﴿رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٥٣٦٢٢- عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، في قوله تعالى: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: «هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب إصلاح المال ص٧١ (٢٠٥)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص٣١١، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٧ (١٤٦٤٥). وأورده الديلمي في الفردوس ٥/٧٩ (٧٥١٢).
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث ٣/٦٧٤ (١١٨١): «سمعت أبي يقول: هذا حديث منكر».]]. (١١/٨٣)
٥٣٦٢٣- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: «هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله»[[أورده الديلمي في الفردوس ٢/٢٧٧ (٣٢٨٤). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٨٤)
٥٣٦٢٤- عن أبي هريرة -من طريق دراج- في قوله تعالى: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٤٧٧.]]. (ز)
٥٣٦٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة – في قوله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: أما -واللهِ- لقد كانوا تُجّارًا، فلم تكن تجارتُهم ولا بيعُهم يلهيهم عن ذكر الله[[أخرجه الطبراني (١١٧٨٨). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٨٤)
٥٣٦٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في الآية، قال: ضرب الله هذا المثلَ -قوله: ﴿مثل نوره كمشكاة﴾- لأولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وكانوا أتجر الناس وأبيعهم، ولكن لم تكن تلهيهم تجارتهم ولا بيعُهم عن ذكر الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٧، والحاكم ٢/٣٩٨، والبيهقي في الشعب (٢٩٢٢).]]. (١١/٨٤)
٥٣٦٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿رجال﴾ فيها تقديم، بالغدوِّ والعشيِّ. ثم نعتهم، فقال سبحانه: ﴿لا تلهيهم تجارة﴾ يعني: شراء، ﴿ولا بيع﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٠١.]]. (ز)
٥٣٦٢٨- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع﴾، التجارة: الجالب. والبيع: الذي يبيع على يديه[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٤٥١.]]. (ز)
﴿رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ - أحكام متعلقة بالآية
٥٣٦٢٩- عن أُمِّ سلمة، عن رسول الله ﷺ، قال: «خير مساجد النساء قَعْرُ بيوتهنَّ»[[أخرجه أحمد ٤٤/١٦٤-١٦٥ (٢٦٥٤٢)، ٤٤/١٩٤-١٩٥ (٢٦٥٧٠)، وابن خزيمة ٣/١٧٥ (١٦٨٣)، والحاكم ١/٣٢٧ (٧٥٦).]]. (١١/٨٢)
٥٣٦٣٠- عن عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، عن أبيه، عن جدَّته أم حميد، قالت: قلتُ: يا رسول الله، يمنعنا أزواجُنا أن نصلي معكَ، ونُحِبُّ الصلاةَ معك. فقال رسول الله ﷺ: «صلاتُكُنَّ في بيوتكن أفضلُ مِن صلاتكن في حُجَرِكُنَّ، وصلاتكن في حُجَرِكُنَّ أفضل من صلاتكن في الجماعة»[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/١٥٧ (٧٦٢٠) واللفظ له، والطبراني في الكبير ٢٥/١٤٨ (٣٥٦).
قال الهيثمي في المجمع ٢/٣٤ (٢١٠٧): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام».]]. (١١/٨٣)
٥٣٦٣١- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عمرو الشيباني- قال: ما صلَّت امرأةٌ قطُّ صلاةً أفضل مِن صلاة تُصَلِّيها في بيتها، إلا أن تُصَلِّي عند المسجد الحرام، إلا عجوز في مَنقَلَيْها. يعني: خُفَّيْها[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٣٨٣-٣٨٤، وأخرجه يحيى بن سلّام ١/٤٥١ وآخره بلفظ: إلا أن يكون المسجد الحرام ومسجد النبي، إلا أن تخرج في منقليها. قال حماد: المنقلان: الخفان.]]. (١١/٨٣)
٥٣٦٣٢- عن همام، عن قتادة، أنّ كعب الأحبار قال: صلاةُ المرأة في بيتها أفضلُ من صلاتها في صفتها، وصلاتها في صفتها أفضل من صلاتها في حجرتها. ثم يتبعه قتادة: وما سَتَرَ امرأةً فهو خيرٌ لها[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٤٥٢.]]. (ز)
ذكر ابنُ كثير (٦/٦٨) بعض الأحاديث الدالة على أفضلية صلاة المرأة في بيتها، ثم قال : «هذا ويجوز لها شهود جماعة الرجال، بشرط أن لا تؤذي أحدًا مِن الرجال بظهور زينة، ولا ريحٍ طيب، كما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»».
﴿عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٥٣٦٣٣- عن سيّار، قال: حُدِّثْتُ عن عبد الله بن مسعود أنّه رأى ناسًا مِن أهل السوق سمعوا الأذان، فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين قال الله: ﴿لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٣٢٢، والطبراني (٩٠٧٩)، والبيهقي في الشعب (٢٩١٧). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.]]. (١١/٨٥)
٥٣٦٣٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: كانوا رجالًا يبتغون مِن فضل الله؛ يشترون ويبيعون، فإذا سمعوا النداءَ بالصلاة ألقوا ما أيديهم، وقاموا إلى المسجد، فصلوا[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٨٤)
٥٣٦٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: عن شهود الصلاة المكتوبة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٣٢٢، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٨٤)
٥٣٦٣٦- عن عطاء، مثله[[عزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١١/٨٥)
٥٣٦٣٧- عن عبد الله بن عمر -من طريق عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله-: أنه كان في السوق، فأُقِيمت الصلاة، فأغلقوا حوانيتَهم، ثم دخلوا المسجد، فقال ابن عمر: فيهم نزلت: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٦١، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وهو عنده موقوف على سالم، كما سيأتي.]]. (١١/٨٥)
٥٣٦٣٨- عن إبراهيم [النخعي] -من طريق أبي يزيد- في قوله ﷿: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: هم قوم من القبائل والأسواق، إذا حانت الصلاةُ لم يشغلهم[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه - التفسير ٦/٤٥١ (١٦١١)، وأخرجه يحيى بن سلّام ١/٤٥١ من طريق مسلم أبي عبد الله بلفظ: قوم لا تلهيهم التجارة عن وقت الصلاة، وهم هؤلاء الذين سمى الله.]]. (ز)
٥٣٦٣٩- عن سعيد بن أبي الحسن -من طريق عوف- في هذه الآية: ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: هم قوم في تجاراتهم وبيوعهم، لا تلهيهم تجاراتهم ولا بيوعهم عن ذكر الله[[أخرجه ابن جرير ١٧/٣٢١، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨ (١٤٦٥٠)، وهو عند ابن جرير عن سعيد عن رجل نسي اسمه.]]. (ز)
٥٣٦٤٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: هم في أسواقهم يبيعون ويشترون، فإذا جاء وقت الصلاة لم يلههم البيع والشراء عن الصلاة، ﴿يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٧.]]. (١١/٨٥)
٥٣٦٤١- عن سالم بن عبد الله -من طريق عمرو بن دينار مولى آل الزبير- أنّه نظر إلى قوم من السوق قاموا وتركوا بياعاتهم إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه: ﴿لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٧/٣٢١، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨.]]. (ز)
٥٣٦٤٢- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق طلحة بن عمرو- ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة﴾، قال: كانوا لا يُلهيهم الشراءُ والبيعُ عن مواضع حقوقِ الله التي افترضها عليهم أن يُؤَدُّوها لأوقاتها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٣١٢.]]. (ز)
٥٣٦٤٣- عن مطر الورّاق -من طريق ابن شَوْذَب- في قول الله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: أما إنّهم قد كانوا يشترون ويبيعون، ولكن كان أحدُهم إذا سمع النداءَ -وميزانُه في يده- خَفَضَه، وأقبل إلى الصلاة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨.]]. (ز)
٥٣٦٤٤- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿عن ذكر الله﴾، يعني: عن الصلوات الخمس[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٤٥١.]]. (ز)
٥٣٦٤٥- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾: يعني: الذكر: الصلاة المفروضة[[أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ١/١٢٨.]]. (ز)
٥٣٦٤٦- عن الربيع بن أنس، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨.]]. (ز)
٥٣٦٤٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿عن ذكر الله﴾، يعني: الصلوات المفروضة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٠١.]]. (ز)
٥٣٦٤٨- عن يحيى بن حفص القارئ، قال: سمعتُ سفيان الثوريَّ يقول في قول الله ﷿: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، قال: كانوا يشترون ويبيعون، ولا يَدَعُون الصلواتِ المكتوباتِ في الجماعات[[أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ١/١٢٩، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٧/١٥، والبيهقي في شعب الإيمان ٦/١٩٥-١٩٦ (٢٦٦١).]]. (ز)
٥٣٦٤٩- قال يحيى بن سلّام: ذِكْرُ الله في هذا الموضع: الأذان[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٤٥١.]]. (ز)
﴿وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ﴾ - تفسير
٥٣٦٥٠- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- قال: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة﴾، يعني: الصلاة المفروضة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨.]]. (ز)
٥٣٦٥١- عن عوف، عن سعيد بن أبي الحسن، عن رجل نسي عوفٌ اسمه، في: ﴿وإقام الصلاة﴾، قال: يقومون للصلاة عند مواقيت الصلاة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٣٢٣.]]. (ز)
لم يذكر ابنُ جرير (١٧/٣٢٣) غير القول الذي أسنده عوف.
٥٣٦٥٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿وإقام الصلاة﴾، قال: إقامة الصلاة في جماعة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٩.]]. (ز)
٥٣٦٥٣- عن زيد بن أسلم -من طريق عبد الله بن عيّاش- في قول الله: ﴿وإقام الصلاة﴾، قال: إقامة الدِّين[[أخرجه بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/٥٩-٦٠ (١٣٣)، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٨.]]. (ز)
٥٣٦٥٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإقام الصلاة﴾، يقول: لا تُلهيهم التجارةُ عن إقام الصلاة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٠١.]]. (ز)
٥٣٦٥٥- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- ﴿وإقام الصلاة﴾: يعني: لا يُلهيهم ذلك عن حضور الصلاة؛ أن يُقيموها كما أمرهم الله، وأن يحافظوا على مواقيتها وما استحفظهم الله فيها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٩.]]. (ز)
٥٣٦٥٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾، كانوا إذا سمعوا المؤذِّن تركوا بيعَهم، وقاموا إلى الصلاة. وذِكْر الله في هذا الموضع: الأذان، والصلاة: الصلوات الخمس[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٤٥١. وجاءت فيه كلمة «الصلوات الخمس» بزيادة واو في أولها.]]. (ز)
﴿وَإِیتَاۤءِ ٱلزَّكَوٰةِ﴾ - تفسير
٥٣٦٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ [البقرة:٤٣، ٨٣، ١١٠، النساء:٧٧، النور:٥٦، المزمل:٢٠]، ﴿وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة﴾ [مريم:٥٥]، وقوله: ﴿وأوصاني بالصلاة والزكاة﴾ [مريم:٣١]، وقوله: ﴿ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا﴾ [النور:٢١]، وقوله: ﴿وحنانا من لدنا وزكاة﴾ [مريم:١٣]، ونحو هذا في القرآن، قال: يعني بالزكاة: طاعة الله، والإخلاص[[أخرجه ابن جرير ١٧/٣٢٣، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٩.]]. (ز)
لم يذكر ابنُ جرير (١٧/٣٢٤) غير قول ابن عباس.
٥٣٦٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإيتاء الزكاة﴾، يقول: لا تلهيهم التجارة عن إعطاء الزكاة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٠١.]]. (ز)
٥٣٦٥٩- قال يحيى بن سلّام: الزكاة المفروضة[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٤٥١.]]. (ز)
﴿یَخَافُونَ یَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِیهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَـٰرُ ٣٧﴾ - تفسير
٥٣٦٦٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾، قال: تتقلب في الجوف، ولا تقدر تخرج حتى تقع في الحنجرة، فهو قوله: ﴿إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين﴾ [غافر:١٨][[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٩.]]. (١١/٨٥)
٥٣٦٦١- عن زيد بن أسلم -من طريق عبد الله بن عياش- في قوله: ﴿يخافون يوما﴾، قال: يوم القيامة[[أخرجه ابن وهب في الجامع ١/٥٩-٦٠ (١٣٣)، وابن جرير ١٧/٣٢٥، وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٩.]]. (١١/٨٥)
٥٣٦٦٢- قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: ﴿يخافون يوما تتقلب فيه القلوب﴾ حين زالت مِن أماكنها مِن الصدور، فنَشبتْ في حلوقهم عند الحناجر. قال: ﴿والأبصار﴾ يعني: تقلب أبصارُهم فتكون زُرقًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٠١.]]. (ز)
٥٣٦٦٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾ قلوب الكفار وأبصارهم. وتقلُّب القلوب: أنّ القلوب انتُزِعَت مِن أماكنها، فغصَّت به الحناجر، فلا هي ترجع إلى أماكنها، ولا هي تخرج، وهو قوله: ﴿إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين﴾ [غافر:١٨]. وأما تقلُّب الأبصار: فالزَّرَقُ[[الزَّرَقُ: البياض. اللسان (زرق).]] بعد الكحل، والعمى بعد البصر[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٤٥٢.]]. (ز)
ذكر ابنُ عطية (٦/٣٩٢ بتصرف) في قوله: ﴿تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾ قولين، فقال: «واختلف الناس في تقلب القلوب والأبصار، كيف هو؟ فقالت فرقة: يرى الناسُ الحقائقَ عيانًا، فتتقلب قلوب الشاكِّين ومعتقدي الضلال عن معتقداتها إلى اعتقاد الحق على وجهه، وكذلك الأبصار. وقالت فرقة: هو تقلُّبٌ على جمر جهنم». ثم عليهما قائلًا: «ومقصد الآية هو وصف هول يوم القيامة، فأمّا القول الأول فليس يقتضي هولًا، وأما الثاني فليس التقلب في جمر جهنم في يوم القيامة، وإنما هو بعده». ثم مستندًا إلى لغة العرب أنّ "معنى الآية: أنّ ذلك اليوم لشدة هوله ومطلعه القلوب والأبصار فيه مضطربة قلقة متقلبة مِن طمعٍ في النجاة إلى طمع، ومِن حذرِ هلاك إلى حذر، ومِن نظرٍ في هول إلى النظر في الآخر، والعربُ تستعمل هذا المعنى في الحروب ونحوها، ومنه قول الشاعر:
بل كان قلبك في جناحي طائر".
﴿یَخَافُونَ یَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِیهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَـٰرُ ٣٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٣٦٦٤- عن أسماء بنت يزيد، قالت: قال رسول الله ﷺ: «يجمع الله الناسَ يومَ القيامة في صعيدٍ واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، فيقوم منادٍ، فينادي: أين الذين كانوا يحمدون الله في السرّاء والضرّاء؟ فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنةَ بغير حساب، ثم يعود فينادي: أين الذين كانت تتجافى جنوبُهم عن المضاجع؟ فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يعود فينادي: أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله؟ فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يقوم سائر الناس فيُحاسَبون»[[أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ٥/١٧٩-١٨٠ (٢٣٠٥)، وهناد بن السري في كتاب الزهد ١/١٣٤ (١٧٦)، وابن أبي حاتم ٨/٢٦١٠ (١٤٦٦٣)، والثعلبي ٧/٣٣٢.
قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بعد أن ذكر إخراج البيهقي له ٨/٢٥٨ (٧٩٠٩): «رواه البيهقي بسند ضعيف».]]. (١١/٨٦)
٥٣٦٦٥- عن أبي سعيد، عن رسول الله ﷺ، قال: «يقول الرب ﷿: سيعلم أهلُ الجمع اليومَ مَن أهلُ الكرم». فقيل: ومَن أهل الكرم، يا رسول الله؟ قال: «أهل الذِّكر في المساجد»[[أخرجه أحمد ١٨/١٩٥ (١١٦٥٢)، ١٨/٢٤٩ (١١٧٢٢)، وابن حبان ٣/٩٨ (٨١٦).
قال ابن عساكر في فضيلة ذكر الله ص٣٣-٣٥ (١٠): «الحديث غريب». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٥/٢٧٩٣ (٦٥٤٢): «قال أحمد بن حنبل: درّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري: ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٧٦ (١٦٧٦٣): «رواه أحمد بإسنادين، وأحدهما حسن».]]. (١١/٨٧)
٥٣٦٦٦- عن أبي الدَّرداء -من طريق أبي عبد رب- قال: ما أُحِبُّ أن أبايع على هذا الدرج[[يعني: الدرج من باب المسجد. كما عند أحمد في الزهد.]]، وأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، وأشهدُ الصلاة في الجماعة، أما إنِّي لا أزعم أن ذلك ليس بحلال، ولكني أُحِبُّ أن أكون مِن الذين قال الله: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾[[أخرجه أحمد في الزهد ص١٣٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٨٦)
٥٣٦٦٧- عن مسروق، قال: أُتي عبد الله بن مسعود بشراب، فقال: أعطِ علقمة. فقال: إني صائم. فقال: أعط مسروقًا. فقال: إني صائم. قال: فأخذ عبد الله فشرب، ثم قرأ: ﴿يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٩/١٧٦ (٣٥٧١٧)، والنسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ١٠/٤٠٣ (١١٨٤٤) وابن أبي حاتم ٨/٢٦٠٩، والطبراني في الكبير ٩/١٧٧ (٨٨٧٩)، والحاكم (ت: مصطفى عطا) ٢/٤٣٤ (٦٤٦، ٣٥٠٩) وفيها أنّ عبد الله ذكر أنه ليس صائمًا.]]. (ز)
{"ayah":"رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءِ ٱلزَّكَوٰةِ یَخَافُونَ یَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِیهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَـٰرُ"}