الباحث القرآني
﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَتُبَیِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَاۤءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡا۟ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِیلࣰاۖ فَبِئۡسَ مَا یَشۡتَرُونَ ١٨٧﴾ - قراءات
١٥٧٠٦- عن سعيد بن جبير: أن أصحاب عبد الله يقرؤون: (وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِيثاقَهُمْ)[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٧، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٥. وهي قراءة شاذة.]]. (٤/١٦٩)
﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَتُبَیِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ - تفسير
١٥٧٠٧- عن أبي عبيدة، قال: جاء رجل إلى قوم في المسجد، وفيه عبد الله بن مسعود، فقال: إنّ أخاكم كعبًا يُقْرِؤُكم السلام، ويبشركم أن هذه الآية ليست فيكم: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾.= (ز)
١٥٧٠٨- فقال له عبد الله: وأنت فأقرئه السلام، وأخبره أنها نزلت وهو يهودي[[أخرجه الثوري في تفسيره ص٨٣، وابن جرير ٦/٢٩٦.]]١٤٨٩. (٤/١٦٩)
١٥٧٠٩- عن أبي هريرة، قال: لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم. وتلا: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٤/١٧٠)
١٥٧١٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس﴾ إلى قوله: ﴿عذاب أليم﴾، يعني: فِنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٥٩-، وابن جرير ٦/٢٩٤. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/١٦٧)
١٥٧١١- عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس، فقل له: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى، وأحب أن يُحْمَد بما لم يفعل معذبًا؛ لنُعَذَّبَنَّ أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟! إنما أُنزلت هذه في أهل الكتاب. ثم تلا ابن عباس: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس﴾ الآية. وتلا: ﴿لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا﴾ الآية. قال ابن عباس: سألهم النبي ﷺ عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمان ما سألهم عنه[[أخرجه البخاري (٤٥٦٨)، ومسلم (٢٧٧٨)، وأحمد ٤/٤٤٤، ٤٤٥، والترمذي (٣٠١٤)، والنسائي (١١٠٨٦)، وابن جرير ٦/٣٠٥، ٣٠٦، وابن المنذر ٢/٥٢٨، ٥٢٩، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٩، والطبراني (١٠٧٣٠)، والحاكم ٢/٢٩٩، والبيهقي في الشعب (٧٠١٩)، وعبد الرزاق في تفسيره ١/١٤١، ١٤٢ بعضه.]]. (٤/١٧١)
١٥٧١٢- عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن أصحاب عبد الله يقرؤون: (وإذ أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم). قال: من النبيين على قومهم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٧.]]. (ز)
١٥٧١٣- عن سعيد بن جبير -من طريق مسلم البَطِين- ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب﴾، قال: اليهود[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٤١، وابن جرير ٦/٢٩٥، وابن المنذر ٢/٥٢٧، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٥.]]. (٤/١٦٨)
١٥٧١٤- عن عباد بن منصور: أنه سأل الحسن البصري عن قوله: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب﴾. قال: هم اليهود والنصارى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٦.]]. (ز)
١٥٧١٥- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدَّثتكم بكثير مما تسألون عنه[[أخرجه ابن سعد ٧/١٥٨.]]. (٤/١٧٠)
١٥٧١٦- عن رَوّاد قال: دخل الحسن بن عمارة على الزهري، وقد امتنع من الحديث، فقال: ما له لا يُحَدِّث؟ قالوا: امتنع. قال له الحسن: حَدِّث؛ فإن في القوم من لو يشاء أن يحدث حَدَّث. قال: فليحدِّث. فقال الحسن: ثنا الحكم بن عتيبة في قوله: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس﴾، فقال: ما أتى الله عالِمًا علمًا إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه. قال: فحدَّث الزهري[[أخرجه ابن عدي في الكامل ٣/٩٩، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٥/٣٦٦.]]. (ز)
١٥٧١٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم، فمن عَلِم عِلْمًا فليعلمه للناس، وإياكم وكتمانَ العلم، فإن كتمان العلم هلكة، ولا يتكلَّفَنَّ رجل ما لا علم له به، فيخرج من دين الله فيكون من المتكلفين، كان يقال: مثل علم لا يقال به كمثل كنز لا ينتفع به، ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا يأكل ولا يشرب. وكان يقال في الحكمة: طوبى لعالم ناطق، وطوبى لمستمع واعٍ، هذا رجل عَلِمَ عِلْمًا فعلَّمه وبذله ودعا إليه، ورجل سمع خيرًا فحفظه ووعاه وانتفع به[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٦، وابن المنذر ٢/٥٢٧، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٦، ٨٣٧ بعضه من طريق سعيد، وبعضه من طريق يزيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/١٦٨)
١٥٧١٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: إن الله أخذ ميثاق اليهود ليبيننه للناس[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٥.]]. (٤/١٦٨)
١٥٧١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب﴾، يعني: أُعْطُوا التوراة. يعني: اليهود[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠.]]. (ز)
﴿لَتُبَیِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ - تفسير
١٥٧٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علقمة بن وقاص- في الآية، قال: في التوراة والإنجيل أنَّ الإسلام دين الله الذي افترضه على عباده، وأن محمدًا رسول الله، يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، فنبذوه[[أخرجه ابن المنذر ٢/٥٢٦، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٦.]]. (٤/١٦٧)
١٥٧٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس﴾، قال: كان أمرهم أن يتبعوا النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته، وقال: ﴿واتبعوه لعلكم تهتدون﴾ [الأعراف:١٥٨]، فلما بعث الله محمدًا قال: ﴿وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم﴾ [البقرة:٤٠]، عاهدهم على ذلك، فقال حين بعث محمدًا: صَدِّقُوه وتلقون عندي الذي أحببتم[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٤، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٥.]]. (٤/١٦٧)
١٥٧٢٢- عن سعيد بن جبير -من طريق مسلم البَطِين- ﴿لتبيننه للناس﴾، قال: محمدًا ﷺ[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٤١، وابن جرير ٦/٢٩٥، وابن المنذر ٢/٥٢٧، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٦.]]. (٤/١٦٨)
١٥٧٢٣- عن الحسن البصري -من طريق السعدي- أنّه كان يفسر قوله: ‹لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ ولا يَكْتُمُونَهُ›: لَيَتَكَلَّمُنَّ بالحق، وليصدقنه بالعمل[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٧.]]. (٤/١٦٩)
١٥٧٢٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: إنّ الله أخذ ميثاق اليهود ليبينن للناس محمدًا[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٥.]]. (٤/١٦٨)
١٥٧٢٥- قال مقاتل بن سليمان: يعني: أمر محمد ﷺ في التوراة، ﴿ولا تكتمونه﴾ أي: أمره، وأن تتبعوه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠.]]. (ز)
١٥٧٢٦- عن سفيان -من طريق أحمد بن محمد الشافعي- ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾، قال: أن تنكر المنكر، وتأمر بالخير، وتُحَسِّن الحسن، وتُقَبِّح القبيح[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٧.]]. (ز)
﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاۤءَ ظُهُورِهِمۡ﴾ - تفسير
١٥٧٢٧- عن عامر الشعبي -من طريق يحيى بن أيوب البجلي- في قوله: ﴿فنبذوه وراء ظهورهم﴾، قال: إنهم قد كانوا يقرؤونه، ولكنهم نبذوا العمل به[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٩، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٧.]]. (٤/١٦٩)
١٥٧٢٨- عن مالك بن مغول، قال: نبئت عن الشعبي في هذه الآية: ﴿فنبذوه وراء ظهورهم﴾، قال: قذفوه بين أيديهم، وتركوا العمل به[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٩، وابن المنذر ٢/٥٢٨.]]. (ز)
١٥٧٢٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿فنبذوه وراء ظهورهم﴾: فنبذوا العهد وراء ظهورهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٧.]]. (ز)
١٥٧٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فنبذوه﴾ يعني: فجعلوه ﴿وراء ظهورهم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠-٣٢١.]]. (ز)
١٥٧٣١- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿فنبذوه﴾، قال: نبذوا الميثاق[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٩.]]. (٤/١٧٠)
﴿وَٱشۡتَرَوۡا۟ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِیلࣰاۖ﴾ - تفسير
١٥٧٣٢- عن الحسن البصري -من طريق عباد بن منصور- ﴿واشتروا به ثمنا قليلا﴾، قال: كتموا وباعوا، فلا يُبْدُون شيئًا إلا بثمن[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٧.]]. (٤/١٧٠)
١٥٧٣٣- عن الحسن البصري -من طريق هارون بن يزيد- أنّه سأل الحسن عن قوله: ﴿ثمنا قليلا﴾. قال: الثمن القليل: الدُّنيا بحذافيرها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٧.]]. (ز)
١٥٧٣٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿واشتروا به ثمنا قليلا﴾: أخذوا طمعًا، وكتموا اسم محمد ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٩.]]. ١٤٩٠ (٤/١٧٠)
١٥٧٣٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واشتروا به﴾ بكتمان أمر محمد ﷺ ﴿ثمنا قليلا﴾، وذلك أنّ سَفِلَة اليهود كانوا يعطون رؤوس اليهود من ثمارهم وطعامهم عند الحصاد، ولو تابعوًا محمدا ﷺ لذهب عنهم ذلك المأكل، يقول الله ﷿: ﴿فبئس ما يشترون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠-٣٢١.]]. (ز)
﴿فَبِئۡسَ مَا یَشۡتَرُونَ ١٨٧﴾ - تفسير
١٥٧٣٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: ﴿فبئس ما يشترون﴾، قال: تبديل يهود التوراة[[أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٠، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٧. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٤/١٧٠)
١٥٧٣٧- عن ابن مجاهد -من طريق أبي عاصم-، مثله[[أخرجه ابن المنذر ٢/٥٢٨.]]. (ز)
١٥٧٣٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: ﴿فبئس ما يشترون﴾، قال: تبديل اليهود والنصارى صفة محمد ﷺ ونعته في كتبهم ونبوته، يقول: اشتروا به ما كانوا يصيبون من سَفِلَتهم، فبئس ما يشترون[[تفسير مجاهد ص٢٦٣.]]. (ز)
﴿فَبِئۡسَ مَا یَشۡتَرُونَ ١٨٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٥٧٣٩- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن كتم علمًا عن أهله أُلْجِم يوم القيامة لجامًا مِن نار»[[أخرجه ابن عدي في الكامل ٧/٣٦١. وأورده الثعلبي ٣/٢٢٨. قال ابن عدي: «وهذا من هذا الطريق تفرد به محمد بن الفضل». وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/٨٩ (١١٧). وقال المناوي في فيض القدير ٦/٢١٢: «بإسناد ضعيف». وقال في التيسير ٢/٤٤٠: «وإسناده قوي».]]. (ز)
١٥٧٤٠- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن سُئِلَ عن علم يعلمه فكتمه أُلْجِم يوم القيامة بلجام من نار»[[أخرجه أحمد ١٣/١٧-١٨ (٧٥٧١)، ١٣/٣٢٥ (٧٩٤٣)، ١٣/٤١٦-٤١٧ (٨٠٤٩)، ١٤/٢١٤ (٨٥٣٣)، ١٤/٢٨٤ (٨٦٣٨)، ١٦/٢٦٤ (١٠٤٢٠)، ١٦/٢٩٣ (١٠٤٨٧)، ١٦/٣٥١ (١٠٥٩٧)، وأبو داود ٥/٥٠٠ (٣٦٥٨)، والترمذي ٤/٥٩١ (٢٨٤٠)، وابن ماجه ١/١٧٨ (٢٦٦)، وابن حبان ١/٢٩٧ (٩٥)، والحاكم ١/١٨١ (٣٤٤)، ١/١٨٢ (٣٤٥)، وعبد الرزاق في تفسيره ١/٣٠٠ (١٥١). قال الترمذي: «حديث أبي هريرة حديث حسن». وقال الحاكم في الموضع الأول: «هذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الذهبي: «على شرطهما». وقال العقيلي في الضعفاء ١/٧٤ (٧٨) عن أحد أسانيده روي: «بإسناد صالح». وقال العظيم آبادي في عون المعبود ١٠/٦٧: «والطريق الذي خرج بها أبو داود طريق حسن». وقال الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث ١/٣٢١: «والمحفوظ من حديث أبي هريرة موقوف». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٢/٤٢٥، وفي موضع آخر ٤/٤٠: «وقد بينا انقطاعه في باب الأحاديث التي أوردها على أنها متصلة، وهي مرسلة، أو منقطعة». وقد أورد ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/٩٤-٩٩ عشرة طرق للحديث، وأَعَلَّها كلها.]]. (٢/١٠٢)
١٥٧٤١- عن أبي هريرة -من طريق ابن المسيب- قال: لولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئًا: ﴿إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات﴾ إلى آخر الآية. والآية الأخرى: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس﴾ [آل عمران:١٨٧] إلى آخر الآية[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٣٢. كما أخرجه مسلم (٢٤٩٢)، وابن أبي حاتم ١/٢٦٨ دون ذكر آية آل عمران.]]. (ز)
١٥٧٤٢- عن الحسن بن عُمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فألفيته على بابه، فقلت: إن رأيت أن تحدثني؟ فقال: أما علمت أني قد تركت الحديث؟ فقلت: إمّا أن تحدثني، وإما أن أحدثك. فقال: حدثني. فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يُعَلِّمُوا. قال: فحدثني أربعين حديثًا[[تفسير الثعلبي ٣/٢٢٨، وتفسير البغوي ٢/١٤٩.]]. (ز)
١٥٧٤٣- عن عاصم بن بهدلة قال: اجتمعوا عند الحجاج، فذكر الحسين بن علي، فقال الحجاج: لم يكن من ذرية النبي ﷺ. وعنده يحيى بن يَعْمَر، فقال له: كذبت أيها الأمير. فقال: لتأتيني على ما قلت ببينة من مصداق من كتاب الله، أو لأقتلنك. قال: ﴿ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون﴾ إلى قوله: ﴿وزكريا ويحيى وعيسى﴾ [الأنعام:٨٤-٨٥]، فأخبر الله ﷿ أن عيسى من ذرية آدم بأمه، والحسين بن علي من ذرية محمد ﷺ بأمه. قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي؟ قال: ما أخذ الله على الأنبياء ﴿لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾، قال الله ﷿: ﴿فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا﴾. قال: فنفاه إلى خُراسان[[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٦/١٦٦). وذكره في الدر ٦/١٢٢ عند آية الأنعام، إلى قوله: صدقت.]]. (ز)
١٥٧٤٤- عن محمد بن كعب القرظي: لا يَحِلُّ لعالم أن يسكت على علمه، ولا لجاهل أن يسكت على جهله، قال الله تعالى: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب﴾ الآية، وقال: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ [النحل:٤٣][[تفسير الثعلبي ٣/٢٢٨.]]. (ز)
١٥٧٤٥- عن يحيى بن أبي كثير، أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم [سلمة بن دينار الأعرج]: يا أبا حازم، ما تقول فيما نحن فيه. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: بل نصيحة تلقيها إلي. قال: إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر، فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس، وقد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا، فلو شعرت ما قالوا وقيل لهم. فقال رجل من جلسائه: بئس ما قلت. قال أبو حازم: كذبت، إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق: ﴿لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٢٣٤.]]. (ز)
١٥٧٤٦- عن الذَّيّال بن عباد، قال: أن أبا حازم الأعرج كتب إلى الزهري: ... انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي الله ﷿، فسألك عن نِعَمِه عليك كيف رعيتها؟ وعن حججه عليك كيف قضيتها؟ ولا تحسبن الله راضيًا منك بالتغرير، ولا قابلًا منك التقصير، هيهات ليس كذلك، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال تعالى: ﴿لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم﴾ الآية ...[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٢٤٦، وابن عساكر في تاريخه ٢٢/٤١-٤٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.