجالَ في الهِجْرَةِ ولا يَذْكُرُ النِّساءَ فَنَزَلَتْ.» ﴿فالَّذِينَ هاجَرُوا﴾ إلَخْ، تَفْصِيلٌ لِأعْمالِ العُمّالِ وما أُعِدَّ لَهم مِنَ الثَّوابِ عَلى سَبِيلِ المَدْحِ والتَّعْظِيمِ، والمَعْنى فالَّذِينَ هاجَرُوا الشِّرْكَ أوِ الأوْطانَ والعَشائِرَ لِلدِّينِ. ﴿وَأُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وأُوذُوا في سَبِيلِي﴾ بِسَبَبِ إيمانِهِمْ بِاللَّهِ ومِن أجْلِهِ ﴿وَقاتَلُوا﴾ الكُفّارَ. ﴿وَقُتِلُوا﴾ في الجِهادِ. وقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ بِالعَكْسِ لِأنَّ الواوَ لا تُوجِبُ تَرْتِيبًا والثّانِي أفْضَلُ. أوْ لِأنَّ المُرادَ لِما قُتِلَ مِنهم قَوْمٌ قاتَلَ الباقُونَ ولَمْ يَضْعُفُوا. وشَدَّدَ ابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عامِرٍ قُتِّلُوا لِلتَّكْثِيرِ. ﴿لأُكَفِّرَنَّ عَنْهم سَيِّئاتِهِمْ﴾ لَأمْحُوَنَّها. ﴿وَلأُدْخِلَنَّهم جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ ثَوابًا مِن عِنْدِ اللَّهِ﴾ أيْ أُثِيبُهم بِذَلِكَ إثابَةً مِن عِنْدِ اللَّهِ تَفَضُّلًا مِنهُ، فَهو مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ. ﴿واللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ﴾ عَلى (p-56) الطّاعاتِ قادِرٌ عَلَيْهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب