الباحث القرآني

﴿فاسْتَجابَ لَهم رَبُّهُمْ﴾ أيْ: أجابَ، يُقالُ: اسْتَجابَ لَهُ، واسْتَجابَهُ. ﴿أنِّي﴾ بِأنِّي ﴿لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُمْ﴾ صِفَةٌ لِعامِلٍ ﴿مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى﴾ بَيانٌ لِعامِلٍ ﴿بَعْضُكم مِن بَعْضٍ﴾ الذَكَرُ مِنَ الأُنْثى، والأُنْثى مِنَ الذَكَرِ، كُلُّكم بَنُو آدَمَ، أوْ بَعْضُكم مِن بَعْضٍ في النُصْرَةِ والدِينِ. وهَذِهِ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيَّنَتْ بِها شَرِكَةَ النِساءِ مَعَ الرِجالِ فِيما وعَدَ اللهُ عِبادَهُ العامِلِينَ. عَنْ جَعْفَرٍ الصادِقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَن حَزَبَهُ أمْرٌ فَقالَ خَمْسَ مَرّاتٍ: رَبَّنا... أنْجاهُ اللهُ مِمّا يَخافُ، وأعْطاهُ ما أرادَ،وَقَرَأ الآياتِ: ﴿فالَّذِينَ هاجَرُوا﴾ مُبْتَدَأٌ، وهو تَفْصِيلٌ لِعَمَلِ العامِلِ مِنهُمْ، عَلى سَبِيلِ التَعْظِيمِ لَهُ، كَأنَّهُ قالَ: فالَّذِينَ عَمِلُوا هَذِهِ الأعْمالَ السَنِيَّةَ الفائِقَةَ، وهي المُهاجَرَةُ عَنْ أوْطانِهِمْ، فارِّينَ إلى اللهِ بِدِينِهِمْ إلى حَيْثُ يَأْمَنُونَ عَلَيْهِ، فالهِجْرَةُ كائِنَةٌ في آخِرِ الزَمانِ كَما كانَتْ في أوَّلِ الإسْلامِ. ﴿وَأُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ﴾ الَّتِي وُلِدُوا فِيها ونَشَئُوا ﴿وَأُوذُوا في سَبِيلِي﴾ بِالشَتْمِ، والضَرْبِ، ونَهْبِ المالِ، يُرِيدُ: سَبِيلَ الدِينِ. ﴿وَقاتَلُوا وقُتِلُوا﴾ وغَرُّوا المُشْرِكِينَ واسْتُشْهِدُوا. (وَقُتِّلُوا) مَكِّيٌّ، وشامِيٌّ. (وَقُتِلُوا وقاتَلُوا) عَلى التَقْدِيمِ والتَأْخِيرِ، حَمْزَةُ، وعَلِيٌّ. وفِيهِ دَلِيلٌ عَلى أنَّ الواوَ لا تُوجِبُ التَرْتِيبَ، والخَبَرُ ﴿لأُكَفِّرَنَّ عَنْهم سَيِّئاتِهِمْ ولأُدْخِلَنَّهم جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ﴾ وهو جَوابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ ﴿ثَوابًا﴾ في مَوْضِعِ المَصْدَرِالمُؤَكِّدِ، يَعْنِي: إثابَةً، أوْ تَثْوِيبًا. ﴿مِن عِنْدِ اللهِ﴾ لِأنَّ قَوْلَهُ: " لِأُكَفِّرُنَّ عَنْهم ولِأُدْخِلُنَّهم " في مَعْنى: لَأُثِيبَنَّهم ﴿واللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَوابِ﴾ أيْ: يَخْتَصُّ بِهِ، ولا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب